من المتوقع إنضمام حوالي 5 مليارات شخص للعالم الإفتراضي في السنين القليلة القادمة وذالك بفضل تقدم وتطور تكنولوجيا الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية التي يمكن من خلالها التحكم بمنزل كامل حتى وأنت غير موجود فيه بل وحتى مزرعتك حيث شاهدت فيديو لمزارع ألماني يمكنه أن يتحكم بمزرعة دواجن كاملة من دون أن يترك منزله حيث يمكنه إصدار الأوامر من خلال الكمبيوتر اللوحي. في العالم الإفتراضي يشعر الجميع بأنهم على قدم المساواة حيث يستعملون منصات العمل ذاتها كالفيسبوك وتويتر على سبيل المثال ولكن على أرض الواقع فإن الإستفادة من الطفرة التكنولوجية لن تحل بالمطلق الفرق الشاسع في مستوى الدخل حتى داخل البلد نفسها حيث تختلف درجة الإستفادة من التكنولوجيا. ولكن على أرض الواقع فإن التكنولوجيا قد تساعد في إتجاه تقليص الفجوة الإقتصادية بواسطة رفع مستوى التعليم في أماكن حيث تعد طرق التعليم التقليدية كبناء المدارس رفاهية. ويمكن للتكنولوجية من أن تصل لأماكن لم يكن من الممكن قبل ذالك مشاهدة شخص يحمل هاتفا ذكيا أو يمتلك كمبيوترا لوحيا حيث من الممكن إستخدامها في تحسين كفائة الأنظمة التجارية والإلكترونية مما يرفع كفائة الإقتصاد ويحسن الإنتاجية. في دولة الكونجو حيث يستفيد العاملون في مهنة صيد السمك والكثير منهم نساء من وصول شبكة البث الهاتفي وإنتشارها حيث يبقون الاسماك داخل مصائد نهرية حتى تأتيهم أوامر الشراء عبر الهاتف بدلا من شحنها إلى السوق وفسادها أحيانا بسبب الطقس إنتظارا لمشتري مناسب. كما أنهم يوفرون تكاليف شحن وتخزين وتبريد وتحسين إنسيابية أعمالهم من خلال إختصار الوقت اللازم لإنجاز العمل المطلوب منهم. فإذا كان توفر هاتف متنقل عادي قادر على تحسين حياة الكونجوليين بتلك الطريقة فكيف لو توفرت لديهم تكنولوجيا الإتصال بالإنترنت عبر الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية. هناك مشكلة تواجه البعض ممن يرغبون بإقتناء التكنولوجيا حيث سوف يعملون من خلالها على تحسين أوضاعهم المعيشية وهي التكلفة, فإذا تمكن أحدهم من شراء هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي فقد لايتمكن من توفير حزمة إنترنت من خلاله. في أفريقيا هناك أكثر 600 مليون شخص وفي أسيا 3 مليارات شخص ينتمون لتلك الفئة ويستخدمون حتى الأن هواتف أساسية توفر لهم الإتصال والبريد الصوتي وإرسال الرسائل النصية. كل ذال سوف يتغير حيث هناك عدد من المشاريع المتعلقة بنشر الإنترنت حيث لم تصل من قبل وتتولى بعضها شركة جوجل والبعض الأخر شركة فيسبوك والتي اعلنت عن خططها بشأن طائرات بدون طيار أو حتى مناضيد مزودة بالإنترنت ويستفيد منها عدد كبير من الأشخاص وتغطي مساحات واسعة. في الكثير من الأماكن التي يعد الحديث عن الإنترنت فيها يماثل الحديث عن غزو خارجي تقوم به كائنات فضائية فإن دخول الإنترنت إلى تلك الأماكن النائية سوف يحدث ثورة تكنولوجية بكل ماتحمله الكلمة من معنى حيث أنها سوف تدخل من بوابة الإتصال السريع وليس من خلال الخادمات(المودم) الموصولة بالهواتف الأرضية. سكان تلك المناطق سوف يجدون أنفسهم يملكون مفتاح الوصول لأي معلومة يريدونها وهم في منازلهم أو اماكن أعمالهم. رعاة الأغنام والذين يمارسون أعمالهم في اماكن نائية وبعيدة عن العمران سوف يتمكنون من التواصل مع مشغليهم في حالة تعرضهم لأي طارئ وتلقي التعليمات بشكل فوري بخصوص أي أماكن تنتشر فيها الحيوانات المفترسة. كما أن تحسين التواصل الإلكتروني يأتي بالعديد من المنافع الأخرى ومنها إمكانية جمع المعلومات وتخزينها بشكل أكثر كفائة من الطريقة التقليدية. إن ذالك يوفر مساحات هائلة ويختصر الوقت المطلوب للبحث عن المعلومة والوصول إليها. إن عدم توفر المعلومات في مجالات عديدة مثل الصحة والبيئة في كثير من البلدان قد أدى إلى إعاقة التنمية في تلك المناطق. كما أن توفر المعلومات الإحصائية أولا بأول وإمكانية الوصول إليها بدون أن تحد تلك القدرة عوامل الزمان أو المكان سوف يجعل من قدرة الجهات الحكومية على قياس مدى نجاح المشاريع التي تنفذها حتى في أكثر الأماكن النائية عاملا يغير قواعد اللعبة في الكثير من المجالات. الطابعات ثلاثية الأبعاد والتي دخلت حيز التطبيق في الكثير من البلدان ومنها الصين تستطيع طباعة تصاميم لأدوات, قطع غيار مختلفة, هواتف خليوية حتى دراجات نارية طبق الأصل من النسخة الأصلية بإستخدام معلومات عن المنتج من مصادر مفتوحة. إن ذالك يعني توفير الكثير من الوقت والتكاليف وخصوصا الشحن. في البلدان المتقدمة تكنولوجيا تعد الطابعات ثلاثية الأبعاد شريكا أكثر من مفيد للصناعة والتكنولوجيا ولكنها ليست بديلا للطرق التقليدية في الصناعة بل تعد عنصرا متكاملا معها. التقدم في وسائل الإتصالات وتكنولوجيا الإنترنت لن يقتصر على كل ماسبق ذكره بل سوف يتعداه إلى إبتكارات تساهم في تنظيم حياتنا اليومية كألة ملابس متكاملة تقوم بالغسيل والتجفيف والكوي والترتيب حيث تبقى الملابس منظمة ومرتبة. بل وتقوم بتقديم إقتراحات متعلقة بنوعية الملابس التي يجب أن ترتديها بناء على جدول أعمالك اليومي. ولكن علينا أن نأخذ في الإعتبار أن التقدم والتوسع في إستخدام الإنرتنت والتكنولوجيا المصاحبة لها وخصوصا الأنظمة المتكاملة التي تدير حياتنا بشكل يومي يصاحبها تقدم في وسائل وطريقة تفكير الهاكرز الذي لم تسلم منهم حتى الأنظمة البنكية التي من المفترض أنها أمنة وعصية على الإختراق. إن الإعتماد اليومي على التكنولوجية له أثار سلبية خصوصا أن التعرض للتردد اللاسلكي المصاحب للأجهزة الإلكترونية وأجهزة إرسال وإستقبال الإنترنت له تبعات صحية. كما أن الإعتماد المفرط على التكنولوجيا حتى في تنظيم روتين حياتنا اليومي وعدم التفكير في المهمات المتنوعة المصاحبة لذالك قد يصيب مناطق معينة في الدماغ بالخمول. الروبوتات الألية تقدم مجالات جديدة للتطبيقات التكنولوجية على الرغم من أنها سوف تبقى خارج مجال قدرة الشخص ذدو الدخل المنخفض على تأمينها لفترة طويلة ولكن مع مرور الوقت وإنتشار تلك التكنولوجية فسوف نشهد إنخفاض ثمنها. المكنسة الكهربائية( iRobot's Roomba ) تعد أوضح مثال على السرعة التي تتقدم فيها تكنولوجيا الروبوتات حيث تم طرحها في الأسواق أول مرة سنة 2002 وتطورت وتعددت إستخداماتها منذ ذالك الوقت. أنواع مختلفة من الروبوتات الألية في المستقبل سوف تقوم بمهام منزلية متعددة كإصلاح الأعطال الكهربائية وصيانة أنابيب الصرف الصحي. إن برامج التعرف على الأصوات تم تقديمها في أنظمة تشغيل الكمبيوترات كبرنامج ويندوز ولكنها منذ تلك الفترة فقد قطعت شوطا كبيرا وتعددت إستخداماتها خصوصا في مجال تحويل الأصوات المسموعة إلى نصوص كتابية. إن من يتكلمون بشكل أسرع مما يكتبون ومن يحاولون تجنب أعراض مايسمى متلازمة النفق الرسغي (carpal Tunnel Syndrome) هم من ضمن المستفيدين من الطفرة التكنولوجية التي حققتها تلك البرامج. برامج التعرف على الصوت لايقتصر إستخدامها في مجال واحد بل سوف تأتي متكاملة مع طيف واسع من التطبيقات التكنولوجية كالمكنسة الروبوت وغيرها من أنواع الروبوتات التي يمكن إصدار أوامر صوتية من مشغليها لتتعرف عليها بسهولة وتقوم بتنفيذ المهام الموكلة إليها. جهاز(Kinect) من مايكروسوفت هو عبارة عن جهاز مستشعر الحركة الذي تم تصميمه لجهاز ألعاب إكس بوكس 360(XBOX 360) تحول إلى أكثر الأجهزة الإلكترونية الإستهلاكية مبيعا عبر التاريخ حيث بيع منه أكثر من ثمانية ملايين قطعة في فترة ستين يوما من طرحة لأول مرة في الأسواق سنة 2011. ذالك الجهاز ينتمي إلى فئة الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد تقنية التعرف على الإيمائات والحركات(gesture recognition technology) حيث أن إستخداماتها تتخطى مجال الألعاب الإلكترونية والترفيه إلى مجال أوسع كما شاهدنا في فيلم(Minority Report) لتوم كروز الذي يستخدم تلك التقنية وتقنية التصوير ثلاثية الأبعاد لحل ألغاز الجرائم التي يحقق فيها. حاليا هناك تطبيقات لتقنية التعرف على الإيمائات والأصوات مثل ألعاب على شكل كلب تستمع للأوامر الصوتية وتنفذها ومن الممكن تصنيفها على أنها روبوتات إجتماعية(Social Robots). التطبيقات التي تعتمد على الروبوتات الألية ليس لها حدود خيث هناك العديد من الإختراقات العلمية في ذالك المجال والتي تبشر بخير من ناحية إستخدامها في العمليات الجراحية والأعضاء الإصطناعية وكذالك بالنسبة للغير قادرة على الحركة. اليابان وهي دولة متقدمة جدا في ذالك المجال أثبتت التجارب التي قام العلماء هناك بإجرائها على قدرة شخص مستلقي في جهاز F-MRI(Functional magnetic resonance imaging) على أن يتحكم بروبوت يبد عنه مئات الكيلومترات عن طريق تخيل حركة في دماغه يرغب من الروبوت القيام بها. المساهمات التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا في تحسين نوعية حياة السكان على كوكب الأرض تبقى غير محدودة ولا يمكن تخيلها ولكن إنتشارها وتعميمها لن يكون بين يوم وليلة كما يتخيل البعض بل سوف يأخذ وقتا ليس بالقصير. مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة http://science-culture-knowledge.blogspot.ae/2015/10/blog-post_5.html الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة النهاية
التعليقات (0)