مواضيع اليوم

كيف ذُلل الفكر العلماني للدعوة الإسلامية الجديدة ..

Fatma alzahra

2010-05-13 18:41:14

0

مبدأ التسخير لأمم التوحيد ..

الإسلام هو شريعة وإرادة الله على الأرض .. والمسلم بعقيدته الصافية هو الإنسان المخول من الله سبحانه لنشر دينه ونشر دعوته للأمم الأخرى.. وعندما يقدر الله سبحانه على الإنسان ويفرض عليه أمر فإنه سبحانه من كريم قدره وقدرته أن يسخر له الكون بأسره ليعينه على هذه العبادة و على حمل هذه الرسالة التوحيدية للأمم الاخرى .. والعكس صحيح .. بمعنى أن المسلم لو اختزل إسلامه في الهوية والبطاقة فإنه يُفقد إسلامه معناه وينفي الميثاق الذي واثقه به ربه منذ كان في عالم الذر.. إذ يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله (( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )) و هذا الميثاق على العبودية المطلقة لله تعالى وتوجيه العبادة له سبحانه دون غيره ليست عبثية بل هي سنة الله في الكون وهو الأساس الذي ينطلق منه المسلم الحق في دعوته .. وحمل هذه الرسالة يستوجب الكثير من التسخير والتطويع لحامل هذه الرسالة السماوية ..


ولنا في مبدأ التسخير الكثير من القصص في التاريخ الإسلامي والعربي بشكل عام .. فكلنا يعلم كيف سخر الله لنبينا سليمان الريح يوجهها حيث يشاء و يسلطها على من يشاء ، و هي في النهاية ريح عاتية و لا تستدعي قوتها و قدرتها على قلب الحياة رأسا على عقب أن تُعبد من دون الله ، فالله هو الذي أمرها و جعها ألة قوية يستخدمها نبي الله سليمان لتعينه على الدعوة و نشر التوحيد الذي هو أساس و لب كل الأديان السماوية .. و كذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر وأمام الأنبياء وخاتم المرسلين سخر الله له الكثير من الآيات والحجج التي تعينه في الدعوة وتمهد له الطريق للعبور للعقول الصلبة المتحجرة التي كانت تتسم بها العقول العربية في عهد الجاهلية الأولىفكانت قصة انشقاق القمر التي أثبت العلم الحديث حصولها .. فهذه الحادثة لم تكن عبثية بل هي إرادة الله ومعجزته تعالى المسخرة للنبي المصطفى ليذلل تلك العقول التي كانت تتمسك بالموروث وتتخذ من اللات والعزة ومناة وغيرها من الآلهة شريكا مع الله تعالى في العبادة واللجوء .. بالإضافة إلى البلاغة والرصانة الكلامية التي بلغها هؤلاء الأعراب في تلك الحقبة الزمنية .. فكان لزاما أن يكون لمحمد النبي الأمي أداة قوية جدا تُسخر له لجذب و إبهار هؤلاء الأعراب الأقحاح فكان القرآن الكريم الذي كان - مازال - أقوى وأنجع الأدوات التسخيرية التي منحها الله سبحانه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. كذلك يتراء لنا مبدأ التسخير في قصة موسى عليه السلام في تسع آيات مُنحت له عليه السلام ومنها معجزة فلق البحر لكل شطر حتى أصبح كل شِطر كالطود العظيم .. فهذا التسخير الإلهي والإعجاز الكوني لم يكن إلا تثبيتا لبني إسرائيل .. وعونا لنبي الله موسى عليه السلام على الرسالة التي أنزلت عليه وأمر بحملها من الخالق سبحانه ..

هل يا ترى انتهى عصر التسخير والمعجزات !! برأيي لم ينتهي إلا عصر المعجزات أما التسخير والتذليل فهو مبدأ قائم ليوم الدين .. لكن تظل المسألة متصلة بطبيعة العصر الذي يحيا الإنسان المسلم به .. ففي عصرنا كان للفكر والمنطق والحجج والبراهين و المطالبة الحقوقية و العدالة و الإنصاف مكانة عالية جدا ومنزلة رفيعة يتشدق بها كل حزب و كل فريق .. و هو حقيقة الآلة السحرية التي سُخرت لكل صاحب دعوة حقيقية صادقة .. فما هو الفكر المسخر لاجتثاث العرب المسلمين من غفلتهم التي طالت كثيرا !! بكل تواضع أقول أنه ( الفكر العلماني ) .. نعم هو الفكر العلماني الحديث المجرد من الإلحاد والكفر .. فهو الذي سُخر للنساء كي يتعلمن ويخرجن من بوتقة الجهل التي فرضت عليهن سنين طوال منذ أوائل القرن الماضي .. وهو الذي دعا لتحرير المرأة من عبوديتها للرجل التي ما أنزل الله بها من سلطان .. فقد كانت المرأة المسلمة قديما – و أعني قديما بفترة محددة و هي قبل ظهور النفط بعقود قليلة من الزمن – أمة لا تستشار بشيء وليس لها أي دور يذكر في المجتمع كما كان للسيدة عائشة والسيدة خديجة من قبلها ..

فليست الريح ولا القمر ولا البحر أهون في تسخيرها من الفكر .. و لذلك أقول أن الله سخر للدعاة الجدد والمجددين في هذه الأمة الموحدة ( الفكر العلماني ) ليساعدهم لإخراج المجتمع المسلم من الرجعية الجاهلية التي عاشها المجتمع المسلم في فترة زمنية محددة بسبب بعدهم عن دينهم وانبهارهم بحضارة الغرب و الهجمات الاستعمارية المتتالية التي استوطنت منطقتنا العربية .. و ها هي المرأة الملتزمة قبل الغير ملتزمة استطاعت أن تثبت نفسها في كثير من المجالات الحياتية بفضل ذاك التسخير الإلهي لما يدعى بالفكر العلماني .. وهذا الفكر ليس بالضرورة يعني أن يُعبد من دون الله كما يفعل الكثيرون من أبناء جلدتنا والذين انبهروا بعدالته وبريق قوانينه الظاهرية فوقعوا عبيدا له وانساقوا وراء بعض ملحديه بالكلية .. و والله إنها لفتنة عظيمة كانت من شانها أن تميز الخبيث من الطيب من أبناء هذه الامة المحمدية .. لذلك يظل الفكر العلماني مجرد آلة تسخيرية سخرها المولى لتعين المجتمع الإسلامي و تعين المرأة تحديدا لنيل حقوقها المسلوبة التي أقرها الإسلام وكفلها لها منذ عهد النبوة المحمدية ..


ــــــــــــــ

أطيب المنى ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات