بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ من أول الحكاية كيف دخل اليهود إلى فلسطين ..
نبدأ من أوروبا في القرون الوسطى ..
دانت أوروبا المذهب الكاثوليكي و الشرق كان مذهبه الأورثودوكسي و المذهبين معا تبعا للمسيحية يكرهون اليهود كراهة كبيرة جدا فقد كان النصارى يحملون اليهود قتل المسيح عليه السلام طبعا نحن كمسلمين نعتقد اعتقادا تاما أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب بنص قوله تعالى :" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " إذا فالثرات المسيحي يصف اليهود بالأمة الملعونة .
سنة 1290 ميلادية قام ملك انجلترا إدوارد الأول بطرد ما يسمونهم الكفار وهم اليهود تزامن هذا الأمر بعد عدة سنوات بأن قام فيليب الأول ملك فرنسا بإعطاء اليهود 3 اختيارات
إما أن يقتلوا أو يخرجوا من فرنسا أو يتنصروا
فاختار بعضهم الخروج و البعض الآخر اختار الدخول في المسيحية طبعا فهم من قال عنهم الله عز و جل :" و لتجدنهم أحرص الناس على حياة "
الطائفة التي خرجت منهم لم يقبلهم أحد من الشعوب إلا المسلمين حيث هاجر اليهود إلى الأندلس إذ لم يكن هناك موضعا للحرية الدينية إلا موضعا واحدا عند المسلمين فقد مارس اليهود عباداتهم و عاشوا في كنف المسلمين عملوا في مجالات عدة.. التجارة السياسة .. و كوّنوا ثروات كثيرة كل هذا تحت رعاية المسلمين دون أي نوع من القهر أو الظلم..
أما من بقي في فرنسا و اختار الدخول في المسيحية فقد ترقى معظهم في المناصب مع مرور الوقت و كذا في الكيان الكنسي أصبح منهم قساوسة و رهبانا وبدءوا يتدرجوا حتى وصلوا إلى مناصب عليا في الحكومة و الكنيسة الفرنسية و غير ذلك ..
عودة إلى الأندلس و ما حدث هناك سنة 1492 للميلاد بعد هذه الأحداث بحوالي 150 سنة احتل الصليبيين الأندلس وبدءوا يضطهدون المسلمين و اليهود على السواء و قهروهم على تغيير دينهم .. هنا قرر اليهود الخروج و البحث من جديد في كل العالم عن مكان يقبلهم كتجار وشعوب تعيش في أمان لم يجدوا إلا الإسلام من جديد ليقبلهم .. قبلتهم الدولة العثمانية وهي حينئذ أعظم دولة .. كانت قد فتحت القسطنطينية قبل سقوط الأندلس بحوالي 40 سنة و بذلك أسقطت الكيان البزانطي وهي الدولة الرومانية الأورثودوكسية في الشرق فقبلت الدولة العثمانية أن يعيش بينها اليهود وهذا هو الفكر الإسلامي في قبول الغير .. منحت الدولة العثمانية مدينة سالونيك اليونانية كمقر لليهود عاشوا فيها لفترة طويلة دون أي تعرض للدولة ..
الدولة العثمانية يا إخواني قامت على الخلافة وحكمت العالم الإسلامي لأكثر من 6 قرون وصلت في حكمها إلى أكثر من 20 مليون كلم مربع من مساحة الأرض ، من الجزائر غربا إلى منتصف إيران شرقا ووصلت في أوروبا إلى أسوار فيينا يعني دخلت في بلغاريا و اليونان ورومانيا و بولندا وفي أجزاء من إيطاليا وأجزاء من النمسا وألبانيا ويوغوسلافيا و كوسوفا و غيرهم ... و تركيا و الشام و الجزيرة العربية يعني دولة هائلة بقائد واحد بسلطان واحد ..
الله سبحانه و تعالى قال :" وتلك الأيام نداولها بين الناس " فلا شيء يستقر على حال.. مع مرور الوقت ضعفت الدولة العثمانية بخلافتها وبدأت تفقد من أملاكها وتفقد من سلطانها .. فقدت الجزائر ثم ليبيا ثم مصر وهكذا بدأت تتقلص و سبب هذا أشياء كثيرة جدا منها فشو الجهل.. وبدأ الضعف والركون إلى غير المسلمين وما عاد بعض الولاة و الحكام يحتكمون إلى الشرع بل عادوا يحتكمون إلى القناصل الأوروبية الفرنسية و الانجليزية في دراسة وتقييم المشاريع السياسية و غيرها ..
عودا إلى أوروبا ظهر في هذه الآونة المذهب البروتستانتي و البروتستانت يا إخواني الكرام هم المعترضون على المذهب الكاثوليكي هم طائفة من النصارى قامت في أوروبا تقريبا سنة 1523 ميلادية بعد سقوط الأندلس بحوالي 40 سنة تدعوا إلى الخروج على الكاثوليكية و الاتجاه إلى الدين المسيحي الصحيح في تفسيرـ هذه الطائفة ـ هو الدين الذي يفهمه اليهود .. و صاحب هذه الأفكار هم اليهود الذين تنصروا إذ أنهم ترقوا كما شهدنا من قبل ترقوا في المناصب وفي الكنيسة هم في الظاهر نصارى لكنهم غير ذلك و الذي شجع على قيامها هو ما يحدث من مفاسد و ظلم و اضطهاد وقهر و غيره من الكنيسة الكاثوليكية ..
مارتن لوثر كان قسا ألمانيا لم يكن يهوديا بل كان نصرانيا كتب كتاب سماه :" المسيح ولد يهوديا " يدعوا في كتابه أن اليهود هم الأسياد وهم أبناء الرب و نحن النصارىـ يقول لوثر ـ عبيد يأكل فتات سادتهم هكذا جاء في كتابه و بدأ بنشر أفكارا يعتقدها اليهود و يدعوا إلى الخروج على النظام الكنيسي الظالم ..حصل حينها نوع من الاضطراب في أوروبا فقد هاجت الكنيسة في مقرها بإيطاليا حيث البابا و كذا في فرنسا حيث كانت الدولة المساعدة للمذهب الكاثوليكي هنا حصل نوعا من الصدام بين أتباع لوثر من اليهود المتنصرين و من الشعوب التي دخلت معهم نتيجة القهر الكاثوليكي الواقع على الناس ..فبدأت دعوته تنتشر في أطراف أوروبا مع مقوامة شديدة من البابا و فرنسا ..
عودة إلى الدولة العثمانية
اليهود كما ذكرنا عاشوا لفترة من الزمن في ظل الدولة العثمانية إلى سنة 1603 ميلادية ولد سبتاي تيزفي وهو يهودي عاش إلى أن وصل سنه 22 سنة أعلن حينها أنه المسيح المنتظر بالرغم من أنه يدعو إلى فكرة غريبة و غير مقبولة إلا أن الدولة العثمانية تركته واعتبرت أنه يتكلم من معتقد من معتقادته مما لا يؤثر على الدولة ..
هنا بدأ تيزفي يدعو إلى فكرته سافر إلى أوروبا وبعض الدول العربية المسلمة وسافر إلى فلسطين ودعى اليهود إلى اجتماع في تركيا في عقل دارهم ـ الدولة العثمانية ـ ليقسموا العالم عليهم .. قسم العالم إلى 38 جزءا وجعل على كل جزء ملكا و جعل نفسه فوق كل هذه الملوك وقال أنه سوف يسيطر على العالم باسم المسيح المنتظر ..
بدأت هذه الدعوة بالجهر و المظاهرات و المطالبة بالانشقاق عن الدولة العثمانية و هي التي مدت إليهم يد العون وآوتهم لأكثر من 150 سنة هنا اضطرت الدولة العثمانية القبض على هؤلاء وعن سبتاي لدعوته إقامة دولة في فلسطين حاكمتهم و حكمت عليهم بالإعدام بتهمة الخيانة .. قرر حينئذ سبتاي الدخول في الإسلام و طبعا هذه طريقة اليهود في فرنسا ..وبالرغم من معرفة الدولة العثمانية أنه يريد فقط بإسلامه الهروب من الإعدام إلا أنها قبلت إسلامه وهذا هو منهجنا كمسلمين لنا الظاهر و الله يعلم الخفايا و الباطن فلم تقم عليه الحد لا هو ولا أصحابه و أسسوا حركة سموها يهود الدونمة يعني الردة عن اليهودية إلى الإسلام .
عودة إلى أوروبا
هناك بدأ البروتستانت التفكير في وطن لليهود في فلسطين وإذَا ما تحدثنا عن مذهب البروتستانت نجده يقول أن العهد الجديد وهو الإنجيل محرف وأن العهد القديم و هو التوراة غير محرف لكنهما في واقع الأمر محرفان ومن هنا يأتي اعتماد البروتستانت على التوراة هذا من جهة من جهة أخرى دعى البروتستانت لعودة المسيح عليه السلام لابد من إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين .. ظهرت لذلك الحركة الصهيونية المسيحية
و الصهاينة يا إخوان هم المنتسبون لجبل صهيون في فلسطين و يرغبون العودة إليه هذا هو تفسيرهم لمعنى صهاينة ..
بدأت هذه الأفكار لإنشاء وطن لليهود تنتشر و تجمع لها الأموال و الطاقات و الإعلام و السياسات و غيرها أملا في نزول المسيح عليه السلام !!!
عاش البروتستانت فترات من الاضطهاد إلى أن اعتنق جورج الثامن ملك انجلترا البروتستانتية فالتجأ إلي انجلترا ليس فقط البروتستانت بل اليهود أيضا ..
ولنا عودة بإذن الله تعالى للوقوف على المزيد من الأحداث بإذن الله تعالى
شكر الله لكم و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
التعليقات (0)