كل سنة في ألمانيا وتحديدا في مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا في شهر أكتوبر ولمدة ستة عشرة يوما يقام مهرجان للبيرة يحضره أكثر من ستة ملايين شخص من ألمان ومقيمين وزائرين. وفي أحد ضواحي العاصمة الألمانية برلين يقام أكبر مهرجان للبيرة في العالم حيث يبلغ طول مساحة العرض 2.2 كم وبمشاركة 340 مصنعا للبيرة من 87 بلدا. في موسم الحج لسنة 2015 وبحسب موقع محطة العربية على الإنترنت فقد بلغ عدد الحجاج 1.355.210(مليون وثلاثمائة وخمس وخمسون ألفا ومائتان وعرة حجاج) ورغم كل مشاريع التوسعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد حصلت عدد من الحوادث المؤسفة نتيجة الأهمال وقله الإهتمام أولها حادثة الرافعة ثم حادثة الإزدحام عند قطار المشاعر وحادثة التدافع التي وقعت في منى. المشكلة ليست محصورة في الحوادث فهي شبه سنوية وليست محصورة في عدد الضحايا فللأمانة هناك سنين لم يسقط فيها ضحايا غير الذين يتوفاهم الله بسبب المرض والإعياء كما أن هناك حوداث سببها إهمال الحجاج خصوصا الحرائق التي تحصل بسبب عدم إلتزام الحجاج بالتعليمات في أماكن سكنهم, العديد من حوادث الحج سببها إهمال الحجاج وخصوصا حوداث الحرائق حيث لا يلتزم الحجاج بعدم حمل مواقد الغاز التي منعتها السلطات السعودية لتسببها بتلك الحرائق كما أن العديد من الحجاج يقومون بشبك أذرعهم ببعضهم في الطواف ليشكلوا حاجزا ويدوسوا بأقدامهم كل من يلقيه حظه العاثر أمامهم, المشكلة في التعامل مع الحادث من الناحية الإعلامية وإنعدام الشفافية حيث هناك شكاوي من عدد كبير من بعثات الحج المختلفة بخصوص الصعوبات والعراقيل التي تم وضعها أمامهم عند محاولتهم التعرف على مواطنيهم من الضحايا ومعرفة مصير المفقودين في حادثة التدافع مما يؤكد أن العدد هو بضعة ألاف وليس بضعة مئات كما ذكرت الوسائل الإعلامية السعودية ومن يسير في فلكها. في حوادث سابقة لم يتم ذكر إيران والحجاج الإيرانيين كسبب للمشكلة وأنها متعمدة وعملية إنتحارية من مئات الحجاج الإيرانيين فإذا تم إلقاء اللوم على إيران في حادثة التدافع في منى فماهو سبب حادثة الرافعة والتزاحم عند قطار المشاعر؟ الماكينة الإعلامية السعودية والممولة سعوديا لا تتحدث عن مواكب(VIP) وحج(VIP) خصوصا أماكن الرجم المخصصة لفئات معينة وكذالك طواف(VIP) حول الكعبة حيث تحتجر قوات الأمن الحجاج من أجل أن يطوف شخص واحد براحته بل بدلا من ذالك بدأت بنشر كمية كبيرة من المعلومات الغير صحيحة هدفها إقناع السذج والطائفيين والموتورين بأن إيران هي سبب المشكلة وأن الموضوع كله مؤامرة إيرانية أو إلقاء اللوم كل اللوم على الحجاج. موقع محطة العربية على الإنترنت ذكر أن السفير الإيراني السابق في لبنان دخل إلى السعودية لأداء فريضة الحج بإسم مستعار وجواز سفر مزيف ولم يوضح لنا الموقع إذا كان السفير السابق قد قام بإجراء عملية جراحية لإخفاء ملامحه حيث أنه شخصية عامة ومعروفة شغل منصب سفير لإيران في لبنان؟ المشكلة هي أن الإعلام السعودي ومن يسير في فلكه لم يتفقوا على رأي واحد فمرة يقولون أن سبب التدافع هو عملية إنتحارية إيرانية ومرة يلقون باللوم على الحجاج وعدم إتباعهم للتعليمات وفي حادثة الرافعة تم إلقاء اللوم على شركة إبن لادن فأين كانت الرقابة الحكومية على أعمال الشركة والحج على الأبواب؟ وكيف لم يتم التأكد من معايير السلامة التي تتبعها الشركة؟ السلطات السعودية وزعت صور 1100 حاج على البعثات الأجنبية للتعرف على ضحايا حادثة التدافع في منى بينما تزعم أن عدد الضحايا 715 وذالك كما ذكر مصدر باكستاني. نائب وزير الصحة السعودي حمد بن محمد الضويلع ذكر أنه تم توزيع ألبوم صور يحتوي على 4173 صورة للحجاج المفقودين على البعثات الأجنبية للتعرف إليهم وهو عدد يقترب من الرقم الذي صرحت به مصادر إيرانية. كما أنه هناك إختلاف في عدد الضحايا حيث ذكرت مصادر صحفية بريطانية أن عددهم زاد عن 8 ألاف ومصادر إيرانية ذكرت أن عددهم زاد عن 4 ألاف بقليل بينما هناك تقديرات أكثر منطقية تذكر 2500 ضحية تقريبا مجمل عدد الضحايا في حوادث الحج هذه السنة من بداية الموسم إلى نهايته. إذا وضعت كل ماسبق من إنعدام الشفافية والإهمال وعدم إلتزام الحجاج بالتعليمات جانبا وأخذت بصدق الروايات الرسمية السعودية فماهو التبرير الذي سوف تقدمه تلك السلطات والمطبلون والمنافقون لها بخصوص طريقة التعامل المهينة مع الضحايا وتكديسهم فوق بعضهم البعض بطريقة مقززة مقرفة حيث كان بعضهم مازال يتنفس؟ وهل الفيديو عن إستخدام الجرافة لتجميع جثث الحجاج صحيح ويعود تاريخه لسنة 2015؟ قارنوا بين طريقة تعامل السلطات السعودية مع ضحايا الحج هذه السنة وطريقة تعامل السلطات النمساوية مع ضحايا شاحنة المهاجرين حيث تم التعامل مع الجثث بإنسانية ووضعها في توابيت وبطريقة تحترم كرامتهم وأدميتهم. هناك أيضا ظاهرة غريبة وهي عدد كبير من المفقودين فهل تبخروا مثلا أم إبتلعتهم الأرض؟ وعندما تبدي بعض الدول تذمرها من مشكلة مواطنيها الضحايا أو المفقودين يخرج إعلام المطبلين والمزمرين بكليشية جاهزة لمثل تلك المواقف وهو أن تلك الدول تسيس المشكلة, حتى أندونيسيا إشتكت مما تعرض له مواطنوها في الحج هذه السنة. هناك مطالبات بنقل الإشراف على الحج لمجموعة دول إسلامية وهناك من يهدد بتدويل الحادثة ونقلها لمجلس الأمن وذالك بهدف وضع وصاية دولية او إسلامية على مكة المكرمة والمدينة المنورة وذالك هو حجر الأساس لمخطط تقسيم المملكة العربية السعودية بإخراج مكة والمدينة من وصاية الحكومة المركزية. لست من مؤيدي تقسيم البلدان وتجزيئها فتلك مخططات يعلم الجميع من يقف ورائها ومن هو المستفيد منها وذالك يشمل المخططات لتقسيم المملكة العربية السعودية ولكن هناك من يتسبب بأزمات ويفتح أبوابا سوف يكون من المستحيل عليه إغلاقها والأرقام التي بلغها عدد ضحايا الحج هاذا العام جعلت من الصعب تجاهل المشكلة وكذالك عدد الحوادث الكبير. والسؤال الذي أسأله في نهاية الموضوع هو لماذا لا يستعين المسؤولون عن تنظيم الحج في المملكة العربية السعودية بالخبرات الألمانية التي نجحت بتنظيم عشرات المهرجانات المختلفة الأهداف والتي يحضرها ملايين من المواطنين والزائرين بدون حوادث تدافع ضحايا بالألاف؟ مرفق صورة جواز سفر وتأشيرة الحج الخاصة بالسفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر أبادي والتي نشرتها السلطات الإيرانية تكذيبا لموقع محطة العربية على الإنترنت وغيرها من المواقع الإعلامية التي تحولت إلى مايشبه الصحف والمواقع الصفراء في الغرب المتخصصة بالتلفيق ونشر الأكاذيب. مرفق صور لبعض التفاهات التي تصدر من الكثير من الحجاج والتي تهدف للفشخرة والتفاخر أمام الأخرين. مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة http://science-culture-knowledge.blogspot.ae/2015/09/blog-post_30.html الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة النهاية
التعليقات (1)
1 - تصحيح
مدونة علوم وثقافة ومعرفة - 2015-09-30 15:53:02
ورد خطأ في الموضوع وهو عدد الحجاج لموسم الحج الحالي بلغ 2 مليون تقريبا والعدد الذي ذكره موقع العربية يشمل الحجاج القادمين من الخارج ولا يشمل حجاج الداخل