مواضيع اليوم

كيف تمكن السلفيين من ابتلاع السنة ؟

حسنين السراج

2012-03-03 13:30:58

0

 

لسعودية منبع المنهج السلفي ومنها أنطلق الى جميع أنحاء العالم . تمكن المنهج السلفي في السعودية من تحجيم جميع المدارس المذهبية والفكرية الاسلامية السنية تحديدا من خلال تحدثه بأسم السنة وأدعائه أنه الممثل الحقيقي للسنة . 

وساعد ذلك الحضوة الكبيرة التي يتمتع بها السلفيين من قبل الدولة . لم يكتفي السلفيين من التحدث باسم السنة في السعودية بل أمتدوا الى عالم النت وأحكموا سيطرتهم عليه اما باقي المدارس السنية فصوتها غير مسموع أو سلبية . 


جميع الحركات الأرهابية الاسلامية (السنية حصرا) والتي ظهرت في العقدين الاخيرين نتطلق من المنهج السلفي فهو أكثر المدارس الفكرية الأسلامية تطرفا وبثا لثقافة الكراهية والغاء الاخر . حدثت تغيرات أيجابية في المجتمع السعودي مثل ظهور تيار متنوع التوجهات يدعو الى قبول الاخر وأحترام افكاره ورأيه الا انه يواجه بهجمة شرسة من فقهاء السلطان ومن المجتمع المتعصب . 


أكثر الطرق مثالية في مواجهة التطرف الاسلامي هي من خلال عزل السلفيين عن السنة والتركيز على الخلافات العقائدية بين السنة والسلفية مثل ( ماهية الله) وهي النقطة التي يتجنب السلفيين بدهاء النقاش بها أمام عموم السنة لانها تظهر الشرخ الكبير بينهم وبين السنة .


أكثر من يستطيع عزل السلفيين عن السنة هي المدارس السنية الأخرى . لأنها باختصار تنطلق من نفس المنطلق ولها قدرة على التأثير بعموم السنة اكثر من المدارس الفكرية التي تنطلق من خارج حدود الاسلام أو من خارج حدود السنة . لان السلفيين لديهم خبرة وقدرة كبيرة على الاطاحة بخصومهم أمام عموم السنة من خلال رسم صور مشوهة عن الاخر تنفر المتلقي السني منه وتجعله لا يكلف نفسه أصلا في الاطلاع على أفكاره وسبب هذا هو العقلية الانحيازية . أي متابع للحوارات العقائدية بين المذاهب يجد ان السلفيين يتحدثون بأسم السنة ونجحوا في خداع عموم السنة الى حد كبير في تصوير أنفسهم على انهم ممثلي السنة .

لو ادراد الشعب السعودي التخلص من التطرف السلفي فعليه دعم الفكر السني المضاد للفكر السلفي لأنه الوحيد القادر على تحجيمه وأرجاعه الى وضعه الطبيعي . 


مواجهة السلفيين بالفكر العلماني أو بفكر مذهبي اخر أو بفكر ديني اخر سيؤدي الى تعاظم قوتهم . لانهم يلعبون على وتر المصطلحات الايحائية التي تدغدغ المشاعر مثل ( الدفاع عن الصحابة- الدفاع عن امهات المؤمنين- الدفاع عن سنة النبي – الدفاع عن رسول الله ) وهكذا مفردات توحي للمتلقي السني ان هؤلاء سنة مثله وسيقف معهم وهذا ما يحدث مع الاسف الشديد . وهو ما أعطاهم نفوذ وقوة متعاظمة في عالم النت . 


يجب على المدارس الأسلامية السنية أن تاخذ زمام المبادرة في اعادة ما سرق منهم من قبل السلفيين ويجب عليهم أن يكونوا واعين لخطورة ما يحصل ويجب عليهم أن يكونوا اكثر فاعلية وذكاء في عرض أفكارهم أمام عموم الناس والوقت قد حان لحملة كبيرة من جميع المدارس الاسلامية المضادة للفكر السلفي لعزله عنهم وأظهار عورته امام الناس . 


السبيل الوحيد للتخلص من التطرف هو من خلال تحجيم الفكر السلفي وعزله عن السنة والسبيل الوحيد لتحجيم الفكر السلفي هو من خلال دعم كل فكر أسلامي سني مضاد له . وهذا ما يجب ان يجمع العلماني والأسلامي الغير سلفي في مركب واحد . ويجب على العلمانيين التفكير في خواتيم الأمور (التخلص من التطرف ) ودعم كل فكر أسلامي معتدل مضاد للفكر السلفي . فهو الوحيد القادر على منافسة السلفيين على جمهورهم لانه ينطلق من نفس المنطلقات ( الدفاع عن الصحابة – الدفاع عن أمهات المؤمنين – الدفاع عن السنة) اما المنطلقات الفكرية الأخرى فلها تاثير لكنه تأثير ضعيف وللسلفيين قدرة على تجييره لصالحهم من خلال تسقيط الاخر ولا يوجد أسهل من أن يتهم الاخر انه عابد قبور أو ملحد أو عدو لله ورسوله وهذه التهم التسقيطية بضاعة رائجة لها سوقها . لذلك الفكر السني وحده يملك قدرة على منازعة هؤلاء على نفوذهم في أي مكان كانوا به . 


من هذا المنطلق يجب تشجيع المدارس الفكرية الأسلامية الأخرى على مواجهة الفكر السلفي بالحجج والبراهين ويجب دعمهم بكل الطرق لعزل السلفيين عن السنة . دعم هذه المدارس ليس له علاقة بمدى بقناعة من يدعمهم بافكارهم بل له علاقة بسياسة الخصم المشترك وهو المنهج السلفي الاقصائي الذي لا يرى الا نفسه . 


من الذكاء أن تقوم جميع التيارات الفكرية الدينية والغير دينية في السعودية وخارج السعودية بدعم المدارس السنية المعتدلة التي تواجه الفكر السلفي ومن الغباء وضع المدارس السنية في سلة واحدة مع المنهج السلفي . لأن المستفيد الوحيد من هذه العملية هم السلفيين أنفسهم . كلما قام العلماني او الليبرالي بنقد المدارس الأسلامية الاخرى كلما خلق مشتركات شاخصة بين هذه المدارس وبين السلفيين أما تمييز السلفيين عن باقي المدارس هو ما سيضعفهم . 


على المدارس السنية المذهبية والفكرية والعقائدية معقودا الامل في عزل السلفيين عن السنة واعادتهم الى حجمهم الطبيعي . من حق اي أنسان ان يعتنق الفكر السلفي لكن ليس من حقه أن يدعي أنه يمثل جميع المسلمين وليس من حقه ان يلغي الاخر . المشكلة ليست في ان يكون الانسان سلفي بل المشكلة في ان يملك أدوات تمكنه من سلب ارادة الاخرين وألغائهم .


على السعوديين بجميع توجهاتهم معقودا الامل في محاصرة الفكر السلفي وتحجيمه في منبعه من خلال مواجهته بالفكر . وليكن أجتماع جميع السعوديين بمختلف توجهاتهم على مواجهة الفكر السلفي المتطرف بالفكر المعتدل هو الخطوة الاولى نحو دولة المواطنة والتمدن . أذا كان هناك من ثورة يجب ان تحدث في السعودية فهي ثورة فكرية مضادة للفكر السلفي وسبيل نجاحها هو أن تنطلق من منطلقات أسلامية سنية ويباركها الجميع على أختلاف توجهاتهم . ومحاصرة الفكر السلفي من جميع السعوديين بجميع توجهاتهم المختلفة سيضعف من مكانة السلفيين في الدولة وسيجعل الدولة أمام امر واقع جديد فيه موازنة أخرى للقوى . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !