كيف تكون الدعوة للإرهاب .. رسمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكون الدعوة للإرهاب رسمية ، وإعلامية ، ودينية .. حينما نسرد تاريخنا ونفصل مروياته لتدارسها ( التي يحض الكثير منها على العنف والكراهية مشبعة بعقدة التآمرعلينا ) .. عبر ثقافتنا الإعلامية والإعلانية ومناهج تعاليمنا وخطابنا الديني ..
والأهم من هذا السرد والنشر والقول .. علامة التعجب التي يجب أن توضع أمام هذا اللسان والقلم القائل والمدون لما سبق من مرويات تحض على العنف .. وهو ذاته من يدين الإرهاب وينكره ويطالب بمقاومته !!
ونرى أن التساؤل الأنجع هنا .. هو
كيف يتثنى لنا حصر تلك المرويات المحرضة على العنف وإقتلاعها من جذور ثقافاتنا .. وهي بمثابة كل ثقافتنا ؟؟
ثقافة تصل لفكرنا عبر منبر ديني ، أو منبع إعلامي ،أو منهج تعليمي متخصص وارث لتقاليد فريدة هي إلى حد كبير في ذاتها نمو لمجتمع ماضيه وسياساته التعليمية والثقافية والسياسية و.. ،و .. ثقافة تتشبع بها سلوكياتنا وتنجم عنها تصرفتنا
هذا ما يجعل العنف يزداد في المجتمع ، وينتشر كالهواء بين الناس ، ليصبح مسألة عاديه وممارسة يومية تجدها في معظم تعاملتنا الحياتية فيما بيننا
ونظرة واحدة على سلوكيات أطفالنا ونزعات العدوانية وميلهم للعنف أعتقد بأنها تكفي ليرى المختصين ما ستؤول إليه أحوالنا فيما بعد
هذا العنف ينمي بداخلهم متوازيا َ مع خط نموهم الجسدي والفكري
وأصبح أولى درجات التفاهم والتعامل
هذا العنف السلوكي وصل اليوم إلى درجة تدمير الأبرياء و إبادة أرواحهم إبادة شنعاء بتوزيع أشلائهم في متسع من أرض الله تفجيرا ً
لذا نقول : أن هذا هو منتهى التشبع العنفي بدافع الانتقام أو الكره أو الوازع الديني الموغل في الرجعية والتخلف يقدم لأولادنا
والعجيب في الأمر إننا نعلم هذا جيدا َ .. ونرحب به كوجبة ثقافية نابعة من إتجاه متدين
والأعجب .. إنك تجد نستسهل سلبيتنا ولم يسأل أيا ً منا نفسه عن
من أين لهؤلاء الصبية بهذا التشبع الفكري العنيف ؟؟؟؟؟
ولكــــــن
يا سادة
الإنسان وحده دون َعن باقي مخلوقات الله عز وجل الذي منح ميزة وحق الإختيار بين أن يطيع وأن يعصي .. وهو يختلف عن باقي تلك المخلوقات بما وهب الله عز وجل له من وعي ووسيلة تفاهم وتخاطب ( علم اللسان أواللغة ) ، ومن عظمته أن ترك لنا حرية إعلان الإيمان من عدمه بهذه الوسيلة ( التعبير بالقول شفاهة او كتابة ) .. فليس هنا ثمة جبر وإلزام
ومع ذلك من رحمته وحبه لما صنعت يداه .. لم يدعنا الله عز وجل دون هداية
فأرسل لنا ومن بيننا رسل بالبينات
ليبين لنا
قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .. الكهف 29
يا سادة
إن الدين بمثابة النقطة التي يلتقي عندها الإنسان بأبدية الله عز وجل وقدرته ووحدانيته خلال وسط من التقاليد والعرف والسلوكيات ، ومن فضل الله عز وجل علينا أن إعتبر الدين هو الوسيلة المثلى التي يسيطر بها على الإنسان .. ولكن من عظمة فضله أن تركها بالقدر الذي يسمح به الإنسان نفسه لنفسه
ولذا نقول بأن أفضل تعريف مجمل للدين يرجى الوصول إليه
هو ما كان مجملا ً ، ومجردا ً ، وعاما ً
وحتى يتثنى لنا إحكام قيودنا على المنفلتين تحت شعارات جوفاء
وللوصول لحق معرفة ما إذا كان فعلهم الإرهابي هذا ينم عن إيمان بقيمة عملهم أم لا
لابد لنا من دراسة متعمقة لتاريخ علومنا وثقافتنا ومروياتها
بدلا ًمن أن نمر عليها مرورا ً عاجلا ً وسطحيا ً .. خجلا ً كان أو عن قصد
نركز على أجزاء من هذا التاريخ هي التي تقدم كوجبة ثقافية ، تعليمية ، إعلامية شهية .. ونتعامى عن باقي الأجزاء التي من الممكن أن تسبب حرجا ً
دراسة خاصة متخصصه للمرويات المحرضة على العنف والتي في غالبيتها تحث على العداء ليس فقط للغير المخالف بل حتى لإخواننا في الوطن والدين أيضا ً .. وتتبع مراحل نموها تاريخيا ً عبر سياسات تدويل الدين .. وتديين الدولة .. ولي عنق الحقائق بين أطماع السلاطين وجهل الرعية ، وإسكاتهم وتسكينهم بإسم الدين ..
أكيد سنجد السبب الرئيسي في نمو فكر الإرهاب بيننا حيث وجد متكأ ً له من عقولنا ومرتكزا ً دافعا ً لأفعالنا .. بحكم تأسلم هذه المرويات ونبوعها من إتجاه ديني أصيل ..
أم إننا إتخذنا من قول المتقولون
بأن هذا العنف مطلب إلاهي بالجهاد
ولكني إعلنها وأقول
هذا العنف يتنافى كليا مع المطلب الإلهي بالجهاد .. ولا يمكن أن يوضع ضمن نفس الخانة ولا يمكن لأي عقل واع متزن أن يتقبل رقي هذا الفكر الإنتحاري لرتبة الاستشهاد في سبيل الله
وأعود وأكرر
أن هذا العنف البادي في سلوكياتنا وتعاملتنا الحياتية هو نتيجة عبث الإستقطاع من آيات الله ولي عنقها لجعلها غصبا ً تتوافق وفكرة الفكر السائد على حساب المجمل ، وُتنمى بطريقة مبالغ فيها في فكر العامة من الناس ويلتقطها الغوغاء كمطلب إلهي
وهنا يجب ألا نكتفي بالإلمام بما يأتيه المتدينون المتأسلمين من أفعال ، بل بما يرونه من قيمة لهذا العمل ، ترضى الله عز وجل
و لنا هنا وقفة لنتبين حالة الإنفصام التي نحياها
نعلم كلنا أن معنى الدين يختلف من شخص لأخر بحسب قدرة الشخص العقلية ومدى إستجابته ، وبالتالي فالدين تتعدد أشكاله بعدد معتنقيه .
ولك أن تتخيل الصور الممكن أن يكون عليها المفهوم الديني لدى المتأسلمين .. وكلا ً يتصرف حسب معتقده ، في وجود قاهر لتلك المرويات المحرضة على العنف.
والمصيبة تعُظم عندما نقع تحت ضغوط هذا الفكر المتعصب المتوارث .. ولا ندري
يا سادة
لا مكان لهذا العنف بموجب الحياة العصرية التي نواجهها الآن كمجتمع إسلامي يمر بحالة تحول .. مما كان .. لما سيكون .. تحول يتم بسرعة كيفا وكما ، وعلى نطاق واسع وبشكل واع
نأمل .. أن يكون خيرا ً ، وعكس ما ُتنبئ به مؤشرات الأحداث على الساحة ،
خصوصا ً وأن الغالبية في هذا المجتمع صاروا من المتأسلمين المتعصبين ، بفعل فاعل وبموجب ما ُقدم لهم و يقدم من ثقافة وفكر
وأقول :
إنه منذ اليوم على الإنسان أن يوقن بأن عليه أن يعيش حليف ذلك التطور والتغير في جميع نواحي ناشاطاته وأنظمته .. وإلا .. سينبذه المجتمع الدولي
حقا ً إننا نعيش في عصر مضطرب حافل بالشرور ، الإسلام يخوض فيه معركة مع أعداءه
ولكن
لحظة من فضلك
ألم يكن هؤلاء الأعداء هم من إصطنعهم فكر القائمين على ديننا في مخيلتهم ومخيلة معتنقيه وفكرهم من أتباعهم
والغريب إننا ننكر على هذا العدو مقاومتهم لعدائنا الذي بدأناه نحن !!!
و هنا لزم القول بالإحتراس ، بأن في أطواء هذا الغد المرتقب .. ماضي بتراثه يستحيل معه بكل ما فيه أن يكون بشير لمستقبل واعد لأولادنا وأجيالنا .
وإلى لقاء آخر بإذن الله نلتقي فيه
لتبرئة
هذا الدين القيم الذي ظلمه الجاهلون سواء بعلمهم وعلومهم أو تعاليمهم وفكرهم ، في ظل جمود فكرهم الوحدوي السائد والمسيطر على العقول .. وإنتشاره بين عامة الناس
..........
محمد عابدين
التعليقات (0)