احمد الموزان
ان السر في تطور بعض الدول هو دعمها للعلم والتعليم, واهتمام حكوماتهم بإنشاء مختبرات بحث علمي في جميع الاختصاصات, وتشجيع الابتكار التقني لجميع الافراد من خلال المهرجانات التي تقام من اجل هذا الهدف، وكذلك عملت تلك الدول على استثمار تلك الابتكارات من اجل الكسب المادي لأنه الحافز الاقوى لتطور الصناعات، وأسست تلك الدول وزارات خاصة تدعم العلوم وتطورها من خلال مختبرات بحث عملاقة للاختصاصات العلمية والتقنية كافة ولكل من يرغب بالبحث العلمي على وفق ضوابط معينة، أما بخصوص حالنا وبعد قيام النظام (الديمقراطي) الجديد استحدثت وزارة العلوم والتكنولوجيا في العراق الجديد, في 24 /8 /2003 كان احد اهداف هذه الوزارة هو دعم نشاط العلوم والتكنولوجيا في المجتمع بما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني،، أما اليوم اي بعد أكثر من تسع سنوات على انشاء هذه الوزارة لم نسمع أو نرى اي ابتكار أو انتاج حقيقي لأي شيء يسهم بنهضة الصناعة المحلية (المتخلفة لدينا) لكن قبل أيام مضت لفت انتباهي خبر مفاده سعي وزارة العلوم والتكنولوجيا اطلاق قمر اصطناعي (لأغراض التعليم ونشر تكنولوجيا الفضاء) بالاتفاق مع شركة ايطالية لتصميم وتنفيذ المشروع! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو اين دور الوزارة في هذا المشروع؟ واين دور علماء الوزارة ؟ فاذا كانوا يستعينون بشركة ايطالية للتصميم والتنفيذ وربما التشغيل والادارة, فهل يعتقد السيد الوزير ان هذا انجاز علمي أو تقني للوزارة ؟ لكن الصدمة الكبرى هي تكلفة هذا المشروع البالغة حسب التقديرات الاولية ثلاثة ملايين يورو!! اني أتساءل الآن هل تمت دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع؟ وهل يمكن ان يطلع الرأي العام على هذه الدراسة؟ ألم يكن من الاولى لهذه الوزارة التركيز على حاجة السوق للمواد والمعدات لابتكار طرق و وسائل انتاج تلك المواد والحاجات محليا وبأيدٍ عراقية ؟ وبمساعدة وزارة الصناعة, وهذا ما ينسجم مع اهدافها المعلنة منها, وألم يكن من الأولى لهذه الوزارة اقامة الدورات و ورش التدريب لجميع المواطنين لنشر المعلوماتية والقضاء على أمية استخدام الحاسب الألي, وتشجيع الابداع العلمي بدل من شرائه من الخارج
التعليقات (0)