كيف تصنع ديكتاتورا ..؟
صناعة الديكتاتور تبدأ من كراهة وكراهية التغيير والتحديث ــ على كافة الصعد ــ وقد لا تنتهى بإزاحة الدكتاتور ذاته ، وفيما بعد ، وكما حدث أثناء وأعقاب خلع الرئيس السابق محمد حسنى السيد مبارك .
صناعة الديكتاتور تبدأ بزفة " كدابين الزفة " من كل حدب وصوب ، وفى كل مناسبة ، وغير مناسبة ــ بمعنى اختلاق المناسبات اختلاقا لاستعراض كيف يكون الولاء لمن هو أهل له بالنسبة لهؤلاء النفر بطبيعة الحال ، وذلك لإعلان البيعة والتأييد وبغض النظر هنا عما إذا كان هؤلاء النفر من السياسيين الحقيقيين ، أو حتى من المهتمين بالشأن العام ، ولكن الذى يطغى هنا ، أو المعيار الحاكم لما يظنه هؤلاء هو فقط المصلحة الخاصة ، وليس أية شيء أخر سواها .
وعلى الرغم من كراهتي لاستخدام لفظ فلول ، وذلك لأنني من أنصار إدماج واندماج كافة أفراد المجتمع وصهرهم جميعا فى بوتقة الوطن الواحد الذى يجب أن يتسع لنا جميعا ، وذلك لإقالة البلاد من عثرتها والسير قدما فى تحقيق نهضتها بسواعد كل أبنائها . إلا انه مع ذلك ينبغى التفرقة هنا بين ثلاثة أنواع من الفلول ، أولهم من تلوثت أيديهم بدماء المصريين الأبرار ، أو أثروا سلبا فى صحتهم ، أو فى غذائهم ، وثانيهم من تلوثت أيديهم بسرقة " عرق " وكد وجهد المصريين المجتهدين و " الشقيانين " فى حقولهم أو مصانعهم ، أو حتى فى استثماراتهم الصغيرة ، وثالثهم من لا يريد أن يتعظ ويتعلم أبدا من دروس وعبر التاريخ ، فتراه مؤيدا دائما لكل من يظن ان بيده الغلبة ، وهو ما يقابله فى العامية القول بأنه .." ماشى مع الرايجة " ..!
ولذل فإننا نجد الآن فى كل شارع وحارة ونجع نفس الأشخاص الذين كانوا " يطبلون ويزمرون للرئيس السابق مبارك يفعلون الشىء ذاته مع المرشح الرئاسى المشير السيسى . وهؤلاء لعمرى يسيئون لأى مرشح من حيث يظنون انهم يخدمونه ، أو يخدمون عليه .
لذا فإننى أحذر أى مرشح ، أو أى رئيس قادم لمصر من أمثال هؤلاء النفر حيث يعدون خصما من رصيد أى مرشح وليس إضافة إلى رصيده فى الشارع المصرى العام ، كما لا ينبغى لأحد الالتفات إليهم أو حتى الاستماع إليهم . ويحضرني هنا طرفة حقيقية حكاها لنا مرشح سابق لوزارة الإعلام فى عهد السادات ــ لكنه رفض المنصب ــ حيث قال ؛ " أن السادات فى بداية عهده فى رئاسة مصر كان رجل بسيط جدا ، ويعشق البساطة .. بساطة أهل الريف .. وفى ذات مرة وبينما كان يشرب من القلة ، فإذا بأحد المنافقين يمنعه من ذلك راجيا إياه إنتظار الطبيب المختص بتحليل المياه للتأكد من سلامتها ، وذلك خوفا على صحته .. وبعد حين من الزمان ، وبينما السادات كان جالسا على أريكته وفى يده غليونه الشهير ، فإذا به يصيح برئيس الخدم قائلا له ؛ " فين الدكتور إللى بيحلل الميه .. أنا عطشان " .. وهكذا صار المنافقون ينفخون فى السادات حتى ضاقت نفسه هو ذاته به ، وعلى الرغم من انه كان دائب البحث عنها ..
مجدى الحداد
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
التعليقات (0)