كيفية صنع القرار السليم؟
لابد أن يسبق أي قرار يصنعه الإنسان في حياته تفكير سليم ، إذ أن معظمالمشكلات التي تحدث للفرد ماهي إلا نتيجة لقرار طائش لم يسبقه تفكير صائب وعناصرصنع القرار السليم أربعة ، هي بمثابة جمع المعلومات وهي مهمة جدا لضمان عدم حدوثمشكلات مستقبلية تترتب على العجلة في صنع القرار ، هذه العناصر الأربعة هي : التوقف –النظر – الإنصات – التفكير ، وهذا مثال على القرار السليم لمن يريد أن يحيا حياةهادئة خالية من المشكلات – بإذن الله - الطالب الذي ينوي الالتحاق بكلية الحقوقمثلا بعد تخرجه من الثانوية العامة يمر بمراحل أربع قبل أن ينفذ ما ينوي فعله ،المرحلة الأولى : مرحلة التوقف لأ نه إذا لم يتوقف قبل أن يقرر ، وإلتحق بالكليةالمذكورة فور تخرجه ربما يصطدم بعقبات تؤدي إلى فشله وخروجه من الكلية 0 المرحلةالثانية : النظر : عندما يتوقف الطالب قبل إقدامه على تنفيذ قرار ما يجب أن ينظرويشاهد ويقرأ ما له علاقة بقراره مثلا كيفية قبوله بكلية الحقوق ميزات هذه الكلية ،كيف يتعين بعد تخرجه منها ؟، هل يمكن أن يجد وظيفة ؟ ، هل قدراته واستعداداته تسمحله بالالتحاق بهذه الكلية ، الميول والرغبات لاتكفي ، ( لابد من تطبيق اختبارالقدرات والميول على الطالب ) المرحلة الثالثة : الاستماع والإنصات لما يقولهالمختصون ، سيقول المرشد المهني للطالب بعد اجتيازه اختبار القدرات والميول ، إنهذه الكلية تناسبك وتتوافق مع ميولك وقدراتك، أو يقول العكس ، تناسبك كلية اللغاتلحصولك على درجات أعلى في الاختبار المذكور ، المرحلة الرابعة :مرحلة التفكير ، هلستلتحق بهذه الكلية أوبغيرها لقد توفر لك معلومات كثيرة عن طبيعة القبول من المراحلالسابقة ، وعليك الآن الإقدام حسب التوجيه الذي حصلت عليه من قبل المرشد المهني ،لكن في عالم الإرشاد المرشد لايلزم الطالب بكلية معينة يلتحق بها ولكنه يبصره بنفسهوهو الذي يقرر ويختار ، والخطورة تكمن في هذا المنعطف إذا كان المرشد غير ملمبطبيعة الإرشاد ربما ينصح الطالب أو يلزمه بالالتحاق بكلية معينة ، وعندما يطيعهالطالب ويلتحق بهذه الكلية ويفشل فيها عندها يحمل الطالب المرشد مسؤولية فشله لالشيء بل لأن المرشد أخطأ في التوجيه ،كثير من الطلاب فشلوا في حياتهم الدراسيةنتيجة الضغوط التي تأتي لهم من آبائهم بإلزامهم بالالتحاق بكلية معينة دون غيرها ،فمثلا الوالد الذي يلزم ابنه بالالتحاق بكلية الهندسة لأنها كانت أمنية للوالد ولمتتحقق له تلك الأمنية في حياته فيريد أن يحققها في ابنه ليكون مهندسا بدلا منه ،دون أن يعلم الأب أنه وجه ابنه توجيها خاطئا لايتمشى مع ميوله وقدراته 0
إذاعناصر صنع القرار السليم أربعة هي 1- التوقف 2- النظر 3- الاستماع والانصات 4- التفكير ، وحتى لاتكون قراراتنا طائشة توقعنا في مشكلات لاحصر لها يجب أن يسبق صنعالقرار هذه الأمور الأربعة ، حتى نتجنب حدوث مشكلات مستقبلية ، إليكم مثالا آخر فيغير التوجيه المهني ، الشاب الذي ينوي الزواج
التسرع في قرار اختيار الزوجة خطأكبير يؤدي إلى مشاكل لاحصر لها تنتهي بالطلاق ، ينبغي للشاب عدم التسرع توقف ، أنظر، استمع ، فكر ، توقف ثم اسأل وبدقه ، ماهي مواصفات الفتاة التي تريد ؟، لاتخضعللضغوط ، هي حياتك لابدأن تنظر للموضوع بموضوعية و تستمع إل نصح من ترى أنه يسعىلمصلحتك لامن يستغل هذا الموقف لصالحه أو يدفعه في ذلك الحمية والعصبية ، تأكد منأسرة الفتاة أنت لاتتزوج الفتاة فقط بل ستتزوج أسرة بكاملها ، ربما تكون الفتاةطيبة وجميلة ولكن ربما بعض أفراد أسرتها ينكدون عليك حياتك ، الرسول – صلى اللهعليه وسلم قال : ( إياك وخضراء الدمن (قلنا ماهي خضراء الدمن يارسول الله قال: المرأة الجميلة تنبت في منبت السوء )فكر قبل أن تقرر ، بعد أن تجمع المعلوماتالكاملة عن الفتاة وأسرتها توكل على الله وقرر بعد تطابق المعلومات التي جمعتها معمواصفاتك لما تريد من فتاة أحلامك ، كل ذلك تجنبا للقرار المتسرع الخاطئ 0
قديقول قائل : إن هذه المراحل الأربع صعبة التطبيق وتأخذ وقتا طويلا وأنا مستعجل ،أريد أن انهي الموضوع ، وأنا أقول: إنه بالتدريب وتكرار هذه الخطوات في أي قرارتريد صنعه سوف تكون هذه الخطوات عادية وسريعة 0
حقيقة هناك قرارات يتخذهاالإنسان في حياته خطرة جدا ونتائجها سيئة مثل قرار الاستعجال في الزواج أو الالتحاقفي كلية لاتتوافق مع قدرات الفرد وميوله ، وكم جلب زواج متسرع من مصائب ومشكلاتمعقدة على الزوج والزوجة والأطفال ، لذا فإني أنصح كل من يريد ان يقرر قرارا يتعلقبمستقبله الزواجي أو الدراسي أو المالي أن يتريث ولا يستعجل (ففي العجلة الندامةوفي التأني السلامة )، وقد يكون هناك قراران مختلفان أحدهما أهم من الآخر وخذ مثالاعلى ذلك ، فاطمة بنت مجتهدة تدرس في الصف الأول ثانوي ، تحب مشاهدة المسلسلات فيالتلفاز وفي ليلة من الليالي كان عليها أن تستذكر مادة الفيزياء لأن لديها اختبارفي الغد ، ولكنها تريد مشاهدة المسلسل الساعة العاشرة ليلا ، فجلست تفكر فيالخيارات وأيها أنفع لها فإن قررت مشاهدة المسلسل معناه أنها سوف تحصل على درجةضعيفة في الفيزياء ، وإن هي لم تشاهد المسلسل فسوف تحصل على درجة عالية في الفيزياءوأخيرا قررت أن تذاكر مادة الفيزياء لتحصل على درجات عالية تحقق لها سعادة أكثر منمشاهدة التلفاز أو المسلسل كما أن الألم الذي ستحصل عليه عندما لاتشاهد المسلسليكون أخف من حصولها على درجة ضعيفة في المادة المذكورة، إذا توقف أولا وأنظر ثانياوأنصت ثالثا وفكر رابعا ثم/ توكل على الله (اعقلها وتوكل ) لئلا تندم وتشعر بتأنيبالضمير ليتني فعلت كذا يوم لاينفع الندم ، والإنسان كثيرا ما يحتار عندما تتاح لهخيارات عديده تتساوى في المنفعة مما يجعله يجد صعوبة في صنع القرار المناسب والمثلالعامي يقول ( خيره وحيره )
التعليقات (0)