كيف تصبح مسرحيا في 9 أيام ؟ا
علي مسعاد
Casatoday2010@gmail.com
" الحفاوة" التي أستقبل بها ، الممثل المغربي عبد الرحيم المنياري ، من طرف جمهور الأيام المسرحية الأولى ، التي تنظمها بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ، إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس ، في الفترة ما بين 18 و 27 مارس الجاري ، إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعطش الجمهور المغربي لمسرح مغربي 100 في المائة و تعلقا ب" أبناء البلد" من الفنانين المغاربة .
" حفاوة " تقاسمتها معه الممثلتين " سعاد صابر و فاطمة وشاي ، اللتين قدمتا يومه الأحد الماضي ، إلى جانب فاطمة نوالي و عبد الكبير باجي ، مسرحية " حاني راسو" وهي من تأليف : الدكتور أحمد أمل و إخراج : إدريس السبتي .
فقد كان " استقبالا " بحجم هذه الأسماء الفنية ، التي أصبحت تطالعه عبر شاشة التلفزيون والسينما ، وها هي اليوم " بشحمها ولحمها " أمامه ، مما يضع ، على عاتق المسؤولين المغاربة ، خاصة في القطاع الفني ، بضرورة الاهتمام و إيلاء الكثير من العناية للقطاع الفني .
وذلك حتى يكون لنا جيل مسرحي ، قادر على التمييز بين الجيد والرديء من الأعمال المسرحية ، له ذائقة فنية ويحترم " قدسية الخشبة " وملتزما بطقوس "الفرجة ".
لأن ما نراه اليوم ، من مشاهد أمام المركب الثقافي حسن الصقلي ، يطرح أكثر من سؤال :
عن سبب خلط الجمهور بين " المسرح " و " المركب الرياضي " ، بحيث أن جمهور الأطفال و الشباب ، يحملون معهم ، ثقافة " هجينة" تخل بقواعد " الفرجة " المسرحية ، فبين " الصراخ " ، " الصفير " والتصفيق بمناسبة وبدونها ، يخلق " شوشرة " للجمهور المتتبع للعرض المسرحي وفق قواعده المتعارف عليها .
وما يزيد الطين بلة ، الأسرة التي تصطحب معها الأطفال الصغار ، مما يخلق " الفوضى " داخل قاعة العرض ويخل بالفرجة كما يجب .
صحيح ، أن مدير المركب يردد لازمته للآباء والأمهات ، بترك الأبناء بالمنازل ، لأن الإدارة قد خصصت لهم ، عروضا خاصة بهم ، إلا أنه لا " حياة لمن تنادي ".
دون الحديث عن الحوارات الجانبية أثناء العرض المسرحي ورنات الهاتف والضحك المجاني ، مما يتطلب تدخل الجهة المنظمة ، أكثر من مرة .
مما يطرح أكثر من سؤال :
لماذا تغيب الوجوه الفنية والثقافية و الإعلامية والجمعوية ، عن الملتقيات و المهرجانات المسرحية ؟ا
لأنه ، بحضور هؤلاء وأمثالهم وإلتزامهم " الصمت " أثناء العرض المسرحي ، سيكونون عبرة ، لجمهور الأطفال والشباب ، الذين يملئون القاعة ب" صفيرهم " و صراخهم " و من شأنه أن يعطينا جمهورا مسرحيا ، ملزما بشروط وقواعد " الفرجة" .
لأن 9 أيام ، لا تكفي ، لتربية جيل مسرحي ، قادر على التمييز بين قواعد الفرجة الرياضية والفرجة المسرحية .
9 أيام لا تكفي ، لتكوين جيل مسرحي ، له دراية بتاريخ المسرح المغربي ويعرف عنه الكثير من المحطات و الأسماء التي " ناضلت " من أجله ومن أجل ترسيخ قواعده .
9 أيام ، لا تكفي في غياب أوراش مسرحية ، ندوات في وعن المسرح ، حركية مسرحية محلية ، لقاءات مفتوحة مع أبرز الوجوه الفنية ، مسرح مدرسي ، جمعيات و أندية مسرحية بدور الشباب ، وهنا أتساءل بالمناسبة : أين هي النقابات والاتحادات الفنية ؟ا أين هي الجمعيات التي استفادت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ا لما " هرولت " جميعها إلى " الفصالة " و " الخياطة" ونسيت تربية الذوق الفني والجمالي لدى أطفال وشباب الحي ؟ا أين هنا دور محترف جمعية " الواحة" ، هل دوره مقتصرعلى تنظيم المهرجان الشعبي المغاربي كل سنة ، دون تربية وتكوين جيل مسرحي ؟ا أين هي النخبة المحلية ؟ا
لأن ما يحدث خلال الأيام المسرحية الأولى ، بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، هو إفراز لكثير من الغيابات التي كان من شأنها ، أن تعطينا جمهورا " رياضيا " داخل المسرح .
وهذا إن دل على شيء فإما يدل على أن هناك خلل ما ، يجب محاصرته إن لم نقل الحد منه ، لنحقق المطلوب من تنظيم أيام مسرحية ، تطلبت الكثير من الأموال ، من أجل تنظيمها بهذه المناسبة العالمية .
فهل خلال 5 أيام ، المتبقية من عمر الأيام المسرحية الأولى ، سنستطيع متابعة ما تبقى من العروض المسرحية في جو مسرحي 100 في 100 أم لا ؟ا ذلك ما سنكشفه اليوم ، خلال العرض المسرحي " وجه المحاين " الذي سيقدمه المركز الثقافي الروسي للعلم والثقافة بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المركب الثقافي حسن الصقلي ،كما العروض المبرمجة ، خلال الأيام القادمة ك" مسرحية " لعبة الحب " لجمعية مسرح اليوم والغد و مسرحية " للا مولاتي " لفرقة أكاديما و مسرحية " جنون البقر " لفرقة مسرح الشعب – تواصل و مسرحية اليوم الختامي الخاصة بالأطفال " الجدة فلة " لمسرح تروب دور .
التعليقات (0)