كيف تصبح مستشارا جماعيا في عشرة أيام ؟ا
" كم من حزب يعتقد أنه يحترم نفسه وله مبادئ وتاريخ عريق في الممارسة السياسية ، سمح زعماؤه لأصحاب الشكارة بالترشح باسمه دون قيد أو شرط .
المسؤولية تعود بكل تأكيد إلى المواطنين وإلى جمعيات المجتمع المدني وإلى كل من يحمل في قلبه محبة أو غيرة على وطنه ..."
نادية البوكيلي
علي مسعاد
20 يوما ، وتبدأ الأحزاب السياسية ،حملاتها الانتخابية ، بشكل قانوني ، هذا إن لم تكن ، قد بدأت من قبل ، وراء الكواليس وخلف الستار وبمسميات عدة ، فالوجوه السياسية القديمة منها والجديدة ، أصبحت ، خلال هذه الأيام ،حاضرة صباح مساء ، بمناسبة وبدونها ، وبامتياز ، في مختلف الأمكنة والفضاءات ، لتلميع صورتها "المهزوزة" أصلا ، لدى الرأي العام .
فقبل أيام ، بحي سيدي البرنوصي ، قام النائب الأول للرئيس ومستشار جماعي بالمقاطعة ، بزيارة "مفاجئة " ، غير مرغوب فيها ، إلى مقر إحدى المؤسسات التعليمية التي احتضنت ،الحملة الطبية التي قامت بها إحدى الجمعيات النشيطة ، لفائدة الأطفال والأسر المعوزة بالمنقطة.
الزيارة الغير المرغوب فيها ، شكلت " ورطة " سياسية ، لأصحاب المبادرة ،لم يخرجهم ،منها إلا رئيس الجمعية ، الذي أخد الكلمة ، لحظتها ، وتبرأ من حضورهما ، أمام الجميع ، فعملية الإعذار التي تهم أطفال المنطقة ،" لا لون سياسي لها " ، كما جاء على حد قوله .
ما حدث تلك الصبيحة ، يحدث مثله ، هنا وهناك ، وهو إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن من وضعت فيهم ، الثقة ، أخطئوا الطريق إلى قلوب الناس ، وإلا ما معنى أن يختفي الواحد منهم ، بمجرد حصوله على مقعد ، بالمجلس الجماعي ، وتتبخر كل وعوده الانتخابية التي أمطر بها الساكنة ، قبل يوم التصويت ، لتختفي باختفائه ؟ا
فمعنى أن تكون مستشار ا جماعيا اليوم ،في المغرب ، يعني أوتوماتيكيا ، أن تترجم أحلام وأمال الآخرين ، أن تكون قريبا من نبض الشارع ، أن تمتلك رؤية إستراتجية للنهوض بالمنطقة ، وعلى جميع المستويات ، أن تمتلك مشاريع حلول ، هو إن شئت التحديد " أن تكون شخص "..منتخب لديه ملفات في الصحة والتعليم والبيئة والتنمية والفلاحة والطاقة وفي نمط الحياة الجديدة ، وأن تكون لديه حلول يطرحها مع السلطة المحلية ندا لند.. " كما جاء على لسان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ،في منتدى ماروك سوار.
لأن التسيير الناجح للتسيير المحلى ، على حد تعبير عضو الأمانة العامة لحزب " العدالة والتنمية " في منتدى " 90 دقيقة للإقناع " ، "يشترط نجاح المنوط بهم تدبير أمور الناس ، في ثلاثة أمور ،أولاها الاختيار السليم وثانيهما التحلي بخصلة الاستماع لهموم الشارع ، أما ثالثا وأخيرا فقلة الموارد في الحالة المغربية توجب التركيز على الشأن الاجتماعي " .
وليس إلى شخص انتهازي ، يعاني من "تصحر" الأفكار ،لا يفكر إلا في نفسه وفي مصالحه الشخصية ضدا على مصالح المواطنين ، فنحن اليوم ،قبل الغد ، في حاجة إلى نخب فاعلة ومؤثرة وقادرة على إحداث التغيير الإيجابي على مستوى الدائرة الانتخابية وليس نخب سياسية ، لا تحسن إلا استعمال المال الحرام وشراء الذمم من أجل الحصول على مقعد انتخابي بالمقاطعة .
ولأن الديمقراطية ، على حد تعبير طارق اتلاتي ،الأستاذ المتخصص في العلوم السياسية ، " ..هي كل لا يتجزأ ينبغي على الأحزاب السياسية إن كانت لها الرغبة الجادة في المساهمة في عملية الإصلاح أن تلتزم بالإطار المعقول وأن تقدم عنصرا بشريا في لوائحها قادرا على المساهمة في عملية التسيير من حيث التكوين ومن حيث الإخلاص ..".
وليس إلى دكاكين سياسية ، لا تحسن إلا لغة البيع والشراء ، وإلى " الأعيان " لمنحهم التزكيات كوكلاء اللوائح ، فهؤلاء ، لعمري ، هم من يفسدون العملية الانتخابية ، بكل السبل والطرق ، فهم من أجل الفوز بمقعد ، لا يترددون في استعمال المال الحرام ، ضد ا على مقتضيات القانون وضدا على مصالح الناس بل ضدا حتى على أنفسهم .
التعليقات (0)