هذه المقالة واحدة من سلسلة مقالات تبين لنا مكونات دول العالم العربى من خلال إستعراض أزمنة وملابسات وكيفية تشكلها. محاولين التعرف على دوافع أهالى مكونات بعض هذة الدول فى المطالبة بالإستقلال أوتغيير نظم الحكم إلى فيدرالية أو كونفيدرالية. كى نتحقق من خلفية هذه المطالبات أهى مؤامرات دولية شريرة أوهى دوافع مشروعه تتيح للسكان تقرير مصيرهم والحياة فى كيانات وأشكال سياسية تتوافق مع رغباتهم وتعبرعن مجتمعاتهم التى أدمجت قصرا مشكلة غالبية الدول المتواجدة حاليا. وفى هذا المقال سنحاول الإجابة عن سؤال كيفية تشكل دولة الكويت ؟
دولة الكويت، هي إحدى الدول العربية الواقعة في الركن الشمالي الغربي للخليج العربي الذى يحدها من الشرق، ويحدها من الشمال والغرب جمهورية العراق ومن الجنوب المملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 17,818 كيلومتر مربع، وقدر إجمالي عدد السكان في نهاية عام 2008 حسب إحصاءات وزارة التخطيط 3,441,813 نسمة، منهم 1,087,552 مواطنين كويتيين مقابل 2,354,261 أجانب ووافدين أى تبلغ نسبة المواطنين30% تقريبا. ولاتنشر الإحصائيات الرسمية بيانات عن أعداد أو نسب الطوائف، وتقدرغالبية المصادر الرصينة نسبة المواطنين الشيعة ب20% من أجمالى عدد المواطنين. وترجع تسمية الكويت إلى تصغير لفظ "كوت" التي تعني الحص أو القلعة، وقد شيد بالقرب من الساحل. و في القرن السابع عشر إستوطنت الكويت قبائل العتوب الذين هاجروا من نجد في القرن السابع عشر إلى الإحساء أولاً، ثم ارتحلوا إلى قرية بالقرب من الزبارة في قطر ومنهم من رحل للمخراق و عبدان قرب البصرة ، أما آل الصباح وآل خليفة والجلاهمة فقد استقروا في أم قصر قرب شط العرب، ولكن العثمانيون أجلوهم عنها فساروا جنوباً. عند وصولهم إلى الكويت استأذنوا بني خالد حكام الإحساء سنة 1715 بالمقيم في جنوب الكويت فأذنوا لهم. ثم تفرقوا عنها سنة 1714، فمنهم من سكن الصبية ومنهم من سديثة. ثم بعدها بزمن وصلوا القرين، فاستقروا فيها حيث مارسوا التجارة وامتهنوا الغوص لجمع اللؤلؤ والتجارة البحرية، فازدهرت أعمالهم وتكاثر السكان في المدينة. وهكذا تأسست مدينة الكويت، وكان أغلب سكانها منذ تأسيسها يمتهنون الغوص على اللؤلؤ وفي سنة 1716 اتفق سكان الكويت آنذاك على أن يتولى صباح الأول الرئاسة والتجارة البحرية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، الأمر الذي ساعد على تحويل الكويت إلى مركز تجاري في شمال الخليج العربي وجعلها ميناء رئيسي لكل من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين. وعلى الرغم من أن الكويت حكمها 15 شيخا منذ عام 1716،حينما اتفق سكان الكويت آنذاك على أن يتولى صباح الأول الرئاسة وشؤون الحكم وحتى اليوم، إلا أنه فى7 مايو من عام 1892 توفي الشيخ عبد الله بن صباح الصباح، وتولى الحكم بعده أخوه الشيخ محمد بن صباح الصباح، ولكنه لم يلبث طويلا في الحكم حتى اغتاله أخوه مبارك الصباح في عام 1896 مع أخيه الثالث الجراح, وانفرد الشيخ مبارك الصباح بلا منازع (1896-1915) ويُعتبره أهل الكويت المؤسس الحقيقي والفعلي للدولة، وقد نص الدستور في مادته الرابعة على أن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبناءه. وفي عهده وقعت الكويت اتفاقية الحماية البريطانية في 23 يناير عام 1899 والتي عرفت باسم معاهدة الصداقة الأنجلو-كويتية 1899، استغل الكويتيون هذه المعاهدة في بناء وتدعيم وإرساء قواعد الدولة حيث وفرت تلك المعاهدة للكويت الإستقرار السياسي الخارجي إلى حد كبير. في عام 1937 تم اكتشاف أول بئر نفط وهو بئر بحره إلا أن أول شحنة نفط صدرت في 30 يونيو سنة 1946 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. في 19 يونيو سنة 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير عام 1899، وتم إعلان إستقلال دولة الكويت عام 1961،و تأسس نظام ديمقراطي يشترك فيه الشعب بالحكم، وكانت البداية بوضع دستور دائم للكويت، فتقرر عمل إنتخابات لاختيار ممثلين من الشعب يصيغون الدستور، وفي 11 نوفمبر سنة 1962 تم إصدار الدستور، ونصت المادة السادسة منه أن نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة، التي هي مصدر السلطات جميعا وتأسس نظام برلماني متمثلاً بمجلس الأمة الذي يمثل السلطة التشريعية.
وفي 2 أغسطس عام 1990 غزت العراق الكويت على خلفية إتهام صدام حسين للكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة، وبدعوى إن زيادة إنتاجها من النفط أدى إلى إنخفاض سعر النفط العالمى عن المعدل الطبيعي مما يسبب الخسائر للعراق، وفي 17 يناير سنة 1991 قامت قوات التحالف المكونة من 34 دولة منها مصر وسوريا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بهجمات ضد العراق بغطاء من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الإحتلال العراقي، وعرفت باسم حرب تحرير الكويت. وفي 27 فبراير 1991، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب تحرير الكويت بعد 7 شهور من الإحتلال العراقي. بعد التحرير عادت الحياة النيابية مرة أخرى في مجلس الأمة الكويتي، وقد انتهت أعمال المجلس في 5 أكتوبر سنة 1996، وقد عادت الحياة السياسية إلى عهدها قبل الإحتلال فما أن ينتخب المجلس إلا ليحل مرة أخرى بفعل التوترات السياسية التى تحكم علاقات القوى السياسية بالسلطة التنفيذية، بين بعضها البعض، خاصة بعد تنامى نفوذ تيارات الإسلام السياسى والشيعى الطائفى مما أصاب الحياة السياسية بما يقرب من الشلل بما يلقى بظلال قاتمة على الستقبل السياسى للكويت مالم يتسع الأفق برؤى حديثة قادرة للتعامل مع الموقف الحالى.
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
التعليقات (0)