كيف تستغل ( تويتر ) لتنيمة غروركـ :
الحلقـة الأولــى :
قبلَ أن تقذفَ التقنية بحجورنا تويتر وإخوته من شبكاتِ التواصلِ كان مثقفونا مُتحيرين
( يتساءلون يتهامسون في جُنونِ ) عن كيفيةِ الانخراط في المجتمع دونَ نزعِ قناعِ الغرور
والغطرسةِ والعجرفة وتضخم الأنا عن نفوسهم ، حتى قيض الله لنا تويتر فأتاح لهم الجمع
بين الضدين ..
أخي المثقف : يجب أن تُدركـ هنا أن تويتر ( قدس الله نفسه ) فتحَ البابَ لك
على مصراعيه لتمارسَ نرجسيتك وساديتك وبرجوازيتك وميتافيزيقيتك الماورائية الفوق لا
تحتانية ( ووجهك للحيط وأفاك ليّه ) كل هذا دون أن تُحرم الانخراط اجتماعياً ، لكن
بشروط ووصايا عليك اتباعُها وتنفيذُها بدقةٍ مُتناهية :
أولا : اسعَ سعيك وناصب جهدك في أن يبدو عددُ متابعيكَ كبيراً بحق أو بباطل ، وبما
أن طريقَ الحقِ وعرٌ وقليلٌ سالكُه فليس أمامك يا ولدي إلا الطريق الآخر وستُدركُه بطرقٍ
شتّى إما أن تشترَيَ مُتابعيكَ شراءَ الدينار والدرهم والطويلة يعني مثلا خمسون متابعاً
بخمسة دراهم ( والحسابة بتحسب ) أو توصي ربعك وأهلك ( وكل القرابة ) يُتابعونك
غصب طيب وإن لم يفعلوا فأنزل عليهم جام وقشطة غضبِكـ وإن لم يردعهم غضبُكـ
وجامُه فليس أمامكـ إلا تأسيس حسابات وهميةٍ مخفية ومُتابعة نفسك بنفسك وهنا
سيغنيكَ اللهُ عن ( بقرة أبي زيد ) وأظن هنا أن الليدي غاغا والشيخ فلان والراقصة
علانة وكلَّ من جاوز متابعوهم المليون والمليونين ليسوا بأحسن منكـ ، وهناك طريقة
أخيرة لكن لا تلجأ إليها إلا بعد استنفاد الحِيَل وهي أن تُتابع أنت الحساباتِ فإذا ما تابعكَ
المسكينُ احذفه بعد يومين فغالبًا ما يفرحُ بمتابعاتك له ولا يشعرُ بالحذفِ . وإذا ما شعر
بكَ لا سمح اللهُ فأخبره أنكـ حذفتَه خطأً .. وبذلكَ سيكثرُ متابعوكَ وتبدو أمام الناس أنك
متابَعٌ لا مُتابِع ومقصودٌ لا قاصدَ خير وستُطبق مبدأ ( إللي عاوزني يجيني يجيني أنا ما
بروحش لحد ) وهنا سيحترُمك المجتمع وتهابُـك الناس باعتبارك إنساناً من طينةٍ تختلفُ
عن طينتِهم مما يُتيحُ لك التغطرس والتزندق
ــ وللحديـــث بقيــة ــ
زكي السالم
التعليقات (0)