مواضيع اليوم

كيف تحول عمر الفاروق الى الأرهاب

زين الدين الكعبي

2010-01-03 20:52:41

0

                                         

كلنا قرأنا وسمعنا أخبار المحاولة الفاشلة اللتي قام بها النيجيري عمر الفاروق لتفجير طائرة ركاب أمريكية الأسبوع الفائت، حيث لطف الله بالأبرياء من ركابها ومنع أتمام الأنفجار . وكيف أستطاع هؤلاء الركاب من السيطرة على الأنتحاري وتسليمه للسلطات .

الأمر الملفت للنظر في التقارير الأخبارية والأستخبارية المنشورة حول الموضوع ، هو دلالات سيرة حياة الأنتحاري النيجيري عمر الفاروق . وتعاون أهله الكبير مع السلطات المحلية والدولية بالتحذير من سلوكه المريب .

حيث تشير هذه التقارير الى أن والد الأنتحاري قد  قام بابلاغ الاجهزة الامنية النيجيرية قبل حوالي شهرين وبعض الاجهزة الامنية الاجنبية قبل شهر ونصف و"طلب مساعدتهم في ايجاده واعادته الى بيته ".
واشار بيان للعائلة الى " ان العائلة ستواصل التعاون التام مع الاجهزة الامنية المحلية والعالمية في التحقيق في هذا الموضوع بينما سننتظر نتائج التحقيق الكامل".

وتقول التقارير أيضا أن فاروق ومنذ طفولته المبكرة لم يبد اي مواقف او سلوكيات يمكن ان تثير اي ريبة. وانه عاش في لندن للفترة من 2005 الى 2008 حيث درس الهندسة الميكانيكية في جامعة لندن وذهب للتسجيل في جامعة دبي قبل سفره الى اليمن .

 ووصف معارف فاروق بأنه كان مسلما مؤمنا وطالبا لامعا . وقالوا انهم يستغربون كيف حاول القيام بمثل هذه الفعلة. وأن التغيير طرأ عليه في الفترة الاخيرة فقط .

وكان والد الشاب عمر الفاروق رئيسا لأحد أكبر المصارف النيجيرية "فيرست بنك أوف نيجيريا" قبل أن يتقاعد مؤخرا، وشغل أيضا منصبا وزاريا في سبعينيات القرن الماضي وهو يحمل درجة الدكتوراه .

أذا ففاروق ولد في بلد غير عربي . وفي كنف عائلة غير فقيرة . بل وغنية ولها سلطة ونفوذ في بلدها . ومن تعاونها اللافت مع السلطات وخوفها على أبنها يتبين مدى الرعاية اللتي تلقاها فاروق أجتماعيا وتربويا من لدن عائلته .

من كل ذلك يمكن الأستنتاج بسهولة بأن عمر الفاروق لم يفعل فعلته نتيجة الحرمان والنقص الناتج عن الفقر ، ولا لأنه تربى تربية دينية متزمتة . وأنه  وأن كان مسلما ملتزما ، ألا أن عائلته لايمكن ان تكون قد أرضعته تعاليم تمجد الأرهاب . وأن حياته السابقة لسفره من بلده كانت عادية وهادئة . ولايوجد فيها ما يشير الى تأثره بالحركات الراديكالية اللتي تتبنى فكر القاعدة وأمثالها .

 أي أنه شاب مسلم ملتزم عادي مثل الكثيرين منا . غير محتاج للنقود . متعلم ودارس في لندن . لاتوجد لديه أي ميول عدوانية في صباه . ولم تكن لديه أي أعراض تدل على تطرفه قبل ان تتلقفه القاعدة قبل ما يقارب السنتين في اليمن .

فكيف أستطاعت القاعدة من تغيير فكر شاب مثل النيجيري عمر الفاروق لتحويله الى انتحاري متقبل لفكرة أرتكاب جريمة قتل جماعية شنيعة خلال سنة ونصف ؟ .

لابد وأن المسؤولين عن تجنيد الشباب المسلم في صفوف القاعدة قد عرضت على عمر آلاف الصور عن الجرائم الأمريكية في العراق وأفغانسان ، وصور ابوغريب وغوانتانامو .

ولابد وأنهم قالوا له بأن اولى القبلتين وثاني الحرمين قد أحتلت بمساعدة أمريكا والغرب من قبل ثلة من الأفاقين جائت من بولندا والمانيا وأمريكا وروسيا وأثيوبيا واليمن والعراق والمغرب والصين والهند . بعد أن قتلوا وشردوا ودمروا منازل وحقول السكان الاصليين بحجة انهم شعب واحد يملك هذه الأرض منذ قرون .

ولابد وأنهم قالوا له بأن هؤلاء الصهاينة لازالوا يقتلون المسلمين في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر ، ويحاصرون غزة ويجوعونها ، بعد أن ضربوها بالفسفور الأبيض دون أي خوف من المجتمع الدولي اللذي هو ألعوبة بيد أمريكا والغرب راعي الصهاينة والمدافع عنها حتى الموت .

ولا بد وأنهم قالوا له بأن هذه الأمريكا وهذا الغرب هم أنفسهم من يحمي ويساند ويتعاون مع حكام المسلمين الفاسدين اللذين هم أيضا يجوعون اهل فلسطين ،  ويساندون الصهاينة ويجعلون من أرض المسلمين قواعد لضرب المسلمين ، ويطاردون المدافعين عن أرضهم ومقدساتهم من الشعوب المقهورة والمطحونة بسبب فسادهم ودكتاتوريتهم خدمة لهذا الغرب .

ولابد وأنهم قالوا له أن هذا الغرب هو اللذي يسيء الى نبينا وديننا كل يوم بحجة أنه دين بالي لايصلح لهذا الزمن اللذي يجب أن تكون فيه الغلبة لطريقة الحياة الغربية العلمانية اللتي ترفضها الفطرة الأنسانية السليمة .

ولابد وأنهم وأنهم وأنهم .

ما كان سيفعله عمر النيجيري جريمة بكل المقاييس . ولكن لو أنني لم أكن مسلما عاقلا عارفا متفهما لديني اللذي يحرم قتل النفس مهما كانت ألا بالحق . وأن لاتزر وازرة وزر أخرى . لكنت ؟؟؟؟ .

http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/12/091228_sj_omar_family_tc2.shtml

http://arabic.cnn.com/2009/world/12/26/abdulmutaleb.bomb/index.html




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات