العملاء أو الجواسيس، هذا ما نسمعه في الشارع الفلسطيني كلما سمعنا في نشرة الأخبار عن اغتيال أحد قادة أو عناصر المقاومة خلال انتفاضة الأقصى أو ما سبقها، فمن هم هؤلاء، ولماذا تشير إليهم أصابع الاتهام، وهل حقاً لهم هذا الدور الكبير في مساعدة الاحتلال على تصفية المقاومة؟
التجسس كلمة في اللغة العربية معناها البحث عن والتحسس، مثل البحث عن العيوب أو الأخطاء وتتبعها لإشباع رغبة داخلية بمعرفة الأسرار أو لخدمة غرض معين، والجاسوس هو الشخص الذي يقوم بهذه العملية، فيجمع المعلومات ويتصل بالأعداء "الاحتلال" ليبلغه بهذه المعلومات (عباس، 2004: 2) والمعنى الاصطلاحي لهذا الفعل هو العمالة وتعني في المجتمع الفلسطيني "تحويل الإنسان من الصف الوطني إلى صف العدو واستخدامه لضرب أبناء شعبه ووطنه"
أما السبب وراء قيام الشخص بالتعاون مع الاحتلال فهو دوافع ذاتية تدعمها دوافع أخرى آتية من الإطار خارج الذات مثل المال، الجنس أو المخدرات. وقد يكون الدافع داخلياً ناتجاً عن شعور العميل بالإحباط أو عدم احترام الذات، ظناً منه أن تعاونه سيكسبه هذا الاحترام، أو قد يكون تنفيساً عن غضب أو معاقبة لأحد أساء إليه في السابق ولم يقدر على معاقبته بشكل مباشر، وقد يكون سبب التعاون حدثاً قاسياً مر به الشخص أثّر في مسار حياته ، وأخيراً قد يكون الدافع وراء تعامل الشخص مـع الأعداء مشاعر قويـة من الحقد على المجتمع أو الإعجـاب
بالعدو بسبب ظروف سيئة أو حرمان من حقوق أو ما شابه
وهناك دوافع شخصية أخرى تسيطر على الشخص وتؤدي إلى انحراف سلوكه وتدفعه إلى ممارسة التعاون مثل تعويض نقص الشخصية، حب السيطرة والتملك، التحكم بالآخرين، العدوانية، الرغبة في إيذاء الآخرين ، وجملة القول أنه ليس هناك عامل واحد يدفع للانحراف والتعامل مع الأعداء بل هناك ثلاثة عوامل رئيسة وهي:
1. العوامل الاستعدادية "الكامنة" وهي مرتبطة بخلفية الفرد ونشأته وعلاقته بوالديه وأقرانه.
2. العوامل المهيئة "المعززة" وهي موجودة في وسط وبيئة الفرد وتؤثر فيه مثل الظروف المادية والأسرية ومعاملة العائلة للفرد.
3. العوامل الضاغطة "المعجّلة" وهي ضغوط مزمنة يتعرض لها الفرد وتتفاعل مع صفاته وسماته الداخلية
وعند النظر في التاريخ فمن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تحديد تاريخ محدد لهذه الظاهرة، فهي ظاهرة قديمة قدم الجماعات البشرية ارتبط وجودها بمصالح الدول وارتبط أكثر بالاستعمار. فقد تجسس كل من الفراعنة والرومان والاسكندر المقدوني على خصومهم، كما استخدمها العرب قبل الإسلام، وفي العصور الإسلامية كان الرسول عليه السلام يرسل عيوناً لاستطلاع أخبار العدو قبيل المعارك والغزوات، أما التخابر مع الأعداء وتزويدهم بالمعلومات فقد نُهيَ عنه في الإسلام.
اهتم اليهود الصهيونيون بهذه الظاهرة وأولوها عناية كبيرة من أجل خدمة مصالحهم منذ قيام الحركة الصهيونية وحتى قبل قيام دولة إسرائيل، حيث تجسسوا على الدول العربية، وكشفت أحياناً شبكات التجسس هذه مثل شبكة "سوزانا" في مصر عام 1954، والعميل الإسرائيلي المعروف إيلي كوهين الذي تجسس لسنوات طويلة لصالح إسرائيل في سوريا (عباس، 2004: 24).
ومع كل الدوافع الداخلية والضاغطة على الشخص، هناك ظروف تستغلها الجهات المهتمة بتجنيد العملاء مثل صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وارتباط عدد كبير من الأيدي العاملة الفلسطينية غير المدربة بالعمل داخل الخط الأخضر، وهو سبب كافٍ لبعض الناس للوقوع فريسة العمالة مقابل تحسين الوضع المادي لهم أو لأسرهم. لذلك نجد المخابرات الإسرائيلية تستخدم الإغراء المادي للإيقاع بالعملاء. ثم هناك الابتزاز الذي يمارس للضغط على البعض الآخر بسبب البعدين الأخلاقي والديني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومنها المجتمع الفلسطيني، فحين تهدد المخابرات أي شاب أو فتاة في مقتبل العمر بفضيحة أخلاقية تعرف أنه من السهل الحصول على موافقة الضحية على التعامل، وهذا ما يكون في الغالب سبب وقوع الشخص ضحية التعامل مع الاحتلال. وهناك أيضاً سبب مهم وهو سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على كل الأراضي الفلسطينية وتحكمه بمداخل ومخارج المناطق فكل شيء في حياة المواطنين مرتبط بالاحتلال من تصاريح السفر وتصاريح العمل، إلى رخص البناء والكثير الكثير من تفاصيل الحياة وهو أمر سَهّل على المخابرات الضغط على الناس وإجبارهم على التعامل معهم
بعض خصائص عملاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين:
أجريت دراسة في قطاع غزة أجراها مؤلف الكتاب الذي أخذت عنه الإحصائية على عينة تتكون من 80 عميلاً تبين منها بعض الخصائص التي تميز بها العملاء في فلسطين ومن هذه الخصائص:
•تبين أن 60% من العملاء ال 80 تتراوح أعمارهم ما بين ال 16-25سنة، بينما 25% منهم تتراوح أعمارهم ما بين ال 26- 35 سنة، والنسبة الأقل هي 13% لمن أعمارهم فوق ال 36 سنة.
•وبالنسبة للمستوى التعليمي لهم بينت نفس الدراسة أن 26% منهم درسوا حتى المرحلة الإعدادية، بينما 19% منهم أتموا الثانوية العامة، و6% منهم كانوا من الجامعيين.
•وبالنسبة للحالة الاجتماعية لهم فقد بينت الدراسة أن 51% منهم كانوا من العزاب، و40 % كانوا متزوجين، وبلغت نسبة المطلقين والأرامل من العملاء 8.75%، وفيما يتعلق بالمهنة فقد تبين أيضاً أن 70% من العملاء هم من العمال، و7.50% من العاطلين عن العمل، و13.75% يعملون أعمالاً حرة، و8.75% من الطلاب
الجهات المسئولة عن التجنيد:
تقوم أجهزة المخابرات الإسرائيلية بتجنيد العملاء الفلسطينيين لخدمة أهدافها، وبالتحديد ومنذ عام 1967 بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بدأ جهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي المعروف ب "الشاباك" بتجنيد العملاء في هذه المناطق وبخاصة القسم العربي من هذا الجهاز فهو يضم موظفين مختصين وعارفين بالشؤون العربية. و بعد أن دخلت السلطة الوطنية الأراضي الفلسطينية أصبح جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" جزءاً من عمليات التجنيد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم تشكيل وحدة داخل الجهاز تحمل رقم "812" يشرف عليها ضابط برتبة عميد، وبعد بدء انتفاضة الأقصى أصبح تجنيد العملاء من اختصاص الشاباك فقط.
أهداف التجنيد:
1.الهدف الأساسي من تجنيد العملاء الفلسطينيين هو الحصول على المعلومات الاستخبارية لغاية إحباط عمليات المقاومة والقضاء على
المقاومين.
2.زعزعة ثقة الفلسطينيين بقضيتهم العادلة من خلال إدراكهم أن المخابرات الإسرائيلية قادرة على اختراق صفوفهم والتأثير على بعضهم وجعله يتعامل معهم.
3.تخويف الشباب من العمل في صفوف المقاومة و تحييدهم.(النعامي: العملاء في المجتمع الفلسطيني).
4.إثارة الفتن الداخلية ونشر الإشاعات عن طريق هؤلاء العملاء كجزء من الحرب النفسية.
5.إحكام السيطرة على المناطق الفلسطينية وجعلها مكاناً آمناً للمستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي. (أبو دياك: العملاء الفلسطينيون).
6.الانضمام إلى المؤسسات الوطنية بهدف الاطلاع على أنشطتها ومعرفة المسئولين عن هذه الأنشطة ومن هذه المؤسسات الاتحادات الطلابية في الجامعات والكليات، النقابات المهنية والعمالية، وغيرها وبث الخلافات والفتن بين الجماعات المكونة لهذه المؤسسات فمن المعروف أنها تضم أبناء تنظيمات وتوجهات مختلفة.
7.التشكيك والتشهير بالقيادات الوطنية والطعن في نزاهتها، وبث الروح الانهزامية بين الناس، أي أنه لا فائدة من مقاومة الاحتلال لأنه مسيطر وقوي، "الكف ما بتلاطم المخرز".
8.بيع الأراضي لليهود عن طريق صفقات بيع صورية من البائع للسمسار والشراء بطرق غير قانونية، "السمسرة". (قاسم: 270/274/285).
أساليب التجنيد:
قبل عملية التجنيد تتم دراسة الهدف "الشخص المطلوب للتعامل" بدقه فلا تكون العملية عشوائية أو اعتباطية، وتبدأ بجمع المعلومات عن الشخص من مصادر مختلفة مثل الدوائر الرسمية - المدرسة، الجامعة، الجوازات والأحوال المدنية- ثم تبدأ بعدها عملية المراقبة، ومن ثم ترتيب لقاء قد يظن الشخص المطلوب أنه استدعاء من قبل المخابرات. وتجمع معلومات أيضاً حول طبيعة الشخص وصفاته وآرائه وردود أفعاله وطموحاته، والمشاكل التي يعاني منها، وتوضع كل هذه المعلومات في ملف وتصنف ويتم فحصها، ومن ثم تبدأ عملية الاتصال مع الشخص والتقرب منه ومفاتحته بالموضوع ( عباس، 2004:154)، إما بشكل ودي أو بعد أن يتعرض لضغوط تجبره على الخضوع والقبول بالتعاون بسبب الإسقاط الذي يتبع من أجل تجنيد الشخص.
ومن أكثر طرق التجنيد والإسقاط شيوعاً خاصة في فترة الانتفاضة الأولى وما قبلها الإسقاط عن طريق الجنس، حيث يمارس الشخص الجنس واعياً دون أن يعرف العواقب، أو أن يتم تنويمه ويصور بأوضاع جنسية مختلفة مع عميل سابق وتعرض عليه الصور لاحقاً، وقد يكلف العميل بإسقاط أحد أفراد أسرته، ويؤخذ من اعترافات العملاء السابقين ما كانوا يفعلونه لهذا الغرض، حيث يقول العميل "س.ع" من دير البلح بقطاع غزة أنه كُلِّف بإسقاط أختيه وأخويه وأمه بحيث تكون كل البيئة المحيطة به من العملاء لتسهيل العمل، وفعلاً قام العميل بإسقاط أفراد أسرته عن طريق إجبارهم على استنشاق مادة مخدرة أثناء نومهم وتعريتهم والتقاط صور فاضحة لهم وإرسال الصور للضابط المسئول عنه( أمين: 5).
ويقول عميل أخر أنه كُلِّف بإسقاط زوجته حيث كان يدعو كل ليلة رفاقه من العملاء للسهر في بيته ويعطيهم الفرصة للاختلاء بها، وكان يجبرها على الجلوس معهم لكنها كانت ترفض أن يمسّها أحد، وبسبب رفضها لطلبه طلقها. وقد يسقط الصديق صديقه من خلال الإغراءات التي يعرضها عليه للسقوط في هذا المستنقع. وأحياناً يكون التجنيد بشكل مباشر من قبل ضباط المخابرات الإسرائيلية وغالباً ما يقع السّذّج من الناس بهذه المصيدة ويستجيبون للتهديد خوفاً من الفضيحة وبذلك يرتبطون بالمخابرات ( أمين: 7).
أما الأماكن التي يتم فيها الإسقاط بهذه الطريقة فتتنوع من بيت العميل نفسه، إلى محلات الملابس خاصة عند إسقاط الفتيات بوضع كاميرات صغيرة جداً داخل غرف القياس، ويتم تصويرهن وإرسال الصور للمخابرات التي تتصل بالضحية وتعرض عليها الصور.
ومن الأمثلة على الإسقاط داخل المحلات التجارية قصة العميل "سمير.ك" من غزة الذي اعترف على صديقه العميل الذي يملك محلاً للأحذية النسائية كان يتم إسقاط الفتيات فيه، ومن هؤلاء الفتيات الضحية التي تدعى "سها" التي كانت تمر من أمام المحل وكان صديقه يغازلها كلما مرت من أمامه، وعندما زارت المحل بهدف شراء حذاء جديد تقرب منها وبدأ يلمس ساقها ويداعبها وتكرر ذلك، ويبدو أن الفتاة اعتقدت أنه مغرم بها فترددت على المكان عدة مرات إلى أن استدرجها مرة إلى غرفة صغيرة داخل المحل ومارس معها الجنس وتم تصوير العملية وأرسلت الصور للمخابرات ثم أسقطت الفتاة .وكان الإسقاط يتم أيضاً في صالونات التجميل أو استوديوهات التصوير الفوتوغرافي أو المدارس عن طريق ترويج المخدرات أو نشر صور إباحية وغيره لاستدراج الفتيات، وأحياناً يكون الإسقاط بواسطة سائقي وسائل نقل عمومية عملاء، حيث يعترف أحد العملاء في غزة أيضاً أنه كلف من قبل المخابرات الإسرائيلية بتجنيد شقيقته المتزوجة، فقام هو وعميل آخر هو سائق سيارة بيجو عمومي بمراقبتها، وعندما خرجت من بيتها مرت السيارة من أمامها فأوقفتها كأن الأمر تم بالصدفة، وبعد أن صعدت إلى السيارة بقليل وضع شقيقها قطعـة قماش مبللـة بالمخدر على
فمها فنامت، فأخذاها إلى مكان منعزل وجرداها من ملابسها وتم تصويرها بأوضاع جنسية مختلفة مع السائق من قبل أخيها، وعندما أفاقت هددوها بالصور فأصابها الانهيار وصرخت وبكت لكنها في النهاية رضخت لهم (أمين: 15)، وقد يكون الإسقاط من خلال ممارسة اللواط، وهو أمر تستغله المخابرات الإسرائيلية عن طريق تجنيد أحد الشواذ الذي يقوم هو بدوره بإسقاط غيره خاصة في السجون والمعتقلات بفعل العزلة والظروف التي يعيشها السجناء.
طريقة أخرى لتجنيد العملاء المخدرات حيث تسعى المخابرات الإسرائيلية لترويج المخدرات عن طريق تسهيل الحصول عليها أو بغض الطرف عن مروجيها وهي وسيلة مرتبطة غالباً الجنس أيضاً حيث تتلازم الوسيلتان لإسقاط العملاء.
وهناك طرق أخرى مثل استغلال الحس الوطني عند البعض وإيهامهم بتشكيل أجنحة أو منظمات وطنية تكون في باطنها طريقة للإسقاط.
وهناك طريقة أخرى للإسقاط حيث يتعاون معهم الفرد مقابل الحصول على تصريح للعمل داخل الخط الأخضر مستغلين الوضع الاقتصادي السيئ للناس، أو الحصول على الهوية الإسرائيلية وغالباً ما يتم التجنيد بهذه الطريقة على الحواجز العسكرية الإسرائيلية ونقاط التفتيش خاصة الرئيسة منها مثل قلنديا أو إيرز أو غيرها. يقول العميل "م.ف". "عندما وجدتني الشرطة الإسرائيلية داخل إسرائيل من غير تصريح امسكوا بي وذهبوا إلى الإدارة المدنية وهناك قابلت شخصاً قام بطبع تصريح باسمي لمدة طويلة وقال لي هذا التصريح مقابل أن تتعاون معنا، فرفضت بشدة"
ومن أحدث الطرق التي اتبعتها المخابرات الإسرائيلية لتجنيد العملاء هي الانترنت حيث تـم فتـح موقع للشابـاك قبـل نحو عـام بعنـوان
(www.shabak.gov.il) حيث يقوم أي شخص يدخل على هذا الموقع بتعبئة نموذج يتضمن تفاصيل شخصية جداّ عن حياته ويعرض الشاباك عليه راتباً مغرياً وحوافز أخرى بهدف تشجيع التجنيد ولكن هذه الطريقة جلبت القليل من الأشخاص المناسبين.
أما الإغراءات التي تقدم للعميل فهي كما يقول "أفي ديختر" رئيس الشاباك السابق فهي المال، رخص أو تصاريح العمل، لم الشمل للعائلات، تخفيف عقوبة السجن الجنائي، علاجات خاصة كعلاج العقم. وبسبب الوضع الاقتصادي السيئ للناس فإن المال يشكل أكبر إغراء (هرئيل: محلق هآرتس).
أما وسائل الاتصال بين العميل والضابط المسوؤل عنه فتتم بواسطة المقابلة وجها لوجه في المستوطنات القريبة من مكان سكن العميل أو عند المعابر أو بعد الاعتقال المفاجئ للعميل أو استدعائه. وغالباً ما تتم هذه اللقاءات في الليل في جو معتم حيث لا يتقابلون عندما يكون القمر بدراً أو ما شابه، ويطلب من العميل ارتداء ملابس داكنة، وقد يكون الاتصال بشكل غير مباشر عن طريق ما يطلق عليه "النقطة الميتة" حيث يترك العميل المعلومات في مكان يتفق عليه مسبقاً مع الضابط ليأتي الضابط لاحقاً لأخذ هذه المعلومات على أن تكون النقطة الميتة مكاناً وليس شخصاً. ومن الوسائل أيضاً الانترنت والتلفون العمومي أو الخلوي ويتم تحديد مبلغ يتقاضاه العميل على أن لا يثير الشكوك حوله وقد يكون بواسطة تحويل عبر البنوك، أو محلات الصرافة، ومن الطرق القديمة كذلك وضع النقود في علبة عصير أو مياه غازية فارغة ودفنها في مكان ليأتي العميل ويأخذها لاحقاً.
أما إذا انتهت مصلحة المخابرات مع العميل لسبب ما فيتم تجميد نشاطه لفترة طويلة ثم تبلغه الجهة التي جندته بإنهاء خدمته بشكل مبرر، وإن أرادت المخابرات إحراق عميل والتخلص منه تقوم بكشف الغطاء عنه عن طريق تكليفه بعمل أو مهمة وتكشفها وبذلك يفتضح أمر هذا العميل أمام الناس ( عباس، 2004:176)، فهي بذلك تتخلى عنه وتتركه يواجه مصيره بنفسه. ومن أبرز الأمثلة وأقربها قيام عميل من منطقة رام الله باللجوء إلى طلب حق اللجوء السياسي من بريطانيا بعد أن اقتحم السفارة البريطانية في تل أبيب مهدداً بالانتحار إن لم تتم الموافقة على طلبه وقال إن المخابرات ألقت به في الشارع بعد أن انتهت منه (www.alwatanvoice.com)، وحاله حال 50 ألف من العملاء وأفراد عائلاتهم الذين تم نقلهم من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أماكن أخرى بعد افتضاح أمرهم. وقد بدأت إسرائيل بهذه السياسة منذ بداية السبعينيات في منطقة فحمة شمال الضفة الغربية قرب جنين والدهينة على الحدود المصرية قرب رفح (أبو نجيلة، 1995:35).
وقد يكون حظه أسوأ بكثير من ذلك حيث تلاحقه التنظيمات الفلسطينية فعلى سبيل المثال أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها اختطفت عميلاً من جنوب قطاع غزة اعترف بالجرائم التي ارتكبها مقابل مبالغ زهيدة جداً كان يتقاضاها حيث قال أن أكبر مبلغ تقاضاه كان 700 شيقل أي 150 دولاراً أمريكياً (www.mohajroon.com).
أنواع العملاء وأدوارهم:
لا يمكن تصنيف العملاء أو وضعهم جميعاً في خانة واحدة، فهناك أنواع منهم حسب مدة ارتباطهم بالمخابرات الإسرائيلية وطبيعة الأعمال التي قاموا بها لخدمة الاحتلال، لذلك يجب التفريق بينهم. فهناك من يتم تجنيدهم فقط لجمع المعلومات الاستخبارية عن محيطهم، وهناك من يقومون بتقديم تسهيلات للاحتلال من أجل تصفية واغتيال مقاومين مثل الإرشاد عن
أماكنهم ومراقبتهم، ومنهم من يقوم هو بعملية التصفية للمقاومين وهم من أخطر الأنواع وغالباً ما يتم تجنيدهم في سن مبكرة ويتم إخضاعهم لدورات أمنية وعسكرية مكثفة، إضافة لعمليات غسيل الدماغ من قبل مختصين وعلماء نفس، قد يقومون بالمشاركة في الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي من أهم أعمالها اغتيال المناضلين من أبناء المنظمات والفصائل المختلفة.
ومن الصعب أن يقدر عدد العملاء في المجتمع الفلسطيني، فهناك عملاء معروفون وهناك من لا يعرف أحد عنهم، ولكن تشير بعض التقديرات إلى عشرات الآلاف، إذا أضفنا لهم أنواعاً أخرى من العملاء وهم السماسرة الذين يبيعون الأراضي للاحتلال بعد شرائها من المواطنين أو يقومون بعمليات تزوير لعقود الأراضي والبيوت بهدف تسهيل استيلاء الاحتلال عليها، وكذلك مروجي المخدرات والدعارة.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب تحديد عددهم كذلك لأن بعضهم قتل وتمت تصفيته والبعض الآخر تاب وتخلى عن التعاون مع الاحتلال، وتشير أعداد العملاء الذين تمت تصفيتهم خلال الانتفاضة الأولى إلى أن حجم التجنيد خلالها كان كبيراً حيث تشير تقديرات بعض الفصائل إلى 1000 عميل تمت تصفيتهم، وتشير فصائل أخرى إلى 400 فقط (أبو دياك: العملاء الفلسطينيون.......)، وهناك تقديرات غير رسمية حول عددهم أيضاً، قدّرَ "روني شكيد" بما يتراوح بين 4000- 10000 متعاوناً وهو نفس تقدير "يوسي ميلمان ودان رافيف" من جهاز الشين بيت، أما منظمة بيتسيلم الإسرائيلية الناشطة في مجال حقوق الإنسان فتقدر عدد العملاء بالآلاف وذلك في تقرير صدر عام 1993 ويشير التقرير نفسه إلى أنه تم قتل 942 متعاوناً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى
وهناك نوع خطير من العملاء وهم "العصافير" أي عملاء الاحتلال الإسرائيلي داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية، ومصدر خطر هؤلاء أن 90% من اعترافات المعتقلين في سجون الاحتلال تأتي عن طريقهم، حيث يقومون باستدراج المعتقل بهدف الحصول على المعلومات المطلوبة منه بأمر من المخابرات الإسرائيلية وذلك بعد أن يتم التحقيق مع المعتقل. وبعد أن يصمد المناضل ولا يعترف بشيء بالرغم من التعذيب النفسي والجسدي، ويظن أنه اجتاز الخطر، يوضع في زنزانة إما أن يكون العميل موجوداً فيها أو أن يأتي لاحقاً إلى نفس الزنزانة، وحتى لا يساور الشك المعتقل تبدو على العميل علامات الإرهاق والتعب وكأنه أنهى هو الأخر مرحلة التحقيق ولم يعترف بشيء بالرغم من طول مدة التحقيق، وبذلك يظن المناضل أن هذا السجين مثله فيرتاح له ويخبره عن ما رفض الاعتراف به أمام ضباط السجن.
وربما يدعي هذا العميل أنه سيخرج قريباً من السجن وأنه على استعداد لحمل أي رسالة من هذا المناضل إلى تنظيمه أو أهله في الخارج، فيحدث أن ينخدع السجناء بذلك خاصة الجدد منهم وقد يقولوا للعميل ما تود المخابرات الإسرائيلية سماعه، وأحياناً أخرى يدعي العميل أنه غير مهتم برفيقه في الزنزانة ويلوذ بالصمت مما يدفع المعتقل للحديث خاصة أن السجين أحياناً يقضي مدة طويلة معزولاً لذلك عندما يرى سجيناً مثله يشعر برغبة بالحديث مع أحد يؤنسه في زنزانته (مصائد العملاء:(www.palestine_info.
وهناك أسلوب آخر إذ تلجا المخابرات الإسرائيلية إلى إرسال العميل إلى زنزانة المعتقل، فيقوم هذا العميل بإبلاغ المعتقل انه التقى مع احد أفراد التنظيم الذي يتبع له المعتقل، وانه اعترف عليه وحتى يتم حبك القصة جيداً يخبره العميل عن بعض المعلومات العامة عن القضية، فيظن المعتقل أنه فعلاً قد اعترف عليه احد أفراد تنظيمه، وربما يقول في نفسه طالما أن زميلي اعترف فلماذا لا اعترف أنا أيضا، ومن الملفت أيضاً أن يلعب العميل أحياناً دور الناصح للسجين بحيث يحذره من العملاء والعصافير ويخبره أن يصمد وان لا يخبر أحداً بما لديه.
يتواجد هؤلاء العصافير داخل المعتقلات في أماكن مختلفة مثل الزنازين أو الأقسام، بحيث يكون في القسم عدد كبير من العملاء يتسترون بستار الدين أحيانا فيطلقون اللحى ويقرأون القران ويطلقون على أنفسهم ألقابا إسلامية، وقد يقومون بالتحقيق مع المعتقل على أنهم من تنظيمه بحجة أن التنظيم يريد أن يعرف أين الخطأ في هذه العملية أو تلك، وان لم يتجاوب معهم ربما يهددونه بالضرب أو الإعدام وقد يتهمونه بالعمالة، وأحيانا يكون القسم كله من المعتقلين العاديين ويكون العملاء هم ممن يوزعون الطعام على الأقسام أو ممن يوزعون الرسائل.
وقد تلجأ المخابرات الإسرائيلية داخل المعتقلات إلى الكشف عن عميل ما في مرحلة التحقيق الأولى حتى يظن المعتقل أن تجربة العملاء قد مر بها بسلام، ويضعون له عميلاً آخر في مرحلة لاحقة (مصائد العملاء: www.palestine-info). ومن الأدوار التي يقوم بها العملاء داخل المعتقلات والسجون غير استدراج المعتقلين الإيقاع بين الفصائل عن طريق الاندساس في صفوف الفصائل المختلفة وترويج الأفكار المتطرفة حول كراهية الآخر وزرع التعصب مما يؤدي إلى الصدام بين أبناء الفصائل في السجون.
بعد أن يحصل العميل على المعلومات من المعتقلين على فرض أنه قد نجح في مهمته يطلب منه أن يوصل هذه المعلومات إلى المخابرات في إدارة المعتقل بعدة طرق: منها الذهاب إلى العيادة الطبية داخل المعتقل، حيث تقوم المخابرات باستغلال تقديم الخدمات الطبية للحصول على المعلومات والاتصال بالعملاء عن طريق الممرض الذي ينقل المعلومات للإدارة، أو قد يتصل المعتقل بشرطي محدد من شرطة السجن، وأحياناً يكون الاتصال مباشراً عن طريق طلب العميل لقاء مدير السجن بحجة مناقشة مشكلة خاصة، وهناك يوصل المعلومات التي لديه ويتلقى الأوامر
غرف العار داخل المعتقلات:
عند الحديث عن العملاء داخل السجون الإسرائيلية يجب الإشارة إلى ما يطلق عليه "غرف العار" وهي أقسام أو غرف داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية تضم العملاء الذين سلموا أنفسهم لإدارة المعتقل المتواجدين فيه بسبب انكشاف أمرهم وبدء المعتقلين الأمنيين بالتحقيق معهم، لذلك يفرون حفاظاً على أرواحهم، وتستغلهم إدارة السجن باستدراج المعتقلين الجدد، أما تاريخ نشوء هذه الغرف فيعود إلى عام 1977، وتكون هذه الغرف في أقسام السجناء الجنائيين، وقد يختلق هؤلاء ذرائع أو أسباباً تبرر خروجهم من أقسامهم التي كانوا فيها قبل ذلك، فقد يبرر أحدهم انتقاله إلى غرف العار بأنه على خلفية صراعات وخلافات شخصية مع مسئولي الفصائل أو قد يدعون أنهم أبرياء تم تشويه سمعتهم.
وبالإضافة إلى العملاء الفارين تحتوي غرف العار على عملاء اعترفوا فعلا بتعاونهم مع الاحتلال ونالوا عقابهم لكنهم لم يستطيعوا احتمال البقاء في الأقسام التي كانوا فيها لأنهم يعانون من العزلة حيث يتجنبهم الآخرون ويمتنعون عن التعامل معهم، كما تضم هذه الغرف سجناء أمنيين قرروا الارتباط مع المخابرات الإسرائيلية بهدف تخفيف عقوبة السجن عنهم وتقليل مدة الاعتقال
أما حينما يتم اكتشاف أمر أحد العملاء داخل المعتقلات تتولى الأجهزة الأمنية للفصائل داخل المعتقل التحقيق معه بعد أن تحوم الشكوك حوله، وتكتب عنه تقارير إلى أن يصبح في ملفه ما يكفي للتحقيق معه، ويتم التحقيق بسرية تامة أثناء الليل داخل المعتقل، حيث يوضع العميل في زاوية بعيداً عن أنظار إدارة السجن، ويتم التحقيق بهدوء إذا تجاوب العميل مع المحققين، وإن رفض التجاوب يتم استخدام العنف معه، وقد يستمر التحقيق ليالي متواصلة وفي أثناء النهار يكلف أحد أبناء الفصيل بمراقبة العميل حتى لا يتصل بإدارة السجن أو يسلم نفسـه لهـا، وبعد أن يعترف العميل
يكتب اعترافه بخط يده وتحدد العقوبة حسب نوع المخالفات والجرائم التي ارتكبها العميل (قاسم:328) ومن الجدير بالذكر أنه قد تقع أخطاء مع أحد المشتبه بهم حيث تكون المعلومات التي جمعت وكتبت حول المشتبه به غير دقيقة وغير كافية لإدانته، لذلك قد يتم التحقيق مع ناس شرفاء، وفي هذا المجال قد يتعمد أحد اتهام شخص بالعمالة لسبب شخصي، وقد تم في السابق إعدام أشخاص على خلفية العمالة والتعاون مع الاحتلال ثم تبت أنهم أبرياء.
أثر ظاهرة العملاء على المجتمع الفلسطيني وطرق تعامل الفصائل معهم:
لا شك أن وجود عملاء في أي مجتمع من شأنه تدمير المجتمع وإفساده وهذا هو حال العملاء في المجتمع الفلسطيني فهم يفسدون أخلاق الشباب وينشرون المخدرات ويخوفون الناس من الالتفاف حول المقاومة أو تأييدها، هذا بالإضافة إلى دورهم بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات تؤدي إلى تصفية قيادات المقاومة وإلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية.
وبسبب تصدي الفصائل لهذه الظاهرة فقد ظهر نوع من الشرخ في داخل المجتمع وذلك لأن تصفية العملاء في الانتفاضة الأولى مثلاً خلفت وراءهم عائلات تعاني من عقدة الشبهة التي قتل بها آباؤهم. وقد تكرّست عادة الأخذ بالثأر بين العائلات أيضاً مما شكل عقبة أمام الفصائل في التعامل مع هذا الملف خوفاً من البعد العائلي للقضية (النعامي: العملاء فيالمجتمع الفلسطيني). أما عن كون العملاء يشكلون ظاهرة في المجتمع فيقول المحلل السياسي حازم أبو شنب "أنه لا يمكن أن يشكل ظاهرة" وأن أهميتهم أصبحت أقل من السابق بسبب التطور الكبير في وسائل التكنولوجيا من طائرات الاستطلاع والوسائل التجسسية التي تمكن المخابرات من تعقب المكالمات والاتصالات بين المقاومين وتؤدي إلى تحديد مواقعهم (www.falasteen.com).
أما طريقة التعامل مع هذه الشريحة فهو يختلف من حالة لأخرى، ولكن يمكن القول أن هذه الظاهرة لم تعالج بالطريقة الناجعة من قبل الفصائل والسلطة الوطنية، وتعتَبِر حركة الجهاد الإسلامي أن من أسباب عجز الفصائل عن معالجة هذه الظاهرة هو التبعية الاقتصادية التي يستغلها جهاز المخابرات الإسرائيلي لتجنيد العملاء، منها أيضاً عدم سيطرة السلطة على كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لأن تولي الفصائل وحدها لعلاج هذا الملف بمعزل عن السلطة الوطنية سيدفع المجتمع الفلسطيني إلى حالة من الفوضى وذلك لأن البعض سيستغل الأمر لتصفية حساباته الشخصية. وقد اتفقت لجان المقاومة الشعبية مع هذا الرأي، أما كتائب الأقصى فترى أنه يجب تشكيل لجنة عليا من كل الفصائل لمتابعة هذا الملف (www.falasteen.com).
أما من حيث العقوبة، فقد اتبعت الفصائل الفلسطينية عدة خطوات من أجل معاقبة العميل، ومنها حركة حماس مثلاً التي عرف عنها السعي من التثبت من التهمة الموجهة للعميل من خلال معلومات مؤكدة، ومن خلال اعترافات العميل نفسه بعد مدة طويلة من التحقيق تستمر عدة أيام، ومن ثم تؤمن له الحركة محاكمة ويعطى فرصة الدفاع عن نفسه، وتنقل اعترافاته للجان قضائية داخل الحركة من دارسي الشريعة وهم من يقرر العقوبة حسب الجرائم التي ارتكبها العميل، ومن ثم يتولى الجناح العسكري "كتائب عز الدين القسام" عملية التنفيذ. ويؤخذ بعين الاعتبار كيفية وقوع العميل بالإسقاط مكرها أو بإرادته، ومن يتوب تسقط عنه عقوبة القتل وتبقى عقوبة "التعزير"، وهي عقوبة تتراوح بين التوبيخ باللسان إلى القتل حسب الجرم الذي ارتكبه الفرد، ويهدر دم العميل الذي يقدم معلومات خطيرة للمخابرات الإسرائيلية ويقوم بإسقاط الآخرين، كما تجدر، حسب حركة حماس، التعامل مع كل حالة على حدة ولا يجب التعميم، وقد لوحظ أن عمليات قتل وتصفية العملاء من قبل كتائب عز الدين القسام في غزة كانت أكثر منها في الضفة الغربية، ويُرجِع الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ذلك إلى أن حجم النشاط الذي تقوم به المقاومة في غزة أكبر منه في الضفة الغربية
كما عرف عن الفصائل أيضاً وجود برنامج استتابة للعملاء الذين يعترفون عن تعاملهم قبل أن يُكشفوا ويلقى القبض عليهم، ويتعهد هؤلاء بعدم العودة إلى العمالة، وقد اتفقت الفصائل على تبادل المعلومات حول العملاء.
ولا شك أن أخطاء حدثت من قِبَل الفصائل في معالجة هذا الموضوع قتل أبرياء، فقد أصبح اتهام شخص بالعمالة من أسهل الأمور فأصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الناس، بسبب خلاف شخصي أو غيره قد يتهم أحد أفراد تنظيم معين شخصاً بالعمالة ويشهر به، وقد حدث عدة مرات أن أعدم أشخاص بتهمة العمالة ثم تبين للفصيل الذي أعدمه أنه بريء فأصدر بياناً يعتبره من الشهداء (عبد الجواد:17)
أما بالنسبة للسلطة الوطنية من العملاء فيوصف بأنه موقف سلبي حيث أنها لم تقم باعتقال العملاء المتورطين بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات أدت إلى اغتيال قادة بارزين، وان فعلت فهي حالات قليلة تحت ضغط الجماهير فنفذت بعض عمليات الإعدام بحقهم، وهرب بعض العملاء أحياناً مثل العميل الذي ساهم باغتيال الشهيد يحيى عياش، وقد أثار قرار وزير العدل الأسبق السخط لدى الجمهور لأنه وصف بأنه قرار متهاون مع العملاء حيث كان القرار ينص على إعطاء العملاء مهلة مدة 45 يوماً لتسليم نفسه مقابل العفو عنهم وتأمين الحماية لهم وتأمين وظائف لهم إذا زودوا السلطة بمعلومات حول علاقتهم بالمخابرات الإسرائيلية
-----------------------------------------------------------------------
قائمة المصادر:
أبو دياك، ماجد. العملاء الفلسطينيون... بين ابتزاز إسرائيل وسكوت السلطة، www.islamonline.net.
أبو نجيلة، وآخرون، الفلسطينيون المدعوون بالمتعاونين مع إسرائيل وعائلاتهم- دراسة ضحايا العنف السياسي الداخلي، مركز البحوث الإنسانية
للمزيد
http://bder.mum-blog.com/index.htm
التعليقات (0)