ليس لك إلا أن ترى حسن البضاعة لتشترى من السوق ولن تزن بميزانك بل بميزان البائع وكذلك إذا جلست إلي عالم لتتعلم فلا تحكم علي ما يقول بعقلك بل بعقله وإلا فاجلس أنت مكانه.... ولو تصورت أن علمك فوق علمه فدع من هم دونه ودونك ليتعلموا....وقد يكون هذا العالم غير جدير بتعليمك فكيف تثق في كلامه؟ ولماذا تأخذ عنه ؟ وإذا سألت نفسك إذا كان هذا هو الحال مع العلماء المشهورين لو كان الشك يتطرق إلي دروسهم, فكيف تختار من تجلس لتتعلم منه أو تقرأ ما كتب ؟.... ثم إذا فكرت في الكتاب الذي تقرأه كيف كتبه كاتبه ؟ هل كتبه علي علم بما قيل في موضوع الكتاب ؟ أم أنه فكره المحض , أم منقول عن غيره ولو بتصرف؟ وإذا منعك الشك في علم العالم أو في درجة علمه أن تتعلم منه فكيف تتسع معلوماتك؟.... إن هذه الدائرة تجعك غير قادر علي الحكم فتلجأ إلي رأي الآخرين فتختار الذي يختارونه وتسمع لمن يسمعونه فتكون أسير الآخرين بدل أن تكون أسير الأصل من العلماء....والسؤال من أين تستقي معلوماتك مع بعض الثقة في من تنقل عنه كما تبحث عن ناقل الخبر الصادق بتجربة من اعتاد علي نقل الأخبار ......ونعيد السؤال للتوضيح والتوثيق: من هم الذين تثق في علمهم وكيف تحكم علي عمق علمهم وحقيقته وكيف تحكم علي من هم أعلم منك في الظاهر؟ .....ونترقي في السؤال ....إذا أخذت بالظاهر مما يوافق عقلك ويخالف كلام من خلق عقلك فإلي أي الخيارين تميل ؟..... ثم السؤال الثاني إذا آمنت أن الذي خلقك هو أعلم منك فلماذا لا تسارع إلي ترضيته وشكره وحمده والجلوس إلي حضرته تفكر في ملكوته فيعطيك من العلم ما لا يعلمه مخلوق مثلك ...إن العلم التجريبي نأخذه بثقة من علمائه بالتجربة لأنه علم محسوس كأن يعلمك خبير في السيارات مثلا كيف تصلح سيارتك....... أما العلوم التي ليس لها إثبات عملي محسوس فكلها تدور في دائرة الأخذ أو الترك من أقوال العلماء مهما علوا
التعليقات (0)