كيف تتصرف مصر بعد الثورة؟

نظرا لأهمية الموضوع فقد تكون هذه نظرة أولية تعقبها أخريات.......ظهرت بعد ثورة 25 يناير شخصيات تثبت أن مصر بلد غني جدا بأبنائها ...لم نكن نسمع أو نعرف عن هذه الشخصيات شيئا قبل الثورة أو على الأقل عن أكثرهم....نعلم جميعا أن السياسة والاقتصاد يرتبط كل منهما بالآخر ويؤثر الاقتصاد في السياسة كما تؤثر السياسة فيه ...ونعلم أن الثورة لم يكن لها قادة يستلمون الحكم ويسيرون الدولة حسب توجهاتهم الجديدة وأنها ثورة شعبية تعرف ماذا تريد من النظام الجديد ولكنها تبحث الآن عن قادة تنفذ مطالبها....كانت شخصيات مصر المثقفة غائبة عن الحكم أو مغيبة بالقصد من النظام السابق ولكنها الآن مطلقة الألسنة وتتلقفها الفضائيات ولكن بطريق الصدفة...ما نقترحه أن يتولى مجلس أمناء الثورة أو المجلس العسكري إنشاء قناة فضائية بحكم قدرته وسلطته لتكون منبرا لهؤلاء المفكرين ليدلوا بآرائهم المسجلة والمسموح بنشرها حول طريقة الحكم مرورا بقضايا الساعة مثل أسبقية الدستور على الانتخابات أو العكس أو غيرها من قضايا السياسة على شرط أن يكون الضيف حرا في اختيار موضوعه وحرا في عرضه ولا يكون في شكل حوار بينه وبين مقدم البرنامج ودعوا الشعب يحكم عليه أو له ....وفيما يخص الاقتصاد بما يتصل بالمشروعات الجديدة أيها أحق بالأسبقية وكيفية تنفيذها ومصادر تمويلها ...باختصار نريد الاستفادة من طاقات أبناء مصر في المجالات المختلفة....إن من نتائج الثورة أن بدأت هذه العقول المختفية في الظهور ولكن ينقص الشعب تنسيقها وترتيبها من حيث الأهمية لتكون أمامه معلومة يستطيع اختيار الرئيس ومجلس الشعب من بينها.....إن التضارب الذي حدث بعد استفتاء الدستور الأخير وموافقة الشعب على التعديل أعقبه تغيير في المادتين 189 و189 مكرر بما يتضمن إلغاء فعليا للاستفتاء وبالطبع لا نعتقد أن المجلس العسكري أراد بالإعلان الدستوري الصادر عنه إحلال الإعلان الدستوري بدلا من دستور 71 والذي سقط بسقوط النظام السابق ولا أن يلغي نتيجة الاستفتاء بتغيير ما استفتى الشعب عليه...وحيث أن توجه المجلس العسكري هو تسليم الحكم للحكومة المدنية بعد فترة الانتقال فليس من المعقول أن (يفصل) دستورا يستفيد منه لأغراض غير مصلحة مصر...إن جناحي الحكم في أي دولة هما سياسته واقتصاده وإذا وضعت السياسة في خدمة الاقتصاد ورفاهية الشعب وعيشه الكريم فسوف يقبلها الشعب ويؤيدها وإذا كانت غير ذلك فسوف تتجدد الثورة بصورة لا يرضاها أحد ...لقد أثبتت الثورة المصرية أن العقل الجماعي لشعبها أرقى حتى من ثقافة المثقفين والسياسيين ...