كان المواطن العربي على مر تاريخه في زمن الدول العربية القطرية التي تشكلت بعد ما يسمى الاستقلال كان مسلط عليه سيف هو سيف القمع والقهر والظلم والجوع ، فكان يصف الزعامات والنخب العربية الحاكمة بالعمالة والخيانة والجاسوسية لإسرائيل أو الغرب ..
اليوم وفي ظل هذه الثورات التي تجتاح العالم العربي من المحيط إلى الخليج .. والتي تهدد عروش الأنظمة العربية .. وتمهد لمرحلة ينقلب فيها السحر على الساحر .. وتتبدل الأدوار لتحل مقولة ( لكل زمان دولة ورجال ) نرى الأنظمة العربية والنخب الحاكمة وهي تحس بعظم المشكلة التي تواجهها .. وهي تحس بزحزحة العروش من تحتها قبيل لحظة السقوط المريع ..وهي تتجهز لحزم حقائبها للرحيل تنفيذا لصرخات الملايين ( ارحل .. ارحل ..) اليوم نرى تلك الأنظمة تأخذ دور الشعب .. فليس غريبا اليوم أن نجد الزعماء العرب يتهموا الشعب .. كل الشعب بالعمالة والخيانة العظمى ..
فنرى الزعيم اليمني مثلا يتهم الشعب اليمني كاملا بالخيانة..والتعامل مع العدو ..ويتلقى تعليماته من غرفة سرية في تل أبيب .. وتدار أمور حراكه الشعبي العفوي من وزارة الخارجية الأمريكية ... وقد نسي ما فعله من اجل حماية السفن والبوارج الأمريكية في خليج عدن .. ونسي ما قام به من تنكيل وقتل وإعدام للإسلاميين فقط لمجرد اتهامهم بضرب المدمرة (كول ) .. وتعاونه في ملاحقة المطلوبين ( للسي آي أيه ) .
مثلما قالت الإدارة المصرية في النظام المخلوع أن الشعب تأتيه الوجبات من ( مطعم كنتا كي الأمريكي الشهير ) . دلالة على دعم الإدارة الأمريكية لجموع الشعب الثائر ( أكثر من خمسة أو ستة مليون إنسان ) .
فلطالما تحدث المواطن المصري عن تورط النظام المخلوع بعلاقاته مع إسرائيل .. وخنوعه وتآمره على غزة .. وغض البصر عن كل تلك الانتهاكات بحق الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل من حصار وقتل وتشريد وتجويع .. ولا يخفى ما كان من دور للنظام المصري المخلوع في كل هذا .. وتذمر الشعب المصري بكل أطيافه من العلاقة المهينة التي فرضتها معاهدة ( كامب ديفد ) على الشعب المصري الذي يئن تحت وطأة كل أشكال الانتهاكات لكل مقدراته ومصالحة الوطنية والقومية .
ثم بعد قليل نجد الرئيس اليمني يحس بفداحة ما قال ..ويحس انه ربما يكون قد كفر النعمة الأمريكية والإسرائيلية عليه في تثبيت أركان نظامه الذي بات اقرب ما يكون إلى الرحيل وما مصير زين العابدين عنه ببعيد وربما يلحق بمبارك في شرم الشيخ على شاطئ البحر الأحمر . أحس علي عبد الله صالح انه تجاوز الخط الأحمر .. وانه تعدى حدوده في التعامل مع أمريكا وإسرائيل .. كما يليق بتلميذ مؤدب في حضرة أستاذه ... فلم يخجل من الاعتذار إليهما علانية ... وانه ربما لم يفهموا كلامه بشكل جيد ...
سيدي الرئيس .. اعتذارك غير مقبول ... ولو كان مقبولا ما فادك في شيء ... صلاحية الاعتذار والتملق والتودد لأمريكا وإسرائيل قد انتهت ... فشمر عن ساعديك وهرب ذهبك وأموالك إلى الخارج .. وجهز الهيلوكبتر في ساحة القصر الجمهوري .. واحزم أمتعتك فساعة الرحيل قد اقتربت .. فثمة أماكن شاغرة في جدة وشرم الشيخ ... أو أي منفى .
التعليقات (0)