كيف اسقط الشارع الاردني الاخوان ..امام المسجد الحسيني الكبير

منذ اكثر من شهر وجماعة الاخوان في الاردن تحشد ليوم الزحف ( المقدس ) ولما يشبه ( معركة بدر الكبرى ) حسب تعابيرهم وهذا طبعا من ادبياتهم المتداولة بكثرة ، منذ اكثر من شهر والجماعة تحث منتسبيها الى    ضرورة المشاركة ، وتشجيع الابناء والبنات والعائلات الاردنية على المشاركة ، وحث الشعب الحزبية على حشد المزيد من الدعم ، وكانت تراهن على جبل نزال ان يخرج منه اكثر من 25000 .. وراهنت على عائلات منتسبيها لزيادة الحشد الجماهيري لهذه المعمة الكبرى ، والتي ربما توقعت كوادر وقيادات الاخوان ان تكون الشرارة التي ربما تشعل الحريق .. وليلحق الاردن بباقي الدول التي عمها الخراب وكثر فيها سفك الدم والقتل ، وانتشرت فيها اعمال التخريب والسلب والنهب والاغتصاب مما دفع بالكثير الى الهروب بجلدهم من تلك المحارق التي يمارس فيها القتل ( بعنصرية وطائفية واقليمية بكل تأكيد مدعومة من الخارج ) . 

اصاب الاخوان ما لم يكونوا يتوقعوه ابدا.. وكأن لسان حال قضيتهم ووعدهم بالحشد والزحف المقدس وبدر الكبرى ..قد انقلب السحر على الساحر .. فحالما اكتشف قياديوا الاخوان ما آلت اليه حشودهم الواهية الباهتة . والتي لم تتمكن شعاراتهم المرفوعة من زيادةنسبة حرارتها ابدا ..بادور بدل ان يكون ذلك الحشد مظاهرة او مسيرة .. او حتى اعتصام ..او حتى احتجاج بادروا الى تحويله فجأة الى مهرجان خطابي ..وراح خطباؤهم كالعادة يدغدغون عواطف منتسبيهم من الاخوان بالعواطف بعيدا عن العقل والعقل .. 

بعيدا عن عمان وساحة النخيل .. وساحة المسجد الحسيني الكبير .. عممت وزراة الخارجية المصرية ..على سفارة مصر بالاردن على ان يبقى الاخوة ابناء الجالية المصرية  في الاردن بعيدا عن اماكن تجمع تلك المظاهرات والمسيرات والتجمعات التي تنادي بالتغيير والاصلاح ومكافحة الفساد بالاردن .. وكأن  مصر تتبرأ من الاخوان في الاردن وكأنها تقول ما تم في مصر لا نريده ان يتم في الاردن والاسباب اكثر من تعد او تحصى .. واهمها ان ما ينفع مصر ليس بالضرورة ينفع الاردن .. وان ما ينطبق على مصر ليس بالضرورة ان ينطبق على الاردن ..وان مشكلة الشعب العربيفي مصر مع نظام مبارك لا تشبه على الاطلاق العلاقة التي تربط جلالة الملك بشعبه ، ولا توجد تلك المظالم التي عانى منها الشعب العربي المصري في الاردن من اهانة وتجويع وانتهاك كرامة وحقوق .

ومن جانب اخر .. ابتعد كثير من كوادر الاخوان وحزب جبهة العمل الذراع السياسية لهم عن هذا الحشد.. ولم يبادروا  الى زج بناتهم واولادهم ونسائهم كما طلب منهم قادتهم ، ولم يشاركوا بالحماس الذي كان قادتهم يتوقعونه منهم .. وربما ستشهد الحركة محاكمات حزبية .. يتم على اثرها فصل من لم يشارك ..وايضا ابتعد المواطن الاردني غير المنتسب لاي حزب عن تجمع الاخوان .. كما رفض اليساريون والحزبيون من الاحزاب المعارضة الاخرى رفد حركة الاخوان بوهج الحشد او دعهم بكوادر قد تسجل لصالح الاخوان وربما في ذلك حسابالت حزبية بعيدة عن معارضة المسيرة ..على الرغم من انها معرضة للحكومة ..

اذا الاخوان فشلوا فشلا ذريعا لم يسبق له مثيل في هذه الموقعة .. ولم ترقى الى زحف مقدس او غير مقدس .. ولم تكن غزوة بدر الكبرى .. ولم ترقى الى ان تكون مسيرة ناجحة حتى .. وربما سيحتاج الاخوان الى فترة زمنية كبيرة ليتعافوا من هذه النكسة .. والتي ربما ستؤثر على بناء الاخوان المعارض .. وربما ايضا تكون الحكومة قد نجحت بشكل لافت بتجييش الشارع ضد الحركة الاقوى والتي وصفت على الدوام بانها حركة وطنية ..وربما لن نشهد مسيرات للاخوان في ايام الجمع القليلة القادمة.