كيف أستطاع محمد أن يؤلف القرأن مع انه أمي لا يقرأ ولا يكتب ؟ هذا السؤال مع سهولته وسطحيته الا اننا نلاحظ أن بعض الاميين والعامة دائما ما يسألونه وبعضهم يعتقد انه سؤالا تعجيزيا يصعب الاجابة عليه ، لذلك سوف اجيب عليه اولا باختصار ثم اضيف اليه تفاصيل اكثر لمن اراد التفاصيل والاستفادة اكثر ،
السؤال : كيف أستطاع محمد ان يؤلف بالقرأن بالرغم من اميته ؟
الاجابة بأختصار : لقد قضى محمد 23 سنة كاملة في تأليف القرأن ومع ذلك لم يستطع أن ياتي بمستوى مثل مستوى قصيدة واحدة لأمرؤ القيس مثلا مع العلم أن اغلب الشعراء العرب كانو اميين فكيف استطاع الشعراء العرب الكبار تاليف شعرهم الرئع بالرغم من كونهم أميين مع ان الشعراء لم يقضو 23 سنة في تأليف قصائدهم مثل محمد ، ومع أن القصائد كانت اكثر صعوبة في التاليف من القرأن الذي جاء سجعا ومعروف لدى العرب ان الشعر اهم بكثير واصعب بكثير من السجع ، فالعرب كانو فطاحل في اللغة بالرغم من كونهم اميين ، ونعطي مثلا عمليا بسيطا ، في نفس الوقت الذي الف فيه محمد القرأن نجد حسان ابن ثابت الف ديوانه الاصعب بكثير مما اتى به محمد فهل يظن احدا ان حسان بن ثابت كان معه شهادة الماجيستير في اللغة العربية ؟ ام يظن احدهم ان شعراء العرب الكبار كانو يحملون الدكتوراة في اللغة العربية ؟
سؤال متعلق : كيف تم حفظ سور القرأن كل هذه المدة ؟
الاجابة : كيف تم حفظ المعلقات السبع مدة اطول من القرأن ؟
تفاصيل أكثر :
امرؤ القيس عمره كله لم يتجاوز 45 سنة ومع ذلك لم يقضي 23 سنة في الاتيان بقصائده الرائعة الاعجازية ولم يكن يتصبب عرقا وينتابه الصرع الذي كان ينتاب محمد من اجل بضع ايات مسجوعة من القرأن والذي ينظر الى القرأن والى شعر امرؤ القيس يرى الفارق واضحا جدا لصالح امرؤ القيس الذي لم يكن يدعي أن ذلك الشعر موحى به من عند الله تعالى ، فالقرأن من اجل ان نسمعه نبحث عن صوتا جميلا مثل عبد الباسط عبد الصمد حتى نستمتع بأداءه وصوته الجميل ثم نجامل القرأن ونعطي للقرأن جمال الصوت والاداء للقارئ ، ولذلك كنا نهرب من اصوات القراء غير الجميلة لأنها في حقيقة الامر تقدم القرأن مجردا كما هو لذلك تجده مملا جدا ولا تستطيع سماعه ،
ايضا القرأن كله سجع والعرب ترى أن السجع عيبا في اللغة بعكس الشعر ، ولذلك نلاحظ أن بعض العلماء يحاولون نفي السجع عن القرأن لأنهم يعرفون ان السجع عيبا وليس ميزة فمثلا ينقل السيوطي في كتابه (الاتقان ) قول الرماني في اعجاز القران :إن السجع عيب والفواصل غلط ، والغريب أن محمدا نفسه نهى عن السجع بالرغم من ان القرأن كله سجع ، وأن كان البعض اراد نفي السجع عن القرأن فان البعض الاخر رأى انه لا بأس بالقول بوجود السجع في القرأن ولقد تحدث السيوطي عن ذلك في كتابه الاتقان ، والحقيقة ان موضوع السجع في القرأن لا يحتاج الى اقوال العلماء لالتأكيد ولا لالنفي ، لأنه واضح ظاهر ولا يحتاج لتدليل ، فمثلا ثبوت الشعر في قصائد امرؤ القيس هل يحتاج لتدليل من العلماء ؟ وما ينطبق على امرؤ القيس ينطبق على كل الشعراء العرب الذين قدمو كلاما بلاغيا اعجازيا لا مثيل له رغم كونهم اميين لا يقراون ولا يكتبون وكان احدهم يؤلف القصيدة فوريا وبسهولة تامة لم يدعي احدهم أنها كلام الله بالرغم من تفوقها الكامل بلاغيا واعجازيا وجماليا على كلام محمد وقصائدهم امتلئت بمعلومات لا حصر لها ولو نظرنا الى شعر أمية بن ابي الصلت مثلا لوجدنا معلومات عن الملائكة والاخرة والجنة والنار اعترف بها محمد نفسه بل ونجد بعض من تلك المعلومات قد اخذها محمد ووضعها في كتابه ولا ننسى قول محمد عن الشاعر امية بن ابي الصلت انه أمن لسانه وكفر قلبه وهذا اعتراف واضح من محمد بشعر أمية بن ابي الصلت ولو نظرنا الى كلام محمد سنجد أنه لا يرقى ابدا ابدا الى شعر أمية ولا الى شعر امرؤ القيس ولا طرفة بن العبد ولا حتى حسان بن ثابت ، فمثلا لو نظرنا الى قوله : والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا ، او مثلا : والذاريات ذروا ، فالحاملات وقرا ، فالجاريات يسرا ، فالمقسمات أمرا ، او مثلا : والنازعات غرقا ، والناشطات نشطا ،والسابحات سبحا ، فالسابقات سبقا ، فالمدبرات امرا ، او مثلا : والعاديات ضبحا ، فالموريات قدحا ، فالمغيرات صبحا ، فأثرن به نقعا ، فوسطن به جمعا ، أي ميزة في هذا الكلام ؟ وأي معنى فيه ؟ لاشئ مجرد سجع ونحن الذين نضيف له القدسية والاهمية ، فماذا لو قلنا مثلا : والزارعات زرعا ، والحاصدات حصدا ، والطاحنات طحنا ، فالعاجنات عجنا ، فالخابزات خبزا ، فالاكلات اكلا ، لا فرق كله سجع وربما الكلام الاخير اكثر وضوحا ، وماذا لو قلنا مثلا : والطابعات طبعا ، فالدافعات دفعا ، فالقابضات قبضا ، فالصارفات صرفا ، فالمدخرات امرا ، اليس كله مجرد كلام مسجوع . علما بأنه لا يوجد اي معنى واضح في هذا الكلام لذلك حين ترجع للتفاسير الاسلامية على هذه الكلمات القصيرة والجمل الصغيرة تجد العجب العجاب من التفاسير والتناقضات والاضطراب وتجد ان علماء المسلمين لم يستطيعو الوصول الى حل لتفسير مثل هذا الكلام المسجوع حتى ان بعضهم يقول أن الله وحده يعلم بمعنى هذا الكلام مما يجعل القول بان القران لسان عربي مبين أو انه كتاب مبين أو انه قرأن مبين كله كلام باطل وغير حقيقي والدليل عجز علماء اللغة والتفسير عن معرفة معنى هذه الكلمات على صغر حجمها فأين الابانة ؟ وذلك بخلاف قصائد العرب الرائعة التي يتم حسم كل شئ فيها بسهولة من قبل العارفين باللغة ولذلك فشعر العرب هو اللسان العربي المبين حقا وحين تجد كلمات صعبة في أي قصيدة فيمكنك أن تجد من يفسرها لك من العلماء بسهولة تامة ،
وللعودة للسؤال نقدم مثلا من السجع العربي للكاهنة عفيراء وهي تتحدث عن رؤيا رأتها تقول :
رأيت أعاصير زوابع بعضها لبعض تابع فيها لهب لامع ولها دخان ساطع يقفوها نهر متدافع وسمعت فيما انت سامع دعاء ذي جَرْس صادع هلمّوا إلى المشارع فرويَ جارع وغرق كارع
وهي هنا تتحدث مع احد الاشخاص بشكل عفوي وتلقاءي ، ومعنى ذلك أنها كانت متمكنة من السجع جدا وتتحدث به بشكل تلقاءي ولم تقل أن هذا الكلام هو كلام الله وذكرته بمساعدة جبريل مثلا كما قال محمد ، ومثل هذا الكلام الذي تذكره عفيراء بسهولة تامة وتلقائية كان محمد يحصل عليه بصعوبة كبيرة فتنتابه حالة مثل الصرع ويتصبب عرقا ثم يذكر ان هذا الكلام هو كلام الله وجاء به جبريل ، وليست عفيراء فقط بل كل الكهان العرب كانو يتكلمون بالسجع وبتلقائية وسهولة كبيرة ولو اردنا ذكر ذلك بالتفصيل لأحتجنا الى مجلدات وليس مجرد مقالة ، فحتى هذا الكلام المسجوع لعفيراء اقتطعناه من حوار كبير كله سجع واكتفينا به كمثال فقط حتى لا نطيل .وهذا يدل على أن عفيراء تلك المرأة الامية كانت بارعة في السجع أكثر من محمد دون الحاجة لخدمات جبريل .
وعلى الرغم من أننا نجد أن الشعر العربي معجز من كل الوجوه وخالي من الاخطاء اللغوية والعلمية وغيرها فلم نجد احدا من الشعراء العرب يقول ان هذا الكلام هو كلام رب العالمين ، بعكس محمد الذي جاء بكلام لا يرقى لمستوي الشعر ومكدس بالاخطاء اللغوية والعلمية والتاريخية والجغرافية والديموغرافية والفلكية وغيرها ومع ذلك نجد ان محمدا ينسب ذلك الكلام لله ، ومن اغرب ما كان يفعله محمد بالقران وفي القرأن انه كان يغير اللفظ من اجل السجع والذي يقرا مثلا الامثلة الموجودة في كتاب الاتقان للسيوطي او كتاب البرهان للخطابي يجد العجب من تغيير محمد للكلمات لا لشئ الا من اجل السجع ، فمثلا يسمي سيناء سنين لتتوافق مع السجع في قوله وطور سنين ، وهذا البلد الامين ، ولا يوجد على سطح الارض منطقة اسمها سينين فقد اخترعها محمد لتتوافق مع السجع فقط لا غير ، ويقدم الفرع عل الاصل في قوله رب هارون وموسى من اجل ان تتوافق في السجع مع بقية الكلمات ، ويتلاعب بالترتيب من اجل السجع كقوله ( فلله الاخرة والاولى ) فقلب الترتيب راسا على عقب حتى يضمن السجع لأن السجع عنده اهم من المعنى ، ولقد ذكر هو نفسه قوله وله الحمد في الاولى والاخرة ، فذكر الترتيب صحيحا لعدم الحاجة الى السجع ، ولقد ذهب بعضهم الى القول بأن قوله : ولمن خاف مقام ربه جنتان ، هي في الحقيقة جنة واحدة ولكنه قال جنتان لتتماشى مع سجع الايات التي قبلها وبعدها فغير المعنى تماما ليحافظ على السجع ، ايضا يضع صيغة لغوية خاطئة وغريبة جدا مثل قوله : فأوجس في نفسه خيفة موسى وهي صيغة لغوية خاطئة تماما ولو اتيت بطفل صغير لقال لك أنها : فاوجس موسى في نفسه خيفة ، او فأوجس موسى خيفة في نفسه ، ولكن ذكر تلك الصيغة الخاطئة ليحافظ على القافية والسجع وهو خطأ لغوي فاحش لا يمكن ان يقع فيه الشعراء الراسخون في الشعر ، ايضا من الاخطاء المشهورة جدا في القرأن والتي تحدثت عنها عائشة وكذلك عثمان هو قوله : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ، والمفروض طبعا أن يقول الصابئين كما صرح بذلك كل علماء اللغة وحتى محمد نفسه ذكرها صحيحة في اية اخرى ، ايضا من الاخطاء التي لحظتها بنفسي في القرأن قوله في سورة المائدة : والسارق والسارقة فأقطعو ايديهما ، فلو دققنا النظر في هذه الاية وأخذنا معناها حرفيا لقطعنا اليدين لكل سارق وليست يد واحدة لأن قوله ايديهما كان جمعا وليس تثنية وبذلك لزم قطع كل الايدي وهذا خطا لغوي فاحش جدا ، لأن الصواب أن يقول فأقطعو يداهما ان اراد المثنى ، ايضا من الخطاء الجغرافية قوله عن جبل موسى في سيناء :الوادى المقدس طوى ، ولا يوجد في العالم وادي اسمه طوى غير وادي ذي طوى بمكة ، والحديث في هذا الامر يطول وهو بالطبع حديث شيق ومثير ولابد ان نفرد له مقالة خاصة .
والخلاصة : أن كل الشعراء الفطاحل مثل امرؤ القيس وزهير بن ابي سلمى وطرفة بن العبد وامية بن الصلت وغيرهم مالا يعد ولا يحصى كان اغلبهم اميون ومع ذلك جاءو بأفضل مما جاء به محمد من الاعجاز اللغوي الرائع الذي لم يستطع ان ياتي به محمد
علي سعداوي
التعليقات (0)