مواضيع اليوم

كيف أدار الصحفى أنيس منصور مصر ؟!

هشام صالح

2010-11-29 04:28:51

0


هناك فرق شاسع بين العمل السياسى المبنى على قراءة الواقع وبين التهريج السياسى المبنى على قراءة الفنجان ، وعندما يقول الكاتب الصحفى الكبير أنيس منصور كما جاء بالشروق 12 نوفمبر ( أن الرئيس السادات كانت له قنوات سرية وشخصية لإدارة شئون الدولة لا يعرف أحد عنها شيئاً وأنه كان أحد هذه القنوات لدرجة أن الكثيرين إعتقدوا أنه وزيراً للخارجيه فى عهد السادات بسبب سفرياته لإسرائيل للقاء رؤسائها والتى لم يكن يعلم أحد عنها شيئاً حتى وزير الخارجية نفسه ) ، وهذا الكلام الخطير - والذى نصدقه - يكشف لنا كيفية إدارة شئون مصر فى عهد الرئيس السادات ، وإذا ما أردنا أن نقارن بين إدارة شئون الدولة فى عهدى الرئيسين عبدالناصر والسادات فعلينا أن نقارن بين تعامل كل من الكاتبين الأستاذ هيكل والأستاذ أنيس منصور مع القضايا سواء الداخلية أو الخارجية التى كانا على دراية بها بحكم ظروف قربهما من الرئيسين .
فلم يكن الأستاذ هيكل ليتغاضى عن أى رسالة - سياسية أو شخصية - مرسلة لعبدالناصر ، وحمَّله إياها أى شخص ، سواء كان سياسياً أو أديباً أو شاعراً أو فناناً ، وكان يُمِهد - بقدر إستطاعته - لحل المشكلات بطريقه عبقرية والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ونحن فى حلٍ من ذكرها الآن ، وعلينا أن نبحث عن موضوع يكون الأستاذ أنيس منصور طرفاً فيه ، وستصابون مثلى بالدهشه عندما تقرأون أن د. بطرس بطرس غالى فى كتابه «طريق مصر إلى القدس» يقول ( إنه رصد تراجع الدور المصرى فى أفريقيا ، لذا طلب من أنيس منصور الصحفى المقرب من الرئيس السادات ، أن يفاتح الرئيس فى ذلك خاصة بشأن سوء العلاقات المصرية الإثيوبية ، وأهمية تحصين حقوق مصر فى مياه النيل القادمة من هضبة الحبشة ) ، ولكن أنيس منصور رفض ذلك وقال لغالى «إن مثل هذه المسائل لا تهم الرئيس الآن، فهو لا يهتم إلا بمصلحته السياسية المباشرة» وأضاف غالى ( إنه سافر إلى إثيوبيا حاملا رسالة من السادات إلى هيلاميريام، ولكنه رفض مقابلته وكلَّف أحد وكلاء وزارة الخارجية الإثيوبية بتسلم رسالة السادات منه وهو فى المطار، دون أن يسمح له بمجرد الخروج من المطار، وبعدها استقل الدكتور غالى الطائرة عائدا إلى مصر) ويقول "غالى" ( أن كل همه كان منصباً على ألا تعرف الصحافة بالأمر ) .
ولا تنسوا أيها السادة أننا أمام وزير- المسكينة - مصر للشئون الخارجية ، ويطلب التوسط من صحفى لتبليغ الرئيس بشىء خطير مثل هذا ونعانى منه الآن ، ثم يقرر الصحفى بنفسه أن هذا الكلام لا يهم الرئيس (!!) .
ولذا فنحن أمام عهدين هدفهم أن يفعلوا شيئاً لوطنهم ، الأوائل عملوا ما فى وسعهم ولم يهملوا شيئاً صغيراً أو كبيراً وعملوا كفريق عمل متكامل يلعبون فى ملعب واحد تحت يد مدرب واحد ، والأواخر كان لهم نفس الهدف ولكنهم كانوا يلعبون - أو أُريد لهم اللعب - فى جذر منعزلة ومتباعدة وتعاملوا مع المشكلات بإنتقائية .
وهذاالكلام يدل على أن الحكم كان حكماً فردياً لا فيه ثقه ولا إعتراف بمؤسسات ولا تخطيط لسياسات ، فكيف يخطىء الرئيس "الذي نصر شعبه وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده" كما وصفه الأستاذ أنيس فى أحد مقالاته الأخيرة ، وهذا يدل على أنهم قذفوا بالكرة الوحيدة التى كنا نملكها فى ملعب الخصم بعشوائية ثم تركوها على الله وما زال الخصم يتلاعب بنا كيفما شاء ، وهناك أمثلة كثيرة توضح أن الرئيس السادات هو أكثر الرؤساء إتخاذاً للقرارات دون أن يشاور أحداً رغم خطورة تلك القرارات ، حيث كان يفاجىء الجميع ويصدمهم بها ، بداية من طرد الخبراء الروس حتى القرار الخطير بالذهاب لتل أبيب ، وأهم ما فى كلام الأستاذ أنيس منصور أنه يفتح المجال لحل لغز وطنية د. أشرف مروان الصحيحة وكون الرئيس السادات هو وحده من أمسك بهذا الملف .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !