مواضيع اليوم

كيف أخفت الحكومة المصرية سكان القاهرة لكي لا يرى اوباما بؤسهم وقرفهم؟ أحدث طرق الأخفاء! صحافة مصر!!

نور حمود

2009-06-05 10:28:52

0

خلافات عنيفة على خلفية زيارة أوباما بسبب إغلاق القاهرة واعتقال المصريين حتى لا يرى أوباما المناطق العشوائية

05/06/2009




كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس، الخميس مركزة على زيارة أوباما، والتي دارت حولها المقالات والتحقيقات وتعديل مسارات المرور لدرجة أن كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في المصري اليوم كان عن مسؤولين، أحدهما يقول لرئيسه: - كله تمام وحسب أوامرك بالضبط يا باشا، شلنا من البلد أي شيء ممكن يسيء لسمعتنا قصاد مستر أوباما.
فرد عليه رئيسه مندهشا. - يخرب عقلك، وديت فين الناس والشوارع والميادين والعربيات والبيوت. وإلى بعض مما عندنا.

أوباما في مصر: موجة
من الهجوم والتحفظ ممزوجة بالترحيب

ونبدأ بردود الأفعال على زيارة أوباما لمصر، وأود التنبيه هنا، إلى أن هناك موجة من الهجوم والتحفظ نجد أوباما وسياساته ممزوجة بالترحيب به، من جانب أنصار النظام، وضرورة، أن يقدم للعرب شيئا ملموسا غير الكلام، وهي النغمة الأكثر طغيانا، وهذا للإنصاف، ثم نبدأ بمجلة المصور ورئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا عبدالقادر شهيب الذي جسد هذا التوجه بقوله:
لكنها دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فمن يطالبون بتشجيع أمريكا حتى لا يفتر اهتمامها بقضيتنا يرون أن هذا التشجيع لا يكفي بالكلام أو بالتصريحات المرحبة والطيبة عن السياسة الأمريكية الجديدة، إنما يتعين أن نترجم هذا التشجيع الكلامي إلى مواقف عملية، وذلك بالاستجابة لكل أو بعض المطالب الأمريكية، وهذا هو العذاب فعلا!
واشنطن قد تطالبنا بتطبيع تدريجي مع إسرائيل والبدء بخطوة عملية في هذا السياق مقابل مجرد تعهد إسرائيلي بوقف الاستيطان، وليس تصفية المستوطنات القائمة بالفعل والتي التهمت مساحات شاسعة من أراضي القدس العربية والضفة الغربية، فهل مجرد تعهد إسرائيل هنا يستحق هذا الثمن، خاصة أننا جربنا تعهدات إسرائيلية، سابقة لم ينفذ منها شيء ومن بينها تعهد بوقف الاستيطان؟!
وواشنطن أيضا قد تطالبنا بوقف ما يسمى بالتحريض ضد الإسرائيليين مقابل رفع القيود الإسرائيلية التي تحد من حرية تنقل الفلسطينيين داخل الضفة الغربية، فكيف نقبل بشيء غامض مثلما حدث في عهد بوش في الحديث عن الإرهاب، والذي حول كل شيء إسلامي إلى إرهابي، وهذا أمر ليس بمستبعد أن تقوم به إسرائيل في وصف أي انتقاد لها أو لسياستها أو لاعتداءاتها التي لا تتوقف ضد الفلسطينيين بئس هذا النوع من التشجيع لأمريكا الذي يفرض علينا تقديم مزيد من التنازلات، وكأن ما قدمناه من قبل لا يكفي ويزيد.
ثم إن الأمريكيين ليسوا هم الذين يحتاجون إلى تشجيع منا حتى يمضوا بالدفع في اتجاه تحقيق سلام في منطقتنا، بل نحن الذين نحتاج إلى تشجيع منهم للمضي في إنقاذهم من الأزمات والمآزق التي أوقعهم رئيسهم السابق جورج بوش فيها.
إن الأمريكيين لا يقبلون علينا الآن نحن العرب لسواد عيوننا ولا يهتمون بنا نحن المسلمين لأنهم اكتشفوا مؤخرا اننا قوم طيبون ومسالمون وغير إرهابيين، ولكن الأمريكيين يقبلون علينا لأنهم يحتاجون إلينا، يحتاجون إلينا حتى يضمنوا خروجاً آمنا لقواتهم من العراق، ويحتاجون إلينا حتى يضمنوا استقرارا في باكستان وأفغانستان ويضمنوا أيضا هزيمة القاعدة، ويحتاجون إلينا لتأمين تدفق البترول لهم وبأسعار مناسبة، ولعل ذلك، هو أحد - وليس كل - أسباب الزيارة التي سيقوم بها أوباما الأربعاء لـالمملكة العربية السعودية.
باختصار، نحن لسنا في حاجة لتقديم تنازلات في القضية الفلسطينية حتى نشجع الإدارة الأمريكية على المضي قدما في إيجاد حل لها، لدينا ما هو بديل لذلك نقدمه لواشنطن نستطيع أن نقدم لها المساعدة في تحقيق سياستها الخارجية في أماكن شتى مقابل سلام حقيقي وعادل في منطقتنا، وهي تطلب فعلا الآن هذه المساعدة، أي أننا لن نحصل على ما نريده مجانا.

رفض مصري قاطع ليهودية الدولة في اسرائيل

طبعا، طبعا، ولذلك قال رئيس التحرير زميلنا وصديقنا حمدي رزق: الرفض المصري القاطع لفكرة يهودية الدولة في إسرائيل، يتأسس على الثوابت التي بنيت عليها السياسة المصرية طوال عهد الرئيس مبارك وإلى اليوم، تجاه الملف الفلسطيني، أول هذه الأسس أن الدين لا يمكن ولا يجوز خلطه بالسياسة خصوصا في هذا الملف، وإلا سيتحول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الى بحر من الدماء لا ساحل له.
أما الأساس الثاني الذي تحرص عليه مصر - مبارك في إدارتها للملف الفلسطيني، فهو ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولمن يتابع عن كثب تطورات الاتفاقات الفلسطينية المتعاقبة مع إسرائيل والتي تمت برعاية مصرية، وصولا الى خطة خارطة الطريق، يتوصل بسهولة إلى حقيقة تقول: إن القاهرة كانت حريصة طوال الوقت على إدراج حقوق اللاجئين الفلسطينيين - وخصوصا حق العودة - على أجندة التسوية في كل مرة، والأساس الثالث في رفض مصر لفكرة يهودية الدولة الإسرائيلية هو تمسكها بحقوق عرب 48، هؤلاء الفلسطينيون الذين يزيد عددهم على المليون وثلاثمائة ألف ويسكنون داخل حدود دولة إسرائيل حاليا، إنهم هؤلاء الذين استمسكوا بأرضهم وهويتهم الفلسطينية وعروبتهم طوال 61 عاما بعد النكبة، وتعاملهم إسرائيل معاملة مواطنين من الدرجة الثانية، وتعتبرهم شوكة في ظهرها هؤلاء الذين يخطئ البعض خطأ فادحا فيشكك في هويتهم أو عروبتهم، ناسيا - أو متناسيا - أنهم أجبروا إجبارا على التجنس بالجنسية الإسرائيلية، وأنهم وافقوا ليستمسكوا بأرضهم، ويحفظوا البعض من أرض فلسطين التاريخية هويتها الأصلية - تحرص مصر على هذا القطاع من الشعب الفلسطيني، وتسعى دوما لضمان حقوقه ومستقبله، لا سيما أن عرب 48 هم واحدة من أهم الأدوات في الكفاح الفلسطيني والتي إذا أحسن استخدامها فسوف تساوي الكثير على طاولة أية تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إن الرئيس مبارك بما له من وزن إقليمي ودولي، وعلاقات واسعة بزعماء العالم يستطيع باقتدار أن يقوم بدور كبير في صد هذا المشروع العنصري، وعلى العرب واجب مهم للغاية، وبه يكتمل الجهد المصري لوقف كارثة يهودية الدولة، فالدول العربية يجب أن تحذو حذو القاهرة في إعلان رفضها لهذا التوجه العنصري، وأن تنضوي تحت اللواء المصري - موحدة هذه المرة وبلا مزايدات ولا حسابات سرية!، لوقف أي تنفيذ عملي لهذا المشروع - النكبة.
وأتصور أن الرئيس مبارك سيدرج هذه القضية بالغة الخطورة على أجندة لقائه مع الرئيس الأمريكي أوباما في الساعات القادمة، فواشنطن يجب أن تكون بعيدة عن أي تأييد لهذا التوجه، وأوباما - الذي يمثل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة نصرا حاسما ضد العنصرية - يجب أن يؤكد ومعه إدارته أن مكافحة العنصرية من أولويات سياسته، حتى ولو كانت العنصرية إسرائيلية!.

المعارضة تطالب بربط
المعونة لمصر بالاصلاح السياسي

طبعا، فهكذا رئيسنا على الدوام، وأما آخر زبائننا في المصور فهو زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد لقوله: يمكن اعتبار أيمن نور مؤسس حزب الغد وجماعة كفاية في ثوبها الجديد المعدل والأكثر تمزيقا وبعض تيارات جماعة الإخوان المسلمين وعدد من قادة أقباط المهجر هم الأطراف الأساسية في مصر التي تطالب إدارة أوباما بإعادة المشروطية السياسية على العون الأمريكي لمصر لخدمة الأهداف المعلنة لهذه الجماعات، الأمر الذي ترفضه إدارة أوباما منذ قررت إسقاط أية مشروطية سياسية تتعلق بالعون العسكري والمدني لمصر وقبلت الالتزام بموافقة الحكومة المصرية على أي دعم مالي أمريكي لأي من مؤسسات المجتمع المدني في مصر، وهو الأمر الذي تصر عليه كل حكومة تحترم نفسها في العالم لأنه يدخل في إطار احترام حقوق السيادة الوطنية.
- وقد يكون جزء من واجبات الرئيس الأمريكي باعتباره ممثلا للديمقراطية الأمريكية في زياراته لأي من بلدان العالم الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان، وحريات الأفراد، وتشجيع الأجرين علي نهج أكثر ديمقراطية، لكن الرئيس أوباما أكثر ذكاء وكياسة وفطنة من إدارة سلفه الرئيس بوش، بما يجعله يحسن خطابه إلى الأمم مراعيا أقدارها ويحسن مراعاة أصول الضيافة في حديثه العلني عن أوجه الاختلاف وأوجه القصور والعلاج، لا يلجأ إلى التدخل المباشر الخشن والسافر المستفز في الشؤون الداخلية للآخرين كما كان يفعل سلفه بوش.

جولة مع اوباما في ربوع مصر

وإلى الأهرام المسائي - يوم الأربعاء - حيث دعانا زميلنا مراد عز العرب، مشكورا، مأجورا الى جولة على حسابه مع أوباما، وقام بالترجمة بيننا وبينه قال:
عندما تحلق طائرة أوباما فوق القاهرة سوف يرى النيل الخالد حاملا الحياة في شرايينه إلى ربوع مصر الخضراء والمساحات الهائلة من الأراضي المستصلحة التي ارتوت بحبات العرق لتغير من خريطة استمرت آلاف السنين، وعلى جنباتها تضيء المنشآت العملاقة في مشاريع تنموية من طرق ومواصلات واتصالات ومحطات كهرباء ومصانع تصل منتجاتها إلى العمق الأمريكي سوف يخفق قلب الرئيس أوباما وهو يقترب بطائرته الرئاسية وهو يشاهد آلاف المآذن الشامخة تجاور الكنائس في لوحة خالدة تظل شاهدة على النسيج الواحد لهذا الشعب الواعي والرافض لأي محاولات للنيل من وحدته وثوابته.
وفي طريقه عبر شوارع العاصمة تكون حاضرة أمام عينيه دروس التاريخ التي تؤكد أن مصر هي وحدها التي قادت أمتها الى الحرية والاستقلال من الاستعمار القديم، وانها وحدها - التي خاضت الحروب دفاعا عن فلسطين والجزائر واليمن وكل البلدان العربية والإفريقية، ثم تأتي محطة بالغة الأهمية في الحياة السياسية للرئيس الأمريكي عندما يلتقي بالقائد الذي ابحر بالسفينة المصرية وسط الأهوال ووصل بها الى شاطئ الأمان.
وفي المباحثات سيكون أوباما أمام مبارك المحارب الذي قاتل من أجل حقوق مصر والأمة العربية، ومبارك الزعيم الذي يمتلك رؤية ثاقبة اثبتت الأحداث - كل الأحداث - صوابها ودقتها وسلامتها.
وبعدها ينطلق موكب الضيف الكبير مخترقا ضفاف النيل وشوارع تحمل عبق الماضي وتراثه مع المباني الحديثة التي تضاهي المدن العالمية، وأمام الجامعة الأم تتجلى العبقرية المصرية التي تقدم للإنسانية عطاء متجددا لا ينضب، وتحت قبة جامعة القاهرة وبجوار ساعتها الشهيرة، يتفحص الرئيس أوباما الوجوه من حوله، سمات أصيلة كلها ترفض التطرف والعنف والصدام وجوه مصرية تنطق بالطمأنينة والتطلع المشروع نحو المستقبل الأفضل للشعوب.
وينطلق موكب أوباما مرة أخرى من الجامعة الى زيارات ميدانية وحسب البرنامج المعلن فإنها تشمل الأهرامات الخالدة وعند الأهرامات يلمس الرئيس الأمريكي ذلك المعدن الثمين الذي يميز الشعب المصري.
وفي طريق عودته يشعر أوباما بارتياح عميق وسعادة بالغة لأن مهمته التي بدت مستحيلة قد نجحت، وقد استطاع ان يحصل من مصر على شهادة تمنحه صلاحية المضي قدما في الترميم والإصلاح لواقع بلاده ولعموم شعوب الأرض.
وتنتاب أوباما لحظة حزن وندم وحيرة عندما يكتشف ان ساعات زيارته محدودة وأنها تقارب نهايتها ولكنه يحصل على وعد بأن تفتح له مصر رصيدا رسميا وشعبيا يسمح له بإعادة الزيارات مرات ومرات وأن يكون استقباله على نفس الدرجة من الحفاوة والترحيب، انها مصر الأبية القادرة التي ترتفع دوما إلى المكانة اللائقة بها بلا ادعاء أو إكراه وإنما هو الدور الذي يفرض على الجميع ان يأتوا اليها ويدخلوها في سلام آمنين.

ما يراه اوباما في القاعات ليس الشعب المصري

ولكن ما لم يتوقعه مراد وحدث، فبينما هو يشرح معالم القاهرة له، فوجىء بزميلنا وصديقنا بـالوفد محمد أمين يدفعه بعيدا عن أوباما ويقول له، لا تصدق مراد، وأضاف: ليست هذه هي القاهرة يا أوباما، وليست هذه هي مصر التي كنت تحلم بزيارتها، وتذاكر حضارتها، وتحفظ تاريخها عن ظهر قلب.
وليس هذا هو شعبها الذي تراه في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، شعب مصر شيء آخر غير هؤلاء، طيب وكريم ومضياف، أن الشعب مفروض عليه الإقامة الجبرية بالمنازل، وحظر التجول بالشوارع، ومفروض عليه الهجرة الى أي مكان آخر، طوال وجودك ساعات الزيارة، لأنه لن يخرج إليك، ولن يخرج لعمله، فلا دراسة ولا امتحانات، ولا حتى إسعاف، فهل كنت تريد ذلك، هل كنت تريد إخلاء المدينة من سكانها، هل طلبت أن يسجن 16 مليونا في المنازل، وتتحول القاهرة الى مدينة بلا بشر؟!
لا أظن أنك كنت تريد ذلك، ولا أظن أنك طلبته، جئت تمد إلينا يدك، والمصريون لا يغدرون، فلماذا يحاصرون الناس باسمك، ولماذا تحولت كل الشوارع الى نقاط تفتيش، يضايقون الناس ليكرهوا اليوم الذي حللت فيه بأرضنا، فلماذا لم تذهب الى شرم الشيخ، ولماذا لم ترفض كل ما يدور حولك من إجراءات، فالناس لا تخرج من المنازل، ولا تفتح النوافذ، ولا تقف في الشرفات ولا تطلع السطوح، قل لهم يا أوباما: تأمين نعم، حصار لا!!.
وهل يذهب أوباما مع بناته إلى المدرسة في مصفحات ومدرعات لا فلماذا يحدث ذلك عندنا، ألا تثق بنا، أم أن أجهزة الأمن المصرية، هي التي تزرع الخوف، فوق وتحت، وتعاقب الناس بسبب زيارة رئاسية، أوباما، ارجع بألف سلامة!!.

حملة اعتقالات واسعة سبقت وصول اوباما

وما أن رأى زملاؤنا في الشروق، أحمد فتحي وممدوح حسن وضحى الجندي - هذه الجرأة من محمد أمين، وكانوا يقفون على الرصيف المقابل، حتى تشجعوا واتجهوا لأوباما ليعززوا كلام زميلهم، قالوا له: شنت أجهزة الأمن بالجيزة حملة مكبرة بإشراف اللواء علي السبكي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة على المسجلين خطرا والمشتبه فيهم لانتماءاتهم المختلفة في منطقتي بولاق الدكرور والدقي وقسم الجيزة، وألقي القبض على 56 مسجلا خطرا و24 محكوما عليه في قضايا مختلفة جنح وجنايات، كما شنت أجهزة الأمن بالجيزة برئاسة اللواء محسن حفظي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة حملة مكبرة لإزالة الإشغالات في الطرق المؤدية الى جامعة القاهرة ومنع الباعة الجائلين وذلك في مناطق الدقي وبين السرايات والعجوزة، وتم إزالة 21 مخالفة أكشاك وأوتاد حديدية، كما فرضت أجهزة الأمن سيطرتها على 40 منزلا تطل على الجامعة، ومنعت قاطنيها من الخروج يوم الزيارة أو التهجير الى مكان آخر في ذلك التوقيت لتأمين الزيارة كما تم وضع حراسات مشددة حول المنازل.
من جهته صرح مصدر أمني - رفض ذكر اسمه - بأنه تقرر إغلاق ميدان الجيزة تماما أمام سيارات نقل الركاب خط أكتوبر، وتم تحديد مكان آخر للموقف أمام محطة قطار الجيزة، وتم التنبيه على سيارات سرفيس إمبابة والجيزة بالتوقف عن السير أمام الجامعة، واتخاذ طريق ترعة زنين بدلا منه للوصول الى ميدان الجيزة، وحذرت أجهزة الأمن جميع سائقي سيارات نقل الركاب من مخالفة التعليمات، وأعلن مصدر أمني مروري أن حركة المرور ستكون سهلة خلال الزيارة وأن أمر الزيارة لن يستغرق اكثر من ثلاث ساعات يسير فيها موكب أوباما في شوارع القاهرة والجيزة وبعدها سوف يركب أوباما الطائرة ويتحرك وفقا للجدول الذي تقرر في الزيارة.
وأعرب الأهالي عن غضبهم من تعليمات الأمن التي تحذرهم من الخروج في يوم الزيارة من الساعة العاشرة صباحا الى الثالثة ظهرا وحتى انتهاء خطاب أوباما.

مناطق بالقاهرة اصيبت
بالشلل نتيجة التواجد الامني

وكشف استطلاع لـالشروق أن منطقة بين السرايات أصيبت بالشلل التام بسبب التواجد الأمني المكثف بداية من الشارع الرئيسي ونهاية بالشوارع الجانبية، كلنا كأصحاب محلات تصوير اتفقنا وقررنا من يومين اننا نقفل هذا ما قاله الحاج صالح، صاحب محل تصوير لـالشروق وبرر ذلك بتفادي المشكلات التي قد تحدث جراء التشديد الأمني، واعتبر سامي صاحب مكتبة أن إغلاق المحل غدا أمرا طبيعيا، وقال: إذا كانوا هيقفلوا الجامعة والامتحانات هيلغوها، يبقى مفيش شغل.
ثم نعود بكم الى وفد الأربعاء لأنني نسيت زميلنا وصديقنا بـالأهرام وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد الدكتور وحيد عبدالمجيد لأن عنده شيئا مهما أراد قوله لنا، من نوع: إذا صح أن إدارة الرئيس باراك أوباما تتجه إلى طلب موجة جديدة من التطبيع بين دول عربية، وأخرى إسلامية وإسرائيل بدعوى تشجيعها على التجاوب مع جهود السلام فبئس هذا السلام ومن يريده أو يرغب فيه، وإذا قبلت حكومات عربية مفلسة سياسيا ومستعدة أن تفعل أي شيء للحفاظ على الكراسي مثل هذه الصيغة بدعوى أن أوباما أفضل من سابقيه في البيت الأبيض فبئس هذه الأفضلية وسحقا لكل من يحاول استثمار شعبيته لدى الرأي العام العربي لتمرير تنازلات جديدة لعدو متجبر.
ولذلك فإذا لم تكن إدارة أوباما قادرة على طرح مبادرة منطقية تكون الخطوات المطلوبة من الدول العربية الإسلامية فيها تالية للالتزامات التي يتعين أن تفي بها إسرائيل وفقا للشرعية الدولية فليكن الأمر على سبيل التبادل خطوة بعد أخرى.
ويعني ذلك ان ترد الدول العربية والإسلامية بخطوة محدودة على كل التزام محدد تفي به إسرائيل الأمر الذي يحقق التشجيع المطلوب ولكن على نحو يمكن أن ينتج سلاما وليس استسلاما.

اذا تمكن الرئيس الامريكي من حل صراع المنطقة سيطلق عليه اوباما الاول

ونصل الى صحف الخميس ونبدأ بتقليب صفحاتها لنجد في الجمهورية، رئيس تحريرها زميلنا وعضو مجلس الشورى المعين محمد علي إبراهيم يقول: لو تمكن أوباما من حل أزمة الصراع العربي - الإسرائيلي سيقترن اسمه في التاريخ الأمريكي والعالمي باسم أوباما الأول، لأنه سيصبح أول رئيس امريكي لا يصل بالضغط الإسرائيلي لمنع تنفيذ خطوات صالح السياسة الخارجية والمصالح العليا لواشنطن وأول رئيس أمريكي لا يسمح لإسرائيل بالتمادي في دلالها وعنادها مع أمريكا ولكن ماذا تملك مصر كي يتحقق لأوباما المجد التاريخي؟
القاهرة يمكن أن تقول للرئيس الأمريكي ان هناك شراكة بين واشنطن والعالم العربي، حل القضية الفلسطينية يخدم الولايات المتحدة، كما يخدم العرب والمسلمين وهذه الاستراتيجية الجديدة محظورة على العرب تقديم تنازلات بشأن المبادرة العربية، هناك بعض النصائح الخالصة يمكنها إنقاذ الموقف او المساهمة في ذلك، ومنها أنه فور إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، فإن أوباما يستطيع ببساطة ايقاف مشروع إيران النووي دون شن حرب عليها، كما يمكن للقوات الأمريكية ان تخرج من العراق دون أن تخشى من سقوطه في يد الإيرانيين.

رئيس تحرير الجمهورية: لو كنت مكان اوباما!

وفي الحقيقة، فإن نصائح رئيس تحرير الجمهورية لأوباما، ناقصة، لأنها تجاهلت أهمها وهي التي لو عمل بها أوباما، واتبعها فسيحقق المراد من رب العباد، وهي التي قدمها له زميله ورئيس تحرير المساء خالد إمام التي تصدر عن نفس الدار - دار التحرير للطباعة والنشر، قال: سألت نفسي سؤالا خياليا محددا، لو كنت مكان أوباما وسأوجه خطابا الى العالم الإسلامي الذي أساءت إليه أمريكا ـ بوش أبلغ إساءة فماذا أفعل وماذا أقول لأجعل منه خطاب تتويج لي عرض قلوب المسلمين؟ رددت على نفسي بأربعة أمور كلها من نسج خيالي وما أتمناه، وهي بمثابة مسامير في نعش التعصب الأعمى والكراهية الحمقاء والأزدراء المقيت، الأول: أن أعانق الإمام الأكبر شيخ الأزهر بحرارة شديدة، ولا مانع من أن أقبل يده، إكبارا أو إجلالا وليس ذلا وخضوعا، أو عمامته، بالضبط مثلما اقبل يد بابا الفاتيكان، ان الإمام الأكبر هو رمز للمسلمين جميعا، وتقبيل اليد أو الرأس هنا يرسل إشارة ضوئية تنفذ الى داخل قلوب المسلمين بأن هذا الشاب زعيم أكبر دولة في العالم يحترم الإسلام ورموزه كما يحترم السن.
الثاني: أن أبدأ خطابي بـبسم الله - والسلام عليكم وأنهيه ايضا بالسلام عليكم، تحية الإسلام مما سيكون له مردود حسن جدا، لدى كافة المسلمين.
طبعا، وهكذا تكون الاقتراحات وإلا، فلا، ولكن بالنيابة عن أوباما اتخيل أنا الآخر كما تخيل خالد: إذا قبل يد شيخ الأزهر، فماذا سيفعل مع المسلمين الذين يرفضون تقبيل ايادي المشايخ واعطاءهم حصانة ودورا سياسيا، ومع مهاجمي شيخ الأزهر وخصومه وهم كثيرون ويعتبرون وجوده على رأس المشيخة سببا في انهيار مكانة الأزهر، ثم ماذا سيفعل مع القيادات الدينية في مكة بالسعودية والزيتونة في تونس، والجماعة الإسلامية في باكستان.
وهي الأهم بالنسبة لوجود قواته في افغانستان، وماذا سيفعل مع أئمة الشيعة في العراق وإيران، والأهم ماذا سيفعل مع البابا شنودة في مصر؟ هل سيقبل يده لأنه لا يقل أهمية عن بابا روما - لتحقيق الوحدة الوطنية وحتى لا يثير غضب الاقباط الذين يطالبونه بالتدخل لوقف ما يسمونه اضطهادا لهم؟

استغلال وجود الرئيس الامريكي
للهجوم على مبارك

ونكتفي بهذا بالنسبة للصحف الحكومية يوم الخميس على ان نستكمل غدا بالإضافة الى ما يستجد يوم الجمعة، أما الآن فإلى المعارضين والساخرين من النظام وتدابيره، في صحف أمس، ونبدأ مع زميلنا في الشروق وائل قنديل وقوله ساخطا: اكاد أجزم أن باراك أوباما لو كان يعلم أن زيارته الى القاهرة ستؤدي الى اعتقال سكانها على هذا النحو المفجع لتردد ألف مرة قبل أن يعلن اختياره لإلقاء خطاب الى العالم الإسلامي، كان من الممكن أن يلقيه من خلال تقنية الفيديوكونفرانس، ويرحم البشر من هذا العذاب.
وهكذا أبقانا عمرو عكاشة في الدستور لنقلب في صفحاتها التي امتلأت بالتعليقات والمقالات العنيفة سواء ضد أوباما، أو النظام فرئيس تحريرها زميلنا وصديقنا ابراهيم عيسى رفض تلبية دعوة حضور الخطاب وقال مبررا عدم حضوره وعدم تفاؤله من أوباما: معناه أنك تشارك في مجاميع الجمهور التي يريدها أوباما ليقنع نفسه بأنه خاطب العالم الإسلامي والتي تريدها الحكومة المصرية كي تقول له: شوف إحنا في منتهى السماحة والديمقراطية إزاي وجئناك من كل قبيلة بساداتها وعبيدها! مع احترامي البالغ للذين حضروا وعلى رأسي من فوق وخصوصا زملائي الذين يغطون الحدث باعتباره عملهم الواجب فالحقيقة أن تكون جمهورا يعني أنك تتواطأ في خلق صورة لامعة للسيد الأمريكي وتشارك اختياريا في عملية تجميل قسرية!
ثانيا: أن تشارك معناها أن المشكلة كانت جورج بوش فقط وكأنه قد غار فأهلا وسهلا بالرئيس الأمريكي الجديد وبيتك ومطرحك وكلنا آذان صاغية والحقيقة أن المشكلة لم تكن بوش إطلاقا، بل السياسة الأمريكية وممارسات واشنطن تجاه العالم ومنه العالم الإسلامي أما وإنها لم تتغير حتى الآن ولم نر من أوباما سوى حملة علاقات عامة واسعة ومحترفة في تخطيطها وفي تنفيذها، فلم نشهد من الرجل أي اختلاف حقيقي وجذري سواء في احتلال العراق الذي تتراجع فيه وعوده عن الانسحاب كل يوم، فضلا عن أن وعوده نفسها كانت عبارة عن إبقاء حوالي تسعين ألف جندي في العراق بعد أن يعلن الانسحاب الراجل بيهزر، ولاحظ أنه بعدد أقل من هذا بكثير كانت إنجلترا تحتل مصر!.
ثم زاد الرئيس الأمريكي عدد جنوده في أفغانستان ويخوض حربا دموية وعنصرية ضد سكان إقليم سوات في باكستان ليس فيها سوى البشاعة بتخطيط وإشراف أمريكي وتنفيذ مشترك مع حكومة باكستان، كذلك تراجع الرجل بشكل مفضوح عن كل وعود التخلص من جوانتانامو ومعتقليها مع ملاحظة انه وعد بتوزيع المعتقلين على دول أخرى وكأنها مشكلة تسكين وليست قضية حقوق إنسان.
أما قصته مع إسرائيل فهي عين الخداع، فالتسويق الإعلاني لخلافاته مع تل أبيب لا يجب أن يخيل علينا مهما بالغنا في تغفيلنا.
ثالثا: يتحالف أوباما مع إسرائيل التي تحتل أطهر قطعة ارض في العالم الإسلامي ويحتل بغداد من أعز العواصم في الحضارة الإسلامية ويقتل كل يوم عشرات في باكستان وأفغانستان في قلب العالم الإسلامي ويريد أن يمنع إيران الإسلامية من امتلاك قنبلة نووية مزعومة حتى لا يحدث توازن رعب بين العالم الصهيوني والعالم الإسلامي.
ومع ذلك نحضر له خطابا للعالم الإسلامي؟
خامسا: لا أعرف كيف تحول أوباما فجأة الى الإمام الشافعي، فأنا أتابع كل يوم تقريبا رسائل موجهة من جهات وشخصيات لأوباما تطلب منه وتطالبه، وكأنه الإمام الشافعي الذي يتلقى الرسائل التي يودعها في ضريحه كل يوم المحتاجون والمتوسلون والمظلومون والعقيمات الباحثات عن حمل وولد! رسائل من شخصيات معارضة للحكم وأخرى مؤيدة للحكم، ومن منظمات حقوقية ومن جهات صحافية، وحتى من أقباط وبهائيين ومسلمين، وكأننا مسلوبو الإرادة والقدرة وننتظر من أوباما - رضي الله عنه -ألم يأت لمخاطبة العالم الإسلامي - أن يستجيب!!.

لا صوت يعلو على صوت اوباما

أما إبراهيم الثاني وهو زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي، فتنافس مع إبراهيم الأول في الهجوم قائلا: لا يعلو صوت على صوت زيارة أوباما للقاهرة.
فقد نصب المولد، ودعا الجميع للمشاركة فيه من أتباع النظام ومواليه، ومعارضيه، الكل لا بد أن يشارك في المولد، وينال جانبا من الترحيب بالرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما حتى لو تمت محاصرتهم في قاعة الاجتماعات لمدة ثلاث ساعات قبل حضور الضيف ليلقي خطابه التاريخي.
بالطبع النظام يسعى الى كرم ضيافة الضيف بالرغم من أنه فضل زيارة السعودية قبل زيارة مصر فيتم تعطيل البلاد ومنح الموظفين إجازات ومحاصرة البيوت والشوارع ليلعن المصريون ذلك اليوم الذي زارهم فيه أوباما.
جاء أوباما الى القاهرة بعد أن تم اختيارها لإلقاء خطابه الموجه الى العالم الإسلامي، اختيار جاء لصالح الجغرافيا والتاريخ، لكن النظام يحاول الاستفادة منه، ويزعم أنه صاحب الدور المهم - الذي غاب على يديه، في المنطقة!!
لكن ما جديد أوباما؟
يقول إن إدارته ليست ضد العالم الإسلامي، وهو نفس ما قاله من قبل سلفه جورج بوش. يساند الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في العالم الإسلامي في مقابل سياسة الرئيس السابق جورج بوش في نشر أجندة الحرية، فهل جاء الى القاهرة ليعلن ذلك؟! ويحاول أوباما تقديم نفسه الى العالم العربي بأنه المخلص في الصراع العربي - الإسرائيلي، فوعد بإقامة الدولتين وهو ما سبق ان بشر به أيضا سلفه جورج بوش، لكنه زاد عليه شروطا غريبة جدا وهي التطبيع بين العرب وإسرائيل أثناء مفاوضات السلام ودون أي انتظار لإقامة الدولة الفلسطينية، فهل هذا المنتظر من أوباما والذي يرضى عنه العرب ومع هذا يستمر في سياسة سلفه في العراق وأفغانستان ويتراجع عن وعوده الانتخابية بإغلاق معتقل جوانتانامو وكشف وفضح التعذيب فيه؟، ومع هذا فالجميع هنا سواء كان النظام أو المعارضة في انتظار أوباما المخلص!! في حين ان الشعب سيلعن اليوم الذي جاء فيه أوباما الى القاهرة.

معركة إعدام هشام ومحسن مشتعلة ايضا

وإلى القضية المثيرة التي اشتعلت على صفحات الصحف والمجلات، وهي قرار محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار المحمدي قنصوة، إحالة أوراق هشام طلعت مصطفى ومحسن السكــــري الى المفـــتي، ثم خـــف الاهتمام بها، بعد موجة الاستنكار الواسعة للهجوم الذي شنه محامي هشام، فريد الديب على القاضي، ومطالبة الكثيرين بتدخل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وقف الهجمات على القاضي والــــتي قادهـــا بالإضافة الى الديب عدد من الصحافيين في الصحف وفي القنوات الفضائية الخاصة، إلا أنها عادت مرة أخرى في قول زميلنا بالجمهورية، جمال المكاوي يوم الأربعاء: مهما بلغ حجم الفساد حولنا من بعض رجال الأعمال، أشعر أن مصر في أمان، وسوف تظل بخير إن شاء الله، مادام فيها حماة للقانون والعدل وقضاة بهذه القيمة والاحترام والنزاهة، من نوعية المستشار عبدالمجيد محمود والمستشار المحمدي قنصوة وزملائه في قضية سوزان تميم.
أما زميله بجريدة عقيدتي التي تصدر عن نفس الدار بسيوني الحلواني فقد قفز الى حلبة المناقشة من خلال أولاد هشام قائلا: أولاد هشام طلعت مصطفى الذين شاهدناهم عبر الفضائيات وهم يصرخون داخل قاعة المحكمة يتمنون الآن أن تذهب كل الأموال التي جمعها لهم والدهم ويعود هو إليهم ويرد إليهم اعتبارهم وكرامتهم وشرفهم بين الناس، فالأموال وحدها لا تكفي لتحقيق السعادة والاستقرار كما يعتقد بعض الناس، بل غالبا ما يكون التكالب عليها وجمعها بسهولة هو بداية طريق الضياع وهذا ما نشاهده على أرض الواقع في قصص وحكايات وجرائم وانحرافات كثيرة من رجال الأعمال في بلادنا، الثراء الفاحش الذي هبط فجأة على بعض رجال أعمالنا أعمى عيونهم عن إدراك حقيقة مهمة وهي أن الستر والشرف والاستقامة أفضل عند الله وعند الناس من المليارات التي قادتهم الى ارتكاب جرائم بشعة.
يجب أن تكون قصة هشام طلعت مصطفى درسا لكل من يريد أن يتعلم ويعيش هو وأسرته مستورا بين الناس، وعبرة لكل من يعتبر فبإمكان كل واحدة من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالمال الوفير وجمع الملايين والمليارات بسهولة خلال سنوات قليلة دون أن يسألهم أحد ويحاسبهم أحد، أن يلبي كل رغباته ونزواته وشهواته بالحلال، بإمكان هؤلاء الذين يجرون وراء الساقطات اللاتي يتشترن في عالم الفن أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع وأن يعيش في الحلال دون أن يلومه أحد أو يحاسبه أحد.
لماذا يصر هؤلاء الأثرياء على اقتراف كل المحرمات وارتكاب كل الفواحش مع أن الإسلام قدم لهم حلولا شريفة ورسم لهم تحقيق رغباتهم بطرق كريمة؟
يا رجال أعمالنا، يا من وفرت لهم الدولة كل أسباب النجاح، يا من وقفنا نحن الفقراء إلى جوارهم ندعمهم ونشتري منتجاتهم ونحقق لهم الملايين التي يريدونها اعتبروا لو كنتم عقلاء، اتعظوا لو كان الوازع الديني مازال يتحرك بداخلكم، استفيدوا من مأساة هشام طلعت مصطفى، عيشوا مع زوجاتكم وأولادكم كما أمركم ربكم وكما بين لكم رسولكم الكريم صلوات الله وسلامه عليه، كفوا عن الحرام، اتقوا الله في مال الله وفي أعراض الناس، لا تستبيحوا كل الحرمات بأموالكم والتي هي في الأساس أموالنا وجهدنا وعرقنا وحقنا في أراضي الدولة التي نهبتموها بأبخس الأثمان.

حالة من الشراهة المادية والعاطفية
اصابت رجال الاعمال في مصر

طبعا، طبعا، وهذا الكلام شجع زميلنا وصديقنا والكاتب الكبير بمجلة صباح الخير، منير عامر لأن يقول: كان هشام طلعت مصطفى بارعا في بناء الثروة وهو من اكتشف فقره العاطفي المدقع أمام جاذبية قدر لا بأس به من الهرمونات الزائدة قليلا عند امرأة لبنانية من أسرة سبق اتهام والدها بتهريب الكوكايين.
وهكذا رأينا رجلا استطاع استخدام سماحة الحكومة المصرية التي منحته أرضا بثمن زهيد من اجل بناء مدينتين عملاقتين هما الرحاب ومدينـــتي وكون بذكاء شديد وبعلاقات منوعة ومتنوعة مكانـــة اجتماعـــية واقتصــــادية هائلة، ولكن حالة من الشراهة العاطفية اجتاحته فجعلته فقيرا إلى درجة الرثاء أمام أنوثة تدخلت في صناعتها عمليات تجميل أشاد بها وأشرف عليها واحد ممن احترفوا الكسب من عرق النساء، كما جاء في وصف محامية سوزان لأحد أزواج سوزان.
وهكذا رأينا رجلا يستثمره ما دفعناه نحن المصريين في إعداده كي يكون قاتلا ولم لا أليست المهارة في القتل سلعة مثل بقية السلع؟ لا أدري هل يتذكر الناس مشهد هشام طلعت مصطفى على شاشة لتليفزيون المصري مع الإعلامية رولا خرسا حين قدمت رجلا مصريا فقيرا يسكن في قارب على النيل فوهبه هشام طلعت مصطفى عملا وشقة صغيرة ولم يصدق الفقير نفسه، لأنه لم يكن يعلم أن الصدقة التي تبرع بها هشام كانت من فارق سعر مكاسب الرجل الذي أخذ أرضاً بتراب الفلوس ثم باع المتر منها بما لا يقل عن أربعة آلاف جنيه.
ولم يكن هذا الفقير يعلم أيضا أن هناك امرأة ما ستسحب من رصيد هشام طلعت مصطفى أربعين مليون دولار دون أن يلمس فيها شعرة كما جاء في تسجيلات صوتها التي استعرضتها المحكمة هذه المحكمة التي أحالت هشام ومحسن الى المفتي.
وأتساءل: كم تساوي الأربعين مليون دولار في سوق بناء شقق لعشرات المئات من الشباب وكم تساوي في تطوير التعليم والبحث العلمي نوعية من النساء مثل سوزان تميم؟.

القاهرة ـ - من حسنين كروم:
26

--------------------------------------------------------------------------------
salim - كفتة صحفية
"كفته صحفية"هي وجبة كفتة ساخنة غير قابلة للمضغ يقدمها لنا كتاب الصحف المصرية القومية كل يوم، لعل الاستاذ كروم يطلق عليهم لقب "الكفتجية" .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !