كيف أحزن والله ربي؟!
لعل أصعب ما يقابلنا في حياتنا، ويُضيِّق علينا منافذ أفكارنا، ويحول ضوء النهار إلى ظلام، هي تلك الهموم والغموم، التي تغطي القلب بظلمة، تشغله عن كل ما هو لذيذ ومبهج في الحياة..
فآآآآه منك أيها الهم، كم حولت حياة أناس إلى كآبة، وسحبت عنهم بساط السعادة... أرضيت بقلوبهم منزل، فلم ترض لنفسك أن ترحل. لكن الله في قرآنه أنزل: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}.
فإلى المعذبين في الأرض، إلى المهمومين في كل مكان، إلى من حرموا لذة النوم، وهناء الطعام، إلى من التحفوا بالدموع والأوجاع، وتغلغلت أحزانهم في الأضلاع، إلى من صار الهم أليفه، والغم جليسه، والدمع لغة تعبيره..
إلى من عاش البؤس، وكاد أن يعميه اليأس، إليك هذه الكلمات، من كتاب رب البريات، اجعلها مصباحاً يضيء لك:
{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}...
الآن..... قل:
يا هم لي رب كبير يدفع الهم، ويكشف الغم، ويريح القلب، ويجلي الصدر، ويجعل حياتي جنة... إليه أرحل، وبه أخلو..
واسمع معي ما قاله ابن تيمية رحمه الله، لما رموه بالسجن: ((ماذا يريد أعدائي بي؟! إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن نفوني -أي: أبعدوني عن بلدي- فنفيي سياحة، وإن سجنوني فسجني خلوة بربي جنة في قلبي))....جنة في قلبي..جنة في قلبي
ألا تريد هذه الجنة، ألا تريد تلك السعادة، إنها هناك ====>==>
======>>>> مع القرآن، مع مصحفك، مع سجادتك، في مجلس خلوتك، حين تجلس بعيدا عن الناس، تناجي حبيبك، وربك، فتقول:
((((((يااااااااااااااااااااااارب ، ياااااااااااارب، يااااااااااارب))))..
فيجيبك:
(((((((لبيك عبدي، لبيك عبدي، لبيك عبدي)))..
حين تقول: يااااارب همي كبير، وذنبي عظيم، تبت إليك ياتواب، لا أعود للذنب أبدا، فيقول لك:
غفرتُ لك الذنوب فلا تبالي، لا تبالي.
حين تقف على سجادتك، فتقول:
{الحمد لله رب العالمين} فيقول الله: حمدني عبدي.
{الرحمن الرحيم} يقول الله: أثنى علي عبدي.
{مالك يوم الدين} يقول الله: مجدني عبدي
{إياك نعبد وإياك نستعين} يقول الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يقول الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
أخي الحبيب:
إذا عظم الهم فقل يا الله...
وتذكر:
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون}.
{ولقد نادنا نوح فلنعم المجيبون}.
{ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم}.
{وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من غم وكذلك نُنجي المؤمنين}.
فتضرع إلى الله، واهرب إليه، والجأ إليه، كما تضرع إليه الأنبياء
{ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}.
رزقنا الله التوفيق في القول والعمل
والحمد لله رب العالمين
التعليقات (0)