في المحاضره القيمه التي القاها معالي الجنرال "عاتي الجبار" مدير الأمن العام في شرطه دوله ميكرونيزيا العظمي علي طلاب أكاديميه البوليس "القسم المخصوص" والتي كانت بعنوان "كيفيه القياده النموذجيه للشعب" ..
بدأ معالي الجنرال "عاتي" محاضرته القيمه بالبسمله الميكرونيزيه المعتاده ثم دخل سيادته مباشره في الموضوع موضحا أن الشعوب تتشابه كثيرا مع قطعان الماشيه والخيول البريه والتي ترعي في السهول والهضاب الخصبه والتي يستحيل إمتطاء ظهورها الا بعد ترويضها وإستئناسها جيدا ..
وأسهب معاليه في أن ترويض وإستئناس الشعوب من الأمور العسيره ولكنها ليست بالمستحيله لذلك يتوجب أن يتم الترويض والإستئناس طبقا لخطه ممنهجه موضوعه بواسطه خبراء في إمتطاء متون الشعوب ..
وهذه الخطه يجب أن يتم تنفيذها بكل دقه وصرامه ولا مجال للخطأ في التطبيق لأن الرفس أو النطح من أفراد الشعب يمكن أن يطيح بالحاكم وبطانته وشرطته أيضا ..
وأردف سيادته-موضحا- كما أسلف سيادته بأن الشعوب تشبه القطعان الي حد كبير وبالتالي كما قال الخبراء في السابق "إن جاعو زنّو وإن شبعو غنّو" .. وشرح معاليه معني كلمه غنّوا وزنّوا باللهجه الدارجه المكرونيزيه .. فغنّوا تعني أنهم شبعوا وبدءوا في الرفس والتبتر علي النعم المُعطاه لهم من أولي الأمر منهم أو ولي نعمتهم ..
أما زنّوا فتعني لهثو خلف لقمه العيش بعدما أصابهم الهزال من الجوع وأصيبوا بضربه شمس من جراء الوقوف ساعات طوال في الطوابير ..
إذا .. فالبدايه تبدأ بإبعاد القطعان عن المراعي الخصبه التي تمتلئ بالخيرات والمأكولات أو العكس بإبعاد تلك المراعي الخصبه عن القطعان ولو بواسطه إتلاف تلك المراعي عن طريق نشر التقاوي والبذور الغير صالحه للزراعه وأيضا نشر الآفات الزراعيه والمياه الملوثه حتي يستحيل نمو المزروعات في تلك المراعي الا ..
وهنا توقف معاليه .. ونظر الي طلابه متسائلا منتظرا إجابه منهم ولما لم يجد أردف قائلا ..
الا .. بإستعمال المبيدات القاتله للآفات .. ولمعت عيناه ببريق حاد وقال .. ولكن المبيدات المسرطنه ..
وهنا سرت همهمات بين الطلاب قاطعها معاليه قائلا ..
هنا ستصاب الخيول التي تزرع بالكثير من الأمراض أولها السرطان والفشل الكبدي والفشل الكلوي الي آخره من قائمه طويله من الأمراض ومنها الضعف الجنسي والتي ستصيب أيضا قطعان المواشي أي الشعب من جراء الاكل من تلك المأكولات وبالتالي تجد القطعان هائمه علي وجوهها فقدت أجسامها حيويتها ونشاطها وإمتلأت بالأمراض أي "إنهدت" وبالتالي يسهل تطبيق باقي مراحل الخطه بدون خوف من نطح أو رفس أو ما نسميه نحن "تعاطي السياسه" ..
وتوقف معاليه قليلا عن الكلام تاركا الفرصه للطلاب في إستيعاب كلماته وأفكاره العظيمه ..
ثم أردف معاليه بصوت جهوري :-
"الجوع" .. يتم تجويع القطعان ثم إعطائها كميات قليله من الطعام الملوث بالمبيدات المسرطنه هذه الكميات القليله يجب أن يلهث ورائها من يري نفسه أنه حصان .. يضيع نصف يومه في الوقوف في الطوابير للحصول عليها .. وبالتالي عندما يعود هذا الحصان الي حظيرته يكون متعب مرهق بل منهك .. ينشد الراحه والنوم ..
وهنا نكون قد حققنا فائدتين عظيمتين قال سيادته .. الأولي التوقف التام عن الرفس أي التحدث في أمور السياسه .. والثانيه هي الحد من اللقاءات الزوجيه التي تنشدها الفرسات أو الزوجات وبالتالي الحد من نسبه المواليد بالإضافه الي تعكير مزاج الزوجات والذي ينعكس علي الفور علي الأحصنه الذكور من بهدله ومرمطه من مهورهم ..
وإبتسم معاليه إبتسامه ماكره وقال من لا يستطيع أن يكون "ذكرا" داخل الحظيره وفي مواجهه إناثه فلا خوف منه خارجها ..
وهنا رفع أحد الطلاب أصبعه فأذن له معالي الجنرال بالسؤال فقال الطالب .. ولكن نحن أيضا معرضون لنفس الأمراض ..!!!
فطمأنه معاليه بأن الساده والصفوه لا يأكلون مما تأكل القطعان .. لاداعي للقلق أو التوجس من هذا الأمر ..
ثم رفع سيادته أصبعه الإبهام ملوحا في الهواء وأردف بصوت جهوري .. وهنا فقط يجب أن تعلم القطعان جيدا أن أي تجمهر أو تجمع سيقابل بكل حسم .. أكثر من ثلاث بهائم تجتمع معا يعد تجمهرا .. ولن تأخذنا شفقه ولا رحمه ولن نتهاون في أمن مكرونيزيا ..
لن نطلق الرصاص .. فتلك الجياد بعدما مرت به يسهل تفريقها بواسطه "خيزرانات" الأمن المركزي المكرونيزي والقنابل المسيله للدموع وخساره فيها ثمن طلقات الرصاص فهي ميته ميته فلماذا نكلف ميزانيه مكرونيزيا ثمن طلقات رصاص ..
وإنتشي سيادته وإبتسم بملئ شدقيه مزهوا وقال .. أبنائي الطلبه الخطه الممنهجه الموضوعه بواسطه خبراء في إمتطاء متون الشعوب يتم تنفيذها بكل دقه وحزم بواسطه رجال نذروا أنفسهم للحفاظ علي وحده وتماسك وحمايه أمن الجبهه الداخليه لدوله مكرونيزيا العظمي والقضاء علي أيه فتن أو مؤامرات وتثبيت أركان الحكم والذين هم ركيزته الوحيده ..
وهنا ضجت القاعه بالتصفيق الحاد والهتاف .. تحيا مكرونيزيا .. تحيا مكرونيزيا .. نموت نموت وتحيا مكرونيزيا ...
مجدي المصري
التعليقات (0)