كيفية ولادة الطغاة في المجتمع العربي:

حياكم الله بكل ألف خير

بقلم حسن لمريس

اليوم في مجتمعنا العربي ضعف فيه المصلحون وكثر فيه المفسدون ، فمن الطبيعي أن يأتي الطاغي  ويجلس فوق الكرسي ويتحكم به وبما أن الفاسد لا يرض إلا بالمفسد فمن الطبيعي أيضا أن يستولي هؤلاء  الحكام الفاسدين على أمور شعوبهم ويتحكمون على رقاب العباد ولذا ورد في الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر وإلا ليسلط الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم) وفعلا هذا صحيح ومنطقي ومقبول لأن الشعوب والمجتمع إذا لم يقم بالإصلاح لنفسه فذلك يعني أن المجتمع صار جيلا فاسداً بل سيصبح بؤرة  تنتج الفساد وعندها سيصعب على الجميع إصلاحه؟

حتماً سيأتي أحد  اللصوص أو الفاسدين (كيف ما تكونوا يولى عليكم) فإذا جاء أحد من هؤلاء وتقلد منصب الملك أو الرئيس أو الأمير وحكم المجتمع فهل ستتغير الأمور إلى حال أفضل؟ كلا ؟

أن المجتمع الذي فيه المصلح نائما والمفسد فيه مستيقظا,فسيأتي الملك أو الرئيس الفاسد إلى كرسي الحكم ويفرض تحكمه وسيطرته واستبداده على رؤوس شعبه ، وإذا جاء الطاغي إلى الحكم فإن عملية تغيير ذلك الوضع والواقع لا تتم بالسكوت والإنتظار وحده وإنما تتم بواسطة النضال والوقوف أيضاً في وجه ذلك الفاسد لأن لكل واحد منهما مقامه.

فمعاوية وُلد في بلاد الروم، لا في بغداد ولا في المدينة، ولا في الكوفة ولا في البصرة، وإنما حكم معاوية وُلد في الشام، الشام بلاد الرومان، والرومان كانوا أناساً فاسدين إلى أبعد الحدود، ولذا لما جاء الإسلام أزاحهم كهشيم محتضر.

وطبعاالإنسان المصلح لا أقصد به من يخطب ويأمر المعروف وينهى عن المنكر وإنما المصلح يعني الذي يغير، يعني الذي يبدل، يعني الذي يقابل الطغاة بسيف الحق كيفما كان نوعهم ملوكا أو رؤساء أما في المجتمعات التي غالبا ما تجد فيها المصلحون ويكثر في المفسدون فإن ذلك يتولد فيه الطغاة، وطبعا انتم ترون الأن كيف ألت الأمور...لا شئ غير الفساد عند الشعوب العربية,و ذلك قانون جاري به العمل في كل مجتمعتنا ال فاسد ة والمنحرفة,شاهدوا القنوات العربية والغربية  أو زوروا بلدانها  وانظروا للفرق  ستجدون أن المجتمعات التي تولّد الطغاة دائماً المصلحون فيه قليلون والتي تولد المصلحون دائما الشعوب فيها هي الأخرى صالحة  كما  ورد في الحديث الشريف (كيف ما تكونوا يولى عليكم)، هذا موجز عن كيفية ولادة الطغاة في المجتمعات العربية ويا للأسف الشديد.