جلس عل كرسيه المعهود بمقهى التعاسة..طلب فنجان قهوة، أشعل سيجارته ، ثم أشهر قلمه المتسكع في دروب الصحافة ليكتب عموده في جريدة"س"..المقهى يقع وسط المدينة، يجاوره بار وصالون حلاقة للنساء.." يبدو أن الموقع مناسب لكتابة مقالي الجهنمي" هكذا همس لنفسه المتحمسة ذاك الصباح. مرت بجانب المقهى امرأة ترتدي جلباب مطرزا على آخر صيحات الموضة،مصحوبة بابنها الصغير، تتحدث في هاتفها النقال وتقهقه، انفرج عبوس الصحفي و صاح قائلا:" رائع ،أكيد أنها تتحدث مع خليلها ، مظهرها يوحي أنها خائنة مخادعة..سألتقط لها صورة لأدعم به مقالي الذي سأعنونه ب" نساء اليوم ..عاهرات و عاهرات" .."...مرت الدقائق ولا جديد..تأفف الصحفي القدير و ارتشف قهوته من الفنجان و عيناه تحملقان ، تتفحصان كل المارة بتركيز قوي.." لا بأس سأحاول كتابة مقالي ،لا بد من الإثارة وهذا يتطلب أن اخرج عن المألوف طبعا ..سأحقن نفسي ببعض الصور الخليعة التي اقتنصتها من موقعي الاباحي المفضل، حتى ينزل الإلهام مرة واحدة.." أخذ يكتب بقوة وحماس كبير،وبعد دقائق أوقف الكتابة و قرأ ما كتبه ؟ "لا هذا لا يكفي سأقحم كل الألفاظ النابية حتى يزداد الموضوع حيوية" بعد مرور نصف ساعة على انهماكه بخشوع في تدوين ما جادت به قريحته الشاذة.." الحمد لله لقد أتممت المقال" مد يديه نحو الفنجان ، فاندلقت القهوة وتبلل الورق..تجهم ووجه وصرخ: "تبا لقد ضاع المقال" ،ضحكت القهوة ملء شدقيها و نطقت: هيه يا صديقي الصحفي هل نسيت أني امرأة؟..أم تلحظ أن اسمي ينتهي بتاء مربوطة؟، احمر وجهه بعصبية شديدة و ضرب الطاولة بيديه..سقطت الكاميرا وتهشمت..فقهقهت هي الأخرى: أنا أيضا امرأة يا غبي..هل ظننتني سأخون زميلتي قهوة و أتآمر معك يا رجل!!!!!!
التعليقات (0)