كيدٌ آخر للإسلام

كيد آخر للإسلام

   إن هذا الطوفان المتلاطم ، والنزاعات المختلفة ، و النظرات المتباينة حول صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ، ديناً ودنيا ، منبعها عجزنا البين في قدرتنا على تمثل الدين في حياتنا و تطبيقه على رتم الحياة ونحو الآخر كما أراد الله و رسوله ،بل أصبح مجموعة مظاهر لا تؤكدها أفعالنا على أرض الواقع إلا عند بعض العلماء والمصلحين وفقهم الله ، وأنار درب الأمة بوهجهم.
    وحين أقول الآخر ،لا أقصد هنا من جاهر بحربنا ، و عاث فساداً ، وإنما أعني أن هذا الدين هو رسالتنا ، وأنه للناس كافة ، ومن هنا وجب علينا أن نعي هذه النقطة الحساسة جداً بين دفاعنا عن ديننا و أوطاننا ومقدساتنا ، وبين أن نكون مثالاً قادراً على إقناع الآخر أن ديننا هو دين الرحمة و المحبة و الخير لكل الناس .
  وعلينا أن نعي أيضاً أن ما يسعى إليه العدو من كل هجماته وكل ما يفعله من تدخل سافر في أراضينا هنا وهناك ليس المصالح الاقتصادية فحسب ، لأنه قد يحصل عليها سلمياً وبكل سهولة ، فعجلة الحياة قامت منذ بدء الخليقة على تبادل المنافع .
  بل إن ما يسعى إليه هو غلق أذن الآخر عن سماعنا ، وقلبه عن تقبل هذا الدين ، الذي يحمل في طياته الديموقراطية الحقة ، التي قد تجعل من كل هذه القوى تابعة لا متبوعة ، وهذا هو الخطر الذي يحاربونه باستمرار .
  ولا سبيل لهم إلى ذلك إلا من خلال إظهار أتباع هذا الدين انفعاليين ، دمويين ، لا يتراحمون فيما بينهم ، و لا يرحمون غيرهم ممن خالفهم التوجه ، و إظهار كل هذا على أنه من طبيعة هذا الدين و إملاءاته ، والجاهل به سيصدق وسينصرف ، بل و سيحاربه ، وما رأيناه من هجوم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإغلاق للمصليات ، ومنع لبناء المساجد ، و رفع المآذن إلا نتيجة لهذا .
  وكل ما يتخلل صراعاتنا من عنف هو شاهد علينا ، و إن كانوا في حقيقتهم هم من يوقد هذه الحروب ليبيعوا أسلحتهم ، وليضمنوا طرفاً منهكاً يساومهم على حصة من خيرات بلده .
فلنحسن الفعل حتى ونحن نحرر أرضنا ، و نطفئ موجات الانتقام ، و الاعتداء فيما بيننا، ولنتمثل قوله صلى الله عليه وسلم : (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) ، وهم مشركون ، بينما نطارد إخواننا في الأزقة ، ونمثل بجثثهم .

          اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين .
                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.