ينام النهر في سريره منذ الأبد .. وسيبقى حتى تشقق القيعان ، وانشطار الأفاعي ..
يغفو السيف في الغمد ، ويصحو حين تدق الطبول ، وتغلي الدماء ..
ترقد اليمامة في العش الفسيح ، تنتظر سيد العاشقين .. تهشهش له الوسادة ، وتستكين في ظلال المودة ..
لا تلملمْ جراحك أيها المساء ..
احملني معك إلى بوابة المدى الساخن فوق تلال لآلئ العوسج الطري .. ولا ترم الشباك قبل انتهاء رقصة الحيتان ..
إنها السجايا ، تحنو فوق مرآتي كسراج ..
وتتمدد الظلال ولهى بيوم من عشق وزيتون ..
فلا ترتشفي عبق الردى من الخوابي ..
تدثري بالليل القادم من أردان الأحبة ..
ولا تلعبي على الأوجاع الساكنة في نجمةٍ جنوبَ السماء ..
كوني ظلا .. شراعا .. زهرة ..
أكن شمسا .. ريحا .. عطرا ..
كوني حبرا .. أكن سِفرا ..
كوني ساعة .. أكن دهرا ..
كوني ليلة .. أكن عمْرا ..
يا وردة الرافدين .. يا أقحوانة في القلب ..
كوني بغداد .. أكن حلبا ..
" مشتِ الخيولُ على العصافير الصغيرة ،
فابتكرْنا الياسمين .. "
وهلهلت النوارس لكِ في السماء والبحار ..
وشرّعَ الربيعُ أبوابَه قبل النوافذ ..
وتناثرَ الزّغبُ مترنحًا ، طرِبًا ..
فطوبى للعاشقين .. وللفراشات الملونة ..
الأحد ـ 15/05/2011
التعليقات (0)