كوكتيل الموسم
(رؤوسُ أقلامٍ لمقالاتٍ لمْ تكتملْ)
مقدّمة :
هذا المقال ليس نشاطًا فوق العادة – كما قد يتوهّم البعض – و إنّما هو نتاج طبيعي لكسلي المزمن . فهذه المقتطفات كانت مقدّمات لمقالات مطوّلة و مستقلّة بذواتها .. و لكنّ قلّة المتاح لي من المزاج الصافي جعلني أدمجها جميعًا في هذا المقال ؛ الذي سيكون بمثابة (Seasons Collection) يحيط بأكثر من قضية ، أو سيقوم بتسليط الضوء على أقلّ تقدير .
الجماهير .. المقاومة .. وقلق الدورة الشهرية
ما ثار الشّارعان العربيّ والإسلاميّ يومًا من أجل قضيّة (قومجية) أو (إسلامويّة) أو (حذائية) ؛ إلاّ و وجدتُني على النقيض من مشاعرهما تمامًا . وهذا يؤلمني حقًّا لأنّه غير ناتجٍ عن كوني عدوًّا للأمّة أو ماسونيًّا أو مجوسيًّا أو أستلم مرتّبًا من السفارة الأميركية أو قادمًا من كوكب آخر لا تحرّكه الكوارث الأرضيّة . إنّما هو نتاج مبادئ غاية في الصرامة ؛ أحملها و تشقيني على الدوام . وكي أكون أكثر وضوحًا سأقول بأنّي أتوق لـ (حريّة) وحسب ، فيما كل ما يثير الأمّة (دينيًّا) لا يعنيني بل ربّما يثيرني سلبًا ، و كلّ ما يؤثّر في الأمّة (قوميًّا) لا أخجل من وصفه بالحمق في مرحلة من المراحل .. و بالمخزي في مراحل أُخَر .
إنّ الشارع العربي لا يثور من أجل الحريّة للأسف ؛ بل هو يريد من الزعماء العرب الفارغين عادةً التدخل دومًا في شؤون بعيدة تمامًا عن فكرة (الحرية) المسلوبة في واقعه المريض ، و هو يعايرهم – يعاير الزعماء أعني - بالعجز و الجُبن أو يصفّق لهم أحيانًا لا بسبب طغيانهم أو سماحتهم بل بسبب موقفهم (المُلتبس أو الخائن أو المؤيّد) من قضية (فلسطين) التي لا يُشكّ في عدالتها برأيي . ولكنّني أرى بأنّ الزعماء العرب غير عاجزين ولا جبناء بل هم بكلّ بساطة غير راغبين بمساعدة العصابات والميليشيات وهذا كلّ ما في الأمر . فالشّارع العربي لم يعد يجيد التفريق بين الدولة و العصابة .. ممّا أصابه بالقلق .. و هذا القلق هو شبيه بقلق المرأة أثناء دورتها الشهرية ، لكنّه في حالة الشّارع العربي قلق دائم و ليس عابرًا لبضعة أيام ؛ فتجد العربان يخلطون بين مشاعرهم و رغباتهم الخاصة المبنيّة على عاطفة رعاع وهمج أحيانًا .. و بين سيادة الدول و إدارتها لشؤونها وفق مبادئ أو قوانين أو نصوص أو أعراف أو كلّها مجتمعة . لذا يجب ألاّ يستغرب المواطنون من ردود أفعال الزعماء – و الزعماء عصابة مريرة في رأيي – الذين يتعاملون بشكل لا يرضيهم في حالتي (حزب الله | حماس) تحديدًا ؛ لأنّه فعلاً ما يجب أن يكون ! إذ من غير الأخلاقي أن تُملي جمهوريات الموز الدينيّة المُستحدثة في (ضاحية بيروت الجنوبيّة) و (قطاع غزة) شروطها على دول إقليمية كبرى كما في حالة (مصر) على سبيل المثال .. رغم بشاعة نظامها القائم .
وفي هذه المناسبة أوّد أن أفنّد ظنّ البعض – الأغبياء عادةً – بأنني و أمثالي ضد خط المقاومة ؛ وهذه سفاهة و فساد عقل كما أرى . فأنا مع المقاومة المسلحة العسكرية ضد كلّ احتلال سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو أي بلد حول العالم . ولكنني سأقف بكلّ ما لدي – وهو يسير للأسف - ضد الحركات الظلامية الدينيّة – التي يساندها اليسار العربي و أحيانًا العالمي المنافق – و التي تحمل مشروع المقاومة لأسلمة المجتمعات و حكمها بما [أنزل] إلهها . فهذه الحركات التي لا تقاوم بقدر ما تطيل أمد الاحتلالات لتُبقي على مشروعيّتها . فمشروعيّة (حزب الله) و (حماس) وغيرهما ستنتهي بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي ، ولن يكون بوسعهما سوى التسليم إلى دولة القانون و الانتماء إلى المجتمع المدني وهذا مستبعد بل مستحيل ، أو الدخول في حروب أهلية وهو الراجح لديّ . لذا نقول بأنّنا ضد خطّ (حزب الله | حماس) و لسنا ضد المقاومة في (لبنان | فلسطين) .
هامش :لعلّ أفضل من فهمَ نفسيّة المواطن العربي المهزوم ؛ كان شيخُنا (عبد الله القصيمي) حين يقول في كتابه القيّم (العرب ظاهرة صوتيّة) : (الإله العربيّ كالسلطان العربيّ ، كالإنسان العربيّ يجزي على الهوان والاستسلام له بالمزيد من الأسباب الصانعة لذلك الهوان) . هذا ما أراه حين أرنو بحزنٍ إلى هوان هذه الجماهير التي تخلق هوانًا جديدًا في كلّ مرة تتفوّه بها بكلمة أو تمارس بها فعلاً .. بدلاً عن الشعور بالخجل وهي به جديرة .
الأدب .. وقلّة الأدب
لكلّ امرئ نتاجُه . بعضُهم مهندسون معماريّون ، و آخرون صانعو سيّاراتٍ ، و البعضُ صاغة محترفون ، وموسيقيّون حالمون ، وطهاةٌ ماهرون ، ومرشدو آثار .. إلخ ، و ثمّة أدباء أيضًا . ولمّا كان نتاج المرء هُويّته بل كلّ ما يملك .. ويقدّمه لنا مجّانًا حسن النيّة ؛ صار من واجبنا أن نقدّره . و أضعف التقدير كلمة (شكرًا) . وهي كافية لأمثالنا ممتهني الكتابة الإبداعية ممّن لا أحلام تجاريّة أو ربحيّة لديهم . أمثالُنا الذين ينتجون (الأدب) و يطبعونه على نفقتهم الخاصّة ؛ لا يجوز بأيّ حالٍ من الأحوال أن يكونَ جزاؤهم (قلّة الأدب) الناتجة عن عدم التقدير و لو بكلمة (شكرًا) .
هذه الحالة حصلت معي شخصيًّا – للأسف الشديد – خلال إرسالي بضع نسخ من إصداري الأخير (أعادت ترسيم المعنى .. بخلخال) لبعض الأصدقاء والمعارف . وبالنسبة إلي وقد اعتزلت الناس على الانترنت – إلاّ في حالاتٍ ضيّقة – لا أحتاج حتّى كلمة (شكرًا) من أحد .. ولكنّها تترجم النمط الأخلاقي للآخر .. الآخر الذي احترمتُه و دفعتُ مالاً مقابل مظروف وطوابع بريديّة و كتبت بخطّ يدي إهداءً له . هذه الكلمة الواحدة تترجم أخلاق الآخر .. إذ لا تضرّني و لن تنفعني .
بعض من أرسلت إليهم الكتاب كتبوا عنه ، و أخرون بكوا لشدّة فرحهم بمنجزي ، و آخرون أغرقوني بكلمات التشجيع و الامتنان و العرفان ، آخرون شكروني أو شكروا الوسيط الذي أوصل النسخة إليهم .. و ثمّة فريق أخير لم يفعل شيئًا ، ولم يقل (شكرًا) .. وهذا الفريق هو الترجمة الحَرفية لعبارة (قلّة الأدب) .
فأنا لا أذكر بأنني استلمتُ نسخةً من كتاب إلاّ وشكرت كاتبها أو على أقلّ تقدير أوصيتُ من أوصلها إلي بالشكر والعرفان ، و في حالاتٍ نادرة أنتظر حتى أتمّ الكتاب فأكتب عنه أو أرسل لصاحبه كلمات الودّ والملاحظات إن وجدت . لذا كنت آمل أن يكون الآخر بمستوى تقديري له . و لكنّي أعدكم – قرّائي النبلاء - بأنّها كانت المرّة الأخيرة التي يصل فيها كتابي بالمجّان لشخصٍ لا يستحقّه .
هامش :على ذكر اعتزالي عن الانترنت ؛ أذكر تعليقًا لأحد الأصدقاء الشّعراء في معرض كتابة تهنئة بعيد ميلادي في أحد المنتديات حيثُ نشطتُ لفترة . قال بما معناه لا نصّه (ربّما في العام المقبل لن يتذكّر أحد عيد ميلاد سعد الياسري لابتعاده عن المنتديات) . و أنا هنا أودّ أن أذكّر صديقي الشّاعر : لديك رقم هاتفي و إيميلي وأنت ضمن قائمتي في (MSN Messenger) – الذي لا أدخله - و ضمن قائمتي في موقع (Facebook) . ألا يكفي هذا ؟ أم يجب أن أتقافز بين أزقّة المنتديات محتملاً – أحيانًا - حثالاتِ الفكر البشري كي أكون جديرًا بالتذكّر .. ؟!
عُقدة (أمير قطر) و دولة (الجزيرة)
بعد عامٍ من انقلابه التلفزيوني على أبيه – الذي انقلب بدوره عسكريًّا على ابن عمّه عام 1972 - وحجزه على أمواله تاركًا إيّاه عالة على السعودية و الكويت و الإمارات لتنفق عليه . قام (حمد بن خليفة آل ثاني) في عام 1996 بإنشاء محطّة الجزيرة الفضائية في قطر ليرهب بها عدوّ الله و عدوّه ! فهو رجل يناضل من أجل الحريّة دون أن ينتبه إلى قاعدتي (السيلية و العيديد) التي لا تبعد كثيرًا عن مرمى بصره ؛ في بلد صغير المساحة كقطر . بل أنّ قناته تجاهلت و بصفاقة قضيّة إنسانيّة – بعيدًا عن كونها حُلّت الآن أو لم تُحل - غاية في الخطورة و الشهرة وقتذاك بمستوى سحب الجنسية القطرية من 6000 قطري (2% من إجمالي عدد المواطنين) ينتمون لقبيلة مرّة – فخذ آل غفران .
سلوكيّات (الأمير) و قناته غريبةٌ .. فهو مولعٌ – على ما يبدو – باستضافة القمم التي يربض في صدر مجلسها و أمامه عبارة (الرئيس) ؛ كونه ككثيرين ممن لم يكملوا تعليمهم العادي و ربّما العسكري في أكاديمية (سانت هيرست) ؛ يحبّون تعويض ما ينقصهم عبر بهرجة و زخارف خارجيّة . و هو مولعٌ أيضًا باستقطاب الشخصيّات المهزومة – أقطاب و عائلة النظام العراقي السّابق مثالاً - ، أو الشخصيّات التي تثير جدلاً إعلاميًّا في بلدانها أو حول العالم ؛ مانحًا إيّاها جوازاتِ سفرٍ و أماكنَ إقامة فاخرة كي يكونوا مناضلين على شاشة (الجزيرة) – عزمي بشارة مثالاً – و هذه الشخصيّات بدورها تأتي على ذكر (الأمير) في سياقاتٍ مضلّلةٍ غارسةً صورةً غير حقيقيّةٍ في ذهنيّة المشاهد العربي الساذج في غالب الأحيان .. و الوصولي | الانتهازي في أحيان أخرى .
إنّ عقدة (الأمير) تتلخّص في أنّ حضور قناته أهمّ من حضوره عالميًّا و إعلاميًّا . حتّى أنّي كنتُ أتحدّث مرّةً مع زميلة سويديّة ؛ فلم تعرف من دول الخليج سوى إمارة (دُبي) وليس دولة (الإمارات) . و حين قلتُ لها (قطر) هتفتْ (قناة الجزيرة) .. تمامًا كما يقول من لا يعرف شيئًا (فولفو) حين يُسأل عن (السُّوَيْد) . و المقارنة بين الأمرين هنا للمثال لا المساواة .. !!
وهكذا ؛ فالحجم الطبيعي لدور (الأمير) ظهر واضحًا جليًّا حين لم يُدعَ لحضور اجتماع الرياض قبل أيّام لتنقية الأجواء العربية . وسبب عدم الدعوة - في رأيي - أنّ دوره غير مؤثّر .. لا أكثر ولا أقل .
أما الحجم الطبيعي لقناة (الجزيرة) فيكمن في تحالف مسخ بين تيّارات متناحرة لا يربطها رابط سوى الجشع المالي و حبّ الظهور و النفاق الفكري . وعبر أكثر العبارات تأدّبًا سأقول : قناة الجزيرة الفضائيّة محترفة إعلاميًّا و متدنّية أخلاقيًّا . و الكثير من أفراد كادرها يتحلّون بذات صفة القناة .. باستثناء جناحيها الوثائقي | الرياضي .
هامش :وأنا أتحدّث عن انقلاب الولد على أبيه .. تذكّرت أنّه في عام 860 مـ انقلب ولي العهد (المنتصر بالله) على أبيه (المتوكّل على الله) . ولم يهنأ هذا (المنتصر) الذي لا يعرف أحدٌ على وجه الدّقة متى انتصر وعلى من ؛ أقول لم يهنأ بالخلافة لأكثر من ستة أشهر حيث تمّ تسميمه ، فقال لأمّه في آخر لحظاته : (أمّاه ؛ لقد ذهبتْ مني الدنيا و الآخرة . عاجلت أبي فعوجلت) . يصف شيخُ الوصّافين (البُحتري) هذه الحادثة الانقلابيّة ببيت شِعرٍ شهير :
أكان ولي العهد أضمر غدرَه # فمن عجبٍ أنّ ولي العهد غادرُه ؟
الأسوأ
اسم التفضيل هو اشتقاق على وزن (أفعل) غالبًا .. للدلالة على تميّز وزيادة شيءٍ على آخر . ولمّا كان العالم من حولنا ممتلئًا بالنوابغ والمميزين .. قرّرت أن أتفرّغ لصيغة تفضيل (سلبيّة) على غرار : (أسوأ) .
أسوأ : مشتق من الفعل الثلاثي (ساء) . وأسوأ الناس – في رأيي – هو على سبيل المثال :
# من يلتقط صورة فوتغرافية جالسًا على مكتب ؛ و بجواره جهاز كومبيوتر مطفأ عادةً ، فيما هو منهمك بكتابة شيء ما على الورق . إنّه يؤدّي بشكل ساذج أحد الدورين : إمّا دور رجل يحمل هموم الدولة أو المؤسّسة على أكتافه . أو دور رجل يحمل هموم الفكر الإنساني و يحاول أن يكتبها على الورق كي ينتفع بها الناس من حوله .. و في الواقع هو لا يمثّل هذا و لا ذاك .
# من يكذب على الآخر شفاهةً أو كتابةً ؛ فيأتي بمجموعةٍ من الأفكار والأسماء و يقتنص منها بعض العبارات (الرّنّانة) ليوهم الآخر (المستمع | القارئ) بأنّه أمام كائن مثقّف . وهؤلاء لا يصمدون طويلاً .. حيث أنّي أذكر حواري مع أحدهم (وهو شاعر) كان يسرد ببراعة (الحفَظَة) أمورًا عن الأدب الروسي .. و حين طال بيننا الحديث اكتشفتُ أنّه لم يقرأ شيئًا لثلاثة : ديستوفيسكي | تشيخوف | غوركي .
هؤلاء المتثاقفون ؛ الذين يردّدون ما يسمعونه دون وعي ، و يتأثّرون بكلّ ما يسمعونه إلى درجة انعدام قدرتهم على تكوين رأي مستقلٍّ واحدٍ دون الاستشهاد بفقاعات من هنا وهناك .. هؤلاء بالفعل هم أكثر الكائنات البشرية انحطاطًا .
# من يسيء إلى الآخر دون سابق معرفة . وهذا أمر مخيف بصراحة ؛ حيث أنّي لا أعرف لماذا يسيء أحدهم إليّ وهو لا يعرفني .. ؟!
تصلني بين الحين و الحين – عبر عصافيرَ لا تكذب – كلماتٌ (ليستْ كالكلمات) قالها البعض عني في مجالسهم الخاصّة .. بعضها القليل مبهج و ودود ، وآخر يتناول ما أكتبه بشيءٍ من التشنّج وهو أمر لا يزعجني ، و ثالث – وهو أرذل ما يمكنني تخيّله – يسيء إليّ بشكل فجٍّ ومتجنٍّ دون أن تربطني به أيّة علاقة من أيّ نوع كان .. فلماذا ؟
# من يحذف كلّ موضوعاته أو ردوده في المنتدى الذي يغادره غاضبًا كولدٍ صغيرٍ . وشخصيًّا ؛ لدي الكثير من الأصدقاء فعلوا ويفعلون هذا بشكل يوحي إليّ بأنّهم إمّا متذبذبون و مهزوزون . أو خجِلون من تاريخهم . بعضهم يريد أن يراه الناس دومًا بصورته الرّاهنة و لا يحبّ أن يتعرّف أحدٌ إلى ما كتبه في مناسبات سالفة .. و هذه مسألة يجب دراستها من وجهها النفسي لا الأخلاقيّ . وبعضهم الآخر أصدر كتابًا فظنّ [أو ظنّت] بأنّه صار [أو صارت] شاعرًا أو أديبًا هامًّا و لديه عمل مطبوع .. لذا فمن العيب أن يعرف جمهوره (العريض) أنّه كان في يوم من الأيام تلميذًا يرتعب قبل نشر قصيدته . وآخر تسنّم عملاً أو منصبًا و تخيّل لشدّة بساطته بأنّه صار جديرًا بالاحترام الآن و (اللي فات مات) .. !!
بالنسبة إلي فلا أخجلُ من أيّة كلمة أو عبارة أو قصيدة كتبتُها يومًا تحت اسم (سَعْد اليَاسِري) ؛ لأنّها تترجم النمط الطبيعي للتحوّلات الفكرية والإبداعيّة التي يجب أن يمرّ بها النّاضجون .. دون قفزات غير محسوبة تؤدّي إلى نتائجَ غير سليمة ، و وهمية في أغلب الأحيان .
هامش :إنّ الحديث عن (أفعل التفضيل) ذكّرني بالسّاخر العظيم الآيرلندي (جورج برنارد شو) ؛ حيث سأله أحدهم من هو الفاشل ؟ فقال بسخريّته المعهودة : (قائد الدرّاجة الناريّة .. و الأشدّ فشلاً منه هو الراكب خلفه على نفس الدرّاجة) . و حين سأله آخر أيّهما أنفع الطبّاخ أم الشّاعر ؟ فقال : (الكلابُ تظنّ بأنّه الطبّاخ) . وحين عايره أحد المغمورين : أنت مجرّد دنيءٍ يكتب لأجل المال ؛ فيما أنا أكتب لأجل الشّرف والرفعة . فأجابه ببداهته الماكرة : (كلُّ منّا يكتب ليعوّض ما ينقصه) .
أقول هذا لأنني كنتُ أتمنى لو أنّي أمتلك معشار سخرية (برنارد شو) كي أكحّل بها فقرة (الأسوأ) ولكنّي للأسف .. لا أمتلكُ تلك الموهبة .
خاتمة :
تجربة كتابة هذا المقال أمرٌ جديدٌ عليّ . لا أدري هل هي فكرة جيّدة أن أجمع رؤوس أقلام و مقتطفات كان مقرّرًا لها أن تتوسّع إلى مقالاتٍ متكاملةٍ .. وأضعها في مقال أقرب إلى توليفة عجائبية من الحمائم و الصقور . لا أدري ؛ ولكنّني سعيد بشيءٍ واحدٍ .. وهو قول بعض ما كان مؤجّلاً لزمن .
سَعْد اليَاسِري
آذار | 2009
التعليقات (0)