كوكتيل الحرية الشخصية

كثيراً ما نسمع عن الحرية الشخصية، تلك العبارة التي حولت جيل بأكمله إلى جيلِ فارغ لا قيمة له، الحرية الشخصية لا تعني انتهاك القانون أو القيم وليست مجرد حالة عابرة، هي قيمة فردية يؤمن بها الفرد ويدافع عنها، لكنها ليست وسيلة لهدم القيم وإهانة المسلمات والخروج من دائرة المجتمع، من حق أي فرد وتحت مبدأ الحرية الشخصية التفكير واختيار طريقة حياته لكن ليس من حقه أن يتلاعب بالقيم ويُجيرها لتتوافق مع طريقته التي بينها وبين الصواب في الغالب مسافة زمنية شاسعه.

هناك جيل الألفية الذي اشتغل بمتابعة افلام الكرتون وأفلام الأكشن كما تسمى ذلك الجيل نشأ بعيداً عن صراع الأيديولوجيات وتعلم التكنولوجيا واعتلى الحرية الشخصية الخالية من القيم المجتمعية، فحريته منزوعة الدسم لا رائحة لها ولا طعم، الحرية قيمة ليبرالية وقبل أن تكون ليبرالية فهي إنسانية لا تتعارض مع الدين طالما بقيت متوافقه مع القيم الدينية التي لا خلاف عليها ولا اختلاف حولها..

جيل الألفية ومراهقي الثمانينات والتسعينات ليسوا ليبراليون ولا دينيون بالمعنى الحركي بل ادعياء لليبرالية يحاولون أن يكونوا شيئاً مُثيراً وهم ليسوا كذلك وهذا يتضح جلياً في مظهرهم الخارجي الذي تخطى المقبول واقترب من السذاجة والتفسخ والعري.

اعمل وافعل ما شئت لكن لا تربط ذلك بالحرية الشخصية، فالحرية الشخصية لها مقاسات ومُحددات ولست أنت أو أنتي من يضعها بل منظومة المجتمع الذي بدأ يتخلى عن قيمه شيئاً فشيئاً تحت بند الحضارة والحرية الشخصية التي لم تعد قيمة بل كوكتيل بلا نكهة..