كوع الطالبة وجواز المتعلمة
نحنُ أمة تُضحك الأمم فموادنا الصحفية لا تخلو من عناوين صادمة تُلامس أشياء كان من الأولى الا تكون موجودة بالفعل في مجتمعِ بدأ يتخلص من الصحوة كحالةِ فكرية مفروضة وفق مبدأ الأمر الواقع ، طالبة بإحدى الجامعات تكتب تعهداً لأنها ارتدت بلوزةِ اظهرت كوعها فهل إدارة الجامعة بدأت تتقمص دور الإحتساب على الزي الذي هو في الأصل حرية شخصية لا يملك أحدُ الإقتراب منه طالما لم يؤذي الذوق العام ، كوع الطالبة لم يؤذي أحداً ولم يراه سوى زميلاتها بالجامعة فنظامنا التعليمي ليس مُختلطاً والبيئة بيئة مفصولة جافة لا ينمو فيها سوى الفكر اليتيم الأوحد الذي يخشى النور ويعشق الظلام ، حتى هذه اللحظة تتسأل الطالبة وبنات جنسها أيضاً عن اللائحة التي تُنظم الزي ومواعيد الدخول والخروج هل هي تتماشى مع بعض القرارات التي أصدرها وزير التعليم مؤخراً والتي من ضمنها السماح للطالبة بالخروج فور انتهاء وقت المحاضرة وعدم الانتطار إلى ساعاتِ متأخرة مثلما كان معمولاً به في السابق أم انها باقيه على ماهيّ عليه تُعزز فكر من وضعها ممن عاث في التعليم فساداً فكرياً لا يُمكن نسيانه ، لم يكتفي العقل المصاب بعقدة سد الذرائع عند هذا الحد بل شمل بكوارثه حرمان طالبة من مواصلة دراستها بالخارج فالأب متعنت وعقله محشو بمبادئ الشرف التي لا تعرف منه سوى الجسد فقط ، لولا تدخل محكمة الأحوال الشخصية وإصدارها امرُ قضائي يُلزم أب الطالبة بإصدار جواز سفرِ لها لكان حلم الطالبة تحطم كغيرها ممن يعشن مضطهداتِ وبلا صوت تحت بند الولاية والرعاية ، هنالك أشياء مُضحكة مُخجلة فنحن في القرن الواحد والعشرين والحريات الشخصية والحقوق إن لم تُحمى وتُصان بلوائح واضحة غير قابلة للتأويل فإننا سنبقى ندور في حلقةِ مُفرغة وسيبقى التأويل الذي يتخذ من الدين و العادات والتقاليد الاجتماعية ستاراً وسنداً يعبث بالعقول التي ستنهار أمام سطوته الجارفة إن لم تجد من يحميها من سطوته وعبثه ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)