مواضيع اليوم

كوردستان مابعد الانتخابات

كوردستان مابعد الانتخابات... قراءة للوضع السياسي في أقليم كوردستان في مرحلته البرلمانية الجديدة


محمد زنكنه


بعد نجاح العملية الانتخابية في أقليم كوردستان والاعلان عن نتائجها يلاحظ ان الاقليم مقبل على مرحلة جديدة من الحياة السياسية والتي ستتسم بفعالية اكثر ونشاط اكبر مماشهدناه في الماضي.

وهذا دليل لايقبل النقاش على تطور العقل السياسي لدى الفرد الكوردستاني والاحتكام لصناديق الاقتراع لحسم كل الاختلافات

واختيار من يمثله في برلمان ورئاسة اقليم كوردستان.

لكن السؤال هنا: ماهي ملامح المرحلة القادمة في أقليم كوردستان؟ وكيف تكون العملية السياسية بوجود التحديات التي تواجه الاقليم من كل الاتجاهات؟

 

فعالية في العملية السياسية

 

يعتقد المراقبون للوضع الكوردستاني ان العملية السياسية في كوردستان ستشهد نشاطا وفاعلية اكثر من السابق كون البرلمان سيضم قوى أكثر تنوعاً على الصعيد الكوردستاني.

لكن الاغلبية وحسب النتائج المعلنة هي للقائمة الكوردستانية وهي التي ستشكل الحكومة.

اما الحكومة القادمة فهي متممة ومكملة لبرنامج التشكيلة الخامسة الحالية للحكومة والتي تراسها نيجيرفان بارزاني، تلك الحكومة التي حققت نجاحات لم يشهدها الاقليم من قبل.

ولعل من اهم مقومات هذه الفعالية في العملية السياسية وجود معارضة برلمانية بينت مسبقاً موقفها من العملية السياسية بانها لن تشترك في التشكيلة الحكومية وستبقى خارج الدائرة الحكومية الا ان معظم جهات هذه (المعارضة) ومن خلال مواقف سلبية قبل وبعد الانتخابت مازال مشكوكا في امرها ووطنيتها ونزاهتها من حيث ماهو معروف بما تتسم به المعارضة.

 

شرعية اكثر للبارزاني

 

في الخامس من ايار الماضي وفي جلسة البرلمان الكوردستاني طلب الرئيس مسعود بارزاني وبكل صراحة ان تتم عملية انتخاب رئيس الاقليم في دورتها الثانية بشكل مباشر من قبل الشعب دون قيد او شرط معطيا بذلك الارادة للشعب لاختيار رئيسه.

البارزاني ومن ايمانه العميق بضرورة ترسيخ اسس الديمقراطية وتعزيز دور المواطن في العملية السياسية، وضع حدا لكل الاقاويل والشائعات التي كانت تتردد مفاد البعض منها ان صفقة الحزبين الرئيسين احرجت القوى الاخرى فسلموا بالامر الواقع ووافقوا على البارزاني كرئيس للاقليم لدورته الاولى.

لم يخطئ البارزاني في مطلبه هذا فقد اثبت للجميع ان ثقة الكوردستانيين به كبيرة وفي كل الاحوال لم يتحفظ على راي الشعب حتى لو لم يكن لصالحه.

فالنسبة التي حصل عليها الرئيس البارزاني في العملية الانتخابية الاخيرة اثبتت للجميع ان الكوردستانيين يعرفون من يختارون وبكل حرية دون اي ضغط كما اشادت كل الجهات الرسمية والدولية بنزاهة هذه العملية والتي قل نظيرها في المنطقة.

إن اعطاء الثقة والشرعية بهذه النسبة الكبيرة للبارزاني يضعه امام مهمة صعبة وتحديات على المستوى الداخلي والعراقي والعالمي.

لكنه اثبت دوما قوته وحنكته السياسية وقدرته على حل جميع المشكلات التي تعترض طريق العملية السياسية في كوردستان على المستويات المذكورة.

ان الشعب الذي اعطى ثقته للبارزاني لهو على دراية تامة بأنه اختار من يوصله لبر الامان ويكون امينا على حقوقه .

 

التحديات

 

لايخفى على احد ان تحديات جدية تنتظر العملية السياسية وشخوصها على المستويات الداخلية والعراقية والدولية.

فعلى المستوى الداخلي تضع الشرعية الجماهيرية التي منحها الشعب الكوردستاني للرئيس البارزاني وللقائمة الكوردستانية القيادة السياسية الكوردستانية امام تحد صعب وخصوصا مع من يزايد على قيادة وشعب كوردستان بالوطنية والشرعية التي لايدعي بها سواهم مع ضرورة ايجاد حلول جذرية للمشكلات المتعلقة بالخدمات وتحسين الأداء الحكومي والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن.

اما على المستوى العراقي فمازالت هناك مماطلات تتم بين الفينة والاخرى من مسوؤلين لدى الحكومة العراقية حول مايتعلق باقليم كوردستان لعل ابرزها المناطق المشمولة بالمادة140 والتي ابدت القيادة الكوردستانية المرونة اكثر من مرة لحل جميع الخلافات عن طريق الحوار، الى جانب مواضيع الموازنة والبيشمركه.

اما على المستوى الاقليمي والعالمي فقد شهدت فترة التشكيلة الخامسة (الحالية) لحكومة الاقليم مراحل مختلفة من العلاقات الدولية وخاصة مع دول الجوار ابرزها تركيا,فقد وصلت الازمة لحد حشد قواتها على النقاط الحدودية وقصف نقاط اقتصادية حساسة للاقليم الا انه وبفضل السياسة الحكيمة المتبعة من قبل حكومة الاقليم والقيادة السياسية اصبح الحوار فيها سيد الموقف حيث تعتبر تركيا اليوم من اكثر الدول الاقليمية الداعمة للاقتصاد الكوردستاني والنهوض بهذا القطاع من خلال مشاركتها في العملية الاقتصادية والاستثمار في كوردستان وخصوصا في القطاع النفطي.

كما شهد الاقليم تطورا ملحوظا في علاقاته الدبلوماسية مع دول العالم اهمها الولايات المتحدة التي اكدت ولاكثر من مرة ان مساندتها لكوردستان ستستمر.

هذا فضلا عن افتتاح العديد من الممثليات الدبلوماسية والقنصليات لدول مهمة في الأقليم كفرنسا والمانيا وايران.

لذا فان الحفاظ على هذه العلاقات وضرورة تطويرها والارتقاء بها لمستويات اعلى سيكون من اولويات اهتمامات الحكومة الجديدة والتي لابد ان تعمل جاهدة في هذا المجال.

 

المعارضة..من وكيف؟

 

لايختلف اثنان حول افتقار التجربة السياسية الكوردستانية لبعض المقومات الاساسية والمهمة والتي بوجودها نستطيع القول ان التجربة السياسية للاقليم خالية ممايعيق مسيرتها.

فلسنوات عدة لم تكن هناك معارضة بالمعني الصحيح في كوردستان بسبب اشتراك اغلب القوى السياسية الكوردستانية في العملية السياسية وتحالفها مع الحزبين الرئيسين، والتحالف هذا لم يات نتيجة ضغط او اجبار لاي من القوى بل كان بارادتها الخالصة.مع ذلك حاولت تلك القوى وفي اكثر من مناسبة تبيان نفسها كقوى معارضة مع انها كانت مشتركة في السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم تكن خارجها ما شكل أزدواجية سياسية غير مستحبة.

ان تلك القوى لم تحصل اليوم على ماتطمح اليه وفقدت غالبية ماكانت تملكه عندما كانت ضمن تحالف مع الحزبين الرئيسين لذا نراها اليوم في صفوف مايسمونها هم بالمعارضة..ولكن سؤالا يتبادر للاذهان حول المعارضة..ماهي ومن تكون؟

المعارضة لاتعني مسح كل ماكان مفيدا للشعب والاتكال على تلفيقات يسمونها بالادلة ليضللوا بها (جماهيرهم) التي ستصاب بخيبة امل كبيرة لادائهم المنتظر.

ان نجاح العملية السياسية في أقليم كوردستان مرهون بنجاح الاداء السياسي للحكومة والمعارضة والاخذ بنظر الاعتبار ان راي الشعب هو الفيصل ومن الملزم الامتثال له وعدم تضليل الراي العام باكاذيب لن تخدم العملية السياسية في الاقليم.

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !