مواضيع اليوم

كورة داحس والغبراء ....مصر والجزائر ...توثيق

السبت 5 ديسمبر 2009م، 18 ذو الحجة 1430هـ العدد 5908


تحت المجهر مباراة مصر والجزائر

البروفيسور : عبدالله عووضه حمور

د. غازي. السؤال: ما علة افتراءات غجر مصر على السودان بدءاً؟!
بدءاً أقول: ان صلتي بكرة القدم قديمة. فعندما كنت بمرحلة الثانوي كنت من أوضح المشجعين لفريق الهلال بين أترابي. الى حد انني كنت اذهب الى بحري لمشاهدة المباراة بحديقة البلدية. رغم البعد. وعندما ذهبت الى مصر لدراسة الجامعة. كانت اول مباراة دخلتها كانت بين الاهلي والزمالك. اكبر الفرق في مصر كالهلال والمريخ في السودان. الاهلي اشبه بالهلال من حيث الطابع وكثرة المشجعين. وفي المقابل الزمالك كالمريخ. لم استمتع بها لأن اللاعب يرسل الكرة كيفما اتفق. وفي السودان يرسل الكرة لزميله الذي تتوقع ان يرسلها له. وهذا يرجع الى ان المصريين يلعبون بالحواري بكرة التنس السريعة. وفي السودان يلعبون بكرة الشراب القابلة للتحكم. هذا الفارق لم استمتع بها. ومن ثم كان عزوفي عنها بمصر.
أضف الى هذا ان مسؤوليات الدراسة الجامعية اصبحت بالكتب والمحاضرات بعد ان كانت بالكراسات والصفحات والاملاء. واضعف الاهتمامات والانتماءات السياسية والفكرية في مصر والسودان آنذاك كل هذا صرف الذهن نهائياً عن مشاهدة الكرة حتى بعد العودة إلى السودان.
كما اقول: ان صلتي بمصر والجزائر صلة معايشة بالحجم الطبيعي الحقيقي. في مصر كانت الجامعة والدراسات العليا. منذ عهد الملكية. ولقب الباشا والبيه الى ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة اللواء محمد نجيب. لذا عندما أتى الرئيس حسني مبارك الى الخرطوم في طريقه الى جوبا كتبت مقالاً بجريدة الرائد بعنوان (هي مصر كعهدي بها. تدارك ما فات يا حسني). عهدي بها أصالة الأصلاء. وتواضع العلماء. ممثلة في التاريخ الى المماليك. وفي الازهر الشريف إلى جامعة فؤاد. وعهدي بها تمسكهم بالاصول ممثلة في قولهم (العين ما تعلاش على الحاجب). وبالتذكير بها بكلمة (عيب) اذا خرج عليها خارج. ولكن يبدو ان مصر القديمة التليدة العريقة العزيزة الشقيقة لم تعد كعهدي بها. أقول يبدو من خلال ما قال دكتور جلال أمين بكتابه (ماذا حدث للمصريين). أنا لم أطلع على الكتاب ولكن اطلعت على تلخيص له بعمود (هذا الواقع) للأستاذ بله علي عمر بجريدة الصحافة بالأحد 2009/11/22م ص10. تحت عنوان (زمن السقوط يا بيه). بمناسبة تداعيات مباراة مصر الجزائر بنادي المريخ بأم دور أمان الأربعاء 2009/11/18م. أكرر أم دور أمان.
جاء بالتلخيص بعد ان قال عن المؤلف «يعتبر الدكتور جلال أمين من أميز المفكرين المصريين. اضاف الى هذا انه عالم في الاقتصاد واستاذ في الجامعة». جاء ان المؤلف رصد التغيير الاجتماعي والثقافي الذي حدث للمصريين خلال نصف قرن. من 1945 إلى 1995م. نتيجة لإلغاء الملكية ولقب باشا وبيه. وتأميم الأراضي وعائدات الاغتراب الوفيرة. ومن ثم انقلب الهرم وعلت العين على الحاجب. وحل التعالي مكان التواضع لسد فجوة التسلق. وقديما قال سيدنا عمر بالفطرة السليمة «ما تكبر أحد إلا من مهانة يجدها في نفسه» (وفي السودان كان بروفسير داؤود مصطفى مشهوراً بالأدب الجم والتواضع. كذلك كان د. سوار الذهب الطبيب المداويا. انظر جريدة الرائد ايضاً الأحد 2009/11/15م ص11) وقالت العرب «اللهم لا تعط وضيعا سلطة». وقالت «المال والسلطة تكشف معادن الرجال». وبالتجربة ولى أحد الخلفاء والياً باحدى الولايات. فتعالى. فنقل الخبر إلى الخليفة. فقال: «لا بد انه شعر بأنه أصغر منها».
وبالمثل كانت صلتي بالجزائر. فقد عملت بها 7 أعوام. الطابع العام لهم دون العرب قاطبة الشراسة والحدة. لذا يستخدمون كلمة «بالعقل» كثيراً في لغتهم الدارجة. والغيرة على الدين لا عن تقوى. ولكن خط أحمر لا يمكن تجاوزه. فمن المألوف عندهم صلاة التراويح بالجزء. ومن المألوف قراءة الحفظة عقب كل صلاة بالجامع جزءاً من القرآن. لذا قالت أم ايتام لراهب فرنسي رعاها رجاء تنصيرهم: (حرام مثلك يدخل النار) المعنى الرثاء لحاله ودعوته ضمناً إلى الاسلام. وقال الرئيس هواري بومدين: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» وبالتجربة الشخصية كنت اشتري بمدينة باتنة عاصمة الشاوية بجبال الأوراس. من بائع صحف أشيب الرأس. وجدته مرة يتحدث مع آخر بالفرنسية. قلت لهما: لماذا لا تتحدثان العربية أو الشاوية لغتكم؟! قال لي بحدتهم المعهودة: إيش بها الفرنسية؟! يعني أي عيب فيها؟! لم أرد واكتفيت براءة قوله تعالى: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء» وذهبت. بعدها أخذ يرفع لي الجريدة بيده مشكوراً بعد ان كنت آخذها بنفسي لتأثره وزميله بالآية. ذكرهم الله بالخبر أبدا. وبالتجربة ايضاً قرأت ان الجزائريين عقب مباراة السبت 2009/11/14م نزعوا صورة الصقر بالعلم المصري، ووضعوا مكانه نجمة اسرائيل. وأغلب الظن انهم أعدوا ذلك من الجزائر تحسباً لما قد يحدث. وقد حدث.
كما أقول:
بدا لي ان يكون عنوان هذا المقال (وللرياضة فيما نقول نصيب) وبدا ان يكون (الناس في شنو وحسانية مصر والجزائر في شنو؟!). وبدا ان يكون (انهم ينجون القمر) معذرة هذا مثل والأمثال لا تغير. وبدا ان يكون (الكلام اذا غلبك فعله شوف دليله). وهذه مقولة عندنا بحمور متداولة المعنى كلمة دليله دافعه. ثم عدلت عنها إلى هذا العنوان الماثل أرجو أن يكون أمثل الخمسة على أن أذكر الاربعة ليتم ما نقص في المذكور بذكر الأربعة.
وبعد:
تابعت كل ما قالوا عن مباراة مصر/ الجزائر بالقاهرة (السبت 2009/11/14م) وبأم دور أمان (الاربعاء 2009/11/18م). لفت نظري فيما قالوا ان الرئيس محمد حسني مبارك بجلالة قدره حضر تمريناً لفريق مصر قبل المباراة. ولفت نظري ان الاخوة المصريين قالوا: ان الجزائريين اشتروا السودانيين. ولو انصفوا لقالوا: السودانيون باعونا للجزائريين. لسابق عهدهم بنا. ولفت نظري اكثر ان اكثر من كاتب اشار لكبرياء المصريين. أوضحهم الأستاذ محمد صابرين. في عموده اليومي بصحيفة الاهرام بتاريخ الجمعة 2009/11/20م ص4 (انظر عمود «اشارات» للكاتب راشد عبد الرحيم بالرأي العام الاثنين 2009/11/23م). وشهد شاهد من أهله (هذه اضافة مني لا لهم) وتعليل الكبرياء ما قلت آنفا. ولفت نظري ان كل من كتب كان يعدد افتراءات الاخوة المصريين على السودان. وبعبارة علمية كانوا يتحدثون عن سلوك المصريين. لهذا ما فكرت أن أكتب في هذا الموضوع حتى قرأت كلمة بالرأي العام أمس الاثنين 23/11/2009م للدكتور غازي صلاح الدين العتباني بعنوان (كرة القدم والوقوع في مصيدة التفاهة). ولأهميتها نشرت بموقع كلمة رئيس التحرير اليومية ص5. وتحتها كانت كلمة رئيس التحرير. كما نشرت بالتزامن مع جريدة الشرق الأوسط كما قال الكاتب بنهاية المقال.
الجديد في الكلمة. وهذا هو مكان الأهمية، انه عالج الموضوع بطريقة التحليل النفسي. فقال: الموضوع برمته ينحصر في ثلاث نقاط هي: الالغاء، والاختزال، والتعويض. الالغاء يتمثل في إلغاء المتحمسين من الفريقين لتاريخ مصر الحضاري والعلمي. ولتاريخ الجزائر وثورتها ذات المليون شهيد. والاختزال يتمثل في اختزال كل هذا في لونين الأحمر والأخضر لفريقي المباراة بالقاهرة والخرطوم والتعويض يتمثل في القاء اللائمة على السودان بدل البحث (هذه الاضافة لي لا للكاتب) الموضوعي لأسباب النصر والهزيمة على السواء.
وهذا أعني الالقاء (أو الاسقاط) وهذه اضافة مني لكلام الدكتور. هو المتوقع من شخص يتعالى على الآخرين. وقديماً قيل ميمان لا يتعلمان متكبر ومستحي. وقد أفاد دكتور جلال أمين علة التكبر بكتابه (ماذا حدث للمصريين) آنف الذكر.
هذا ما كان من سلوك المصريين. ومن التحليل النفسي لهذا السلوك التافه كما وصفه دكتور غازي بعنوان المقال.
السؤال:
لماذا كل هذا رغم انه لعب في لعب. وأي لعب نتيجته اما غالب أو مغلوب أو لا غالب لا مغلوب. لماذا؟!
الاجابة كما يقول كبارنا بجزيرة حمور (الكلام اذا غلبك فعله شوف دليله) المعنى اذا عجزت عن فهم السلوك ابحث عن دافعه يتضح لك الفعل.
وفي حالة مباراة مصر الجزائر بالقاهرة والخرطوم التي «ملأت الدنيا وشغلت الناس» (هامش: هذه العبارة استخدمتها عام 2000م بمقال لي بالرأي العام. بعدها توالى استخدام الكتاب لها وأنا جد سعيد بذلك) لماذا خرجت المباراة عن طور اللعب الى طور الجد والأهمية إلى حد حضور الرئيس حسني مبارك بجلالة قدره تمرين فريق مصر قبل المباراة؟!.
الأكثرية تقول خرجت لأن الغاية شغل الناس عن قضية فلسطين في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة لاسرائيل. لتأييد الرأي العالمي بالصوت المرتفع اقامة دولة فلسطين ومعارضة بناء المستوطنات. آخرهم رئيسة المانيا بصحف اليوم (24/11/2009م) بنائها بحجة النمو الطبيعي للشعب اليهودي. كيف يعقل ان تحرم رجال اليوم وهم الشعب الفلسطيني من أجل أحفاد المستقبل البعيد وهم الشعب اليهودي غدا؟! هذا لا يستقيم. والمثل المصري يقول (غديني اليوم واقتلني بكرة).
بقى أن أقول:
(1) يقول البعض ان ثالوث ابراهيم حجازي، وعمرو أديب، والغندور، لا يمكن يفرشوا الملاية ويردحوا ويقبحوا بزفر الكلام إلا اذا كانوا عارفين بئر قوس الزمان في مصر وغاطاها. وهذا عندي بعيد. الأقرب منه انهم مجرد دمامل في وجه مصر السمح. نسأل الله لمصر العافية بأقرب الأجلين بذهاب مسببات الدمامل أو بموت الدمامل ليعود إلى مصر جمال وجهها المعهود. ورباط أهلها الوارد في صحيح الحديث إلى يوم القيامة. قولوا آمين.
(2) كما أقول: بداهة لا لوم على اسرائيل. فهم يعملون بدأب من أجل دولتهم من النيل إلى الفرات يا اسرائيل. ومن أجل تطلعات حكم العالم أجمع. والعرب في حالة تشرذم دائم حتى في القطر الواحد كالسودان واليمن السعيد لذا قلت في غير مرة. لماذا لا ندع اسرائيل تحكم العالم أجمع لتكون المشكلة عامة بدل الاكتواء بنار الخصوصية نيابة عن العالم. بداهة لن يأخذ العالم بهذا. وبداهة هذا قدرنا. وبداهة لا بديل للصمود ولو أدى ذلك إلى فقد العرب لكل فلسطين، لأن الفقد مع الصمود أفضل من أي وضع آخر يحمل العرب مسؤولية التاريخ والانهزام النفسي. وفي الشر خيار كما تقول العرب. الموضوع كما يرى قارئي الكريم واسع ومتداخل حسبي منه تلخيصه في السلوك، وتحليل السلوك، ودافع السلوك. أكرر حسبي.
(3) كما أقول للعلم لا للرد: قال ابن رشيق قال عنترة في وصفه لذكر النعام (كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم). وقال الشاعر مسكين الدرامي: (لوني السمرة ألوان العرب). وقال الرومان اسليف «slave» لأنهم كانوا يستعبدون (يوغ إسليف) الأمس. وتمام قول ابن رشيق بكتابه العمدة: لأن العبيد بذلك الوقت ما كانوا إلا بيضا.
والله من وراء القصد

الصحافة

---------------------------------------------------

 

مسرحية العدوان الثلاثي (2009) : فى مخيلة الإعلام الرياضي المصري (2) !!

السودانى


الكاتب ابراهيم الكرسني
السبت, 05 ديسمبر 2009 07:29
بقلم: ابراهيم الكرسني


أولا، وقبل بداية المبارة، كان إختيار السودان هو الأول من قبل مصر، إن لم يكن الوحيد. ثانيا،تم إتخاذ ذلك القرار، كما جاء على لسان مسئوليهم، على إعتبار كأنهم يلعبون فى القاهرة تماما، من حيث الأرض و الجمهور. ثالثا، قام المسئولون المصريون بتفقد ملعب المريخ قبل المباراة، و لم يقدموا أى شكوى حول عدم مواءمته لإجراء المباراة. رابعا، قام مسئولو "الفيفا" كذلك بتفقد الميدان و أقروا بصلاحيته و جاهزيته تماما لإجراء المبارة. خامسا، قامت السلطات المختصة المصرية بمناقشة الخطة الأمنية، التى أعدتها و إعتمدتها السلطات السودانية، لتوفير الحماية لأفراد البعثة الرسمية و الجماهير المصرية منذ دخولها مطار الخرطوم و الى حين مغادرتها، ووافقت عليها و أقرتها. ليس هذا فحسب، بل لقد صرح بعض المسئولين المصريين بأنهم قد تفاءلوا تماما بإختيار حكم المباراة، القادم من جزر السيشيل، بإعتبار أنه قد حكم ثلاث مباريات سابقة لهم، و قد فازوا فيها جميعا !!؟
لقد أقر جميع المسئولين المصريين، و فقا لهذه المعطيات، بأن مسألة تأهيلهم لكأس العالم ، ما هى سوى مسألة و قت، ليس إلا !! عندها قاموا بتعبئة أجهزتهم الإعلامية، بأقصى ما عندها من طاقة، لـ"تبليغ" الرسالة، و حشد الجماهير و تهيئتها للإحتفال بالنصر المؤزر، الذى أعدوا له كل أدوات نجاح آخر فصوله، مع إهمال تام لبقية الفصول الأكثر أهمية،، بدءا من مقابلة "الريس"، مرورا بإستلام دروع "التميز"، و إنتهاءا بقضاء فترة الراحة و الإستجمام فى أجمل الشواطئ و المنتجعات، أكثر من إستعدادهم لهزيمة الفريق المنافس، و كسب المباراة !!
و لكن ماذا فعلوا فى اليوم الأول بعد أن وقعت الواقعة. لم يفكر أيا من هؤلاء المسئولين عن الكيفية التى يمكن من خلالها دراسة أسباب إخفاقهم، و إستخلاص الدروس التى يمكن أن يستفاد منها فى "معاركهم" القادمة، و خصوصا منافسة كأس الإتحاد الأفريقي فى يناير القادم. بدلا من ذلك كان الهم الأول لهؤلاء المسئولين هو الكيفية التى سيتم بها مقابلة "الريس"، و هم يجرجرون أذيال الهزيمة، "منكسفين، خائبين" !!؟ لقد تفتق ذهنهم العبقرى عن أسهل الطرق لتفادى هذا الحرج ، و بلوغ هدفهم المنشود، وهو "إرضاء الريس"، و خرجوا لنا بمسرحية " العدوان الثلاثي" ، سيئة الصيت ، بكل المقاييس !!
لقد حاول الإعلام الرياضى المصرى جاهدا بأن يصور لنا، من جانب، و يقنع "الريس"، من جانب آخر، بأن هزيمة فريقهم لم تكن بسبب السلبيات التي صاحبت إعداد الفريق لهذه المباراة، فى كل المراحل، و على جميع المستويات، أو فى سوء أدائه داخل أرض الملعب. و إنما سبب الهزيمة الأول و الأخير، يكمن فى مؤامرة "دنيئة"، ثلاثية الأبعاد، تمثلت أطرافها فى "صعاليك" الجزائر، و "الأوباش" من المسئولين السودانيين و الجماهير السودانية. أما الطرف الثالث فهو الحكم " المسكين" الذى لم يكن له حول ولا قوة فى مواجهة أولئك "الصعاليك". يتعجب المرء كيف أمكن لمثل هذا الحكم أن "يحقق" لهم الفوز فى تلك المباريات الثلاث، حتى جعلهم يفرطون فى تفاؤلهم به، لدرجة أدخلتهم فى غيبوبة، إداريين و لاعبين على حد سواء، لم يفيقوا منها إلا بعد أن تجرعوا كأس الهزيمة !!
إذن هذا هو كبش الفداء، الذى يتوجب عليهم تقديمه "قربانا" لإسترضاء "الريس"، و تفادى غضبته المضرية، و طلب الصفح و العفو منه. لقد ظل المصريون طيلة اليوم الأول بعد المباراة‘ ينفخون فى أجهزة إعلامهم، بكل ما أوتو من قوة، و "فهلوة"، و "هرجلة"، مستخدمين فى ذلك جميع أنواع الفنون "الهابطة"، و تسخيرها لتوجيه الإساءات البالغة للشعوب "الأخوية"، و إهانة كرامتها، و تحقيرها، و إذلالها، حتى يمكن لهم تحقيق رضاء " الريس"، آملين أن "يغفر" لهم ، بعد كل هذا التهريج. و بما أنهم موقنون بأنهم كلما أكثروا من هذا الإسفاف، كلما أصبحوا أكثر قربا من تحقيق هدفهم بإرضاء "الريس"، فقد تمادوا فى غيهم ، حتى وصلوا الى "أسفل سافلين"!!
لم يصدهم عن هذا الطريق الخاطئ و الخطير ، لا روابط "العروبة"، أو "الأخوة"، أو "الدين"، أو حتى مهنية الأداء الإعلامى، التى يفترض أن يلتزم بها حتى من كان بالسنة الأولى فى مدارس الإعلام. لقد أعمتهم تلك الرسالة السامة عن رؤية الواقع كما هو، بل عكست لهم أجهزة إعلامهم "الحوصاء" صورة مغايرة له تماما. المصيبة الكبرى تتمثل فى أنهم قد صدقوا تلك الصورة المعكوسة. يبقى السؤال ،إذن، هل تكمن المشكلة فى الواقع الموضوعى، الذى أشاد به الجميع، أم فى "حول" أعين أجهزة الإعلام المصرية ؟؟!!
إذا كان هذا هو مستوى، و نوعية العقلية، التى تشرف على فرق الرياضة المصرية ، و تدير أجهزة إعلامها الرياضي، التى تقدم إرضاء "الريس" على التخطيط و التدريب و كفاءة الأداء المهني، تبقى مصر مرشحة للهبوط الى أسفل درجات السلم الرياضي على جميع المستويات، الوطني، و الإقليمي، و الدولي. و الحق يقال، بأن هذه التجربة قد أوضحت لى لماذا أرسل المولى، عز و جل ، الرسل الى مختلف الأقوام ليهدوهم الى سواء السبيل، إلا رسوله الى مصر. حينما أرسل الله سبحانه و تعالى سيدنا موسى ، عليه السلام، الى مصر، لم يرسله الى المصريين، و إنما أمره بالذهاب الى "فرعون"، لأنه طغى ... فالمصريون على دين ملوكهم، إن آمن "فرعون" آمنوا، و إن كفر " فرعون" كفروا... ولله فى خلقه شئون !!
كما أتمنى أن يعى المسئولون المصريون درس هذه التجربة المريرة ليعرفوا لماذا إلتف الشعب العربى بأجمعه، من المحيط الى الخليج، خلف مصر و قادتها إبان العدوان الثلاثي عليها فى العام 1956، و لماذا إنفضوا من حولها بعد "مسرحية" العدوان الثلاثي 2009، سيئة الصيت !!؟؟

 

-------------------------------------------------------------------

فجع كثير من المستمعين فى هيئة الاذعة البريطانية بى بى سى فى شان تغطية ردود الافعال وتحليلاتها حول مبارة مصر والجزائر ..
فالانحياز الى الفريق المصرى وادعاءات الاعلام المصرى الكاذبة كان واضحا تمثل فى كيفية اجراء المذيعين المصريين للحوارات والتى يفترض فيها الحياد الكامل ..
كان يستضاف واحد من من مصر واخر من الجزائر وغالبا الجزائرى لصعوبة نطقه العربية او اذا اجاد العربية يعبث المخرج فيتقطع صوته ولا يفهم المستمع منه شيئا حدثت مع معظم الضيوف من الجزائر الشقيق فى حين لم تحدث ولا مرة مع اى ضيف مصرى ولاحظت كثيرا ما يهرب المذيع المصرى من اجابة الجزائرى اذا كانت واضحة وبلغة رصينة الى مستمع مصرى هاو يكذب وينقل دعاوى لم تحدث فى المباراة اصلا دون ان يصححه او يوقفه عن نشر اكاذيبه التى صدقوها من الدعاية الكاذبة للقنوات المصرية ..
حتى مراسل رويترز المصرى كذب وعندما احست الوكالة ان ما قاله غير صحيح سحبت الخبر وفيما يلى الخبر الكاذب الذى ارسله مراسل رويترز وتم سحبه ..


اقرا الخبر


مباراة في كرة القدم تتحول إلى مطاردات ليلية في السودان
صحافي من وكالة "رويترز" يروي مشاهداته في الخرطوم

من سامح الخطيب


القاهرة - روى الصحافي بوكالة "رويترز" سامح الخطيب مشاهداته خلال زيارته للعاصمة السودانية الخرطوم مساء الأربعاء الماضي ضمن وفد إعلامي مصري لحضور مباراة مصر والجزائر على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
ويصف الخطيب خلال مقالة نشرتها "رويترز" أمس الفوضى العارمة وأحداث الشغب التي طالت الجمهور المصري قبل وبعد المباراة الفاصلة، وفيما يلي نص المقالة كاملة:
لم تكن الأجواء الهادئة والمشاعر الحميمة التي قابل بها السودانيون ضيوفهم من المصريين والجزائريين في مطار الخرطوم الدولي توحي بان مساء الاربعاء سيتحول إلى مصادمات بين جمهور البلدين بسبب مباراة في كرة القدم حتى ولو كان الفائز بها هو الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا.
وصلت طائرتنا التي كانت تقل مجموعة من الصحافيين المصريين في رحلة نظمتها نقابة الصحافيين في الصباح الباكر. وبدا كل شيء عاديا في المطار بل وفي الطريق إلى السفارة المصرية التي قضينا فيها ساعات النهار.
عندما وصلت الحافلات التي تقل البعثة الإعلامية إلى السفارة شاهدنا مجموعة من العمال المصريين البسطاء يطالبون بأعلام مصرية. ومرت حافلات تقل مشجعين جزائريين فأخذوا يلوحون بإشارات بالأيدي كان فيها تهديد صريح بالإجهاز على المصريين فرد العمال بالمثل.
ومع مرور الوقت وتوافد الطائرات بدأت شوارع الخرطوم تزدحم بمشجعي البلدين وتزايدت التهديدات لتنذر بأعمال عنف.
وقالت لنا موظفة في السفارة المصرية طلبت عدم نشر اسمها إن الجزائريين في الخرطوم منذ عدة أيام وإنهم اشتروا السلاح الأبيض من المدينة ودفعوا بسخاء للمواطنين السودانيين لمؤازرتهم في المباراة كما اشتروا لهم تذاكر لحضور اللقاء ووزعوا الأعلام الجزائرية على الجميع بينما توقف المصريون عن توزيع أعلامهم بعد إصابة 11 سودانيا عندما هاجم جزائريون حشدا من السودانيين تجمعوا أمام السفارة المصرية أثناء توزيع الأعلام.
رغم تحذير المسؤولين في السفارة لنا وتشديدهم على ضرورة البقاء فيها خرجت مع بعض الزملاء للسير في الشوارع المحيطة بها فشاهدنا مشجعين جزائريين يطوفون بالشوارع وهم يحملون الأعلام وفجأة ومن دون سابق انذار ضرب أحدهم زميلنا أشرف فتحي من مجلة الاذاعة والتلفزيون المصرية على رأسه بعصا فتورمت وسارعنا بادخاله إلى مطعم سوداني وقدم له العاملون بعض الثلج لوضعه على رأسه. ثم عدنا إلى السفارة.
وشهدت الساعات القليلة التي سبقت المباراة تصاعدا في التوتر وبعض الاشتباكات الخفيفة بين مشجعي المنتخبين وأصيب عدة أشخاص بإصابات خفيفة.
وبعد الظهر انتقلنا من السفارة إلى ملعب المريخ في أم درمان حيث كان المشهد رائعا فالمدرجات مكتظة بالمشجعين والجلوس منظم بطريقة جيدة حيث يجلس المصريون في نصف المدرجات ويفصل بينهم وبين الجزائريين من ناحية الجمهور السوداني ومن الناحية الاخرى المقصورة الرئيسية للستاد.
وقال الفريق العادل العاجب نائب مدير الشرطة السودانية والمفتش العام قبل المباراة إن جماهير الفريق الخاسر هي التي ستغادر المدرجات أولا على أن تفتح الأبواب لجماهير الفريق الفائز بعد نحو ثلاث ساعات من ذلك.
ولكن ما أن أعلن حكم اللقاء ايدي ماييه من سيشل انتهاء المباراة وتأهل منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم حتى عمت الفوضى المكان ونزلت الجماهير الجزائرية إلى أرض الملعب ثم غادرت الجماهير المصرية مسرعة للذهاب إلى مطار الخرطوم كما هو متفق عليه.
وفي الطريق إلى المطار كانت المفاجأة إذ قطعت بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة التي استطاعت الخروج عنوة من الستاد وأخرى لم تستطع أساسا دخول الملعب الطريق على الحافلات التي تقل الجماهير المصرية ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابة نحو 20 مصريا باصابات مختلفة نتيجة رشق حافلات الجماهير المصرية بالحجارة ومهاجمتها بالأسلحة البيضاء.
نجت حافلتنا بأعجوبة ووصلت المطار سالمة.
لكن ما أن هبطنا منها حتى بدأنا نسمع من المصريين الذين احتشدوا في ساحة انتظار السيارات بمطار الخرطوم الدولي حكايات عن الرعب الذي تعرضت له الجماهير المصرية ليلا في شوارع الخرطوم واختباء البعض في منازل السودانيين هربا من المشجعين الجزائريين الذين أخذتهم نشوة الفوز.
وقال المغني محمد فؤاد إن المشجعين الجزائريين هاجموا الحافلة التي كان يستقلها مع زملاء آخرين له وطاردوهم بالسلاح الأبيض، وتوالى وصول الحافلات ذات النوافذ المهشمة تقل المشجعين المصريين.
وداخل المطار تكدست الجماهير المصرية التي تتطلع للعودة إلى بلادها في أسرع وقت بعد الهزيمة أمام الجزائر 1-0 ومطاردة بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة لهم ولكن كان التفاعل السوداني مع الوضع بطيئا جدا.
واشترطت السلطات في مطار الخرطوم هبوط الطائرات المصرية أولا في أرض المطار قبل دخول أي مسافر إلى صالات السفر فما كان من المشجعين المصريين ومن بينهم فنانون كبار إلا أن اقتحموا البوابة رقم خمسة في مطار الخرطوم وساروا مترجلين حتى مهبط الطائرات.
وفي استسلام تام من الامن السوداني افترش المصريون أرض المطار لساعات انتظارا لوصول الطائرات التي ستقلهم إلى مصر وخلال هذه الساعات عقد المذيع طارق علام مؤتمرا تلفزيونيا لعدة قنوات فضائية مصرية شكا فيه من سوء تنظيم رحلات المشجعين المصريين إلى السودان وتساءل عن الاسس التي اختار وفقها الاتحاد المصري دولة السودان للعب المباراة الفاصلة أمام الجزائر.
ومع توالي هبوط الطائرات المصرية هرول المشجعون المصريون إلى صعود الطائرات بدون أي اجراءات مغادرة وبدا المشهد كأنه هروب جماعي من أرض السودان.
وخلال رحلة العودة إلى القاهرة تحدثت إلى قائد الطائرة الذي صرح بأنه تلقى أمرا مباشرا من رئيس سلطة الطيران المدني المصري بالاقلاع على الفور إلى السودان والعودة بالمشجعين المصريين دون انتظار لأي تصاريح مغادرة أو هبوط.
وفي مطار القاهرة توالى وصول الطائرات القادمة من السودان بدءا من الخامسة فجر الخميس وحتى الثانية ظهرا في جسر جوي غير مسبوق بين البلدين.
وعدت إلى بيتي والسؤال يلح .. هل يستحق الوصول إلى نهائيات كأس العالم كل ما جرى؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !