كوب قهوة الدماغ صاحي
لا يكاد يخلو مقهى أو كوفي شوب من طوابير الباحثين عن تعديل المزاج، فكوب قهوة كفيلُ بتعديل المزاج واتسأل اذا لم يتعدل المزاج فماذا سيحدث؟
القهوة مشروب يتم إعداده بطرق مختلفة فلكل مجتمع طريقته، لكنها ليس بذلك التأثير الذي يحول البشر لمشاريع وهمية لا يصفو لها الجو إلا بعد استنشاق رائحة البُن المستورد من وراء المُحيطات.
دماغ الشخص ملك له فلكل شخص مُطلق الحرية في كيفية ايقاظه لكن ذلك الدماغ ألا يُفكر قليلاً! فصاحبه مستاء من سعر كوب القهوة ومع ذلك يحتسيها صباح مساء!
من آراد تعديل المزاج فلا يسأل عن السعر، فلكل شيء ثمن، وبما أن دماغك غالي عليك وترغب في ايقاظه بطريقةِ أكثر تمدناً وتحضراً فلا تسأل عن السعر وطريقة الإعداد ومكونات ذلك الكوب، وإذا لم يكن دماغك غالي عليك فأيقظه بالطريقة التقليدية الكلاسيكية واسئل من هو أكبر منك سناً وسيخبرك بالطريقة..
نحنُ مجتمع استهلاكي قلبته العولمة رأساً على عقب يهتم كثيراً بالموضه والتقليد وإن أنكر البعض ذلك فالمحاكاة والتقليد سلوك لا شعوري يمارسه الغالبية بلا نيةِ مُسبقة، التصوير ونشر اليوميات بالسوشل ميديا والتسابق نحو التميز في عالم افتراضي لكسب المال والدخول في عالم الشهرة وايهام المُحيطين بأنه سعيد أو أنها سعيدة عوامل جعلت من كوب القهوة الصغير عاملُ سعادة وهمي ويقترب من بلوغ سعر خيالي متجاوزاً التوقعات ومُنذراً بكارثة الدخول في أزمة مزاج فالطوابير مزاجها لا يعتدل إلا بالقهوة فمتى تصحو من نومها الذي حولها لكائنات متوهمه ومتعشمة في الموضه..
التعليقات (0)