مواضيع اليوم

كن مبادرا

ميثاق عيدان

2011-08-08 20:42:21

0

كن مبادرا

 

 

        من المعلوم أن الحياة لا تعطي قيمة للإنسان الخامل  الكسول الذي لا عمل له و لا أثر، و الناس كلهم يحبون الإنسان القوي، المبادر النشيط ، الذي يدلي برأيه و ينصح، و يعمل و يساعد، الذي يسعد نفسه و يعمل على إسعاد الآخرين، الذي يرون فيه أنهم بإمكانهم أن يلجؤا إليه في عسرهم ويسرهم، ليجدوا فيه تخفيفا لآلامهم و مساعدا في تحقيق أحلامهم و آمالهم ...وهذه صفات شرف للإنسان الحر؛ فمن لا يحب أن يكون هو صاحب ذلك الموقف المشرف عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته فقال: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، قَالَ : فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، قَالَ : فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، قَالَ : فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " .
وكذلك فان الطبيعة الإنسانية تكره ذلك الشخص الضعيف الكسول الاتكالي الذي لا يجيد شيئا، الذي يمد يده للمساعدة، فتراه يستغيث بهذا و يطلب من ذاك حاجة و من الآخر معونة....و في نفس الوقت ربما تراه يعتب على من حوله أنهم هم الذين لم يساعدوه، وهم الذين يثبطونه، و هم الذين يقفون في طريقه، و يتعلل بعقبة العادات و التقاليد...
نعم، قد يمكن أ ن يكون هذا هو السبب، لكن قبل هذا و بعده يبقى الذنب ذنب صاحبه. فبالمبادرة قد ترجح الكفة لصالحك، و بالمبادرة تغير عادات و تقاليد كانت حجر عثرة في طريقك وبالمبادرة قد تصل الى ما تتطلع  وترنوا اليه . وكل من كان يسخط عليك ويلومك و يذمك بمبادرتك تلك يصير يحترمك ويقدرك ويثني عليك...
أعرف صديقة منذ الدراسة، كانت متميزة جدا، تقول بأن عائلتها تهتم بالعلم و الثقافة دون أن يكون العمل أو الوظيفة شيئا يطمحون إ ليه.و لم تكن صديقتي تستبعد أن تنفصل عن الدراسة في أي مستوى من المستويات؛ لذا لم يكن بإمكانها أن تتصور نفسها موظفة في مؤسسة من المؤسسات ..وبهذا استمرت في دراستها مستوى بعد آخر، و بتفوق.. إلى أن حصلت على شهادة التخرج. وعادت إلى البيت لتجد الفرق شاسعا بين الدراسة والعلم من جهة، وبين أشغال البيت و روتينه اليومي.. لم تستطع صديقتي أن تستوعب الحال الذي آلت إليه، لكن ما عساها تفعل؟ عاداتهم وتقاليدهم لا تسمح للبنت بالعمل خارج البيت.. وهكذا صارت تشعر بالفراغ و خيبة الأمل، ولم يعد لها بد إلا أن تناضل و تطالب بحقوقها.. فجدت و اجتهدت في طلبها وحققت ما أرادت بفضل مبادرتها ؟.. هذه المبادرة التي لولاها لظلت حبيسة الضياع و الفراغ والتأوه على حالها.

 لقد تغيرت تماما من إنسانة تعتمد على غيرها إلى إنسانة منتجة نافعة لذاتها بل وتعدته إلى نفع غيرها.
فلنبادر ولنحقق أحلامنا، ولنرض ربنا أولا ثم أنفسنا والآخرين؛ و بهذا نسعد في الدنيا و الآخرة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !