كن فى الحياة كما أردت
للشاعر محمد بن خليفة العطية
ماضرَّ نفسك أن تعيش حبيبا
في ذا الزمان وأن تكون غريبا
تسآل قلبك عن وفاءِ ضميره
إثمٌ يُضيف الى الذنوب ذنوبا
كم واهمٍ قد ظن في تيه الهوى
رأياً فبات بظنه مصلوبا
كُن في الحياة كما أردت فإنَّ ما
تخشاه فيها لن يكون عجيبا
هي فطرة إما نزعت لخيرها
أو شرها أو أن تظل مُريبا
أبقت لك الأَيام سالف عهدها
عيباً ليفضح في الأنام عيوبا
ويريك من غدك الجديد ملامحاً
تزداد بِشَراَ لحظةً وشحوبا
أسندت ظهرك للدهور تضاحُكاً
فإلام تهجر ظلها مكروبا
وإلام تسأل عن أوان نعيمها
وسواك يبلغ شهده تعذيبا
مرآةُ نفسك لا تزال مُجيبة
عن كل شيء قد تراه كذوبا
أي البحار سُلبتَ من أعماقها
صيدا وكنتَ من الكنوز سليبا
قسما بعمرك والوفاء غريزة
في الحرِّ لن تُرضي الخلائق طيبا
يا أيها الوجل المحير طُوبى
لك نعمة العيش المُحال وثوبا
حفلتْ بك الدنيا وتلك دناءة
فيها فغيرك سَّرها مغلوبا
ما المرء إلا في تماسك رأيه
إنْ شقَّ في درب الحياة دروبا
لَملم فؤادك من شتات ظنونه
واجنح لعقلك إن تَجِدْه مُصيبا
لن يصدق الإنسان إلا نفسه
ماشاء خْدناً مُخلصا وحبيبا
التعليقات (0)