مواضيع اليوم

كن إنسان والعصر بقلم نصر عامر

نصر عامر

2009-06-01 23:53:39

0

 

كن إنسان والعصر

فى عصر تاه فيه الإنسان في غياهب الظلمات وتخبط فى سيره لايدرى أى طريق يسلك أم أى منهج يتبع وصار كحاطب بليل لايفرق بين العشب والحيات يبقى القران الكريم مصدر هداية للحيارى يأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة ويرسم لهم نهج حياة فيه سعادتهم دنيا وأخرى
فى رحاب والعصر نلتقى لنرشف من عبير القرآن ما به حياتنا وسعادتنا ونتطلع إلى أن يكون القران ربيعا لقلوبنا كماأن الغيث ربيع الأرض
هذه السورة التي قال عنها الإمام الشافعي لوتدبر الناس في هذه السورة لوسعتهم
حقا إنها مع صغر آياتها تحوى منهج حياة كامل شامل يهدى الحيارى ويأخذ بأيديهم إلى بر السلامة إلى دار السلام
الجار أحمد والرحمن بانيها
لقد حددت السورة معالم الإنسان الذي يريده الإسلام إنه إنسان يدرك غايته أهدافه محددة لا يضيع وقته فالوقت قنطرة الوصول إلى الغاية كما أنه يحسن اختيار صحبته لأنهم أعوان له على طريق الهدى
بدأت السورة بقوله تعالى والعصر قسم رباني بالعصر وفيه من التفخيم والتهويل لشأن العصر ما الله به عليم
ولكن ما هو العصر ؟أهو صلاة العصر أم هو الدهر أم هو زمان بعثة المصطفى أم هو الليل والنهار ؟.
بكل وردت التفاسير والذي يجمع بين هذه المعاني جميعا أنها تشير دلالة واضحة إلى أهمية الوقت للإنسان المنشود من خلال السورة فالوقت مطيته للوصول إلى غايته المنشودة في عصر يقتل فيه الوقت قتلا فى التفا هات مع التافهين والتافهات تذكر السورة الإنسان بالحرص على الدقائق بل الثواني
يقول عبد الله بن مسعود(ما ندمت على شي ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزدد فيه عملي )
ولقد مات ولد لأبى يوسف فوكل بتجهيزه ودفنه ليحضر درس أبا حنيفة .
الله أكبر أي حرص هذا على الوقت أي همة هذه في طلب العلم.

ثم يحكم الله عزوجل على الإنسان كل الإنسان أنه في خسر
يارب هذا العاصي في خسران أفهم ذلك فكيف يكون الطائع في خسران !!
نعم أفق أيها اللاهي أنت في خسران!!!!
أنا من أصلى . أنا من أقوم الليل . أنا من أنفق وأصوم!!!
نعم أنت فى خسران.
عن أى طاعة تتحدث عن صلاة لاهية ساهية عن صوم لا يخلو من الرفث والفسوق عن قيام لايخلو من حظ النفس عن إنفاق أتبعته بالمن والأذى هل أنت بهذا تصلح جارا للرحمن في دار رحمته وكرامته!!!
كلا والله أفق أخي وبادر إلى الله منطرحا بين يديه تسبقك دموع الخجل والتوبة تدرك حقيقة نفسك وقدر طاعتك في جنب الله
وحقا من عرف نفسه عرف ربه
من عرف نفسه بالضعف عرف ربه بالقوة من عرف نفسه بالتقصير عرف ربه بالكمال
فإنسان والعصر لا ينظر إلى طاعاته على أنها جبال راسيات ولكنه يدرك أنها جهد المقل وما كان لمثله أصلا أن يتشرف بالوقوف بين يدي الله لو الأمر بذلك
أما العاصي فالخسران بين واضح في حياته وذهاب رأس ماله في استمرار
أي خسر أعظم ممن باع آخرته بدنياه باع الباقي بالفاني باع النفيس بالخسيس
ولعل التنكير في قوله (خسر) للتهويل والتعظيم فهو خسران عظيم هائل لايعلم مداه إلا الله
ثم جاء الاستثناء من القاعدة جاء الدور على منهم في تجارة لن تبور حيث باعوا الفاني الخسيس واشتروا الباقي النفيس فيالها من صفقة ما أربحها فالكل فى خسران إلا أهل الإيمان والعمل الصالح إنهم لم يقفوا على قول اللسان آمنا بل قرنوه بالعمل الصالح حتى يصلحوا جيرانا للمولى عز وجل فى دار كرامته
فالإيمان بلا عمل كالشجر بلا ظل ولا ثمر والعمل بدون الإيمان كالجسد بلا روح
ثم هم إيجابيون فاعلون في مجتمعهم لم ينطووا على أنفسهم بل إنهم أدركوا أهمية التواصي بإتباع الحق والسير في دربه أوصى بعضهم بعضا بالثبات والسير قدما على طريق الحق
ثم إنهم أدركوا أن طريق الدعوات ليس مفروشا بالزهور والرياحين بل إنه محفوف بالعقبات والأشواك والثبات عليه يحتاج إلى صبر جميل وعزيمة فتية
لا تهن ولا تضعف أمام الابتلاءات بل إنها تستمد قوتها ونورها من قوة ربها ونوره
هذه هي أهم معالم الإنسان المنشود في هذه السورة العظيمة سواء أ قصر عمره أم طال فهو يسارع إلى ربه وشعاره( وعجلت إليك ربى لترضى)
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !