مواضيع اليوم

كن "خائناً" ... ولا تكن مدوناً

عبدالله بولحيارا

2010-05-17 02:50:50

0


السلام عليكم,

1)
التدوين أو الصحافة الإلكترونية من المستجدات التي أسالت الكثير من المداد في الجرائد الورقية, وأخذت من الوقت الشيء الكثير في الإعلام التلفزيوني المحلي والعربي والدولي, إلى حد أن الإعلام الجديد أصبح محط أنظار وترقب الجميع من الإستخبارات والدولة والسياسيين والمهتمين بالشأن الصحافي وذلك لعدم جاهزيته لخوض المنافسة على الخبر وإعطائه قيمة وتوثيقاً, رغم كثرة عدد المدونين, وكذا لعدم توفر شروط تقيد هذا المجال مثل باقي المجالات المقيدة بشروط وبخطوط حمراء, هكذا وقد صرح رئيس "جمعية المدونين المغاربة" الزميل "سعيد بنجبلي" لأحد الصحف الورقية العربية أن هناك ما لا يقل عن ثمانين ألف مدون في المغرب يكافحون من أجل تقديم الحقيقة التي لا يقدمها الإعلام التقليدي والمتمثل في الصحف الحزبية والتلفزة الحكومية,

2)
محمد الراجي, نجيب شوقي, سعيد بن جبلي, البشير حزام, حسن برهون, عبد الرزاق التابعي, بوبكر ليديب, عبد الله بوكفو, محمد أمين أغربي.... وآخرون عاشوا وذاقوا مرارة الجلوس خلف القضبان لسبب واحد, هو كونهم يحبون وطنهم وما ينتقدونه إلا رغبة منهم في رقيه وتطوره, مدونون سعوا إلى الحقيقة واكتووا بنار السجن الذي غيَّر حياة كل واحد منهم, وجعلهم أكثر حيطة مما تكتب اقلامهم أو أياديهم, وأصبحوا يفكرون ألف مرة قبل أن يحركوا فأرة حاسوبهم, فمحمد الراجي حتى وإنه من أكثر المدونين حظاً بسبب الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه منا نحن كمدونين ومن المجتمع المغربي والجمعيات المدنية والحقوقية الوطنية والدولية, وكذا استفادته من السراح المؤقت بعد أربعة أيام من السجن, إلا أن كتاباته تغيرت كثيراً وأصبح ينهج منهجاً وسطياً يميل تارة باتجاه الغرب المتمدن والمتحضر, وتارة أخرى إلى العالم المتخلف, وأصبح مؤخراً يخجل من كونه "مسلماً", بل أصبح طبيباً نفسانياً ودكتوراً في الفلسفة وعالماً وفقيهاً في الدين ورجل سياسة, فأصبح يحل ويحرم, ويغالي في استعمال المنطق, ويبرز ذكاء الآ خرين وغباء المغاربة,
لقد غير السجن عالمه, ولم يعد عالمه كما رسمه وكما تمنى بل أصبح كما تمنى الآخرون, أما البشير حزام فهو ذلك الطالب الذي قضت الأقدار أن يُظلم ويوضع في السجن بسبب بلاغ عن انتفاضة "تغجيجت" وحتى وإنه لم يعاني في مدة شهرين في السجن البلدي بمدينة تزنيت,ما عاناه الراجي في مدة أربعة أيام في سجن "إنزكان" إلا أنه الآن استوعب الدرس, وسيتعلم أن يفكر قبل أن يكتب شيئاً...

3)
كثيرون هم من ذاقوا مرارة السجن بسبب رأيهم الحر وبسبب حبهم لوطنهم الأم, ليس فقط في المغرب بل في كل الدول التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية ذات سلطة واحدة, مثل مصر وتونس والأردن والسعودية وغالبية الدول العربية ... التي تنتمي إلى نفس الحزام الجغرافي والسياسي. فالوضع السياسي والإ قتصادي والإجتماعي هو ما يدفع المدون إلى الكتابة, وإن واقع البلدان المغاربية والعربية ليعطي انطباعاً أكيداً أنه إذا ما استمر الحال كما هو عليه, فإن المدونين لن يتوقفوا عن الكتابة وعن فضح الرموز الفاسدة,

4)
مدونون ذاقوا مرارة السجن, وذلك لكونهم حركوا فأرة حاسوبهم إلى الإتجاه "المحرم", ولكونهم وطنيين ويحبون وطنهم ولا يرضون بالممارسات اللامسؤولة للفاسدين, جازاهم "المخزن" بعطلة في أروقة السجون.
من ناحية أخرى نجد "خونة" و "انفصاليين" و "مخربين" و "مشاريع استثمارية استخباراتية جزائرية" تجوب الوطن, وتحظى بالإحترام بل حتى تتمتع بحصانة, مثل المدعوة" أميناتو حيدر" و"السالك" و"جد"إلخ... ممن يتمتعون بأسفار تقودهم إلى دول العالم بدون حسيب ولا رقيب, فالمدعوة "أميناتو" بعد أن تنكرت لوطنها المغرب, أصبحت محط أنظار الكثيرين, من شخصيات سياسية وصحافة ورقية وإعلام تلفزيوني, إلى حد أن كثيراً من المنظمات "الحقوقية؟" و جمعيات "فنية؟" في إسبانيا منحتها جوائز الإستحقاق, وهدايا بالجملة تقاطرت عليها من كل حدب وصوب, بل حتى من أمريكا, فقبل أن تتنكر لوطنها كان اسمها " أميناتو حيدر" مواطنة مغربية تتمتع بكل الحقوق التي تضمنها الوطنية, لكن بعد أن جرت "العفن" إلى المغرب, أصبح يُطلق عليها في وسائل الإعلام الورقي الحزبي والمستقل وكذا التلفزيون الحكومي ب"المدعوة" و "الخائنة" لكن تدخل شخص أو أشخاص, أرجعوها إلى المغرب جعل من اسمها بعد أيام "السيدة أميناتو", ونفس "البراحين" أقصد الصحفيين في الإعلام الحكومي المتمثل في القناتين " الأولى" و"الثانية" والذين كانوا يسمونها "مدعوة" أصبحت "سيدة" بين عشية وضحاها.

5)
لم يسلم وطننا العزيز من سم "الإنفصال" الذي أُرْسِل إلينا ودخل إلى أقصى المداخل وأكثرها حساسية, فحتى جهاز الجيش لم يسلم من هذا الفيروس, وكل الأجهزة في الدولة من الداخلية والخارجية والمالية والشرطة...
فالمغرب يُشَرِّفُ أبناء الصحراء بمناصب في عواصم الدول الكبرى كسفراء, هذا ما جعل الغير المحظوظين منهم يسلكون طريق "تبني الإنفصال" من أجل الوصول السريع إلى الغاية والهدف, ألا وهو تقمص دور مهم ووظيفة مرموقة وضمان العيش في وطن أدْمَتْهُ السياسة والسياسيون, وتفاقمت فيه البطالة والفقر المدقع والمخدرات والإجرام إلى غير ذلك...
فأبناء الصحراء إذْ يلجؤون إلى هذه الحيلة فقط لمآرب شخصية ومنافع تعود عليهم بالمنفعة الشخصية, مثل المدعوة "أميناتو حيدر" التي لم تعد راضية بمرتبها الذي تصرفه لها وزارة الداخلية مقابل عملها كموظفة ببلدية العيون, فلجأت إلى حيلة قد تصنع منها شخصية يُحسب لها ألف حساب, وربما تتوب يوماً وتُستقبل في القصر الملكي وتُعين بالمقابل سفيرة للمغرب في "موسكو". أسوة بباقي سفراء المغرب في عدة دول والذين كانوا إلى حدود البارحة أجهزة لضرب وطنهم, وخونة بالمعنى الكامل, ويسمون وطنهم بالمستعمر.
إن من يحب وطنه, هو من يكافح من أجل رقيه وازدهاره ويجعل من المصلحة العامة هدفاً مشتركاً بين الجميع, ويدافع عن المبادئ العامة لشعبه ولوطنه, ويحافظ على مكتسبات أمته, ولا يضيع تعب وعرق أجداده ومن سبقوه.

6)
قمة في الغرابة أن نرى أصواتاً حرة ومثقفين ومواطنين محبين لوطنهم وراء القضبان, ونرى خونة يمشون ويسرحون بحرية ودون رقيب ولا حسيب في وطننا ويُعبِّدُون الطريق إلى تشتيته وتقزيمه.
قمة في الغرابة أن نرى شباب الحرية والإنعتاق, شباب المبدأ والديموقراطية, شباب الكلمة الحرة, شباب اليوم والغد, طاقات هائلة تُرْمى في الزنازن بسبب رأيها ومحاولتها تغيير وإصلاح الوطن والمواطن معاً إلى الأحسن.

"إذا كان رعبنا يولد الأمن فهو لنا.... أحسن من الأمن الذي يوجب الرعبا"

تحية لكل الوطنيين الصادقين, المحبين لوطنهم المغرب, تحية لكل الغيورين, تحية للأقلام الحرة, تحية نضالية لمعتقلي الرأي...

عبد الله بولحيارا
deelyara@yahoo.fr
الولايات المتحدة الأمريكية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !