عاد الحديث مره أخري وبقوه بعد إعلان إسرائيل رسميا إفتتاح أو إعاده بناء وترميم "كنيس الخراب" اليهودي ..
وقصه هذا الكنيس بإختصار هي أن بعض اليهود البولندين تمكنوا من بناء كنيس في المكان نفسه في العام 1701 الميلادي ولكن تم هدمه بعد عقدين من الزمان بواسطه العرب الذين كانت لهم ديون لدي اليهود البولندين ولم يتمكن اليهود من سدادها ..
ثم تمكن اليهود من إعاده بنائه في العام 1864 وظل قائما حتي تم نسفه في العام 1948 بواسطه الجيش الأردني ..
وإخيرا تم بناؤه وإفتتح رسميا في مارس آزار 2010 ..
وهنا نلحظ أن لدي اليهود إصرارا لا يتزعزع علي بناء وإعاده بناء أي مباني يهوديه وخاصه الكنس أو المزارات أو مقابر الأنبياء اليهود مهما مر الزمن أي عن عقيده دينيه وهو ما يقودنا حتما الي قدس الأقداس لدي اليهود وهو "هيكل سليمان" أو بيت الرب ..
والتاريخ اليهودي تقريبا يتمحور حول "هيكل سليمان" وهو رمز قوه اليهود وملوكهم العظام وطاعتهم لله ورضي الله عنهم وللهيكل تاريخ لمن لا يعرفه ..
يبدأ تاريخ هيكل سليمان بقصه "الخروج" خروج اليهود من أرض مصر بواسطه موسي النبي متجهين الي أرض "الموعد" أو الأرض التي وعد الله بأن تكون لنسل إبراهيم "اليهود" والتي تفيض "عسلا ولبنا" ارض الكنعانيين و الحثيين و الاموريين و الحويين و اليبوسيين "سابقا" طبقا لما ورد بالتوراه ..
وعبر موسي البحر بالشعب بعد أن شق البحر بعصاه وتمكن من الإفلات من فرعون وجنوده ..
وتورد لنا التوراه كيف كان الشعب اليهودي "غلاظ الرقبه" كثيري التزمر علي الرب والذي ضربهم بضربات كثيره وأفني منهم خلقا كثيرا بل وضيعهم في سيناء عده عقود ..
وما يهمنا في هذه القصه بمجملها أن الرب أراد أن يهذب سلوك هؤلاء القوم الغلاظ الرقبه "الأجلاف" بأن أصعد موسي النبي الي قمه الجبل وتجلي له وأعطاه "لوحي الشريعه" وفيها الوصايا العشر الربانيه و الأوامر والنواهي الربانيه للشعب حتي يسيروا في مخافه الله وعند عوده موسي الي السفح وجد بني قومه قد صنعوا عجلا من الذهب وأنكروا الله وعبدوا العجل علي غرار "عجل أبيس" الذي كان يعبده المصريون القدماء ..
فإستشاط موسي غضبا من شعبه وحطم "لوحي الشريعه" الربانيه وحطم أيضا العجل الذهبي ولكنه فيما بعد أخذ لوحين مماثلين من الحجر وشذبهما وكتب عليهما "الوصايا العشر" ثانيا ..
وطبقا للتوراه أمره الرب بصنع "تابوت العهد" و "خيمه الإجتماع" لحفظ لوحي الشريعه بمواصفات خاصه أمره الله بها وقد نفذ موسي الأمر بكل حرفيه وإتقان ..
وقد ظل تابوت العهد وخيمه الإجتماع قدس الأقداس بالنسبه لليهود لقرون طويله وفتحوا أرض الكنعانيين و الحيثيين و الاموريين و الحويين و اليبوسيين بقوه السلاح وكونوا مملكه عظيمه وكان يقودهم "الأنبياء والمرسلون" وعندما تعاظمت قوه بني إسرائيل وأصبح يخشي جانبهم ملكوا عليهم "شاول" أول ملوك بني إسرائيل والذي خالف أمر الرب في حروبه فغضب عليه الرب وتخير لهم الرب "ديفيد" أو داود بالعربي بدلا من شاول وطبقا للتوراه فداود سمي رجل الله لان الله كان يحبه كثيرا وداود هو صاحب فكره بناء الهيكل المقدس ليكون بيت الرب ومقر تابوت العهد ومكان الصلاه وتقديم القرابين والأضاحي للرب ..
وقد وافق الله داود وحدد له شروطا ومواصفات بل والمواد التي يصنع ويبني منها وأمره بإستيرادها من شتي بقاع الأرض ولكن لم يسمح له بالبناء عندما أخطأ وإشتهي زوجه جاره وأرسله للحرب ليموت هناك وأخذ هو أي داود زوجته ..
تولي سليمان النبي والملك بناء الهيكل المقدس وبناه كما أمر الرب ووضع فيه تابوت العهد ورفع فيه الصلوات وقدم الاضاحي عن الشعب ..
هذه هي قصه بناء الهيكل المقدس .. أما ما تلي ذلك من تدنيس الهيكل المقدس ونهب محتوياته بل وهدمه فهي كثيره ولكن أهمها حدث في العام 586 قبل الميلاد عندما غزا الملك البابلي نبوخز نصر اورشليم وهدم الهيكل وإستولي علي كنوزه وسبي اليهود عنده في بابل .. وحادث مماثل في العام 160 قبل الميلاد .. أما بعد ذلك أي بعد كتابه التوراه تهدم الهيكل بالكامل ضمن تخريب كامل للمدينه في العام 70 ميلادي أثناء ثوره اليهود علي الرومان ..
إختفي الهيكل بعدها عن الوجود الي يومنا هذا ..
ولكن اليوم الامور تغيرت كثيرا فقد ظلت المدينه "القدس" تحت الحكم المسيحي والإسلامي طوال الفي عام لم يستطع اليهود خلالها بناء الهيكل مره أخري بل وفي أحيان كثيره كانوا ممنوعين من دخولها ولكن اليوم واليوم تحديدا هم الأعلون في القدس وأجوارها ولا مسيحيون ولا مسلمون .. فماذا هم فاعلون ؟؟
العمل يجري علي قدم وساق وتحت مظله العقيده اليهوديه يتم تهويد القدس بالكامل ليس هذا فحسب ولكن الغاء الفي عام من عمر المدينه وإعادتها كما كانت قبل الفي عام بهدم وإزاله أحياء كامله يسكنها العرب وتحويل المدينه القديمه الي ما كانت عليه قبل الفي عام والتنقيب أسفل المسجد الاقصي عن أساسات المعبد تمهيدا لهدمه وبناء المعبد في نفس مكانه وما حدث في كنيس الخراب والحرم الابراهيمي وقبه رحيل ومسجد بلال سوي خطوات تمهيديه تقود الي هدم الاقصي وبناء الهيكل المقدس وإعلان مملكه بني إسرائيل وتتويج واحدا من نسل داود ملكا عليها ..
وأخيرا .. هم ماضون بكل جديه وعزم في تنفيذ مخططهم بسواعد وعقول بني اسرائيل وتحت الحمايه المباشره من الصهيونيه المسيحيه الامريكيه وعلي الجانب المقابل ….
للأسف ….
أكثر من ثلثمائه مليون عربي ما بين مسلم ومسيحي يتغنون بأغنيه بوس الواوا .. أح ..
وأيضا ما يربو علي المليار مسلم حول العالم يستمعون الي الرائعه فيروز وهي تقول سنرجع يوما الي حينا .. في القدس سلام ..
مجدي المصري
التعليقات (0)