في مقالة سابقة تحدثنا ( المصادمات القبطية والأيدي الخفية ) تحدثنا فيها عن الخطر الذي يهدد مصر ووحدتها الوطنية والقومية ، كأكبر دولة عربية وبما تملك من مقومات وإمكانيات وتاريخ وحضارة ..وخلصنا إلى أن مصر كدولة وكيان وشعب بكل ما فيه مستهدف ( بعيدا عن عقلية المؤامرة ) ولا يخفى أن الأيدي الخفية التي تعبث من خلف الستار ، لتحرك عرائس الدمى باتت كبيرة لدرجة أنها بحاجة إلى الاجتثاث والإبادة فعلا ..
ثمة من باع نفسه ويبيعها مع كل طلعة شمس ، ليجدد خيانته لشعبه وناسه ومجتمعه ، وما خلية الجواسيس التي تم اكتشافها منذ فترة ببعيدة عن هذا الموضوع .
بنظرة سريعة غير متفحصة ، عين ليست بعين خبير أو متابع أو مطلع ، يلاحظ حتى من به عمى أن المصادمات المفتعلة ( وأوكد على مفتعلة مدبرة ) يتم نقلها من مكان إلى آخر في مصر الكبيرة ، بمساجدها وكنسها ، بمسلميها وأقباطها الذين لا أظن أن الخديعة يمكن أن تنطلي عليهم ،أو أن يساقوا إلى ما يراد لهم أن ينزلقوا إليه ..نلاحظ انتقال المصادمات والتي يكون هدفها الأقباط في كل مرة من الصعيد إلى القاهرة إلى الإسكندرية مؤخرا .. ليسقط أكثر من واحد وعشرين شهيدا من الأبرياء وما يفوق التسعين جريحا ممن كانوا في حالة صلاة وعيد ..
وما انتقال الجريمة من مكان غالى آخر إلا تأكيد على افتعال الأحداث .. ليشاع أن الأقباط مستهدفين.. في كل مصر .. وان ما جرى في الصعيد أو القاهرة ليس حادثا عرضيا .. أو انه محض احتكاك مواطنين يبعضهم البعض على خلفيات اجتماعية وما يتبعها .. جاءت الجريمة لتؤكد للمجتمع المحلي ( القبطي ) أنكم أيها الأقباط مستهدفون .. إلى جانب هفوات يدركها الأقباط في قرارة أنفسهم ..
وبسؤال بسيط : من المستفيد من افتعال هذه الجرائم ؟ ومن هي الجهة التي تقف وراءها ..؟ ومن المؤكد أن لكل جريمة مجرم .. ولا بد لكل مجرم من دافع وهدف .. وعلى الأغلب يقف خلف المجرم من يدفعه إلى الإجرام ويدفع له ...إلى جانب استفادة هذا المجرم من فوائد آنية ولو كانت على حساب الدم والأبرياء .. والدين ..والوطن .. وذاته أولا وأخيرا ، فمن يبيع نفسه من السهل أن يبيع أي شيء آخر حتى لو كان أقدس المقدسات .
ومن هنا من هي الجهة المستفيدة من زعزعة الوحدة لوطنية ..ومن هي الجهة التي يهما خلق البلبلة والانشقاق .. ومن هي الجهة التي يهما خراب مصر بكل ما فيها من مسلمين وأقباط وهم أي الأقباط ، نسبة ليست بقليلة إذ أنهم يشكلون ما نسبته 10% من المجتمع المصري ولبنه مهمة من لبنات المجتمع على مر التاريخ ومكون من أهم المكونات المصرية للدولة والنظام والمجتمع ..ترى من هو المستفيد الأكبر في المنطقة ..عموما وفي مصر خصوصا من كل ما يحدث ..
بالأمس كانت ضربه أريد لها أن تكون قاضية للسياحة المصرية في شرم الشيخ وقصة اسماك القرش .. وقبل يومين تصرح الولايات المتحدة .. عن مدى استيائها من أداء الجيش المصري .. وقبلها شبكة الجواسيس الاسرائيلة في مصر .. وقبلها شبكة خلية الله الشيعية .. وقبلها وقوف الشعب المصري في وجه التشيع الذي بات كالنار في الهشيم في مصر العروبة والإسلام ..
ألا يسلط كل ذلك كشافا مركزا على مواطن الخلل .. وبؤر الضعف والوهن .. ألا يشير بشيء يدفع بالمتابع إلى التشكيك .. والتأشير بأصابع الاتهام إلى عناصر غريبة باعت نفسها للشيطان ..
لم يحدث على مر التاريخ على الأقل القريب أن حدثت مصادمات وعنف بين الأقباط العرب الاقحاح والمسلمين في أرضهم ..ارض مصر العروبة .. ولقد صاغ العديد من أبناء مصر العربية على مدار عقود من البناء والنضال وجه مصر ..وعمدوا ذلك بعرقهم ودمائهم وجهدهم الموصول :اكبر دولة عربية ..حامية وراعية للقيم العربية والإسلامية والمسيحية العربية الحقة ...
ولقد ساهمت الكنيسة القبطية العربية عبر عقود من التعب والنضال والجهد والدم ، تاريخ مصر ، النقية من التمييز والتفرقة .. ليرسموا معا وجها للعيش المشترك وكأن النيل حبلهم السري الذي يربطهم بمصر ..فمن شرب من ماء مصر كيف يخون وكيف ينهزم
...
تقف الكنسية العربية القبطية وعلى رأسها بابا العرب المسيحي القبطي( شنودة ) كرمز من الرموز العربية إلى جانب النيل والأهرامات وأبو الهول والقاهرة وقلعتها وناصر وشواطئ البحر الأبيض المتوسط الممتدة ، تقف جميعها كجدار يصد كل معتد ويمنع كل خائن .. لترسم خريطة مصر .. كما عرفناها وعرفها العالم مصر القديمة المتجددة مع كل طلعة شمس .. العصية على الانكسار والهزيمة رغم كل المصائب والمتاعب .. كما وقفت على مر التاريخ إلى اليوم .
أناشد بابا العرب .. وقد أكد قداسته أن ثمة أيدي خفية تريد ضرب الوحدة الوطنية والتي هي صمام الأمان في مصر ..أناشد القيادة الحكيمة في مصر وهي تدرك حجم الخطر المتربص بمصر والعروبة والإسلام .... أناشد الأخوة الأقباط والأخوة المسلمين وقد اختلط دمهم على ارض مصر الطهور معا في تمازج نريده أن يكون عمادا للوحدة والقوة والمنعة .. أناشد المصريين بكل مقدس لديهم .. وبدماء الشهداء الذين ذهبوا ..أن يقفوا وقفة تحسب لهم في وجه كل معتد حاقد بغيض .. واثني على البابا الكبير .. وهو يرفض تدخل الغرب والعالم والمسيحية الغربية في شؤون الأقباط ووصفهم وكأنهم ( أقلية ) في المجتمع المصري .. تلك وقفة تحسب لقداسة البابا .
وسلام على مصر والمصريين .
التعليقات (0)