قررت الحكومة الاسترالية قيامها بالقضاء على 2000 كنغر، بالقرب من العاصمة كنبيرا، لأنهم يقومون بتخريب بيوت المدينة، وإزعاج المواطنين فيها، فاعترضت منظمة لحقوق الحيوان على هذه الجريمة التي ستجري بحق هذه الحيوانات الأليفة، وذلك كما نشرت صحيفة تلغراف البريطانية، وخصصت لهذا الاعتراض مقالاً عبر صفحاتها محتجة بأن الكنغر كان يسكن المنطقة قبل أن توجد هذه المدينة!! فأين هؤلاء – رقيقي القلوب – عن الدماء التي يسقطونها في كل مكان، أين هؤلاء الذين يدعون الرحمة والإنسانية والشفقة بحق الكنغر، عن الآلاف الملايين من البشر الذين سقطوا صرعى منذ بداية القرن الأخير والذي قبله على يد جنودهم، أين هم عن مشاركتهم قوات الاحتلال الأمريكي في دخول بغداد وكابل، والتي أدت إلى مقتل مليوني شخص عراقي، ومئات الآلاف في أفغانستان، أين هم عن دفاعهم عن اليهود في كل مناسبة أو دون مناسبة، لماذا لم يقولوا لأنفسهم ولليهود أنهم من اعتدى على السكان الأصليين لتلك البلاد، وأخذوها منهم بالقوة، ولماذا لم يعترضوا على الزج بمئات آلاف من السكان في السجون، هل كل هذا الذي يجري لم يحرك فيكم ساكناً، بينما أثارت رقة قلوبكم حياة كنغر!!
ما نقلته الصحيفة واقع يؤكد أن الإنسان المسلم في عيون هؤلاء الغزاة لا قيمة له مطلقا، وأن حيوان كنغر أكثر احتراماً من هذا الإنسان، بينما في لبيبا يعين رئيسها بلير مستشاراً له، ويؤكد ابنه سيف الدين القذافي في تصريح لصحيفة الديلي ميل، بداية هذا الشهر، بأنه صديق شخصي للعائلة، ويضيف: " إن كثيراً من الناس انزعجوا منه بسبب العراق ومن الأسهل كثيراً التعامل مع المؤسسات الليبية للاستثمار، فمن حق توني بلير جني المال فهذا أمر جيد بالنسبة إلى رجل أعمال، والمؤسسة الليبية جاهزة للحديث مع أي شخص يرغب بإقامة أعمال مع ليبيا، وشدد على أن بين ليبيا وبريطانيا علاقة خاصة" ثم يعلن هذا الابن أنه سيزور غزة، قبل أن تمنعه مصر بحجة الخوف على حياته، وسط كلام عن زيارة أبيه لغزة، وماذا سيفعل هذان الاثنان هناك إذا كانوا لا يحترمون شعوبهم المسلمة، ومستشاره وصديقه الشخصي هو قاتل الأطفال والرجال والنساء في بغداد وأفغانستان!!
والأغرب من كل هذا كتابنا المشغلون بالتطبيل والتزمير لهذه الزيارة المرتقبة، وكأنها ستفك الحصار كما لم تفعل من قبلها سفن الحرية، وكأنهم نسو علاقاته الشخصية مع القتلة، فكيف لصديق قاتل أن يفعل شيئا يخالف ما يريده منه صديقه!! وكيف لرئيس هو عدو شعبه أن يكون رحيما بغير شعبه، وذلك كما بينته منظمة العفو الدولية بالأمس من أن الحقوق في ليبيا تثير الدهشة، ما بال قومي لا يكادون يفقهون حديثاً، ما بالنا بتنا نساق كالأنعام خلف كل ناعق، أنه لزمن إسلامي حزين بات فيه الكنغر أكثر احتراماً من الإنسان المسلم.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)