تطرقت فيما مضى إلى الحديث عن موضوع التعيينات، نظراً للحداثة التي اكتنفت هذا المفصل في كيفية التعامل مع الراغبين بالتعيين,والقنوات التي من خلالها يمرون بها وصولاً إلى الذروة المنشودة،
ولأن هذا الموضوع بات يشكل هاجس أغلب الشباب العاطلين عن العمل، ونسبة للمستجدات التي طرأت على طرقه, أحببت التطرق إليه مجدداً.
ولا شك إن هذا الأمر تتحكم فيه عدة عوامل تكون السبب المباشر في تحقيق الشيء المبتغى، فتارة تلعب الواسطة الدور الأبرز في حسم الموضوع، وتارة أخرى تأخذ (الرشوة) الحيز المطلوب في رحاب التعيين الواسعة،
وفي بعض الأحيان لا يشفع هذان العاملان في عملية الحسم، وهنا يبرز عامل الحظ، ويبدو ان الحظ العاثر اذا رافق صاحبه مرة، اعتاد عليه مرات، وأخذ بملازمته دون أن يفارقه، إلا ما رحم ربي،
فكم من محظوظ انقلبت حياته رأساً على عقب في ليلة وضحاها، وتحول من رقم هامشي إلى رقم مهم في معادلة الحياة الدنيا, ذات الجوانب المتعددة، وقد تختلف أسباب ذلك التحول وتتنوع فكلاً حسب بيئته وجغرافيته, وموقعه الذي يدور في أفلاكه، سيما ان واقعنا الجديد أفرز العديد من المتغيرات والمفاجأت, حتى ان الكثير من الذين كانوا في خبر كان, أصبحوا اليوم يعتلون الصدارة في مواقع مختلفة،
وبما اني لست ظليع بموضوع الحظ والطالع، فلا أود أن اسبر اغواره دون معرفة واطلاع كافي, غير ان الذي دعاني لذلك هو الحظ العاثر لابو اقتداء,
ذلك الصديق الذي اشتعل رأسه شيباً رغم صغر سنه، يندب حظه صباحاً ومساءاً، يسترق السمع من أفواه المجالس التي لا ينفك منها حديث البحث عن فرص العمل في الدوائر الحكومية,
فقد مضت عليه أكثر من سبعة سنوات وما زالت رحلته مستمرة في البحث عن سراب اسمه (التعيين) كما يعبر عنه، لم يترك وسيلة أو طريقة الا وسلكها, حرصاً منه على تأمين عيشة له وعياله تتصف ولو بشيء يسير من الكرامة,
ففي كل مرة يعود خائباً وخيبة الأمل مرسومة على وجهه العبوس, الذي لم يعرف الابتسامة إلا ما ندر، وعبارة.. (آه ... لو ان الحظ يباع ويشترى) لا تفارق لسانه، وفي أحد الأيام لقيته ووجهه ضاحكاً والفرحة لا تكاد تسعه،
فقلت له: أبشر يا ابا اقتداء أراك ضاحكاً،
فقال: الحمد لله فرجت أخيراً ولم يبقى سوى أيام على صدور أمر تعيين وبصفة واحد من الحراس الشخصيين لأحد المسؤولين الذي من المؤمل أن يتسنم مهامه خلال الأيام القليلة المقبلة، وبعد اسبوعين تقريباً التقيته ووجهه مغبر,وراسه أشعث, والأسى بان عليه، بصراحة ظننته قد فقد عزيزاً عليه, أو أصابه هول من أهوال الدنيا الفانية،
حييته بالسلام وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث، حتى تبددت ظنوني،
بعدها سألته: ما هي أخبار تعيينك واين وصلت اجراءاته؟
فقال: سمعت أنواع الرفض وأشكال الاعتذار, وواجهت مئات العقبات الروتينية عند التقدم للتعيين,لكني لم أسمع وأرى مثل الذي حدث معي مؤخراً، حيث تم تزكيتي من أحد معارفي الذي كان سبباً مباشراً في تبوء ذلك المسؤول لمنصبه، ولكن تفاجأت بأن هذا المسؤول لا يعين أي شخص إلا بعد أن يقوم بأداء عملية (الاستخارة) له، ويبدو انه أخذ استخارة لي وتبين له انها غير جيدة فرفض أمر تعييني وأعتقد انها طريقة حديثة جداً للرفض والتملص والكنسلة ولكنها بثوب أسلامي،
تطرقت فيما مضى إلى الحديث عن موضوع التعيينات، نظراً للحداثة التي اكتنفت هذا المفصل في كيفية التعامل مع الراغبين بالتعيين,والقنوات التي من خلالها يمرون بها وصولاً إلى الذروة المنشودة،
ولأن هذا الموضوع بات يشكل هاجس أغلب الشباب العاطلين عن العمل، ونسبة للمستجدات التي طرأت على طرقه, أحببت التطرق إليه مجدداً.
ولا شك إن هذا الأمر تتحكم فيه عدة عوامل تكون السبب المباشر في تحقيق الشيء المبتغى، فتارة تلعب الواسطة الدور الأبرز في حسم الموضوع، وتارة أخرى تأخذ (الرشوة) الحيز المطلوب في رحاب التعيين الواسعة،
وفي بعض الأحيان لا يشفع هذان العاملان في عملية الحسم، وهنا يبرز عامل الحظ، ويبدو ان الحظ العاثر اذا رافق صاحبه مرة، اعتاد عليه مرات، وأخذ بملازمته دون أن يفارقه، إلا ما رحم ربي،
فكم من محظوظ انقلبت حياته رأساً على عقب في ليلة وضحاها، وتحول من رقم هامشي إلى رقم مهم في معادلة الحياة الدنيا, ذات الجوانب المتعددة، وقد تختلف أسباب ذلك التحول وتتنوع فكلاً حسب بيئته وجغرافيته, وموقعه الذي يدور في أفلاكه، سيما ان واقعنا الجديد أفرز العديد من المتغيرات والمفاجأت, حتى ان الكثير من الذين كانوا في خبر كان, أصبحوا اليوم يعتلون الصدارة في مواقع مختلفة،
وبما اني لست ظليع بموضوع الحظ والطالع، فلا أود أن اسبر اغواره دون معرفة واطلاع كافي, غير ان الذي دعاني لذلك هو الحظ العاثر لابو اقتداء,
ذلك الصديق الذي اشتعل رأسه شيباً رغم صغر سنه، يندب حظه صباحاً ومساءاً، يسترق السمع من أفواه المجالس التي لا ينفك منها حديث البحث عن فرص العمل في الدوائر الحكومية,
فقد مضت عليه أكثر من سبعة سنوات وما زالت رحلته مستمرة في البحث عن سراب اسمه (التعيين) كما يعبر عنه، لم يترك وسيلة أو طريقة الا وسلكها, حرصاً منه على تأمين عيشة له وعياله تتصف ولو بشيء يسير من الكرامة,
ففي كل مرة يعود خائباً وخيبة الأمل مرسومة على وجهه العبوس, الذي لم يعرف الابتسامة إلا ما ندر، وعبارة.. (آه ... لو ان الحظ يباع ويشترى) لا تفارق لسانه، وفي أحد الأيام لقيته ووجهه ضاحكاً والفرحة لا تكاد تسعه،
فقلت له: أبشر يا ابا اقتداء أراك ضاحكاً،
فقال: الحمد لله فرجت أخيراً ولم يبقى سوى أيام على صدور أمر تعيين وبصفة واحد من الحراس الشخصيين لأحد المسؤولين الذي من المؤمل أن يتسنم مهامه خلال الأيام القليلة المقبلة، وبعد اسبوعين تقريباً التقيته ووجهه مغبر,وراسه أشعث, والأسى بان عليه، بصراحة ظننته قد فقد عزيزاً عليه, أو أصابه هول من أهوال الدنيا الفانية،
حييته بالسلام وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث، حتى تبددت ظنوني،
بعدها سألته: ما هي أخبار تعيينك واين وصلت اجراءاته؟
فقال: سمعت أنواع الرفض وأشكال الاعتذار, وواجهت مئات العقبات الروتينية عند التقدم للتعيين,لكني لم أسمع وأرى مثل الذي حدث معي مؤخراً، حيث تم تزكيتي من أحد معارفي الذي كان سبباً مباشراً في تبوء ذلك المسؤول لمنصبه، ولكن تفاجأت بأن هذا المسؤول لا يعين أي شخص إلا بعد أن يقوم بأداء عملية (الاستخارة) له، ويبدو انه أخذ استخارة لي وتبين له انها غير جيدة فرفض أمر تعييني وأعتقد انها طريقة حديثة جداً للرفض والتملص والكنسلة ولكنها بثوب أسلامي،
التعليقات (0)