كم سكرك؟
سكري 460
يارجل أسألك كم تريد من السكر في الشاى
آه..آسف نصف ملعقة
هذا قليل جدا
إن كرمك هو الكثير
لا بأس...كما تريد
هل تذكر أيامنا حين كنا في ثانوية أبو حماد
نعم كانت أياما جميلة ليتها تعود ...كنا نلعب كرة القدم قبل وبعد الدراسة
هل تذكر الباتشاويش أحمد أبو دياب
طبعا أذكره جيدا لا بد أنه قد غادر الحياة منذ زمن طويل
لقد علمنا كثيرا من فنون الحرب
هل تعتبر أن ما تعلمناه شيء من فنون الحرب؟. هل تعتبر ...(عدو في الأمام ...ها)... (عدو في الخلف ...ها) كتيباااا صفا ...كتيبة أييينتباه ....أييينصراف...هل كان ذلك من فنون الحرب؟!!!!
يا رجل لا تهزأ لقد علمنا الرجل كيف نستخدم البندقية 7,62 وكيف نتعامل في العسكرية ونطيع الأمر ونبذل العرق في السلم توفيرا للدم في الحرب
آه ...لقد صدقت لقد كنا رجالا في عمر الشباب
ولكن يا صديقي ماذا عن السكر شفاك الله؟
لا عليك فقد أصبت به منذ عشرين عاما
ولماذا أراك تستخدم العكاز يا أخى ...سلامتك
ألا تعرف أنني أجريت جراحة في العمود الفقري
للأسف لم أعلم ولو علمت لزرتك ...أنت تعلم مقدار حبي واحترامي لك
ولكن كيف كان عملك في شركة البترول؟
لا تذكرني ....لقد أخطأت بالتركيز في عملي ولم أخطط لأن أستفيد من تفوقي وتركت المدير يقطف ثمرة اكتشافاتي في خليج السويس
لا حول ولا قوة إلا بالله... هل حدث ذلك معك؟
لحظة واحدة أحضر لك ملفي في الشركة حيث كتبت مذكراتي أولا بأول وأنت تعرف هوايتي في تسجيل أحداث حياتي واحتفاظي بالصور
نعم أعرف ذلك منذ كنا سويا في المدرسة ولكني انقطعت عن أخبارك ...فقد دخلت أنت كلية العلوم في الإسكندرية ودخلت أنا كلية الهندسة في عين شمس
طبعا أنت تذكر أنني استلمت عملي في وزارة التربية والتعليم لمدة قصيرة ثم التحقت بشركة البترول حتى أحالوني إلى المعاش
تركني صديقي دقائق عاد بعدها يحمل ملفا كبيرا يحتوى على خرائط بحرية وأبحاثا تبين اكتشاف آبار للبترول في الخليج كان له الفضل في تحليل نتائج تلك الخرائط والإشارة إلى احتمالات وجود البترول في موقع محدد وحتى سمى البئر تقريبا باسمه ولكن دون مكافأة مالية فقد استأثر بها المدير وحوارييه
قال لي وهو متأثر بغمط حقه ...ألا ترى أنني أخطأت في الاهتمام بالعمل فضاع حقي؟
قلت له ...لا ...إن الإحساس بالنجاح هو أفضل ثمرات العمل ولا شك أن الشركة تحمل لك مشاعر الاحترام والتقدير
نعم يحملون لي مشاعر التقدير والدليل على ذلك أنهم نسوني وتم مد خدمة المدير ثلاث سنوات في منصب المستشار الفني للشركة يتقاضى آلاف الجنيهات مقابل البقاء في مكتبه معتمدا على زملائي الذين كانوا تحت إمرتي....(قال ذلك في أسى وحزن ظاهر)
قلت هذا هو دأب الشركات الرسمية وحال مدرائها وموظفيها
تحولنا إلى حديث الأمراض مرة أخرى والتباري في كم الأمراض والعمليات الجراحية المختلفة وكل منا يريد أن يهزم صديقه في هذه المباراة المرضية حتى تذكرت دواء السكر فقمت على عجل وتركت الصديق المخلص يبحث عن أدوية الأعصاب والعمود الفقري ويركب للعكاز قطعة الكاوتشوك لكي لا ينزلق على بلاط الغرفة
التعليقات (0)