مواضيع اليوم

كما تدين تدان

أمل جمال النيلي

2011-07-05 20:38:55

0

                                     كما تدين تدان

 

 

 

استيقظت ذات يوم فوجدت نفسي خائفة ، أحس باختناق من هذا العالم ، غيرت ملابسي ونزلت ، تركت لقدمي العنان كي تأخذني لأي مكان .

أسير وأنا لا وجهتي ، أنظر في الوجوه الشاحبة من كثرة الأعباء و الأفكار التي تتسارع في أذهانهم ، فالمرض أفترس أجسادهم .

أكملت طريقي وأنا أزداد حزنا ً ، فقررت السير لعلي أجد شيء يفرح قلبي الحزين ، فسرت حائرة لا أعرف إلي أين سأذهب ؟ ، لحين وجدت سيارة أجرة تقف علي بعد .

اتجهت نحوها وركبت بجانب النافذة ، كنت أجهل إلي ستأخذني ، ركبت وأخذت أنظر من النافذة علي الشوارع ، كنت أراها لأول مرة ، أراها من عيون زائرة .

بعد دقائق توقفت السيارة ، الجميع ينزلوا من السير فنزلت وتركت لقدمي العنان مرة ثانية ، دقائق من السير وفجأة أوقفني مشهد عذب قلبي الصغير .

رأيت امرأة عجوز تتكئ علي عصا ، ظهرها محني ،التجاعيد ترسم خرائط الزمن علي وجهها ، وعيناها  تنظر إلي ِ بحزن .

وقفت أنظر للعجوز وأنا حزينة فسألت نفسي :

ــ أسيمر بي العمر وأصبح كهذه العجوز .. وحيدة لا أجد من يساعدني .. ..

أسرعت نحو العجوز وسألتها :

ــ إلي أين أنتي ذاهبة  يا أمي ؟.

فنظرت لي العجوز قائلة بصوت حنون :

ــ ذاهبة لأحضر طعام أكله .

تركتني وأكملت طريقها ، كنت حزينة لما أراه أمامي ، كيف يكون ذلك ، أبعد هذه السنوات تصبح وحيدة لا تجد من يحضر لها طعامها .

لا أحد يحضر لها دواءها ويعطيه لها ، وإذا ظمئت تجد من يرويها ، كيـــف ؟.

فجأة احتجت العصا لاصطدامها بصخرة صغيرة ، اهتزت وسقطت العجوز ، فأسرعت إليها وضمتها بين ذراعي .

قالت لي وهي تبكي :

ــ الصحة هلكت .. والوحدة كبرت .. وها أنا سأرتاح برحيلي إليه .

دقائق من الألم والدموع ، صعدت روحها لخالقها ، وقفت أنظر إليها والإسعاف يأخذوها ، الدموع لم تجف علي وجنتي .

ألو لم تكن العجوز معها أحد وانتهي بها العمر ، أكان سيعرف أحد أنها توفيت ، فالموت لا يتأخر عنا ، فهو لا يركب دابة تعبت من طول الطريق ، ولا قطار تعطلت محركاته ، أنما هو أما الله الصادر ، لا يقدر مخلوق علي رده .

رجعت من حيث جئت ، أحدث نفسي وأتسأل ، أسيمر العمر وأصبح مثلها ولا أجد من يساعدني ، أبعدما أراعاهم ويكبروا سيتركونني ؟ .

آآه ليس عندي سوي مقولة كنت أسمعها من أمي رحمها الله ( كما تدين تدان ) ، علينا أن نكون أبرار بأبائنا حتى لما يمر العمر وتهلك الصحة تجد من يقف بجانبك .

هكذا رجعت حائرة أكثر من ذي قبل ، لا أري مكان لفرحة بداخلي ليس هناك سوي الأحزان التي ستهلكني .   




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !