نوروز (يوم جديد) هكذا بدأت شعلة كاوه حداد قبل 2711 عاما تتواصل عبر الأجيال كما تواصلت شعلة الحرية من على صرح قصر الطاغية ضحاك من قمة جبل لقمة جبل أخر لينتشر خبر سقوط الطاغية بين الناس لينعم الشعب بربيع الأفراح .. و كغيرها من الشعوب عبر مراحل الزمن كتب الشعب الكوردي ديباجة تأريخه القديم ويصل برسالته الأنسانية للحاضر طموحا بمستقبلا يحمل بين ثناياه السلم و المعرفة و الأخاء بين البشر .. اليوم ، اكراد العراق يحتفلون بعيد رأس السنة الكوردية الجديدة في عراق جديد في اطار هوية عراق فيدرالي تزاوجت فيها أطياف الشعب كوردا وعربا و تركمانا و اديان السماء ، غنت لها الأرض بعطر رحيق النخيل من البصرة و تزينت برذاذ دجلة بغداد و حملتها انسام الوديان لتسكن قمم الجبال لتديم شعلة كاوة الأزلية لحياة حرة كريمة ....
جه ژني نه ورۆزتان بيروزبيت
إنّ النسخةَ الكورديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّةِ في أسطورة الشاهنامة. الذي تقُولُ بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى(الضحاك). كان هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه. الشمس رَفضتْ إلشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ غذاء. الملك (الضحاك) كَانَ عِنْدَهُ لعنةُ إضافيةُ وهي إمتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه. عندما كَانتْ الأفاعي تكون جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ. لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي(كاوى) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ مثل16 مِنْ أطفالِه الـ17الذين كَانوا قَدْ ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ. عندما وصلته كلمةً ان طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها. بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه، ضَحّى (كاوة) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ. الإختلاف لَمْ يُلاحظْ. عندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) الذين سَيَكُونونَ بامان. الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوى) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ. عندما أصبحت اعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ وإقتحموا القلعةَ. (كاوى) بنفسه كان قد إختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر(ِالضحاك). لإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك). ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بإلشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية "ليوم جديد" أَو نيروز (نهوروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ.
التعليقات (0)