ثقب في سقف المنزل .. و قطرات ماء هاوية من أعلى السقف تنزل على الأرض لتجعل منها مستقرا و ملاذ .. حاولت أن أغير موطنها فوضعت إناءا تحت الثقب محاولا أن احمي كوخي الخشبي الصغير الذي لم يعد صالحا للعيش بعدما تبللت الأرضية الخشبية . واحتلت الرطوبة أطراف الجدران . و الهواء بدا يتسلل إلى الداخل فما علي سوى أن اجمع أطرافي محاولا أن أتلافى البرد الشديد . جالس أمام الموقد أضرم النار . لم تكتفي الرطوبة بتدنيس أطراف الجدران فقط بل قامت بإطفاء النار التي كنت أضرمها . و الهواء العاصف قد احدث عدة ثقوب تضاف إلى الثقب الأول . أصبح المطر يتساقط علي و أنا داخل الكوخ!! لم يعد هناك فرق بين الداخل و الخارج لان المنزل بدا يتحطم تدريجيا . حيث الهواء يتسلل . و المطر ينهمر . و الأرض تغرق . حتى أغراضي الشخصية , اوراقي . أشعاري . قصصي . كتاباتي . حتى الصور على الجدران . كلها اصبحت جزءا من المنزل الغارق . لم يعد هناك شئ اجلس من اجله . فان كان المنزل فهو ألان لا شيء . و إن كانت الصور و الكتابات فهي الأخرى قد تلفت . أما الذكريات ؟ فهي معي أينما اذهب .... ما السبب في ذلك ؟ هل علي لعنة إلهية ؟؟ و ما هذا المطر ؟ هل هو رحمة ؟ أم نقمة ؟ لا بل هو غضب سماوي نزل لكي يعطينا الجزاء . قد لا أبالي فان كان عقاب في الدنيا فليكن . خير من أن يكون هناك عقاب في الآخرة . لم يعد لدي منزل !! ولا أغراض شخصية !! الشي الوحيد الذي تبقى هو الذكريات . منها جميلة و كثير محزنة ... جميلة آم محزنة فهي بالحالتين تبعث في نفسي الأمل فأتذكر إنني كنت إنسانا يحتل مكانا في المجتمع . خرجت من المنزل مسرعا لان السقف بدا يتساقط و الجدران تهوي . جلست تحت شجرة كنت قد زرعتها منذ زمن لكنني لا اذكر متى . لم اعد امتلك المأوى فمأواي الوحيد هو الشجرة . لم أكن اعلم أنها ستكون ملاذي في يوم من الأيام .... و أنا أمعن النظر في الركام الذي كان كوخا . وجدت قربي الإناء الذي كنت أضعه تحت الثقب !!! فضربني العطش و أنا تحت المطر!!! فوضعت الإناء بقربي كي اجمع بعض المطر المتساقط لأروي به ضماي ..... انظر إلى المكان.... الركام ...... الشجرة ...... الإناء ...... الأوراق المتناثرة ...... المطر ...... و أنا ....... كل شي تحت المطر !!!!! جمعت الأوراق المتناثرة من حولي فوجدتها بيضاء . لان الحبر قد زال مع الماء . فأخرجت القلم من جيبي لكي اكتب أخر ما تبقى في ذهني من عبارات مبتدئا بعنوانها .......(كل شي تحت المطر ) .
التعليقات (0)