مواضيع اليوم

كل العراقيين الجيدين هم وطنيون وان انتموا

ياسر العزاوي

2009-05-30 07:16:14

0

تطالعنا الوسائل الاعلامية كل يوم بشيء جديد يتحدث عن حجم الدمار الذي طال الشعب العراقي بكل تفاصيل حياته وعن انواع مبتكرة من الضحايا اختص بها هذا الشعب الذي ابتلي بنظام فاق الاولين والاخرين في ظلمه وتعسفه ، فما احصته المنظمات الانسانية المعنية بدراسة الوضع العراقي بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 من اساليب القهر والتعذيب المستخدمة ضد الضحايا تجاوز الـ(60) نوع وبهذا يكون النظام البعثي قد تقدم على جميع دول العالم في هذا التخصص الذي عمل على تطويره داخليا اضافة لما كان يستورده من الخارج من وسائل تعذيب لم تستخدمها حتى الدول المصنعة لها ، كل هذا كان يجري في عراق البعث الصدامي وبمباركة وصمت دولي ازاء كل مايفعله بهذا الشعب الصابر ، اللافت للنظر ان وسائلنا الاعلامية لم تقدم لضحية طالما عانت في السابق ولازالت تعاني من تداعيات ما الم بها من ظلم ، شريحة عانت القهر والاجبار على تبني افكار وممارسات مخالفة لما جبلت عليه واضطرت للانخراط في صفوف ذلك الحزب خوفا ورهبة حتى ألصقت هذه التهمة الكبيرة بغالبية الشعب العراقي وهذا ماكان يؤكده النظام الصدامي في شعاراته مثل : (كل العراقيين الجيدين هم بعثيون وان لم ينتموا) او من خلال الاتهام المباشر بالعمالة والارتباط بالاجنبي او الخيانة والتراجع عن مباديء الحزب والثورة وهو بذلك لم يستثن احدا من ابناء شعبنا الا وكانت له تهمة تلاحقه وتدفع به نحو المصير المجهول ، الا شرذمة قليلة ممن ارتبطت مصالحهم بتلك العصابة المجرمة التي اذاقتنا الويل والعذاب على مدى 35 عاما ، ولازالت تداعيات ذلك الاتهام تلاحق اكبر ضحية عرفها التاريخ الانساني ، ضحية بحجم شعب بكامله كان قدره ان يكون خصمه حكامه . واليوم نحن امام مسؤولية كبيرة وهي التفريق وعدم الخلط بين الضحية والجلاد ، والحذر كل الحذر ان تستمر هذه التهم وعلينا ان نضع حدا لها والوقوف امام من يريد ايقاع الفرقة والاختلاف فيما بيننا والعمل على حفظ اللحمة العراقية وعدم خسارة الغالبية من ابناء شعبنا الذين اضطرتهم قساوة الظرف انذاك للانخراط اسما في صفوف البعث ولايوجد بيننا وبينهم مايستوجب الدعوة للمصالحة , فعلى ماذا نتصالح ونحن كلنا مشتركون بالمظلومية وقد اصابتنا كل حسب مقاسه . غير متناسين او غافلين عن اولئك الذين اجرموا بحقنا وهم القلة القليلة وقد رفضهم شعبنا بكل اطيافه وهم الان خارج نطاق الخدمة والحدود .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !