مواضيع اليوم

كل اخبار العراق في الصحافة والاعلام اليوم

نور حمود

2009-08-29 10:21:48

0


بسم الله الرحمن الرحيم


صحيفة العراق الالكترونية
تصدر عن المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية

العدد 1037 السنة الثالثة التاريخ: السبت 29-8-2009

 المغفور له الملك فيصل الثاني ملك العراق عندما كان صبيا... 
اولا فهرست الاخبار القسم الثاني

ت عنوان الخبر مكان النشر
1 لندن تتوقع رداً مماثلا من بغداد في دمشق ومواجهات على الحدود بين الجيشين السوري والعراقي
السياسة الكويتية
2 «الجارديان»: الشيعة يشكلون نحو ١% من سكان مصر.. ومخاوف سُنية من تنامى نفوذهم فى المنطقة
المصري اليوم
3 مسؤول سوري ينفي وقوف عراقيين مقيمين في دمشق وراء تفجيرات بغداد
د. ب. أ
4 المهمة نجحت: جمع أردنيين ولاجئين عراقيين وحلبة الرقص قرّبت القلوب النهار اللبنانية
5 مصر: قيادي شيعي يهاجم الجماعة الإسلامية ويسألها عن هجوم الأقصر
CNN
6 بيان حزب البعث العربي الأشتراكي قيــادة قطـر العـــراق : سيسقط شعبنا الصفقات المشبوهة الرامية لتمزيق العراق ورهن إرادته للأجنبي
المضيف العربي
7 سفير العراق في لاهاي لـ«الشرق الأوسط»: سيارات من هولندا وبلجيكا دخلت العراق عبر سورية لتفخيخها
الشرق الأوسط
8 نازحون في كردستان يتوقون للعودة إلى بغداد.. وآخرون: لن نعود حتى لو بُعث صدام
الشرق الأوسط
9 المحكمة العليا الكندية ستنظر في خلاف بين العراق والكويت
« الكويتية» تطلب حجز 10 طائرات تعاقدت شركة كندية على بيعها لبغداد
الشرق الأوسط
10 صعقنا بطريقة التعامل والاتهامات المتسرعة
مسؤول سوري: تفجيرات بغداد لم تصدر من أشخاص عراقيين في دمشق
د ب ا
11
هل حرب المالكي الموعودة على الأحزاب المرتبطة بدول إقليمية ستشمل المحسوبة على إيران؟
الوطن الكويتية
12 «مجاهدي خلق» عن معسكر أشرف:
الشهر الثاني لإضراب 36 محتجزا عن الطعام
القبس الكويتية
13 مجلس الامن: صندوق تنمية العراق بلا ضوابط داخلية
كونا
14 قيادة القوات المتعددة ل‍‍ـ القبس :
العملية الأمنية في الرمادي ليست خروجا على الاتفاقية
«القبس
15 المتهمان بسرقة مصرف الرافدين ينتميان إلى الفوج الرئاسي
مقتل جنديين اميركيين وسياسي عراقي ومسؤولة "صحوة"
القبس
16 الصحافة الأردنية تتساءل عن هوية الأب الشرعي لتفجيرات بغداد القدس العربي
17 «رواج» للشركات اللبنانيّة في العراق
الاخبار اللبنانية
18 عمرو موسى لـ"الصباح": التوتر العراقي ـ السوري على طاولة الوزراء العرب الشهر المقب الصباح
20 وزير المالية العراقي باقر جبر الزبيدي لـ « الوطن »: نتمنى أن تواصل قطر دورها الريادي في دعم العملية السياسية الديمقراطية في العراق
الوطن القطرية


ثانيا فهرست المقالات
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 حروب الآخرين والعراقيين على أرضهم

عصام نعمان

الخليج الاماراتية
2
أين أموال صدام؟
محمد بن إبراهيم الشيباني
القبس الكويتية
3
احتواء الخلافات يحقق صالح الجميع
افتتاحية صحيفة عمان
4 خطر التشيع أم التهويد

موفق محادين
العرب اليوم الاردنية
5 لبننة العراق

د. محمد فوزي الرؤية الكويتية
6
الفساد يخترق الأمن في العراق
د. قيس جواد العزاوي
اوان الكويتية
7 عودة سورية للعب دور محوري في المنطقة

توفيق المديني
اوان الكويتية
8 روبرت فيسك!

قاسم حسين
الوسط البحرينية
9
دمشق لن تسلم.. وبغداد لن تستلم... ( مطاردة البعث )؟
داود البصري
السياسة الكويتية
10
العراق: اصطفافات تتجاوز الطائفية .. في الشكل
نزار حاتم القبس الكويتية
11 صمت عربي مخيف

وليد الزبيدي الوطن العمانية
12
الرقص أو اللطم.. في البصرة كلاهما للترويح والتزويج
فاضل المختار القبس الكويتية
13 سيدات الاعمال العراقيات في خدمة جيش الاحتلال

هيفاء زنكنة
القدس العربي
14
سطّام فرحان الكعود «مفجّر» علاقات بغداد بدمشق زيد الزبيدي الاخبار اللبنانية
15 قـمـيـــــــص عـثـمــــــــــان


فاطمة بن عبدالله الكراي
صحيفة الشروق التونسية
16 هل يتأثر لبنان بانعكاسات التدهور السوري - العراقي؟
رد الفعل الأميركي يسترعي الاهتمام ولا يقطع الحوار

روزانا بومنصف
النهار اللبنانية
17
من سيحاكم قتلة العراق؟
عبدعلي الغسرة
الوطن البحرينية


ثالثا نصوص الاخبار القسم الثاني

ت عنوان الخبر مكان النشر
1 لندن تتوقع رداً مماثلا من بغداد في دمشق ومواجهات على الحدود بين الجيشين السوري والعراقي
السياسة الكويتية

انحرف القطار التفاوضي البطيء بين إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظام الرئيس السوري بشار الأسد والذي بدأ قبل اشهر عدة فقط, بعد قطيعة شبه كاملة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري العام ,2005 عن سكته فجأة في مطلع الشهر الجاري عندما فشل وفد سياسي أميركي في محادثاته بدمشق أخيرا على حمل النظام على الاستمرار في تقديم تنازلات متلاحقة منذ "مؤتمر الدوحة اللبناني" دون ان يحصل على أي شيء جوهري يتعلق باستئناف مفاوضاته مع إسرائيل عبر الوسيط التركي, ودون ان ترفع عنه العقوبات الأميركية والأوروبية التي فوجئ باوباما الشهر الفائت يمددها سنة اخرى, مرفقة بتمديد فرض قيود على حلفائه في لبنان لدخول الولايات المتحدة, والاستمرار في التحفظ على موجوداتهم المالية والعقارية في الولايات المتحدة, ما حمل النظام السوري على اعادة تسخين الجبهتين اللبنانية والعراقية, الأولى بمنع تشكيل حكومة الرئيس المكلف سعد الدين الحريري "الوفاقية" واعادة خلق اضطرابات امنية على الأرض في البقاع والشمال والجنوب, وصفتها مصادر ديبلوماسية غربية ووسائل اعلامية في بيروت ب¯ "الاهتزازات المتفرقة التي قد تكون مقدمة لخرق أمني اصغر من اجتياح 7 مايو واكبر من التحرشات الدموية المتنقلة في مختلف المناطق", فيما الجبهة الثانية في العراق كانت الأشد هولا وعنفا بالتفجيرات الأخيرة التي حصدت مئات القتلى والجرحى في شوارع بغداد والمحافظات الأخرى وادت تداعياتها الى قيام حكومة نوري المالكي باتهام دمشق "باحتضان ارهابيين وقتلة" بعدما سحبت سفيرها من سورية واستعدت لمواجهة الاعظم.
وكشفت أوساط ديبلوماسية بريطانية في لندن ل¯ "السياسة" امس النقاب عن ان "هذه الردة السورية باتجاه استخدام العنف والتفجير والارهاب في كل من العراق ولبنان, تعبر عن خيبة امل الاسد من تراجع الادارة الاميركية عن اعلانها عودة سفيرها الى دمشق الذي قد تكون تسرعت باتخاذ قراره ظنا منها ان الرئيس السوري جاد فعلا في "تغيير سلوكه" الا انها لم تلمس جديا وفي الواقع هذا التغيير, فما كان من الكونغرس الاميركي الذي يعارض اصلا اعادة العلاقات الى طبيعتها مع سورية الا ان عرقل عملية عودة العلاقات الديبلوماسية ووضعها مجددا على الرف, فكان ان اعلن مصدر اميركي ان "هذه المسألة تتطلب بعض الوقت لان عملية اختيار السفير (الجديد في دمشق) تتطلب بعض الوقت ولان قرار اختياره لم يتخذ بعد".
واكدت الاوساط البريطانية ان اوباما الذي كان "دخل في اشتباك مرير مع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حول "المسألة السورية" لانها لا تؤمن بأن نظام الاسد بات جاهزا للتغيير الكامل لانه لم يقم بأي خطوة جادة لرسم مسافة جديدة بينه وبين حليفه الايراني, عاد خلال الاسابيع الستة الاخيرة الى الاخذ بنصائح الجناح المعارض لسورية داخل ادارته ويدعم توجهات كلينتون, وهي نصائح تقول بعدم دفع المفاوضات السورية - الاسرائيلية في تركيا قدما وبحضور اميركي هذه المرة, قبل ان يوقف الاسد اعماله العدائية في كل من العراق ولبنان وفلسطين ضد الجهود الاميركية المبذولة على صعيد العملية السلمية وتأمين الانسحاب العسكري الاميركي من العراق بأقل اضرار ممكنة".
ومن هنا - حسب الاوساط البريطانية - "سارع الاسد الاسبوع الماضي الى زيارة طهران بحجة "تهنئة" محمود احمدي نجاد بولايته الرئاسية الجديدة, دون ان يكون هناك مبرر حقيقي لها, كما سارع بعد عودته من طهران الى منح مجموعات البعث العراقي المقيمة في دمشق الضوء الاخضر لشن حملة ارهاب, هي الاعنف منذ سنوات ضد الاستقرار العراقي الهش, محاولا نسف الخطط الأميركية - العراقية المرسومة للانسحاب من المدن وتسليم زمام الامن فيها الى القوات المسلحة العراقية, وفي المقابل, سحب من حزب الله وجماعاته في لبنان موافقته على المساعدة في تشكيل حكومة الحريري واستبدلها ب¯ "اوامر صارمة" تعرقل قيامها, بعدما جمد مفاوضاته مع السعوديين واعطى اشارات الى استعداده لاعادة تفجير الاوضاع الامنية في لبنان عبر اغتيالات وتفجيرات وتحرشات في البقاع والشمال والجنوب مستهدفا المناطق السنية المحسوبة على السعودية والمدعومة من مصر والولايات المتحدة بصورة قوية".
واعربت الاوساط الديبلوماسية البريطانية ل¯ "السياسة" عن قناعتها استنادا الى تقارير استخبارية غربية بأن "تطورات دراماتيكية في طريقها الى الظهور على الساحات العراقية واللبنانية والسورية هذه المرة خلال الاسبوعين المقبلين من شأنها ان تفجر الوضع بشكل خطير بين بغداد ودمشق, حيث تقول تلك التقارير ان حكومة المالكي العراقية تقع حاليا, منذ تفجيرات الاسبوع الماضي الخطيرة تحت ضغوط داخلية هائلة لنقل المعركة الى سورية والرد على نظامها بالمثل عن طريق استهداف مصالح امنية واقتصادية وتجمعات مدنية بعمليات انتقامية, فيما الغريب في الأمر ان معظم هذه الضغوط تأتي من التكتل الشيعي الاكبر في البلاد الذي تعرضت مناطقه الى الكم الاكبر من العمليات الارهابية السورية وان ايران لم تتدخل لوقف ضغوطه هذه حتى الان".
وقالت الاوساط "ان دمشق وبعض المدن والمناطق السياحية السورية قد تتعرض لحملة تخريبية عنيفة في اي وقت من الان اذا رفض نظام الاسد تسليم السلطات العراقية مسؤولين بعثيين عراقيين (اثنين) يقيمان في دمشق, اشارت اعترافات زميل لهما اعتقل في بغداد هذا الاسبوع في قضية التفجيرات الى انهما وراءها" وتوقعت الاوساط ان "تتطور هذه القضية الى مواجهات متفرقة للجيشين العراقي والسوري على الحدود, رغم دعوات الاميركيين الى ضبط النفس مخافة انفجار للاوضاع يتطلب فيما بعد تدخل الجيش الاميركي نفسه".
واماطت الاوساط اللثام ل¯ "السياسة" عن "تقرير شديد الخطورة يتعلق بالوضع الامني في لبنان", يحمل "تحذيرا من اندلاع موجة عنف واسعة في شمال لبنان وخصوصا في عاصمته طرابلس احد اهم معاقل السنة المؤيدين للحريري, بعدما تمكن حزب الله من اقناع السوريين بترك المناطق السنية - الشيعية المتقابلة في البقاعين الغربي والاوسط على حالها الان, "والعمل" على الوضع الداخلي في طرابلس وعكار اللتين مازالتا ارضا خصبة وسهلة للتفجير بوجود عناصر علوية وشيعية وسلفية تابعة للاستخبارات السورية ولاجهزة حزب الله".


عنوان الخبر مكان النشر
2 «الجارديان»: الشيعة يشكلون نحو ١% من سكان مصر.. ومخاوف سُنية من تنامى نفوذهم فى المنطقة
المصري اليوم

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن الشيعة يشكلون أقل من ١% من سكان مصر، ويتم التعامل معهم على أنهم «طائفة غير رسمية»، مشيرة إلى أن مصر كانت من الدول التى عاش فيها تجمع شيعى صغير لقرون.

وذكرت الصحيفة فى مقال للكاتب برايان وايتاكر، أن «هناك خوفا من تنامى النفوذ الشيعى لدى الأنظمة السنية العربية فى الشرق الأوسط»، مستندة إلى محاكمة الشيعة الستة فى الأردن مؤخرا بتهمة الترويج للفكر الشيعى والتحريض على التشيع فضلا عن القبض على خلية «حزب الله» فى مصر.

وأشارت إلى أن النظم العربية السنية تستغل «الأسس الدينية» بشكل متزايد لإثبات دعاواها بأنهم أصحاب «الشرعية» خلال السنوات السابقة، كنتيجة أساسية لحرب العراق التى أتت بالنفوذ الشيعى إلى بغداد والذى يديره فعليا رجال القصر الحاكم فى طهران.

ورصد الكاتب فى مقاله الذى حمل عنوان «عدو الإسلام الداخلى» أنه من وقت لآخر كانت هناك «ثورة» فى العناوين المثيرة فى الإعلام ضد الشيعة تتشابه فى حدتها مع مقالات الصحف الغربية التى تزعم أن المسلمين يسيطرون على أوروبا، موضحة أن هناك مجلة مصرية حذرت من أن الخطر الحقيقى على مصر والدول السنية ربما فى التحول للمذهب الشيعى.

وأشار إلى أنه يتم النظر إلى الشيعة المسلمين فى الدول السنية على أنهم «طابور خامس» مع التأكيد على عدم ولائهم وانتمائهم، على الرغم من أن نسبتهم داخل العالم الإسلامى لا تتعدى ١٥% حتى وإن كانوا أحدثوا عددا قليلا من التحول الشيعى بين المسلمين السنة.

وتعجب الكاتب من أنه على الرغم من أن الأحداث الأخيرة «أيقظت» الفضول وربما الإعجاب أحيانا حول الشيعة بين المسلمين السنة، فإن الموقف الإيرانى من البرنامج النووى انعكس على تأثير أداء الأنظمة العربية السنية والذى ظهر جليا فى هزيمة حزب الله لإسرائيل فى حرب لبنان عام ٢٠٠٦.

ووصفت الصحيفة الموقف تجاه إيران بـ«المحير»، إذ إنه تتزامن علاقات الشيعة المسلمين بإيران بما فيها النظام الإيرانى، مع قدرة إيران السياسية الموازية للمجتمع اليهودى وسياسات الحكومة الإسرائيلية وخلافاتها حول معاداة السامية.

وتطرقت إلى أن القلق من إيران ليس مقصوراً على الأنظمة السنية فحسب، وإنما الجماعات الوهابية والسلفية أيضا، خاصة أن فكرها لا يرحب بفكرة التواجد أمام الرأى العام، مقترحة أن يسعى المسلمون العرب إلى بديل آخر لتفسير إيمانهم ليفتح أعينهم على أفكار واحتمالات جديدة وربما على المدى الطويل يكون هو الأمر الوحيد ذا الجدوى.

من ناحيته، صرح الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الدينية ورئيس القطاع الدينى، لـ«المصرى اليوم» بأنه لا يوجد أى خوف من انتشار «التشيع» فى مصر،

قائلا: «لا وجود ولا مكان للشيعة فى مصر لأن مصر دولة سنية وجميع المساجد الموجودة بها سنية فقط».

وأضاف: «لا يعنى حب المصريين لآل البيت السماح ببناء مساجد للشيعة فى مصر، لأن المصريين من أكثر الشعوب حبا لآل البيت إلا أن هذا الحب يختلف عن الشيعة الموجودة فى إيران».

وحول وجود مطالب ببناء مساجد للشيعة فى مصر، وتقدم أى جهة أو أشخاص بهذا الطلب، نفى عبداللطيف ذلك بشدة، وقال: «لم يتوجه إلينا أى فرد أو أى جهة بمثل هذا الطلب وإذا حدث وتقدم به أحد فسيكون مصيره الرفض».

وتساءل عبداللطيف: «أين هم الشيعة فى مصر حتى وإن كانت نسبتهم ١% فلا يعتد بها لأن الشعب المصرى (سنّى دماً ولحماً)».


عنوان الخبر مكان النشر
3 مسؤول سوري ينفي وقوف عراقيين مقيمين في دمشق وراء تفجيرات بغداد
د. ب. أ

قال نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد إن حكومة بلاده «صعقت بطريقة التعامل والاتهامات العراقية بعد الأعمال الإجرامية والإرهابية التي ضربت الشعب العراقي الشقيق وأن سوريا دانتها وتألمت لها».

وأضاف مقداد لوكالة الأنباء الألمانية امس من مكتبه في دمشق «أن سوريا طلبت من الجانب العراقي أن لا يتسرع و رحَّبنا بإرسال وفد إذا كان هناك أي أدلة على هذه الاتهامات لمعالجتها».

وقال إن»دمشق لا تزال على موقفها من هذه الإجراءات وان سوريا لا يمكن أن تضحي بقطرة دم واحدة لأي عراقي ثم أن سوريا لماذا تضحي بقطرة دم واحدة وهي تستضيف حوالي مليون ونصف المليون من اللاجئين العراقيين».

وأضاف»نحن على كل الأحوال على استعداد لبحث هذه الأمور مع الإشقاء العراقيين وخاصة بعد أن حققت الزيارة الأخيرة في الأيام الماضية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى سوريا خطوات كبيرة على كافة الصعد والمجالات من تعاون استراتيجي».

وتابع»هنا أود القول إن العلاقات مع شعبنا في العراق علاقات استراتيجية ونأمل أن لا تكون ردة الفعل هذه نزقة في العراق تجاه سوريا ونحن كما قلنا هناك أسباب في العراق وأجندات خارجية هذا كله يسهل لقوى معينة داخلية وخارجية اللعب في أمن العراق، وسوريا دانت وتدين مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية تجاه الشعب العراقي الشقيق وتبذل جهودها من أجل عدم تحميل أشقائنا وزر هذه الأعمال» .

وعن اتهامات الحكومة العراقية بوقوف بعثيين من زمن النظام العراقي السابق خلف هذه الأعمال ويقيمون في سوريا أجاب مقداد «هم موجودون ولكن هناك تخبطات عبر عنها مسؤولون عراقيون بعد الحادث فهذه التخبطات تعكس عدم وعي لما حدث وإلقاء المسؤولية على المكان الخطأ نحن نعرف أن مسؤولين عراقيين احدهم قال إن اختراقات الأمن العراقي هي التي تقع عليها المسؤولية وآخر قال إن القاعدة هي المسؤولة وغير ذلك».

وأردف بالقول «ولكنهم في نهاية المطاف اختاروا أن يضعوا المسؤولية واللوم على بعض الأشخاص العراقيين المتواجدين في سوريا ونحن نؤكد على انه وحسب معلوماتنا لا توجد أي علاقة على الإطلاق». وقال مقداد إن «الحكومة العراقية أخبرت الحكومة السورية قبل إصدار أي شيء في وسائل الإعلام وقلنا إن التعامل بطريقة إعلامية وتحريضية لا يخدم الهدف على الإطلاق».

وأضاف أنهم لجأوا إلى الإعلام وهذا أسلوب خاطيء لا ينسجم مع ضخامة هذا الحدث وضرورة التحقق من الجهات التي وقفت خلفه لأن عدم التحقق من ذلك يشير إلى المكان الخطأ والى المعالجة غير الصحيحة لمثل هذه الأعمال الإرهابية وإلقاء اللوم على أشخاص لا علاقة لهم بهذه الأعمال .

وأكد مقداد أن»أي جهة في العالم خططت ونفذت للأربعاء الدامي في العراق هي جهة مجرمة ، لذلك فإننا نثق انه لم يتم التخطيط أو التنفيذ أو إعطاء الأوامر من قبل هؤلاء الأشخاص المتواجدين هنا(سوريا) ، لذلك نقول إننا مستعدون إذا كان هناك معلومات للتعامل مع هذه المعلومات واتخاذ الإجراءات المناسبة» .
عنوان الخبر مكان النشر
4 المهمة نجحت: جمع أردنيين ولاجئين عراقيين وحلبة الرقص قرّبت القلوب النهار اللبنانية


كانت المهمة التحدي: جمع لاجئين عراقيين باردنيين، لتمضية وقت ممتع، للتقارب. لم يكن اي شيء مضمونا في البداية. ولكن عندما انتهى كل شيء، كتبت جويل تخبر عن التجربة التي خاضتها ورفاقها في الاردن: "كنت اضعت وجه الله، واصبح غامضا. ولكنني وجدته في المخيّم، ولا يزال معي... يشعّ على الآخرين". كان ذلك في احد ايام الصيف الجميل، في سهرة من العمر، نجح فيها لبنانيون في لمّ شمل عراقيين واردنيين باعدت بينهم الظروف، وحققوا خرقا موفقا في حلبة الرقص...بالدبكة اللبنانية. وكانت الحصيلة شهادات كثيرة، ودموعا، وذكريات ستبقى حيّة دائما.

عندما انطلق شباب "حركة الشبيبة الافخارستية" (MEJ) وشاباتها الى الاردن، كان لديهم مخطط واضح، وبرامج نشاطات لمختلف الاعمار، وتصور لعمل محدد رسموها في لبنان. ومن تجربتين، استقوا عبرا واستلهموا الافكار: تجربة "خدمة اليسوعيين للاجئين" (JRS) التي اسستها الرهبانية اليسوعية للعمل مع اللاجئين في العالم، وكان مسؤولون فيها وصلوا الاعوام الماضية الى الشرق، ولا سيما الى الاردن، للعمل مع اللاجئين العراقيين. وتجربة فريق "الحج الرسولي" الذي يجسد في عمله مبدأ "كنيسة لبنان في خدمة الكنيسة العربية"، وحجّ العام الماضي الى الاردن، حيث اجرى اتصالات باللاجئين العراقيين، واختتم عمله بأسس عمل اجتماعي ارساها 4 رهبان يسوعيون.


"إندماج"

ولمعت الفكرة لمعًا في الاذهان: "فكرنا في ما لا يمكن الـ JRS القيام به، وادركنا ان هناك مشكلة تتمثل في غياب اي تعاط بين اللاجئين العراقيين والاردنيين"، يقول المرشد العام لـ"حركة الشبيبة الافخارستية" الاب زكي صادر اليسوعي لـ"النهار". ويشرح هذه العلاقة بين الفريقين بان "لدى الاردنيين مشاعر حذر وتحفظ حيال العراقيين، مردها الى خبرتهم السابقة مع اللاجئين الفلسطينيين". وانطلاقا من ذلك، يسمى اللاجئون العراقيون في الاردن "ضيوفا عراقيين".
وبموجب ذلك، رست خطة الحركة على اقامة نشاط غايته الاساسية التقريب بين العراقيين والاردنيين. واطلقوا على مخيمهم عنوان "اندماج". وبدأت المغامرة بـ47 شابا وشابة، من دون ان يكون لديهم اي شيء يكفل نجاح التجربة. ولكن كان هناك رجاء اكيد بالعناية الالهية وتدبيرها، وتصور معين لكيفية اتمام الامور ميدانيا: "ينقسم الشباب والشابات فريقين، الاول يعمل مع اللاجئين العراقيين، الاطفال والشباب والعائلات، والآخر مع الاردنيين وفق البرنامج نفسه، على ان يكون تحضير في الوقت نفسه لحفلة اختتام المخيم تجمع الجانبين العراقي والاردني، من دون ان يكون حصل لقاء سابق بين اعضائهما"، يشرح الاب صادر.
كل برامج النشاطات التي خطط لها الشباب تمحورت على "خط جامع واحد: مراحل مسيرة اهتداء القديس بولس، علما اننا كنا في نهاية السنة البولسية"، يقول. و"كانت فكرة قوية في هذا الاهتداء هي انه كما كان القديس بولس والمسيحيون ينتمون الى جماعتين عدوتين، وقبل بعضهم بعضا في النهاية، كذلك علينا ان نتعلم ان يقبل بعضنا بعضا، حتى لو كانت لدينا افكار مسبقة عن الآخر".
والفحيص، احدى الضواحي القريبة من عمان، كانت الملتقى، والاختيار الامثل للمخيم، بعد اسابيع من التفتيش والبحث عن امكنة استقبال ومناطق ملائمة. ويشرح صادر ان "هذه المنطقة تشكل مكان تجمع لاردنيين مسيحيين. لهذا السبب، قصدها العديد من اللاجئين العراقيين المسيحيين. وباقامة المخيم فيها، يمكننا التقاء الجانبين معاً"، اضافة الى هذا العامل الرئيسي، تدبرت ايضا اقامة الشباب، خصوصا ان "كاهني رعيتي الروم الكاثوليك الاب بولس حداد، واللاتين فرح حجازين في المنطقة ابديا كل ترحيب وتعاون".
وافاقت الفحيص في صباح باكر على وجوه لبنانية آتية الى "الفرح والسلام". وشمّر الشباب والشابات عن السواعد لاتمام المهمة الاولى: تنظيف مقر الاقامة، مدرسة الروم الكاثوليك. وبعد ساعات من العمل المنهك، عقدوا اول لقاء مع "مضيفهم" الاب حداد الذي اخبرهم عن الرعايا في المنطقة... ولم يناموا قبل وضع اللمسات الاخيرة على خططهم، وبرنامج الغد وبعده... وتحضروا للقاء. وكان تحضيرا مضنيا، كثيفا.


دموع... ورجاء

ومع صياح الديك في اليوم التالي، انطلقوا، فرقا فرقا، الى الرعايا لمباشرة العمل، للتعارف والدعوة الى النشاطات. وكانت مناسبة ليزور شباب لاجئين عراقيين في بيوتهم والصلاة معهم. وفي سهرات الصلاة، تفتحوا على معاناة قاسية، على اشخاص متألمين، مجروحين، مهمشين، "كانت عيونهم تدمع، وبكوا تأثرا. لكنهم كانوا يعودون فرحين، لما كان في قلوبهم من رجاء كبير، من ايمان قوي بالله. لا، لم يكن هناك مكان لليأس... على رغم كل شيء".
4 فرق، 3 مجموعات اردنية (روم كاثوليك، ولاتين)، وواحدة عراقية، وكبر عدد المشاركين مثل كرة الثلج، مع انتشار اخبار اللبنانيين. "ادرك اللاجئون العراقيون ان تعليم الاولاد لم يكن هدفنا، بخلاف مؤسسات انسانية اجتماعية تقصدهم. كان هدفنا ان نلعب مع الاولاد، بمجانية، وهمنا ان نمضي معهم اوقاتا جميلة". وانعكست فرادة هذا الهدف في ارتفاع عدد المشاركين الاولاد والشباب، اكثر فأكثر.
وحمّس الجو الناس، وذاع صيت الشباب اللبنانيين ونشاطاتهم: لقاءات، ألعاب، سهرات انجيلية... كانت فحيص تضج باللبنانيين الـ 47، وبادلهم الاردنيون المسيحيون بضيافة خاصة، تمثلت بتأمين اطباق غداء شهية وفواكه من مختلف الانواع كل يوم لهم. وفي هذا التصرف الفريد، يرى صادر "يد الله، من دون شك. كذلك كان اهتمام شباب الحركة بالاولاد كان عاملا مؤثرا... اعتقد ان مجانيتنا اثرت بمجانيتهم".


"ولعت"

وهكذا حتى اليوم الاخير، "يوم الثمرة"، كما يسميها صادر. وكانت المعادلة: "اما بتحط، اما بتنط". كان البرنامج بسيطا: قداس مسائي في كنيسة اللاتين بسبب كبرها، يعتمد الطقس اللاتيني مع تراتيل بيزنطية "لارضاء الجميع"، تليه الحفلة المشتركة في المدرسة الكاثوليكية. وهكذا كان. "وجاء الجميع الى الحفلة...".
وعندما وصلوا، جلس الاردنيون في جهة، واللاجئون العراقيون في جهة اخرى. وكان الاولاد والشباب من الجانبين يحيون الامسية معا، يغنون معا، يقدمون التمثيليات معا. و"ولعت" الحفلة، عندما بدأت الدبكة. الاردنيون قدموا بداية دبكة اردنية، وانضم اليهم اللبنانيون. ثم بدأت الدبكة العراقية، "في ظل ترقب وخشية"، وانضم اليهم ايضا اللبنانيون... فالاردنيون. في تلك اللحظات، انكسر الجليد بين الجانبين، وتأججت الحماسة، وكانت ابتسامات، وعيون تلمع فرحا. ورقص الجميع، معا، الدبكة اللبنانية...
"لا اعتقد ان احدا غير اللبنانيين كان تمكن من جمع الجانبين الاردني والعراقي في تلك الليلة"، يقول صادر. "اللبنانيون محبوبون من كل العرب، لان لديهم شيئا غير موجود في اي دولة عربية: هم مختلفون في ثقافتهم العادية واليومية، ومعتادون هذا الاختلاف. في الحضارة اللبنانية، لا استغراب حيال الاختلاف مع الآخر".
ومعادلة تحقيق لقاء ناجح بآخر مختلف هي ان "يشعر الآخر بان من يلتيقه يحترمه ويصغي اليه، ويأخذ في الاعتبار حساسيته وحاجاته وامكاناته. واول عامل يؤثر في فشلها شعور الآخر بعدم الثقة، او بانه يخضع للتلاعب به. وما يجعل الآخر يثق هو ان يتأكد من مجانية ذلك الآتي الى لقائه". في تلك الليلة من الفرح والسلام "المجانيين"، تأخرت السهرة، حتى منتصف الليل. وصعب الوداع. لكن كان لا بد منه. الهدف تحقق بنجاح. في تلك المهمة التي امتدت نحو اسبوع، اكتشف الشباب والشابات اللبنانيون مزيدا من "طاقات الحب" في قلوبهم. وعادوا بشهادات كثيرة، ودموع، وذكريات لا يمكن ان ينسوها. يقول الاب صادر: "حققنا هدفنا، وجمعنا الجانبين الاردني والعراقي. ومن جهة اخرى، اكتشف الشباب اللبنانيون انهم قادرون على الحب بطريقة لم يكن يعتقدون انها ممكنة من قبل". وستبقى "هذه السهرة الاسطورية" حية في الفكر والقلب.

عنوان الخبر مكان النشر
5 مصر: قيادي شيعي يهاجم الجماعة الإسلامية ويسألها عن هجوم الأقصر
CNN
فتحت قيادات شيعية مصرية جبهة سياسية جديدة الجمعة، فبعد اتهام أحد قادتها للسعودية بالتخطيط ضد الشيعة في المنطقة، قام قيادي آخر بانتقاد الجماعة الإسلامية المصرية، وعلى رأسها القيادي البارز، ناجح إبراهيم، زاعماً تبنيها لأفكار تعادي جميع "المكونات الوطنية" مثل الأقباط والإخوان والليبراليين.
واتهم محمد الدريني، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى لآل البيت في مصر" المخصص للشيعة في البلاد، الجماعة الإسلامية بالتعاون مع أجهزة المخابرات لضرب الشيعة والأقباط، وسأل إبراهيم عن هوية مرتكبي هجوم الأقصر ضد السياح في مصر عام 1997، الذي راح ضحيته 58 سائحاً أجنبياً.
وجاء الخلاف بين الرجلين بعد الآراء التي أدلى بها إبراهيم للصحف المصرية حول كتاب "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" الذي كتبه الدريني، حيث قال القيادي بالجماعة الإسلامية إن الكتاب "تهريج" منتقداً "شتم الشيعة للصحابة."
ورد الدريني عبر موقع "المجلس الأعلى لآل البيت" بالقول إن الجماعة الإسلامية تمضي قدماً في: "العداء مع مجمل المكونات الوطنية في مصر بدأ بالأقباط والإخوان على حد سواء مرورا بكل درجات اليسار والليبراليين وصولا إلى الشيعة والجهاديين (!!) ولم يستبقوا إلا على قوى غاشمة تضطهد كل فئات المجتمع."
وقال الدريني أنه لا يبحث عن "فرقعة إعلامية" لأنه بحسب تعبيره "طافح إعلام" بعد أن وصفته الصحافة بأنه "زعيم شيعة مصر" ملمحاً إلى أن إبراهيم، الذي سبق له أن قام بـ"مراجعات فكرية" لمواقفه الدينية السابقة ساعد على رمي عناصر من الجماعة في المعتقلات بدعوى "عدم موافقتهم على المبادرة والمراجعات."
روابط ذات علاقة
اتهامات للسعودية بضرب الشيعة وخبير يتحدث عن "حملة إيرانية"
العراق: التفجيرات تحصد 50 قتيلاً.. ونذر العنف الطائفي تلوح
كما انتقد تباين فتاوى الجماعة التي بدأت مع "تكفير" الرئيس المصري السابق، أنور السادات، ومن ثم اغتياله، وصولاً إلى مراجعة تلك الأفكار والتراجع عن التكفير.
وختم الدريني بالقول: "أتمنى الآن من الشيخ (إبراهيم) طالما فتح باب أمل للالتقاء المشروع بين السنة والشيعة بعدم سب الصحابة فأنا هنا أتمنى عليه ان يشاركني البحث عن إجابة لأسئلة منها نتائج تحقيقات حادث الأقصر البشع الذي راح ضحيته رعايا أجانب في عام 1997 حتى الآن والجزئية التي أطلبها هو هوية الجناة فقط من حيث بعض المعلومات."
وكان إبراهيم قد أجرى مقابلة مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية قبل أيام، وصف فيه هجوم الدرينى على الجماعة الإسلامية وادعاءه بفضحها في كتابه "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" بـ"التهريج."
وذكر إبراهيم أن مؤكداً أن ما سماه الدرينى بـ"العلاقات الاستخباراتية للجماعة الإسلامية لمواجهة الشيعة والأقباط" أمر غير منطقي وليس له أي سند حقيقي، وأشار إلى أن خلاف الجماعة مع الشيعة "ديني، ولا يتعلق بأي خلافات سياسية، وإنما يأتي كرد فعل لسبهم لوزيرى الرسول أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب،" على حد تعبيره.
يشار إلى أن هجوم الأقصر الذي وقع بمصر عام 1997 جرى في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تبنت مسؤوليته جهات من الجماعة الإسلامية، في حين أدانته جهات أخرى، وهو ما فتح الباب أمام ظهور فكرة "المراجعة" التي سمجت بخروج آلاف من معتقلي الجماعة من السجون.

وتأتي هذه القضية بعد أسبوعين من اتهام أحمد النفيس، أحد أبرز القيادات الشيعية المصرية، للمملكة بالضلوع في "التطهير العرقي" للشيعة بالعراق والتحالف مع إسرائيل.
وأضاف النفيس أن هذا التحالف "هو المسؤول عن عمليات التطهير العرقي للشيعة فى العراق، وهو السبب أيضا في الصراعات المذهبية التي تحدث بمصر، وخارج مصر، وقال إن هذا التحالف سيقوم بأعمال تدميرية بمصر في اللحظة المناسبة."

وأوضح أن إسرائيل: "هي التي أثارت الصراع على مياه النيل، وهى التي تشعل الحرب في المنطقة ضد إيران، مشيراً إلى أن الحرب على الشيعة في العراق وفي مصر هي جزء من مخطط إسرائيلي سعودي يستهدف طهران بالأساس."
عنوان الخبر مكان النشر
6 بيان حزب البعث العربي الأشتراكي قيــادة قطـر العـــراق : سيسقط شعبنا الصفقات المشبوهة الرامية لتمزيق العراق ورهن إرادته للأجنبي
المضيف العربي


لقد أوضحنا في بياناتنا السابقة الأهداف المُبتغاة من وراء زيارة جوزيف بايدن ، نائب الرئيس الامريكي ، الى العراق واستدعاء العميل المالكي الى واشنطن واجتماع باراك اوباما به وتأكيده فروض الولاء والطاعة لأسياده المُحتلين الاميركان ومحاولته أداء دور العراب في التواطآت الأميركية الايرانية ، ومن ثم زيارة روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي الى العراق واجتماعه بالمالكي في بغداد والبارزاني في اربيل وتحذيره من عمق الخلافات بينهم وخطورتها ، والطلب منهم ان يستفيدوا من فرصة وجود المحتل الأميركي لتسوية خلافاتهم ، وبعدها شدَ المالكي رحاله الى السليمانية ودارت إجتماعات ( منتجع دوكان ) بينه وبين الطالباني والبارزاني ، التي تضمنت عقد الصفقات المريبة التي تصب في المجرى التآمري لتفتيت وتقسيم العراق ، عبر إعلان المالكي عن التزامه بتطبيق ما يُسمى بالمادة 140 من دستورهم المسخ .. والتي تعني سلخ كركوك وأجزاء واسعة من نينوى وديالى وأجزاء أخرى من العراق وضمها الى الكيان الانفصالي في شمال العراق ، مقابل منح المالكي و ( حزب الدعوة ) فرصة الاستمرار في ما يُسمى ( رئاسة الوزراء ) ، وسط تسريب أخبار عن نجاح ما يُسمونها ( المفاوضات ) ومسارعة الطالباني للاجتماع بعادل عبد المهدي لطمأنة ما يُسمى ( المجلس الاعلى ) .. واجتماع البارزاني بأطراف أخرى في إطار المناورات الجارية للاستحواذ على مقاعد ما يُسمى ( مجلس النواب ) وعلى نسق الاصطفافات التي جرت أواخر عام 2005 في الانتخابات المُزورة للمجلس المذكور .

هذه التحركات المتعددة الاطراف تركزت كلها حول انقاذ الاحتلال وتمتين صفوف عملاءه من اجل النجاح في تفتيت العراق وهنا يأتي تبصير الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري ، الأمين العام للحزب القائد الاعلى للجهاد والتحرير ، في خطابه في الذكرى الحادية والأربعين لثورة 17- 30 تموز العظيمة للبارزاني وقيادات الحزبين الكرديين ( الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ) بعدم الاندفاع في ( انتهاز الفرصة ) وبان ( كل ما سيؤخذ بالباطل وبالقوة الجائرة غير الشرعية سيسترجع بالقوة الشرعية ) ، كما تجيء دعوته لهم ( بالعودة الى بيان 11 آذار التاريخي الذي فيه أحسن مما تريدوه الآن وتطمحون به في المستقبل ) على حد توضيحاته ، هذا التبصير بأتي ليضع النقاط على الحروف ويُحدد معالم الطريق الصائبة لوأد محاولات تأجيج النزاعات العرقية ولتعزيز الوحدة الوطنية بديلاً للمُراهنة على المحاصصات العرقية والطائفية التي راهَن ويُراهن عليها الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي والتي تبغي ، في المآل النهائي والأخير ، تفتيت العراق وتمزيقه ورَهن إرادته وثرواته لهذا الحلف الشرير الذي خطط ونفذ إحتلال العراق ودمر دولته واستهداف البعث والشعب وحلَ جيشنا الباسل ، وأطلق أيدي الميليشيات العميلة والإجرامية لتقتل ضباطه وطياريه وجنوده البواسل وكذلك مناضلي البعث ومجاهدي المقاومة البواسل بفصائلها الوطنية القومية والإسلامية كافة .

يا أبناء شعبنا المقدام ، أيها المقاومون الأبطال
بشحذ وعيكم الوطني وبتصعيد مقاومتكم الباسلة ستجهضون الصفقات المشبوهة الرامية لتمزيق العراق ورَهن إرادته وثروته للمحتلين الأوغاد وحلفائهم الأشرار وعملائهم الأذلاء ، وستمضون قُدماً على طريق تعزيز وحدتكم الجهادية وحتى بلوغ مرافئ التحرير الشامل والاستقلال التام . ان الصمود وتوسيع الالتفاف الشعبي الكبير حول البعث والمقاومة وتعزيز قبضة اليد على البندقية ومضاعفة تأثير هذه البندقية بتحقيق وحدة كافة القوى الوطنية وفصائل المقاومة ، هو الطريق التاريخي للنصر وقبر مؤامرات العدو المشترك الامريكي- الصهيوني – الايراني .

النصر للشعب العراقي البطل ومقاومته الباسلة وأمته العربية المجيدة .

المجد لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله .

ولرسالة امتنا الخلود .

عنوان الخبر مكان النشر
7 سفير العراق في لاهاي لـ«الشرق الأوسط»: سيارات من هولندا وبلجيكا دخلت العراق عبر سورية لتفخيخها
الشرق الأوسط

قال مصدر سوري وثيق الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن دمشق ما تزال بانتظار وفد أمني عراقي يحمل إليها أدلة على الجهات المنفذة للتفجيرات الأخيرة، ونفى المصدر ما جرى تداوله في الإعلام حول تسليم الجانب العراقي إلى الجانب السوري أي أدلة.
وقال المصدر إن «الاجتماع الذي عُقد مع القائم بالأعمال السوري في بغداد وليد عباوي وكيل وزارة الخارجية مؤخرا قيل من بعض السياسيين العراقيين إنهم قدموا خلاله أدلة على التفجيرات الأخيرة التي جرت، وهي أدلة غير صحيحة».
وفي بغداد، وفيما توقعت مصادر مطلعة أ يتم التباحث في مسأة العلاقات العراقية ـ لسورية في إطار الأم المتحدة والجامعة العربية توقعت مصادر أخرى تبادل وفود بين البلدين لتسوية الخلافات. وأشارت المصادر رافضة الكشف عن أسمائها إلى أن أطرافا من الجامعة العربية تتابع عن كثب ما يجري بين سورية والعراق وأن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أجرى اتصالات مع بغداد ودمشق من أجل احتواء الأزمة مطالبا بإجراء حوارات مباشرة منعا للتصعيد بينهما. وأشارت ذات المصادر إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيبحث خلال الشهر المقبل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مسألة تورط مطلوبين مقيمين في سورية بأحداث العنف في العراق.
وكانت الحكومة العراقية قررت في وقت سابق استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور، وطالبت الحكومة السورية رسميا بتسليمها اثنين من قياديي حزب البعث: محمد يونس الأحمد رئيس الجناح المنشق عن تنظيم حزب البعث الذي يقوده نائب الرئيس العراقي الأسبق عزت الدوري، والقيادي في الحزب سطام فرحان. وردت سورية باستدعاء سفيرها في بغداد.
وعزا المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ المطالبة بتسليم الأحمد وفرحان إلى «دورهما المباشر» في التفجيرات التي شهدتها بغداد في 19 من الشهر الحالي والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى.
إلى ذلك، قال السفير العراقي في هولندا سيامند عبد الصمد البنا، إنه حتى أواخر عام 2006 كانت سيارات تباع بأسعار بخسة في هولندا وبلجيكا، ويقوم بقيادتها أشخاص حتى سورية مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 400 و500 يورو إلى جانب تذاكر العودة، ويتسلمها آخرون لهم علاقة مع السوريين في المناطق الحدودية ويسهلون دخولها إلى العراق. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال السفير العراقي: «أستطيع أن أؤكد بشكل قطعي وحسب ما هو مسجل، أن السيارات المفخخة التي كانت تدخل العراق عبر الأراضي السورية قادمة من بلجيكا وهولندا، وبخاصة خلال الفترة بين 2004 ونهاية 2006، وكانت الحدود العراقية السورية غير مضبوطة، وهناك شخص عراقي معتقل حاليا في هولندا في هذا الملف».


عنوان الخبر مكان النشر
8 نازحون في كردستان يتوقون للعودة إلى بغداد.. وآخرون: لن نعود حتى لو بُعث صدام
الشرق الأوسط

تؤكد دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق بأن أكثر من 8 آلاف أسرة عربية نازحة غالبيتها المطلقة من سكان العاصمة بغداد وديالى ما زالت تقطن مدينة السليمانية وضواحيها منذ نحو أربع سنوات، وهي موزعة على بلدات كفري وكلار ودربندخان وحلبجة ومركز مدينة السليمانية.
فالعوائل التي حالف الحظ أربابها في العثور على فرصة عمل مناسبة، نجحت في الحصول على مساكن متواضعة بإيجارات شهرية زهيدة في البلدات والقصبات الصغيرة، أما التي ما برحت تعاني من البطالة وخصوصا تلك المقيمة في السليمانية، فإنها ظلت تصارع الجوع والمعاناة الشديدة في مخيم بائس على مشارف المدينة يفتقر إلى أبسط مقومات العيش الإنساني.
مجمع «قالاوا» في الجهة الجنوبية من السليمانية ما زال يحتضن 57 عائلة جلها من أهالي حي الدورة في بغداد، وهي تمثل مجموع ما تبقى من أصل 189 أسرة كانت قد نزحت نحو السليمانية خلال السنوات الأربع الماضية من الدورة وديالى والموصل جراء عمليات الاقتتال الطائفي هناك.
وتكابد هذه العوائل أوضاعا أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، حيث لا مساكن ولا كهرباء ولا مياه نقية ولا مدارس ولا مأكل ولا رعاية طبية.
ومن يتجول في المخيم يرَ مشاهد حية ومؤلمة من مظاهر البؤس والفقر والعوز والحرمان بكل معانيها وصورها، فتحت تلك الخيمة النايلونية الممزقة يرقد عجوز أو شيخ عليل طريح الفراش يداهمه الذباب من صوب ولا يقوى على الكلام ألما وجوعا وحزنا على ما فقده من أولاده وماله وممتلكاته، وقرب خيمة ممزقة أخرى قائمة على بضع أخشاب متهرئة تجلس عدة نساء من مختلف الأعمار في حزن شديد كأنهن في مأتم إنسان عزيز، وعيونهن تذرف الدموع على ما آلت إليه أوضاعهن، وعند بركة مياه آسنة يلتئم ثلة من الأطفال والصبية بملابسهم الممزقة وأقدامهم الحافية يلعبون بكرات من الطين وعبوات العصائر البلاستيكية الفارغة وإلى جانبهم بضعة شبان بعمر الورد يجلسون القرفصاء واضعين أيديهم في جيوبهم الخاوية في انتظار الفرج من السماء وقد نال منهم اليأس والقنوط بعد أن فقدوا مقاعد الدراسة والأمل في الحياة.
ويقول مختار المخيم وسام كريم شعلان (36 عاما، من أهالي الدورة، وأب لطفلين) إن «جميع المتبقين في المخيم هم من الذين قضت الحرب الطائفية على مساكنهم ومصادر رزقهم في منطقة الدورة ولم يعودوا يملكون شبرا من الأرض كي يعودوا إليها حتى لو تحسنت الأوضاع الأمنية في بغداد»، وتابع حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن «زوجتي ومعظم نساء وشباب المجمع يجوبون الشوارع والأسواق والساحات في السليمانية من الصباح وحتى المساء متسولين لأننا لا نجد أي فرصة للعمل الشريف والحياة لا ترحم».
وعاتب شعلان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وقال: «لقد وعدنا سيادته بالكثير في زيارته لنا قبل عام، إلا أننا لم نلمس شيئا على أرض الواقع»، وختم بالقول: «نتوق إلى العودة إلى بغداد ونتمنى أن تستقر الأوضاع فيها اليوم قبل الغد». لكن نزار نصيف جاسم (44 عاما) فند بشدة «ادعاءات» بعض المسؤولين العراقيين من أن النازحين توجهوا إلى السليمانية بحثا عن فرص عمل لا هربا من الأوضاع الأمنية، وقال: «كنت أملك 5 بيوت في منطقة أبو غريب وقد هربت بعائلتي إلى سورية في البداية وصرفت هناك كل مدخراتي من المال ولم أجد أمامي سبيلا سوى العودة إلى كردستان»، وتابع: « أنا أب لثمانية أطفال ومصدر رزقي الوحيد هو التسول، فأين السلطات العراقية من كل ما نعاني؟».
أما أبناء النازحين من الأطفال والصبية فإن لهم النصيب الأكبر من الحرمان والبؤس لأن طفولتهم مُعدَمة وهم محرومون من التعليم ومباهج الحياة، لكن إحدى المدارس الإنجليزية في السليمانية تتولى تدريسهم الحروف الأبجدية مجانا لثلاث ساعات ولمدة يومين في الأسبوع، عبر نقلهم إلى المدرسة بسيارات خاصة. وتؤكد سلامة رحمن (60 عاما) التي تعاني من مرض السكري وارتفاع الضغط، أنها وزوجها العليل لم يحظيا بأي رعاية صحية باستثناء بعض الفحوصات الدورية التي يقوم بها أطباء السليمانية، وأنها تحصل على العلاج من الصيدليات الخارجية، ورغم ذلك ترفض العودة إلى بغداد وتفضل أن تموت في السليمانية على العيش هناك.
أما ابنها قاسم شامي طلب (27 عاما ويعمل خبازا في المجمع) فقال «لن نعود إلى بغداد حتى لو بُعث صدام من قبره مجددا وتسلم نظامه زمام الأمور في العراق بشكل مطلق مثل أيام زمان، فالعيش في هذا المجمع القذر أفضل من العيش في بغداد مائة ألف مرة»، وتابع: «إننا متورطون في عداوات شخصية لأن إحدى الجماعات المسلحة خطفت شقيقتي، ولم تفرج عنها إلا بعد أن أخذت منا فدية قدرها أربعون ألف دولار اضطُررنا أن نبيع من أجلها مسكننا بسعر زهيد».
فيما قال عمار عماد (22 سنة) وشقيقه خطاب (19 سنة) إنهما يبحثان باستمرار عن فرص عمل مع شقيقيهما الآخرين ولكن بلا جدوى لأن القوانين تمنع النازحين من العمل دون أن يتكفلهم مواطنون أكراد من سكنة السليمانية، لذلك يضطرون إلى التسول لأنه فرصة العمل الوحيدة التي لا تحتاج إلى كفيل شخصي، وقالا: «لقد قتل المسلحون اثنين من أشقائنا دون ذنب أو جريرة بل لأسباب طائفية فقط، لذلك هربنا إلى السليمانية بحثا عن الأمان ولن نعود إلى بغداد حتى لو متنا جوعا في كردستان». ومع حلول شهر رمضان المبارك فإن مجمع النازحين بات المكان الوحيد الذي يؤمه أثرياء السليمانية من المتدينين لتوزيع صدقاتهم وزكواتهم ولحوم ذبائحهم التي ينحرونها في سبيل الله. ومن جانبه، يقول جبار محمد علي مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة السليمانية، إن مديريته رغم إمكاناتها المالية والفنية المتواضعة، لم تالُ جهدا في خدمة هؤلاء النازحين حيث وفرت لهم الأرض التي يسكنون عليها وزودتهم بالخيام وحصص المواد الغذائية عبر التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية، ولكن على نحو غير مبرمَج، وتوفر لهم أيضا المياه الصالحة للشرب بشكل يومي، إلا أن إمكانات مؤسسته لا تسمح بالمزيد.
وأضاف علي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «250 عائلة نازحة فقط من أصل 8319 أسرة عادت إلى مواطنها الأصلية في بغداد وبعقوبة والموصل وضواحيها، إثر التحسن النسبي للأوضاع الأمنية هناك، أما البقية الباقية الموزعة على ضواحي السليمانية فإنها تأبى العودة». وأوضح علي أن «أكثر من ثلاثة آلاف أسرة نازحة حرمت من المخصصات المالية الشهرية البالغة 150 ألف دينار أي ما يعادل 125 دولارا والتي أقرها مجلس الوزراء العراقي لجميع النازحين في البلاد بسبب الأوضاع المتوترة فيها وفقا للقرار 1152 الصادر في يوليو (تموز) 2007، كما حُرمت من المنحة المالية التي خصصتها السلطات العراقية للنازحين بواقع 450 ألف دينار (ما يعادل 300 دولار)، مناشدا السلطات في بغداد بتقديم يد المساعدة والعون للنازحين المقيمين في السليمانية، كما ناشد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الإيفاء بوعوده التي قطعها لهؤلاء النازحين في أثناء زيارته لهم شتاء العام الماضي.


عنوان الخبر مكان النشر
9 المحكمة العليا الكندية ستنظر في خلاف بين العراق والكويت
« الكويتية» تطلب حجز 10 طائرات تعاقدت شركة كندية على بيعها لبغداد
الشرق الأوسط

قبلت المحكمة العليا الكندية أول من أمس النظر في استئناف تقدمت به الخطوط الكويتية، تطلب فيه حجز عشر طائرات كندية تعاقد بشأنها العراق، وذلك بهدف الحصول على تعويض عن طائراتها التي سرقت أثناء حرب الخليج (1990 ـ 1991).
ويندرج اللجوء إلى أعلى محكمة كندية في سياق مسعى بدأته قبل أربع سنوات الخطوط الجوية الكويتية للحصول على 84 مليون دولار كندي (77 مليون دولار أميركي) تطلبها من العراق. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يوافق هذا المبلغ المصاريف القانونية الناجمة عن قضية خسرتها الخطوط العراقية في 2005 أمام محكمة بريطانية. وحكم على الشركة التي تملكها الدولة العراقية بدفع أكثر من مليار دولار كندي لنظيرتها الكويتية لقاء سرقة عشر طائرات أثناء الغزو العراقي للكويت في 1990، بحسب ملخص للقضية نشرته المحكمة العليا الكندية. واحتج العراق باستمرار على هذا الحكم ورفض الدفع. وردا على ذلك طلبت الشركة الكويتية حجز الموجودات العراقية في كندا، وبينها عشر طائرات «سي آر جي» تم التعاقد بشأنها في 2008 لقاء 400 مليون دولار أميركي.
واعتبر مارك دوشيسن، المتحدث باسم الشركة الكندية «بومباردييه»، أن شركته وقعت «ضحية» نزاع تجاري بين أعداء سابقين، معربا عن خشيته من أن يكون للقضية تأثير سلبي عليها. وكان قد تم تسليم طائرة إلى الخطوط العراقية، غير أن «بعض الطائرات الأخرى» أصبحت جاهزة. وإثر أمر قضائي أصبح من المتعذر أن تغادر هذه الطائرات مصنع الشركة، بحسب المتحدث. وقال دوشيسن «ليس بوسعنا تسليم الطائرات وبالتالي الحصول على ثمنها، وهذا يمكن أن يكون له أثر مهم على الأمد القصير».
وكان قد تم الاستيلاء على الطائرات الكويتية في أغسطس (آب) 1990، في خضم غزو العراق الكويت. وكانت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين نقلت الطائرات إلى الموصل شمال العراق، حيث تم تفكيكها أو تدميرها.

 

عنوان الخبر مكان النشر
10 صعقنا بطريقة التعامل والاتهامات المتسرعة
مسؤول سوري: تفجيرات بغداد لم تصدر من أشخاص عراقيين في دمشق
د ب ا
قال نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد إن حكومة بلاده «صعقت بطريقة التعامل والاتهامات العراقية بعد الأعمال الإجرامية والإرهابية التي ضربت الشعب العراقي الشقيق، وان سوريا دانتها وتألمت لها».
وأضاف مقداد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «أن سوريا طلبت من الجانب العراقي أن لا يتسرع، ورحبنا بإرسال وفد إذا كان هناك أي أدلة على هذه الاتهامات لمعالجتها».
وقال إن «دمشق لاتزال على موقفها من هذه الإجراءات وان سوريا لا يمكن أن تضحي بقطرة دم واحدة لأي عراقي، ثم إن سوريا لماذا تضحي بقطرة دم واحدة، وهي تستضيف حوالى مليون ونصف المليون من اللاجئين العراقيين».
وعن اتهامات الحكومة العراقية بوقوف بعثيين من زمن النظام العراقي السابق خلف هذه الأعمال، ويقيمون في سوريا أجاب مقداد: «هم موجودون ولكن هناك تخبطات عبر عنها مسؤولون عراقيون بعد الحادث، فهذه التخبطات تعكس عدم وعي لما حدث، وإلقاء المسؤولية على المكان الخطأ نحن نعرف أن مسؤولين عراقيين احدهم قال إن اختراقات الأمن العراقي هي التي تقع عليها المسؤولية، وآخر قال إن القاعدة هي المسؤولة وغير ذلك». وأردف بالقول: «ولكنهم في نهاية المطاف اختاروا أن يضعوا المسؤولية واللوم على بعض الأشخاص العراقيين المتواجدين في سوريا، ونحن نؤكد على انه ووفق معلوماتنا لا توجد أي علاقة على الإطلاق».
وقال مقداد إن «الحكومة العراقية أخبرت الحكومة السورية قبل إصدار أي شيء في وسائل الإعلام، وقلنا إن التعامل بطريقة إعلامية وتحريضية لا يخدم الهدف على الإطلاق». وأضاف أنهم لجأوا إلى الإعلام، وهذا أسلوب خاطئ لا ينسجم مع ضخامة هذا الحدث، وضرورة التحقق من الجهات التي وقفت خلفه، لان عدم التحقق من ذلك يشير إلى المكان الخطأ، والى المعالجة غير الصحيحة لمثل هذه الأعمال الإرهابية، وإلقاء اللوم على أشخاص لا علاقة لهم بهذه الإعمال.
وأكد مقداد أن «أي جهة في العالم خططت ونفذت للأربعاء الدامي في العراق هي جهة مجرمة، لذلك فإننا نثق انه لم يتم التخطيط أو التنفيذ أو إعطاء الأوامر من قبل هؤلاء الأشخاص المتواجدين هنا (سوريا)، لذلك نقول إننا مستعدون إذا كان هناك معلومات للتعامل مع هذه المعلومات واتخاذ الإجراءات المناسبة».
عنوان الخبر مكان النشر
11
هل حرب المالكي الموعودة على الأحزاب المرتبطة بدول إقليمية ستشمل المحسوبة على إيران؟
الوطن الكويتية
أثار تهديد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بشن «حرب» على من وصفها «أحزاب مرتبطة بدول اقليمية» استغرابا شديدا في الاوساط السياسية والنيابية والشعبية في العراق التي قالت «ان كل احزاب العراق لها ارتباطات بدول الجواربما فيها حزبه وحلفائه في ائتلاف دولة القانون».

ورأت مصادر سياسية ان المالكي قصد في حديثه بالتأكيد الارتباط بالدول العربية وتجاهل الاحزاب والقوى السياسية التي لا تخفي ارتباطها بإيران وتتلقى منها التمويلات المالية والاسلحة على الرغم من انه يعرفها جيدا وعلى مكتبه توجد تقارير مؤسسات حكومته الامنية والاستخباراتية التي تتضمن معلومات غزيرة عن هذه الارتباطات وأكثرها عمقا ودقة تقارير الجنرال محمد الشهواني مدير المخابرات العراقية الذي استقال وغادر العراق احتجاجا على صمت المالكي وعدم مواجهته وفضحة التدخلات الايرانية الاجرامية في الشؤون العراقية.

وكان المالكي قال في خطاب القاه امام مؤتمر عقد في بغداد انه «سيشن حربا على الاحزاب السياسية المرتبطة اقليميا بدول الجوار» موضحا «ان التدخلات السياسية والفساد السياسي أكثر خطورة من التدخل الاقليمي».

ويثير تهديد المالكي تساؤلات عديدة في اوساط القوى السياسية حول معنى الارتباط الاقليمي على خلفية ان معظم ان لم تكن كل الاحزاب المعروفة تحتفظ بعلاقات واسعة مع دول عديدة تتعدى العلاقات السياسية الى التمويل والدعم متعدد الاشكال، وفي مقدمتها احزاب الحكومة التي يترأسها المالكي نفسه ومن ضمنها حزبه ومسؤولين كبار في مكتبه تحوم حولهم شبهات ارتباطاتهم باجهزة ايران الامنية والاستخباراتية.

واعربت مصادر سياسية عراقية في حديث هاتفي مع «الوطن» من بغداد عن مخاوفها الجدية من ان تهديد المالكي قد يكون «ورقة سياسية تستخدم في سياق الصراع الانتخابي» وقالت «ان المالكي اذا كان يريد فعلا وضع حد لمسألة ارتباط الاحزاب العراقية بدول اقليمية، فعليه ان يدعم انجاز مجلس النواب، قانونا للاحزاب يمنع التمويل الخارجي ويفرض رقابة صارمة على نفقات الاحزاب ومصادرها المالية كما هو معمول به في الدول الديموقراطية في العالم» وقال «ان هذا القانون ينبغي ان يدخل الى البرلمان بأسرع وقت للتصديق عليه خلال الفصل التشريعي التالي وقبل انتهاء فترة البرلمان وحله استعدادا للانتخابات المقبلة في يناير المقبل».


عنوان الخبر مكان النشر
12 «مجاهدي خلق» عن معسكر أشرف:
الشهر الثاني لإضراب 36 محتجزا عن الطعام
القبس الكويتية

 

جاء في بيان لحركة مجاهدي خلق ان الاضراب عن الطعام، الذي بدأه ستة وثلاثون شخصا، اعتقلوا من مخيم اشرف في محافظة ديالى، قد دخل شهره الثاني، وكذلك بالنسبة لتحرك مناصريهم في كل من واشنطن وأوتاوا ولندن وبرلين ولاهاي واستوكهولم.
اضاف البيان أن الاشخاص الستة والثلاثين احتجزتهم القوات العراقية كرهائن ولايزال بعضهم يعاني تداعيات جروح بليغة أصيبوا بها عند اختطافهم، كما ان بقية الرهائن تعرضوا للضرب المبرح من قبل القوات العراقية، ولا يستطيعون المشي ويتنقلون بالكرسي النقال، أما البعض الآخر فقد فقدوا الوعي في حالة الوقوف أمام القاضي أثناء محاكمتهم من شدة الألم والضعف. وعلى الرغم من القرار الصادر عن محكمة في الخالص باطلاق سراحهم، فان مكتب رئيس الوزراء في بغداد قد منع، بناء على رغبة النظام الايراني، اطلاق سراحهم.
عنوان الخبر مكان النشر
13 مجلس الامن: صندوق تنمية العراق بلا ضوابط داخلية
كونا
اعرب مجلس الامن الدولي عن قلقه الخميس ازاء الضوابط الداخلية لصندوق تنمية العراق مناشدا بغداد باتخاذ مسؤولية اكبر في ادارة مواردها الذاتية.

وقال نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة فيليب بارهام للصحافيين بعد الجلسة الخاصة للمجلس التي عقدها المراقب المالي في الامم المتحدة جون يامازاكي ودارت حول انشطة صندوق تنمية العراق والمجلس الدولي للمشورة والرصد ان "اعضاء المجلس اعربوا عن قلقهم بشان الحاجة الى المزيد من الخطوات لتحسين الضوابط الداخلية في صندوق تنمية العراق وحول ضرورة قيام الحكومة العراقية لتحمل مسؤولية اكبر في ادارة مواردها الخاصة".

وافاد مسؤول في الامم المتحدة حضر الاجتماع لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان يامازاكي اشار الى استمرار المشاكل حول وضع ضوابط داخلية.

ونقل المسؤول عن يامازاكي القول انه "لا تزال هناك حاجة في وضع نظام شامل لقياس النفط" مشيرا الى ان ولاية المجلس الدولي للمشورة والرصد ستنتهي في نهاية هذا العام ويجب ان يكون هناك خلف ملائم.

عنوان الخبر مكان النشر
14 قيادة القوات المتعددة ل‍‍ـ القبس :
العملية الأمنية في الرمادي ليست خروجا على الاتفاقية
«القبس

أوضحت قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق ان العملية التي نفذت في الخالدية (منطقة الرمادي/ الانبار) قبل ثلاثة أيام لا تعد خرقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق. وفي اتصال مع «القبس» أفاد المتحدث الرسمي باسم الفيلق المتعدد الجنسية ديفيد نادر أن ما أوردته وكالات الأنباء (ونشرته «القبس» وغيرها) هو في حد ذاته صحيح، لأن عملية أمنية قد تمت، لكن هذا ليس خرقا للاتفاقية، وذلك لأن القوات الخاصة الأميركية والعراقية هي التي نفذتها، ونحن نؤكد ان أي عملية داخل المدن (بعد الانسحابات التي جرت أخيرا) لا تجري إلا بمشاركة قوات الأمن العراقية وبعد استشارتها.
ولدى سؤال السيد نادر عن ماهية مهام القوات الأميركية بعد الانسحاب من المدن أجاب «نحن نعمل في المدن كمستشارين فقط، وإذا أرادوا مساعدتنا فنحن دائما جاهزون».

عنوان الخبر مكان النشر
15 المتهمان بسرقة مصرف الرافدين ينتميان إلى الفوج الرئاسي
مقتل جنديين اميركيين وسياسي عراقي ومسؤولة "صحوة"
القبس
قتل مدنيان واصيب 21 آخرون، بينهم ثلاثة من الشرطة، بجروح في سلسلة من التفجيرات واعمال العنف في محافظتي بغداد وديالى، فيما اغتيل في الموصل طارق علي عباوي عضو قائمة الحرباء الوطنية. حيث أصيب 12 مدنيا بجروح بانفجار عبوتين لاصقتين في منطقة رأس الحواش بقضاء الاعظمية، بينما قتل مدني بانفجار عبوة ناسفة بسيارة جنوب مدينة بعقوبة، كما عثرت مفرزة من الجيش على جثتين مجهولتي الهوية شرق المدينة ذاتها.
وفي بغداد، قتل مدني وأصيب خمسة آخرون بانفجار سيارة مفخخة شمال المدينة، وافاد مصدر في الشرطة بإن سيارة مفخخة مركونة الى جانب الطريق في منطقة التاجي، شمال بغداد انفجرت، ما أدى الى مقتل وإصابة ستة مدنيين وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالمباني والسيارات القريبة.

اغتيال امرأة
على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون امرأة تعمل في اللجان التابعة لصحوة في اليوسفية (جنوب بغداد). وقالت الشرطة ان المسلحين اقتحموا منزل المرأة وفتحوا عليها النار وأردوها قتيلة في الحال ولاذوا بالفرار.
ومن جانب آخر، تظاهر أبناء منطقة الجزيرة التابعة لناحية الخالدية شرق الانبار (غرب بغداد)، احتجاجا على مقتل شقيق احد المتهمين بعملية اغتيال ضباط خلال مداهمة قامت بها القوات الأمنية العراقية على منزل المتهم لإلقاء القبض عليه. وقالت مصادر امنية ان دخول قوات الجيش إلى منطقة الخالدية وخاصة منطقة الحدث من دون علم وتنسيق مع الشرطة المحلية في المنطقة، أدى إلى نشوب اشتباكات بين أهل المتهم وبين قوات الجيش العراقي، ما اسفر عن مقتل احد أفراد عائلة المتهم وجرح أربعة من أفراد الجيش. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي عن مقتل اثنين من جنوده بانفجار عبوة ناسفة شرق بغداد ليل الخميس الجمعة.
قضية بنك الرافدين
وفي القضية التي شغلت كل الأوساط العراقية، أكدت مصادر قضائية ان المخططين الرئيسيين الفارين حاليا في قضية سرقة مصرف الزوية وقتل ثمانية من حراسه، ينتميان الى الفوج الرئاسي لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي.
ونفى المتهمون الخمسة الذين ألقت القوات الامنية القبض عليهم بعد ثلاثة ايام من السرقة ومثلوا امام المحكمة في الجلسة الثانية، مشاركتهم في عملية السرقة هذه التي أثارت جدلا سياسيا بسبب تورط عناصر من الفوج الرئاسي فيها.
ويعمل اثنان من المتهمين الخمسة في فوج الشرطة الوطنية في الكرادة القريب من المنطقة الرئاسية واثنان آخران في حماية المصارف وآخر حارس في مقر جريدة العدالة التابعة لنائب عادل عبد المهدي.
وقال رئيس المحكمة الجنائية في الجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين ان «المدبر الرئيس للعملية هو جعفر لازم، وهو ضابط برتبة نقيب في الفوج الرئاسي، اضافة الى ابن اخته الملازم كريم امين، وهو ضابط سابق في الحرس الرئاسي، ويعمل حاليا ضابطا بالشرطة الوطنية».

عنوان الخبر مكان النشر
16 الصحافة الأردنية تتساءل عن هوية الأب الشرعي لتفجيرات بغداد القدس العربي

في صحيفة الرأي شكر الكاتب طارق المصاروة الملك عبد الله الثاني لانه أمر بمعالجة العراقيين الجرحى في عمان قائلا ان تفجيرات الثلاثاء قبل الماضية أصبحت فعلا سياسيا.. غير صفتها الإرهابية التي تجاوزت الحدود. فهي هذه المرة ضربت في المنطقة الخضراء.. ضربت وزارة الخارجية، ووزارة المالية، والجسر العلوي الموازي لها، ووزارة الدفاع.
نقول: إنها أخذت بعدا سياسيا تمثل في أنها انتهت بعد سحب السفراء من دمشق وبغداد قصة التحالف الرباعي السوري/الإيراني/التركي/ العراقي الذي روجت له دمشق بعد زيارة الرئيس الأسد لطهران.
وبعد إعلان القاعدة تبني التفجيرات تساءل الكاتب من هو الأب الشرعي لانفجارات يوم الثلاثاء؟.
ـ هل هي القاعدة. أو المنشق منها في اتجاه طهران؟!.
ـ هل هو حزب البعث من قيادته المنشقة في دمشق؟!.
ـ ام هو المجلس الإسلامي الأعلى وحلفاؤه الجدد؟!.
لا أحد يعرف ـ يقول المصاروة ـ لكنه كفعل سياسي داخلي وإقليمي نسف التصور بقيام تحالف أمني سوري/عراقي.. ونسف بالتالي التصور بقيام تحالف رباعي
إيراني/تركي/سوري/عراقي يحل محل التحالف المعتدل الأردني/ السعودي/المصري/اليمني/الاماراتي!!. بحيث يكون الرباعي هو المرشح الأكثر تأثيرا في المنطقة، والأكثر قدرة على استقطاب الولايات المتحدة، والعهد الديمقراطي الجديد!!.
عنوان الخبر مكان النشر
17 «رواج» للشركات اللبنانيّة في العراق
الاخبار اللبنانية
يبدو أنّ شركات الاستثمار والتطوير اللبنانيّة تلقى رواجاً لافتاً في العراق وتستطيع التغلّب على المنافسة الشرسة التي تحكم عمليّة انتقاء المتعهّدين لتطوير البنى التحتيّة في البلد الذي تتناهشه الحروب والنزاعات.
فقد أعلنت هيئة الاستثمار في محافظة ذي ـــــ قار العراقيّة أمس، أنّها وافقت على المخططات الهندسيّة التي قدّمتها شركة «الباز» اللبنانيّة من أجل بناء مجمّع سكني في مدينة الناصريّة، على أن «تقدّم الشركة في مرحلة لاحقة طلباً لإنشاء مقر لجامعة النور في المدينة» التي تُعدّ عاصمة المحافظة الواقعة في وسط بلاد الرافدين.
ونقلت وكالة أنباء «أصوات العراق» عن المتحدّث باسم الهيئة، حسين دويج الجابري، قوله إنّ المشروع يتألّف «من 1800 مبنى وبمعدل ثماني طبقات، يوفر 14 ألف وحدة سكنية متكاملة مع جميع الخدمات والبنى التحتية التي تشمل الطرق والمجاري والماء والمناطق الخضراء والأسواق المركزية والمدارس».
وأوضح الجابري أنّ «شركة الباز للاستثمارات العقارية قدمت الرسوم التفصيلية والنهائية للمشروع السكني وأحيلت تلك الرسوم إلى القسم الفني والاقتصادي في الهيئة لغرض دراستها وجرى تقسيطها على الأرض البالغة 32 دونماً في المنطقة المقابلة لبوابة الناصرية الشمالية».
وتقع الناصريّة على بعد 380 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة بغداد، وهي تُعدّ مركز منطقة لإنتاج التمور، كما تشتهر بصناعات أخرى مثل بناء القوارب والنجارة والعمل بالفضّة.
وفي إطار الاستثمارات والتعاقد، كانت هيئة الاستثمار في الديوانيّة قد وقّعت في منتصف الشهر الجاري مذكّرة تفاهم مع مجموعة من الشركات اللبنانيّة لتنفيذ مشاريع خدماتيّة في المحافظة بكلفة تبلغ 500 مليون دولار. وأوضح رئيس اللجنة، كريم الخزعلي، أنّ المذكّرة تشمل بناء مدينة سكنيّة ومصنعاً للألبان والأجبان.

عنوان الخبر مكان النشر
18 عمرو موسى لـ"الصباح": التوتر العراقي ـ السوري على طاولة الوزراء العرب الشهر المقب الصباح
اعلن امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ان قضية التوترات الاخيرة بين بغداد ودمشق ستكون على طاولة الوزراء العرب الشهر المقبل.وتأتي هذه المستجدات متزامنة مع معلومات عن اجتماع قريب بين رئيس الوزراء نوري المالكي والامين العام للامم المتحدةبان كي مون في نيويورك الشهر المقبل لبحث التفجيرات الاخيرة، ومعلومات عن لقاء قريب بين وزير الخارجية هوشيار زيباري ونظيره السوري وليد المعلم.واكد الامين العام للجامعة العربية في تصريح خاص لـ"الصباح"، ان موضوع الخلاف الاخير بين العراق وسوريا سيكون على جدول اعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية الدوري ايلول المقبل، للتوصل الى تسوية جدية وحقيقية بين البلدين الجارين حتى لايتفاقم الخلاف بينهما.وتابع موسى: ان "الامانة العامة لجامعة الدول العربية اجرت عددًا من الاتصالات مع بغداد ودمشق في محاولة للاحاطة بالازمة بين الجانبين، اثر الاتهامات العراقية التي وجهت الى بعثيين متواجدين في سوريا وتورطهم بتنفيذ الانفجارات الاجرامية الاخيرة في بغداد.واشار الى "اننا طلبنا من الجانبين تكثيف الحوار والاتصالات الهادئة بين البلدين توخيًا لحسن ادارة الامور وتحقيقًا للتعاون ومنعًا للتصعيد حماية للعلاقة بين البلدين ومصالحهما"، لافتا الى ان الجامعة العربية "مستعدة للمساهمة في عملية تفاهم وتواصل تصب في مصلحة العلاقات بين العراق وسوريا بصفة خاصة والعلاقات العربية بشكل عام". وشدد موسى على حرص الجامعة العربية على لملمة الخلاف حتى لايضر بالعلاقات العربية ـ العربية، مشيرا الى "المتابعة الدقيقة للجامعة العربيةعن كثب التطورات والاتصالات العراقية - السورية، والعمل على معالجة الوضع القائم بين الجارتين العربيتين". وكان مجلس الوزراء قد قرر امس الاول، مطالبة الحكومة السورية بتسليم محمد يونس الاحمد وسطام فرحان لدورهما المباشر في تنفيذ العملية الارهابية وتسليم جميع المطلوبين قضائياً ممن ارتكبوا جرائم قتل وتدمير بحق العراقيين وطرد المنظمات الارهابية التي تتخذ من سوريا مقراً ومنطلقاً لها بهدف التخطيط للعمليات الإرهابية ضد الشعب العراقي، مقررا ايضا استدعاء السفير العراقي في سوريا للتشاور معه، في وقت اعلنت فيه سوريا انها قررت استدعاء سفيرها لدى العراق.وسط هذه الصورة، توقع مصدر مسؤول في الامم المتحدة ان يبحث رئيس الوزراء نوري المالكي مع السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الشهر المقبل قضايا التفجيرات الأخيرة في العراق وتسليم المتورطين الموجودين في سوريا.ورجح المصدر في تصريح صحفي، ان يطرح المالكي في لقائه مع مون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ64، قضية التوتر الاخير بين بغداد ودمشق.يشار الى ان المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ اكد ان العراق اشترط على سوريا تسليم المطلوبين لمواصلة العلاقات الثنائية، مبينا ان "العراق سلم قائمة مطلوبين عدة مرات، الى السوريين خلال اجتماعات اللجان الامنية لكنهم يراوغون في الاجابة"، مؤكدا في الوقت نفسه "سنطالب من خلال الامم المتحدة وعبر علاقاتنا الثنائية بتسليم هؤلاء الينا، اذا كانت سوريا ترغب بعلاقات جيدة معنا.في غضون ذلك، كشف مصدر دبلوماسي عربي لـ"الصباح" عن جهود وتحركات مكثفة يقوم بها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لجمع وزيري خارجية العراق وسوريا خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الشهر المقبل.وفي القضية نفسها، اكد مصدر سوري مسؤول استعداد دمشق للحوار والتعاطي بايجابية مع المطالب العراقية.وقال المصدر المسؤول في تصريح خاص لـ"الصباح": ان "دمشق مازالت تنتظر وفداً عراقياً امنياً او سياسياً لعرض المستندات والادلة التي تثبت تورط بعض المتهمين والتعاطي بايجابية كبيرة مع هذا الوفد، اذ لن نقبل لأي شخص كان ان يسيء للعراق وأمنه ويعرض استقراره للخطر.
عنوان الخبر مكان النشر
19 مي مظفر.. قصائد جميلة جارحة.. الفقد والموت خبز العراقيين اليومي
رويترز
قراءة مجموعة «من تلك الارض النائية» للشاعرة العراقية مي مظفر تشكل تجربة تحفل بأحزان شديدة العمق والاتساع فتنقل الشاعرة القارىء بقصائدها الجميلة الجارحة الى أجوء الفقد والموت وهما تحولا الى خبز يومي للعراقيين.

ومي مظفر الشاعرة العراقية تصور الاحزان الشخصية والعامة فتبدو هذه الاحزان في أحيان كثيرة واحدة يصعب التفريق بين خاصها وعامها فللشاعرة قدرة على تصوير أحزان الاخرين بألفة فكأنها تحمل خلاصة تجارب الاخرين ومحنهم من خلال محنتها الشخصية.

ومع كل ذلك وكما يجري القول الشعبي اللبناني فإن «االجمرة لا تحرق الا مكانها». هذا لا يعني سوى اننا نعيش آلام جروحنا فعليا اكثر من عيشنا جروح الاخرين. لكن من المرجح ان ذوي النفوس الكبيرة اصحاب الصفاء النفسي والعقلي لابد من ان يطلوا على آلام الانسانية جمعاء من خلال آلامهم. عند مي مظفر تتحول الآلام الشخصية الى مأساة انسانية كما نرى في آلام الاخرين على عموميتها.. مأساة خاصة.

مجموعة مي مظفر جاءت في نحو 100 صفحة متوسطة القطع وبلوحة غلاف للفنان العراقي رافع الناصري. وقد صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وأهدت الشاعرة مجموعتها «الى روح اخي نمير».

كتب مقدمة المجموعة صباح الناصري استاذ الادب العربي في جامعة ليموج الفرنسية. قال الناصري «لم أتوقع عندما بدأت قراءة قصائدك الدخول الى العالم الذي أدخلتني فيه. وعندما انتهيت من قراءتها بقيت ساكنا صامتا فترة طويلة قبل أن أعود الى مجرى حياتي العادية... وأعدت قراءتها مرات ومرات تخرجني كل مرة من حياتي المسطحة الباهتة وتجذبني نحو أعماق الأسى والامل التي لا قعر لها...».

قد ينتاب القاريء هنا شعور بأن بعض كتاب المقدمات يلجأون أحيانا كثيرة الى الاشادة والتقريظ. ثم يقرأ بعض ما في المجموعة فيكاد يشعر بالخجل من كاتب المقدمة ومن الشاعرة لإسراعه الى الاستنتاج والحكم. لقد كتب الناصري بعمق وبقراءة غاصت في روح قصائد مي مظفر.

أدرجت الشاعرة قصائدها تحت أربعة عناوين هي «في أحوال الغربة والتغرب» و«أينما تكون.. سلاما» و«ما بين بين» و«أوطان مفخخة». معظم القصائد كتبت في البحرين والعاصمة الاردنية عمان. وقصائدها الا قليلا جدا منها لم تحمل عناوين.

تقول في قصيدة تلت قصيدتها الاولى متحدثة عن حضور خفي للراحلين وما أكثرهم في العراق «أغلقت الباب ورائي لم أترك غير الجدران ترافقني/ في غرفة بيت مسكون/ بشخوص أخرى ترقبني/ تترصد خطوي/ تومئ.. تغمز.. تحفر وجها في الجبصين/ وتخفي ناسا في الاركان/ فأكاد بأذني أسمع همسا يأتي من شق/ في تلك المنضدة وذاك البرفان/ من هفهفة الموسلين على شباك أغلق منذ سنين/ شفة تهمس/ ريح تجري من بين أصابع كفي الذابلتين/ جمع يتدفق دون استئذان/ ليطارد وجهي في كل مكان».

ترسم بأسى ومرارة صورة مؤلمة «لحركة الحياة» في بلدها فتقول في قصيدة أخرى «مذ أمست الطرقات فارغة.. وقام/ العسكر الاغراب يحمون الشوارع/ يستبيحون المنازل/ ظلت العربات واقفة../ وساعات المدينة/ ودنا المساء/ فحل ضيفا عند عائلة رهينة».

وفي تصوير جميل مفجع للغربة القسرية وفي تذكر للايام الحلوة الافلة تقول «على طرف خفي من جنائنهم/ جلسنا نحن مغتربا ومغتربة/ نحاول أن نرمم روحنا../ ملامحنا التي بدأت تزول/ تبادلنا بأيدينا حكايات مهربة/ تذاكرنا عن الطرقات عن/ مقهى.. وعن جسر ومئذنة/ وناس فوق كف الماء يلتمسون أوطانا/ ولا مهرب/ صمتنا حين بددنا الكلام سدى/ وعدنا مرة أخرى/ نشد على أيادينا/ نتفّه من مآسينا/ نسافر نحو نهر مستبد في أغانينا/ فنلقى طائرا عطشا يحوّم حول شاطئه/ ولا يشرب».

الشاعرة مصورة فذة حيث تنقل لنا الآلام ووجوهها المختلفة. ففي تصوير رائع في غرابته للوحشة ولزمن الاحزان الذي لا يتحرك وكأنه لايزال مربوطا بأمراس الكتان التي تحدث عنها امرؤ القيس تقول «الساعة ظلت واقفة بعد الظهر/ ظلت ساكنة فوق الحائط/ تتطلع في وجهي المبلول/ تتكتم عن قول.. وتقول/ الساعة ظلت واقفة/ والصمت يفيض ويهطل غيما ابيض/ للساعة وجه امرأة/ نزفت ماء العين../ ويداها مرسلتان على جسد مشلول/ والوقت يطول».

وحيث يجتمع الاحبة يحضر الحبيب الغائب كأنه فيهم جميعا وكأنهم منه ومن روحه التي تحضر فيهم. الكل في واحد وواحد في الكل روحا وجسدا. نقرأ بل نرى ونكاد نسمع كأننا في حفلة تحضير أرواح.. لكن الارواح هنا حاضرة في وحدة حياة لا تنفصم ولا سحر سوى سحر الكلمة الحبلى بالالم. تقول «في كل منا شيء منك يرى/ فإذا ما التأم الشمل../ انسلت من بين الاركان خطاك/ لذنا بالصمت/ فصار الصمت لدينا/ رمز حضورك او ذكراك». أما الفجيعة الكبرى فهي عندها ما يبدو من عبثية ما يجرى بالنسبة اليها فهي تعجز عن فهمه. تقول «انهم لا يعرفونا/ انهم لم يعرفونا/ لم يذوقوا ماء نهرينا/ ولا خبزا خبزنا بيدينا/ ما رأونا قبل هذا اليوم قط/ فلماذا يقتلونا؟»

بعض قصائد المجموعة قصائد نثر. في إحداها تصف لنا ما يجري في بلدها وتصوره مفجعا. ولعل أثره في النفس ناتج الى حد بعيد عن بعده نوعا ما عن الخيال أو فلنقل عن التصوير الشعري الخيالي. تقول «على غفلة من قطّاع الطرق/ وبنادق المارينز المكهربة/ تتسلل ظلال العراقيين/ لتبحث من بين الجثث المشوهة عن ولد فقيد/ وتلم من فوق الارض المحروقة/ ما أبقته النار من بشر».
عنوان الخبر مكان النشر
20 وزير المالية العراقي باقر جبر الزبيدي لـ « الوطن »: نتمنى أن تواصل قطر دورها الريادي في دعم العملية السياسية الديمقراطية في العراق
الوطن القطرية

تمنى وزير المالية العراقي المهندس باقر جبر الزبيدي، ان تواصل دولة قطر دورها الريادي في تقديم الدعم والمساندة للعملية السياسية الديمقراطية في العراق أسوة بما قامت به في حل العديد من القضايا العربية الشائكة، وقال في حديثه لـ الوطن ان الحوار الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية، والمجلس السياسي للمقاومة العراقية بعيد عن الموضوعية، ومخالف لكل قوانين الشرعيةالدولية، لأن الأميركيين قبل غيرهم يعرفون ان هذا المجلس ساهم بقتل العراقيين. وأكد الزبيدي انه بات لدينا ما يقارب مليون رجل أمن، وهم قادرون على حفظ الأمن والاستقرار في العراق، لكن الذي ينقصنا هو العمل الاستخباري الدقيق المبني على اسس علمية، ما يسمح بحدوث بعض الخروقات الأمنية هنا وهناك، ورأى ان الحديث عن انفصال سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، غير واقعي وغير عملي، والدستور أكد ان العراق هو عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي، واشار إلى أن العلاقات مع سوريا متطورة في عدد من المجالات، وهناك جوانب عالقة من مخلفات العهود السابقة يجري حلها بإرادة مشتركة.

واعرب الزبيدي عن اعتقاده ان خيار الدول الكبرى الاستراتيجي، هو الانسحاب من كافة المناطق الساخنة في العالم خلال السنوات العشر القادمة، كما اعتقد ان الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011، سيكون جدياً لأنه أمر حتمي، متمنياً على الدول العربية الانفتاح على العراق الجديد.

ولفت إلى انه لم تكن هناك فتنة طائفية أو عرقية في العراق، انما كان هناك مجموعات إرهابية طائفية وعنصرية مارست القتل على الهوية، وجوبهت بالاستنكار من قبل الشعب العراقي. وقال: إن قانون المحافظات الأخير، كرس الفيدرالية بمعناها الإداري واعطى الحكومات المحلية سلطات واسعة، بدأ المحافظون ومجالس المحافظات بتنفيذها.

وأكد ان العراق تجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية من خلال احتياطات وزارة المالية التي تقدر بـ 15 مليون دولار لتغطية العجز الاضافي في موازنة 2009، واضاف ان عبور الأزمة والوضع المالي الحالي يبشر بالخير.

وفي ما يلي نص الحوار المكثف:

ما حقيقة الوضع المالي العراقي حاليا، وكيف تستطيعون مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه العراق في مجالات: النفط، الموازنة التشغيلية، الموازنة التكميلية، رواتب المتقاعدين، وأولويات تمويل الوزارات السيادية؟

- بعد حصول الأزمة المالية العالمية التي انعكست سلبيا على اقتصادات الدول النفطية، بسبب الانخفاض الحاد بأسعار النفط استطاع العراق أن يتجاوز الأزمة من خلال احتياطات وزارة المالية التي تقدر بـ 15 مليار دولار لتغطية العجز الاضافي، في موازنة 2009، وعبور الأزمة والوضع المالي الحالي يبشر بالخير.

حوار مخالف لكل القوانين

كيف تنظرون إلى الحوار الدائر بين الأميركيين والمجلس السياسي للمقاومة العراقية؟

- ان هذا الحوار بعيد عن الموضوعية ومخالف لكل قوانين الشرعية الدولية لأن الأميركان قبل غيرهم يعرفون جيدا ان هذا «المجلس السياسي» قد ساهم بقتل العراقيين في شوارع ومساجد وأسواق محافظات العراق كافة ولا يمكنني ان اتصور ان مسؤولا أميركيا يستطيع ان يواجه عوائل القتلى الجنود الأميركان الذين يتساءلون مع شهداء العراق كيف يمكن لقاء القتلة والتحدث إليهم ومصافحة الأيدي التي لازالت تقطر من دمائنا، ان المصالح الوطنية يجب ان تكون مصالحة حقيقية مع الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء.

الوضع الأمني

هل استطاعت الحكومة العراقية سد الفراغ الأمني بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن، أم أنكم ما زلتم تخشون تصعيدا يصعب عليكم مواجهته دون دعم خارجي؟

- وزارتا الدفاع والداخلية تضمان ما يقارب من مليون من رجال الأمن، وقد دخلوا في دورات مكثفة وتم تسليحهم بالسلاح الخفيف والمتوسط وهم قادرون على حفظ الأمن والاستقرار في العراق، الذي ينقصنا هو العمل الاستخباري الدقيق المبني على أسس علمية، ولذلك نحن نعتقد ان القوة والعدد لرجال الأمن العراقيين قادرة على حفظ الأمن والاستقرار وسد الفراغ الأمني، ولكن هذا لا يعني عدم وجود خروقات أمنية هنا وهناك وذلك يرجع إلى عدة أسباب موضوعية.

الائتلاف العراقي

يتردد بأن هناك انقساما في الرأي داخل الائتلاف العراقي الموحد، واحتمال تشكيل لائحة انتخابية تضم رئيس الوزراء وقوى سياسية منفردة، ما صحة هذا الانقسام والحدود التي وصل إليها؟

- الأغلبية في الائتلاف الوطني العراقي، اتفقت على الدخول في قائمة وطنية عراقية تضم كافة القوى الوطنية المتنوعة فاسحة المجال لكل من يريد الدخول بهذا الائتلاف ان يكون متنوعا ويقدم صورة قائمة تضم فيها قوى وطنية متعددة، ومن الطبيعي ان تحصل داخل أي ائتلاف وجهات نظر متعددة، اعتقد في النهاية ان الائتلاف الوطني العراقي سيشكل من كل القوى الرئيسية، وستقدم كل وجهات النظر التي تناقش حاليا ضمن لجنتين، واحدة لتحديد نسب الاحزاب والشخصيات في البرلمان القادم والثانية لاستكمال رسم استراتيجيات الائتلاف القادم ونظرته إلى طبيعة دوره القادم، وان يتحول إلى مؤسسة تحاسب الوزراء قبل ان يحاسب البرلمان وزراء الائتلاف.

الانفصال

هل تتوقعون انفصالات لأكراد العراق وما مصير منطقة كركوك المتنازع عليها، في حال حصول ذلك؟

- الحديث عن انفصال سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب يطرح في الإعلام على خلفية غير واقعية وغير عملية.

الدستور اكد ان العراق عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي، وإقليم كردستان أمس عام 1991، وصدام كان في السلطة وتعامل معه كواقع وخصص له 13%، من ربع المبيعات النفطية لذلك في ظل هذه المعطيات فإن الواقع في كردستان العراق هو واقع عراقي لا انفصالي ونحن والأكراد العراقيون على كلمة سواء بيننا وبينهم والموازنة العراقية ومبيعات النفط والمعادن والسياسة الخارجية ووزارة الدفاع كلها مركزية.. نعم هنالك اختلاف في وجهات النظر حول كركوك ومناطق مختلف عليها في اطار عملية الحوار الوطني يجب ان تحل ضمن الدستور الذي صوت عليه 12 مليون عراقي.

ما رأيكم بالاختراق المفاجئ الذي حققته المعارضة الكردية في الانتخابات التي جرت مؤخرا؟

- هي عملية ديمقراطية ولولا وجود هذه الأجواء الديمقراطية لما حصل هذا التطور وهذا ديدن العمليات الديمقراطية الحقيقية فهنالك جهات تصعد وهناك جهات تهبط من سلم العمل السياسي.

العلاقة مع الجوار

كيف تقيمون العلاقات العراقية مع دول الجوار، خصوصا مع سوريا؟

- العلاقات الحالية مع سوريا علاقات متطورة في مجال الاقتصاد والعلاقات الثنائية وتبادل السفراء والزيارات المتبادلة التي حصلت بين دمشق وبغداد لمسؤولي البلدين دليل على ذلك، لكن هناك جوانب عالقة من مخلفات العهود السابقة يجري حلها بإرادة مشتركة.

الدور القطري

دخلت دولة قطر على العديد من المصالحات العربية وحققت نجاحا في ذلك هل هنالك دور قطري مأمول في اطار المصالحة العراقية؟

- كان لقطر وسمو الأمير دور رائد في حل العديد من القضايا العربية الشائكة ونحن نقدر له هذا الدور العربي ونتمنى أن تواصل قطردورها الريادي في تقديم الدعم والمساندة للعملية السياسية الديمقراطية في العراق.

الانسحاب

هل تتوقعون أن تفي واشنطن بتعهداتها إزاء الانسحاب الكامل من العراق عام 2011 أم أن التصريحات في هذا المجال قابلة للنقض؟

- من خلال المعطيات الواقعية للدول الكبرى، نحن نعتقد أن الدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا سيكون خيارها الاستراتيجي هو الانسحاب من كافة المناطق الساخنة في العالم خلال السنوات العشر القادمة.

ولاحظنا كيف انحسرت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس «بريطانيا) عن كل المستعمرات التي كانت تحتلها وبدا الصراع في داخلها (الجيش الجمهوري والايرلندي) لذلك فاني اعتقد اننا كدول عربية واسلامية علينا ان نبدأ بالتفكير جديا بالتلاحم والتفاهم وحل خلافاتنا بالطرق السلمية استعدادا لذلك.

ومن هذا المنطلق نحن نعتقد أن الانسحاب الأميركي من العراق 2011 سيكون جديا لأنه امر حتمي لهذا انا اتمنى على الدول العربية انفتاحا على العراق الجديد والدخول في عصر الشراكات الاقتصادية والمالية والسياسية لما فيه خير شعوبنا العربية.

وأد الفتنة

هل ولدت الفتنة الطائفية والمذهبية في العراق أم أنها مازالت أشبه بالجمرة تحت الرماد؟

- لم تكن هناك فتنة طائفية أو عرقية انما هنالك مجموعات ارهابية طائفية وعنصرية مارست القتل على الهوية، وجوبهت من قبل الشعب العراقي بالاستنكار والادانة، بل إن قوى الأمن العراقية وصحوات العشائر قاتلتها ودحرتها إلى الأبد.

ما اسباب فشل قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة المنضوية في اطارها، في انتخابات مجالس المحافظات؟

- لكل جواد كبوة وما حصل في الانتخابات المحلية له أسباب عديدة منها عزوف أكثر من 50% من الناخبين عن المشاركة في الانتخابات لاسباب متعددة منها قصور الخدمات وتقصير المفوضية العليا للانتخابات وحملة اشاعات مغرضة شعواء طالت رموزا واحزابا وطنية.

الفدرالية

هل ولت مسألة الفدرالية، هل ارجئ الحديث عنها بانتظار توافر الشروط المناسبة أم انها اصبحت بحكم اللاغية؟

- قانون المحافظات الأخير كرس الفدرالية بمعناها الاداري واعطى للحكومات المحلية سلطات واسعة بدأ المحافظون ومجلس المحافظات بتنفيذها، ولذلك فإن إدارة أبناء المحافظة لمحافظتهم أمر حسن فالمركزية الإدارية المقيتة مرفوضة من قبل الجميع، ومن صلاحيات وحقوق أبناء المحافظة اختيار المحافظة واعضاء مجلس المحافظة ومن يعتقدون بخلاصه ونزاهته امر حسن.

 

رابعا نصوص المقالات
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 حروب الآخرين والعراقيين على أرضهم

عصام نعمان

الخليج الاماراتية

ما أشبه عراق اليوم بلبنان الأمس. الأمس في لبنان يمتد من اللحظة الراهنة رجوعاً إلى سني الثمانينات الدامية، وقد تتجدد حروب الماضي “التليد” في الحاضر الوليد وربما تمتد إلى المستقبل المجهول. الأمس في العراق بدأ بالاحتلال سنة 2003 وامتد بحروبه إلى الحاضر وما زال، وربما سيمتد إلى المستقبل المجهول.

 

بين الأمس واليوم اندلعت في لبنان حروب كان بعض اللبنانيين يسميها “حروب الآخرين على أرضنا”. ثم تبيّن أن لبعض اللبنانيين دوراً في تلك الحروب لا يقل ضلوعاً ووحشية عن الآخرين. هي، إذاً، حروب الآخرين واللبنانيين معاً على أرضنا.

 

في العراق اندلعت، بادئ الأمر، مقاومة باسلة شنّها العراقيون على الآخرين، أي على المحتلين. حروب المقاومة العراقية ضد الاحتلال ما كانت تتوقف، من وقت إلى آخر، إلاّ عندما ينجح المحتلون الأمريكيون في توليف “مقاومة” أهلية مضادة للمقاومة الوطنية الجادة. هي، إذاً، حروب الآخرين والعراقيين معاً على أرض بلاد الرافدين.

 

“بطل” حروب لبنان وحروب العراق واحد. انه العدو الأمريكي الصهيوني. فهو يخوض حروبه بالوكالة حيناً وبالأصالة حيناً آخر. لكنه يخوضها في كلا الحالين بضراوة ووحشية مذهلتين، ويدفع ثمنها الباهظ في كل الظروف المدنيون الأبرياء.

 

إذ يستعد البطل إياه إلى توليف حرب جديدة في لبنان بصيغة فتنة مذهبية بين أهل السنّة والشيعة للنيل، بشكل أو بآخر، من حزب الله، يفاجئنا في العراق بتفجيرات وحشية ضارية لعلها مقدمة لإحياء حرب أهلية طائفية ظننا انها انحسرت وتلاشت.

 

ما الغاية؟ ثمة أسباب خمسة.

 

أولها، ان قوات الجيش والشرطة العراقية بدت عاجزة عن النهوض بأعبائها وواجباتها بعد “انسحاب” قوات الاحتلال الأمريكية من المدن إلى قواعد خارجها. بصرف النظر عن سبب العجز (المرجح ان يكون صناعة أمريكية) فقد تجلّى أكثر ما يكون في الشمال (الموصل وجوارها) وبعض مناطق بغداد والوسط. بسرعة لافتة تذرع الأمريكيون بالاضطرابات الأمنية المستجدة والمتناسلة ليكرهوا الحكومة “المركزية” على عقد اتفاق يقضي بإيجاد صيغة تعاون بين قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية والقوات الأمريكية المحتلة لضبط الأمن داخل المدن وخارجها في مناطق الشمال. هكذا تكون القوات الأمريكية التي “انسحبت” إلى خارج المدن قد عادت إليها على نحوٍ مخالف للاتفاق الأمني المعقود أواخر السنة الماضية بين حكومتي الولايات المتحدة والعراق.

 

ثانيها أن مجلس النواب العراقي كان وافق على الاتفاق الأمني شريطة عرضه على استفتاء عام خلال شهر يناير/ كانون الثاني 2010. حكومة نوري المالكي اتخذت قراراً وباشرت بتنفيذه لإجراء الاستفتاء في موعده. إذا صوّت العراقيون ضد الاتفاق الأمني في الاستفتاء، وهو غالباً ما سيحصل، فإن معنى ذلك ان الأمريكيين سيجدون أنفسهم مضطرين إلى الخروج من العراق خلال سنة 2010 بدلاً من نهاية سنة 2011. وبما ان الخروج المبكر لا يناسب الأمريكيين ولا بعض حلفائهم المحليين، فقد بات من الضروري خلق ظرف سياسي وأمني يؤدي إلى إلغاء الاستفتاء أو جعل إجرائه متعذراً.

 

ثالثها، ان نوري المالكي الذي خرج منتصراً من انتخابات مجالس المحافظات، باشر نهجاً طموحاً لتوسيع نفوذه محلياً وإقليمياً، فانفتح أكثر على الأوساط السنّية والوطنية المعارضة للأطراف “الائتلاف الشيعي” الذي يقوده “المجلس الإسلامي الأعلى”. ثم ما لبث ان قام بجولة حملته إلى واشنطن وانقره وطهران ودمشق لتلميع صورته وتوطيد نفوذه. ولعل أهم زياراته كانت لدمشق حيث وقع العديد من الاتفاقات الأمنية والاقتصادية، وأبرزها إعادة تشغيل خط كركوك-بانياس النفطي، ما رفعه إلى مرتبة حليف إقليمي لسوريا. هذا الصعود اللافت أقلق حلفاء المالكي المحليين، كما اقلق واشنطن ولاسيما لجهة تعاونه الوثيق مع دمشق وتداعيات ذلك على المخططات والمصالح الامريكية في المنطقة.

 

رابعها، ان المالكي استشعر في نفسه قوة مستجدة شجعته على محاولة الاستقلال عن “الائتلاف الشيعي” ببناء ائتلاف وطني باسم “دولة القانون”، يخوض الانتخابات النيابية تحت رايته وشعاراته ويحصل بواسطته على أكثرية مقاعد البرلمان. هذا التوجّه أقلق القوى والشخصيات الشيعية المتعاونة مع أمريكا وإيران والساعية إلى تعزيز قبضتها على مجلس النواب والحكومة معاً.

 

خامسها ان الرئيس السوري بشار الأسد الذي تسعى واشنطن إلى استيعابه وإبعاده تدريجياً عن إيران، فاجأ الجميع خلال زيارته طهران لتهنئة محمود أحمدي نجاد بإعادة انتخابه لولاية جديدة بالدعوة جهاراً نهاراً إلى قيام تحالف بين دمشق وطهران على ان تنضم إليه لاحقاً بغداد وأنقرة. اقتراح الأسد لاقى ترحيباً فورياً من القائد المرشد علي خامنئي، لكنه أثار امتعاضاً منتظراً من أمريكا وحلفائها الإقليميين. ذلك ان واشنطن تخطط لتفعيل المسارات الثلاثة: الفلسطيني- “الإسرائيلي” والسوري- “الإسرائيلي” واللبناني- “الإسرائيلي”، وهي وجدت في إصرار سوريا على تعزيز تحالفها مع إيران ما يشكل تهديداً لسياستها ومصالحها في المنطقة، ولاسيما بعد ارتقاء علاقات دمشق مع حكومة المالكي إلى مرتبة التحالف الوثيق.

 

يتحصل من هذا العرض ان المالكي ودمشق هما المتضرران بالدرجة الأولى من تفجيرات بغداد، ولا يعقل منطقياً وسياسياً، والحالة هذه، ان تكون دمشق او جهة موالية لها قد ارتكبت الجريمة النكراء. فلماذا وافق المالكي على سحب السفير العراقي من دمشق وعلى سائر التدابير السلبية الأخرى وهو العالم بأن جهة غير دمشق هي، على الأرجح، من يقف وراء التفجيرات؟

 

أرى أن المالكي أُسقط بيده. ذلك أن ضراوة الجريمة من جهة وتبني معظم أركان النظام للرواية القائلة بأن عناصر بعثية مقيمة في سوريا مسؤولة عن التفجيرات من جهة أخرى أكرهاه على أن يختار احد خيارين كلاهما مرّ: ان يرفض الرواية الاتهامية لسوريا فيبدو كأنه أصبح في خندق واحد مع البعث العراقي المعادي لمعظم مكوّنات الائتلاف الشيعي، أو أن ينحني للعاصفة فيعاود اصطفافه مع حلفائه القدامى لينقذ حياته السياسية، فكان أن اختار ما يبقيه، ربما، على قيد الحياة.

 

الولايات المتحدة وأركان “الائتلاف الشيعي” هم المستفيدون بالدرجة الأولى من التفجيرات ومن شلّ صعود المالكي وربما تداعيه إلى السقوط. فقد أصبح في وسع واشنطن الآن تمديد بقاء قواتها في العراق وخارج المدن، كما أصبح في وسعها الحدّ من توسع نفوذ سوريا في العراق وانعكاس ذلك كله على موازين القوى في المنطقة.

 

ماذا عن إيران؟

 

يجب ألاّ يغيب عن الأذهان أن أطراف “الائتلاف الشيعي”، وقد أصبح اسمهم “الائتلاف الوطني”، هم شأن المالكي أصدقاء إيران وأصدقاء أمريكا في آنٍ واحد، وان موقفهم الحقيقي كما فعاليتهم السياسية سيقررهما مستقبل الصراع بين واشنطن وطهران.

 

كل هذه التطورات وما سيليها تؤكد حقيقةً ستبقى، بكل أسف، سائدة في الحاضر كما في المستقبل المنظور وهي أن العراق أضحى وسيبقى، حتى إشعار آخر، ملعباً وميداناً لحروب الآخرين والعراقيين على أرضه.


ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2
أين أموال صدام؟
محمد بن إبراهيم الشيباني
القبس الكويتية

في عام 2000 كان رقم 61 يحمل اسم الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين ضمن اكبر مائة ملياردير في العالم، حيث كان يملك آنذاك سبعة مليارات دولار اميركي! السؤال: أين هذه المليارات، لو اكتفينا بها ولم نسأل عن املاكه الكثيرة في العالم التي تتكون من ذهب وفضة وأسهم وعقار وشركات كانت تدار من قبل مقربين له ظاهرين معروفين أو غير ظاهرين سريين قد لا يعرف احد عنهم شيئا حتى يومنا؟
وكما ينطبق هذا السؤال على اموال صدام حسين، ينطبق على غيره من الطغاة في التاريخ الحديث، عندما يغتالون أو يقتلون أو يسجنون مثل هتلر الذي قيل انه ترك ثروة كبيرة على شكل نقود ذهبية في البنوك السويسرية، وينطبق السؤال نفسه على تجار المخدرات وغسل الاموال الذين يقبض عليهم ويملكون في البنوك ارصدة تفوق ارصدة الكثير من الدول النامية أو حتى غير النامية، وينطبق كذلك على زمرة صدام الباقية اليوم في سوريا والاردن ولبنان والامارات ومصر ودول اوروبية، وعلى اسرته كذلك. هؤلاء ووفق ما تقول التقارير أو الاخبار السيارة التي تأتي من تلك الدول، انهم قد هربوا مليارات الدولارات التي تفوق التصور من كثرتها، وهي ارقام خيالية، بل ان الذي بقي منها في العراق مخبأ ومكنوز عند جماعته الباقين هناك، كذلك تفوق التصور، وهم ينتظرون كل فرصة لتهريبها أو اظهارها، والاستفادة منها، لانها مبالغ صحيحة ويرون ان المدة قد طالت عليهم، بل منهم من مات ولم يستفد منها فأعطى رفيقه سره قبل مغادرة هذه الفانية!
التعامل في العراق ما زال بالدولار الاميركي، واستطاع من يملك هذه المليارات أو قل الملايين الموزعة هنا وهناك ان يشتري المواد الغذائية ومواد البناء ويبيعها للتجار، أو يشاركهم حتى يبيضها بعد ذلك! ناهيك عن الاموال الجديدة التي قد دخلت السوق لاعماره من دول العالم واميركا، وهي تعد بالمليارات، وهي اليوم بيد رجال الحكومة ومجلس الشعب عندهم والتي ضاع أو طار أكثرها مع الريح!
أموال الطغاة، وعلى رأسهم صدام حسين، أين ذهبت؟ ولو لم يأخذها ازلامه الباقون ففي حساب من دخلت؟ وما القوانين الدولية المبيحة لذلك؟ وان وجدت، فلمن تكون ملكيتها؟ البنوك الاخرى المودعة فيها أم دولها؟ أم اميركا والدول التي لها جيوش في العراق أو في الدول المستعمرة أو المحتلة بالامس أو اليوم أو المستقبل؟ والله المستعان.
Shaibani@makhtutat.org
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3
احتواء الخلافات يحقق صالح الجميع
افتتاحية صحيفة عمان

يبدو أن الأمة العربية موعودة بتجدد الخلافات بين أبنائها، بغض النظر عن الواقع ومتطلبات التعامل معه، والمصالح التي تحتاج إلى السير في دروب ملائمة لتحقيقها، وبدلا من ذلك تتجدد الخلافات والمنازعات وحتى المواجهات لتكون زادا يوميا متجددا ينشغل بها المواطن العربى على امتداد المنطقة، وتتوه أمامها المصالح الحقيقية وذلك من أجل مصالح وحسابات تثير التساؤلات وعلامات الاستفهام حول جدواها والهدف منها، خاصة في مثل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة.
ومع الوضع في الاعتبار الكثير من الخلافات والمنازعات التي تستنزف القوى والجهد، والتي ينشغل معها الجميع عما ينبغي التركيز عليه، فإنه في الوقت الذي تطرح فيه الفصائل الفلسطينية كل يوم تقريبا خلافات جديدة فيما بينها، وصلت إلى حد نزع بعضها الشرعية عن مؤسسات فلسطينية ظهرت حتى قبل مولد تلك الفصائل ذاتها، فإن ما حدث من جدل بين العراق وسوريا خلال الأيام الأخيرة بشأن تفجيرات بغداد الدامية، يثير في الواقع الدهشة والتساؤل حول الهدف من حدوث ذلك، وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج، ليس فقط لان استقرار وأمن العراق هدف عربى أكدت دمشق مرارا حرصها عليه، ولكن أيضا لأن العلاقات السورية العراقية تشكل بالضرورة ركنا أساسيا لبناء الاستقرار في العراق والمشرق العربى والمنطقة من حوله ايضا.
ومع التأكيد على الاحترام الكامل لكل ما يتصل بالشأن الداخلي لكل من العراق وسوريا، وهو موقف مبدئي عماني راسخ ودائم في التعامل مع كل الأشقاء والاصدقاء في كل الأوقات وتحت كل الظروف، فإنه من المؤكد كذلك أن بناء ودعم العلاقات السورية العراقية، وتجاوز الخلافات بين العاصمتين العربيتين المهمتين عربيا واقليميا، يعد على جانب كبير من الأهمية والتأثير في الأوضاع العربية المنشودة بوجه عام، وبالنسبة للمصالح العراقية والسورية بوجه خاص. ولذلك كان الترحيب بعودة العلاقات وتبادل السفراء والسير معا – من جانب دمشق وبغداد - لبناء مرحلة جديدة من العلاقات القائمة على الثقة المتبادلة فيما بينهما.
وإذا كانت تفجيرات بغداد الدامية في الأسبوع قبل الماضي لاتزال موضع تحقيق من جانب السلطات العراقية، ومع الوضع في الاعتبار طبيعة الظروف الاقليمية الراهنة وحرص أطراف مختلفة على الحد من التجاذب العراقي السوري لأسباب عديدة، فإن ما أعلنته دمشق من تأكيد على حرصها على استقرار العراق، وهو ما أكده فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، وترحيب دمشق بارسال وفد عراقي إلى سوريا لمناقشة المسألة، من شأنها في الواقع أن تدعو إلى التريث، أوعلى الأقل عدم السير نحو تصعيد الخلافات بين الدولتين الشقيقتين، حرصا على علاقات يأمل الجميع أن تظل طيبة وأن تزداد قوة ومتانة لصالح الدولتين والشعبين الشقيقين في العراق وسوريا والمنطقة من حولهما أيضا.
من جانب آخر فإنه من المهم والضروري أن يتجه كل الاشقاء وعلى امتداد المنطقة – وليس فقط دمشق وبغداد – إلى العمل والسعي لحل أية خلافات عبر الحوار الايجابي ومن خلال إتاحة الفرصة للجهود والنوايا الطيبة لأن تشق قناة للالتقاء وبحث وتناول أية خلافات بغرض حلها وتجاوزها، خاصة وأن ما يحيط بالمنطقة من تحديات ظاهرة ومستترة، بات يشكل ضرورة لتجاوز واحتواء الخلافات والمنازعات لصالح كل الاشقاء وللمنطقة ككل أيضا.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 خطر التشيع أم التهويد

موفق محادين
العرب اليوم الاردنية

يستطيع اي غيور على دين معين ان يحتج ويقيم الدنيا ولا يقعدها اذا ما انتقل احد المؤمنين بهذا الدين الى دين آخر .. ولكن ما هو الضير في ذلك اذا ما جرى هذا الانتقال من مذهب الى مذهب داخل الدين نفسه, فيتحول كاثوليكي الى الارثوذكسية او العكس, ويتحول شافعي الى مالكي او حنبلي او شيعي الى سني او سني الى شيعي.

طبعا تستطيع اية جماعة مذهبية ان تقول ما تشاء حول احتكارها للمذهب الحق وتكفير ما عداها ولكن لا يحق للدولة والمجتمع ان تنزلق الى هذه الثقافة الاقصائية التكفيرية, فهي عندئذ لا تختلف كثيرا عن الجماعات المتطرفة المتهمة بالارهاب الفكري او المذهبي ..

وفيما يخص الشيعة تحديدا واضافة لحقائق التاريخ نفسه فان اكبر علامة ازهري في القرن العشرين وهو الشيخ شلتوت اضافهم الى المذاهب الاسلامية السائدة وكذلك العلامة الدكتور المعاصر محمد العوا المقرب من جماعة الاخوان المسلمين في مصر ولا يستطيع احد ان يشكك لا بغيرة الرجلين ولا بعلمهما الواسع في الفقه والدين ...

وفي الواقع فان الذين يفتحون ملفات التشييع في الوطن العربي, يدركون كل الادراك ويعلمون علم اليقين ان هذه الحالات المحدودة لا اثر لها اطلاقا على الغالبية الساحقة من اهل السنة ...

وان المسألة في حقيقتها هي توظيف وتحشيد اعلامي »سياسي« ضد ايران »السياسية« وليس ايران الشيعية فليس لدى اصدقاء امريكا العرب أية مشكلة مع أية جهة شيعية في الحكم او خارجه اذا كانت من طينتهم ومعسكرهم كما يدلل التباكي اليوم على كروبي ورفسنجاني وموسوي وامثالهم.

ويمكن الاضافة ايضا بان كل هذه الحملة الامريكية - الصهيونية حول الخطر الشيعي ليست اكثر من امتداد وصورة اخرى لما كان يسميه الاعلام الامريكي - الصهيوني وتحالفاته العربية - خطرا شيوعيا سو ياتيا في الخمسينيات, ثم خطرا قوميا ناصريا في الستينيات, علما بان عبدالناصر كان سنيا, بل ان اوساطا عراقية سنية لم تنج من هذه الحملة طيلة التسعينيات باعتبارها حسب الاعلام الامريكي - الصهيوني وتحالفاته العربية خطرا مذهبيا على الشيعة المساكين!!

ومن المؤكد انه لو حدث - لا سمح الله - ونجحت المؤامرة الامريكية- الصهيونية على ايران ووجدنا على رأس الحكم فيها جماعات متأمركة ومتأسرلة »من اسرائيل« فقد نسمع من جديد كلاما جديدا عن »الخطر السني« الذي تمثله المقاومة في العراق وافغانستان ... وهكذا

وذلك كله من دون ان نسمع كلمة واحدة في الاعلام الرسمي العربي عن خطر التهويد والصهينة التي تجتاح المنطقة كلها وتواجه كل من يتصدى لها بقانون مكافحة الارهاب ومعاداة السامية.

 


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net


ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
5 لبننة العراق

د. محمد فوزي الرؤية الكويتية

مرحلة جديدة تظهر ملامحها في العراق الآن مع إعلان رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار الإصلاح الوطني إبراهيم الجعفري تشكيل «الائتلاف الوطني العراقي» لدراسة الأخطاء التي وقع فيها الائتلاف السابق ويتجاوزها نحو إلغاء الطائفية، وبناء التحالفات على أسس وطنية وخوض الانتخابات التشريعية في شهر يناير المقبل.الائتلاف الجديد يضم المجلس الأعلى الإسلامي، ومنظمة بدر، والتيار الصدري، وكتلة التضامن، وتيار الإصلاح الوطني، فضلاً عن شخصيات سنيّة وبعض قادة الصحوة.

الائتلاف الجديد نشأ على أنقاض الائتلاف الشيعي الحالي الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، وحقق من خلاله انتصارات كبيرة ومدوّية، خاصة بعد فوز رجال حزب الدعوة الذي يرأسه في الانتخابات البلدية الأخيرة، بعدها أدار ظهره لحلفائه السابقين في الائتلاف الشيعي.الطلاق السياسي للمالكي مع حلفاء الأمس وراءه أسباب عديدة ومتجذرة داخل المجتمع العراقي بدأت في الظهور مع إعلان خطط الولايات المتحدة في الانسحاب النهائي من العراق عام 2011.

الخلافات داخل صفوف الائتلاف الشيعي الحاكم وصلت إلى طريق مسدود في كل المحاور والاتجاهات، بدءاً من الحصص الوزارية وتركيبة كل حزب وصلة المسلحين بالسلطة والعلاقات مع دول الجوار، خاصة سورية وبين السنّة والشيعة والموالين لإيران والمقربين لأميركا وبين الراغبين في الحكم الذاتي في اربيل.

الخلافات بين الاشقاء في الائتلاف الشيعي استفحلت بسبب من يملك السلطة.. حزب «الدعوة» بزعامة نوري المالكي أم «المجلس الأعلى» بزعامة عبدالعزيز الحكيم الذي رحل عن دنيانا.. الأول يرى أنه الأحق بالسلطة بعد الإنجازات الكثيرة التي حققها، خاصة على الجانب الأمني الذي يتغنى به ليل نهار.الوقائع على الأرض تؤكد أن العراق يتحوّل الآن وبسرعة قياسية خاصة بعد رفع الولايات المتحدة أياديها عنه وانسحاب قواتها من كامل المدن وإعلانها الرحيل النهائي عام 2011، وهو الأمر الذي تسبب في إطلاق صراع على النفوذ بين القوى المحلية والإقليمية الفاعلة.

العراق اليوم يذكرنا بلبنان الأمس.. صراع طائفي ومذهبي مدعوم بميليشيات عسكرية تتلقى تسليحا من الخارج وسط تأجج الصراع الدموي في كل المدن.. إنجاز المالكي الأكبر على صعيد ضبط الأمن تبخر هذا الأسبوع باستهداف التفجيرات وزارات حكومية داخل المنطقة الخضراء والأسواق ودور العبادة والمدارس والجامعات.. التفجيرات حصدت الأخضر واليابس طالت المدنيين الأبرياء وجرتنا إلى سؤال: هل الهدوء الأمني النسبي الذي عاشه العراق في العام الماضي كان هدوءاً مصطنعاً لأسباب تكتيكية وليس بفضل المالكي؟!

الخلافات والاتهامات المتبادلة بين أركان الحكم في بغداد وصلت إلى الشتائم المتبادلة والعلنية بين رئيس الوزراء المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي واتهام حرس الأخير بسرقة أموال أحد المصارف في عز النهار.

الفساد اصبح سيد الموقف داخل قوات الأمن العراقية، وفقاً لتصريح الجنرال الأميركي تيموثي ريز، وأكد فيه أن الفساد يسيطر بقوة على كل العناصر داخله بسبب ضغوط الاحزاب الطائفية وتدخلها بقوة.

اذا استمر الحال على ما هو عليه فإن العراق في طريقه الى المجهول، خاصة بعد أن تعرض مواطنوه لأقسى أنواع العذاب والتنكيل على يد أبناء جلدته أمثال صدام حسين الذي سلم بلاده بأعماله غير المتزنة إلى أميركا جورج بوش، والذي حول هذا البلد بالتعاون مع زملائه «المحافظون الجدد» إلى محرقة، والمحصلة نحو المليون قتيل عراقي وأكثر من ثلاثة ملايين جريح، بالإضافة إلى الحرب الطائفية التي لا يعلم أحد متى تضع أوزارها.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
6
الفساد يخترق الأمن في العراق
د. قيس جواد العزاوي
اوان الكويتية
لا ريب أن الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق ستشهد تطورات نوعية على مستوى العلاقات والتحالفات السياسية، وكذلك على مستوى البرامج والأهداف، بيد أن هذا التطور الإيجابي السياسي لا يرافقه تطور أمني مطمئن.. حيث برزت مخاوف محلية وإقليمية عديدة ميدانياً، وهي مخاوف جادة وتتعلق بالوضع الأمني الذي شهد في التاسع عشر من أغسطس الماضي خيبة أمل كبيرة، من مستوى الأداء المخابراتي والأمني والعسكري، بالتفجيرات الإرهابية التي نالت من ثقة المواطنين أكثر مما نالت من حياتهم، التي شهدوا خلالها تفجيرات ومسلسلات عنف وخطف وقتل على الهوية، وتهجير أكثر إرهابية مما حدث.
وقبل أن نتناول التطورات السياسية وأنماط التحالفات المتوقعة ومستوى الأداء السياسي والتغيير الكبير الذي حدث في الخطاب السياسي العام في البلاد، فلنتوقف عند المسألة الأمنية لكونها ستبقى الحاسمة في أي تطورات ميدانية سياسية أكانت أم اقتصادية أم اجتماعية، فالأمن هو محرك كل الديناميات ومحورها.
لم تكن تفجيرات الأربعاء الأسود في بغداد منفصلة عن التفجيرات التي شهدتها المحافظات العراقية في الشمال والوسط، فتلك، كما أشارت أغلب المصادر العراقية والأميركية، من مسؤولية أطراف سياسية مرتبطة بنظام صدام حسين البائد، وقد قيل بالتحديد إنها من نشاطات «جيش رجال النقشبندية» الذي يتزعمه عزت الدوري، وقد تمت بالتعاون مع «فلول القاعدة» في العراق. وقد حذر القادة الأمنيون الاميركيون من توسيع دائرة الإرهاب باتجاه العاصة وغيرها من المحافظات.
وسرعان ما وقعت الكارثة في بغداد، واحتدم الجدل الأمني في بغداد مابين الأجهزة والوزارات المعنية، لتحديد المسؤوليات حول هذا الاختراق الأمني الخطير، الذي سمح بدخول شاحنات الموت إلى بغداد، ووصولها من دون عوائق لأهدافها المحددة.. وتأتي الاعترافات التي نشرتها الجهات الأمنية العراقية لتعلن أن مسؤولية التفجيرات هي مجموعة محمد يونس الأحمد أمين القيادة القطرية لحزب البعث، وليست مجموعة عزت الدوري الذي أصبح ينشط من خلال جناح حزبه العسكري «جيش رجال النقشبندية». وفي كل الأحوال فإن إجراءات عدة اتخذت حول مسؤولية القيادات الأمنية، ومحاصرة الاختراقات وإبقاء الحواجز الإسمنتية في شوارع العاصمة وحول المباني الحكومية، وتلك إجراءات حماية غير متوفرة لعموم الشعب الذي عاد ليعيش الهواجس الأمنية من جديد.
وربما تكون القضية الأكثر أهمية في نظرنا ليست عودة الحذر الأمني أو إجراءات الحماية أو احتمال تعرض بعض القيادات السياسية للاغتيال، كما توقع أحد المسؤولين العراقيين.. القضية الأبرز وستبقى الأكثر خطورة، والتي ستؤدي بكل هذه الإجراءات وتقضي على جهود القادة الأمنيين الجدد والقدامى، هي المعضلة الكبرى قضية الرشاوى والفساد التي تنخر في جسد كل هياكل أجهزة الدولة الإدارية والأمنية على حد سواء، وإلا كيف يتمكن الإرهابيون من تمرير الشاحنات في شوارع بغداد بدفع مبلغ 10 آلاف دولار كرشاوى..
وقضية الفساد في العراق قضية قديمة ورثها النظام الجديد عن النظام القديم الذي خرب أنظمة القيم ووضع العراقيون عامة في سجون الحرمان والعوز والمرض والقهر، ولم يواجه المسؤولون الجدد هذه الطامة الكبرى بجدية وحسم، بل أصبح بعضهم نموذجا للمرتشين والمتلاعبين بالمال العام. وبناء عليه فإن القضية الأمنية لن تحسم قط طالما بقي المفسدون.. من هنا يشعر المواطنون العراقيون بعدم الإمان، ومن هنا تتخوّف «الرياض وعمّان من أن تفجيرات الأربعاء الأسود في بغداد، «مقدّمة لانهيار أمني شامل من شأنه أن يعرّض أمن الرّياض وعمّان القومي للخطر الشديد».
وفي وسط هذا القلق الأمني المشروع للعراقيين ولغيرهم تبرز التطورات الإيجابية في التكتلات وأنماط التحالفات السياسية لخوض الانتخابات التشريعية.. نقول تطورات إيجابية لأنه ولأول مرة منذ انهيار النظام السابق العام 2003 تجري محاولات جدية للخروج من دائرة المحاصصات، ولو نظرياً على أقل تقدير، وتتجه نحو بناء تحالفات ذات صبغة وطنية، ولو ونظرياً أيضاً..
إن الخروج من دائرة المحاصصة ليس بالأمر السهل، ولكن السعي لذلك أمر جاد بعد أن آمن أغلب من في السلطة، وحتى الذين تكالبوا على التحاصص قبل غيرهم بأن تطييف الحياة السياسية والعصبيات الطائفية والإثنية وغيرها، إنما هي مشاريع هدم وليست مشاريع بناء، وهي في كل زمان ومكان مشاريع احتدام وحرب أهلية وليست مشاريع سلم أهلي..
واليوم تتجه التكتلات السياسية الكبرى كلها نحو التنوع، فالائتلاف الوطني العراقي ضم لأول مرة بين عناصره قوى من طوائف وقوميات متعددة، وهو أمر جيد، ولو كان مشهديا قبل أن يكون جوهرياً، وجبهة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، كما يعلن قادتها، ستضم تنوعا طائفيا وقوميا وسياسيا أيضا، ونعني أحزابا ليبرالية وديمقراطية وقومية، ولو مشهدياً أيضاً.. وجبهة التوافق التي لم تعد في واقع الأمر جبهة، وإنما الحزب الإسلامي كما يقول قادته يرنو للتحالف مع قوى وطنية وسياسية. والكتل والأحزاب الأخرى غير الطائفية تبحث عن تكتلات وتحالفات خارج المحاصصة.. وينتظر أن يحسم التحالف الكردستاني موقفه، بعد أن قررت كتلة التغيير الكردية خوض الانتخابات التشريعية بقائمة منفردة.
تغييرات مهمة وتطورات في أوساط وبرامج الطبقة السياسية تدعو للتفاؤل، بيد أن هذا التفاؤل الحذر سيبقى محفوفاً بالمخاطر طالما بقي الأمن مضطرباً والاستقرار مهدداً، وتلك أمور لا تحسمها الإجراءات الأمنية والاتفاقات الإستراتيجية مع القوى الدولية، ولا المساومات الاقتصادية والسياسية مع دول الجوار.. لأن كل تلك عوامل مساعدة ولكنها ليست حاسمة.. والحسم سبيقى وطنيا، ووطنيته تتضح من خلال سياسة تحويل الخطاب السياسي الوطني الجديد الى ممارسة حقيقية في إدارات الدول وأجهزتها، واعتبار الكفاءة والنزاهة هي المعيار للترقي وتولي المناصب الحكومية، والقضاء بنحو كامل على الفساد، وتلبية حاجات المواطنين.. وتلك مهمات كبيرة، وتستدعي برامج ووقت وعدالة، فهل سنتحرك لمواجهتها قبل فوات الأوان؟
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
7 عودة سورية للعب دور محوري في المنطقة

توفيق المديني
اوان الكويتية
إذا أخذنا في الاعتبار المصالح السورية الإستراتيجية من الناحية الإقليمية، ومن زاوية الأمن القومي العربي، فإن الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، وصدور القرار 1559 في أغسطس 2004، الذي أتى لإخراج القوات السورية من لبنان، شكلا ضربة موجعة للمدى الإقليمي لسورية، إن لم نقل قضيا عليه مؤقتاً، بتجريدها الورقة اللبنانية.
لكن في صراعات النفوذ التي تلهب منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات عدة، أثبتت سورية أنها قادرة على لعب دور مركزي في المنطقة، وأن تحقق نصرا من خلال استعادة دورها كدولة محورية في المنطقة.
فعلى الرغم من أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وسورية عاشت أزمة حقيقية خلال السنوات الماضية من عهد إدارة بوش السابقة، فإن الانفتاح الأميركي الذي جسده خلفه الرئيس باراك أوباما على سورية، وترجم بزيارة وفود أميركية عديدة من الكونغرس لدمشق، وإعلان أوباما عزمه إعادة السفير الأميركي إلى دمشق، واختياره لهذا المنصب السفير السابق في إسرائيل ومصر دانيال كريتزر الذي لا يحظى بثقة الإسرائيليين، والزيارة التي قام بها مبعوث الرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط الدبلوماسي جورج ميتشيل إلى دمشق يوم 26 يوليو الماضي، والذي رافقه فيها الدبلوماسي الخبير بالشؤون السورية فريدريك هوف، بوصفها أول زيارة رسمية لدبلوماسي أميركي من هذا المستوى إلى سورية منذ سنة 2005.
هذا الانفتاح الأميركي الجديد يؤكد الدور الإقليمي لسورية. وعلى غرار الولايات المتحدة الأميركية، فإن المملكة العربية السعودية القلقة من الملف النووي الإيراني، قررت إعادة سفيرها إلى دمشق، وهو مركز شاغر منذ سنة.
خلال السنوات الأربع الماضية، صمدت دمشق أمام العاصفة الأميركية الهوجاء، بفضل انتهاجها إستراتيجية تمزج بين دعم المقاومة والسلام العادل الذي يقوم على التمسك بالثوابت الوطنية
والقومية لسورية، وتحولت سورية من مرتبة الدولة المحاصرة دوليا إلى مرتبة القوة الإقليمية، التي يتودد إليها تقريبا معظم المجتمع الدولي، من دون أن تستجيب سورية للشروط المطلوبة منها من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
لقد جرت ثلاث جولات من الحوار بين واشنطن ودمشق، تمحورت أساساً على ملفات عدة: الوضع العراقي، والموضوع الفلسطيني الداخلي، الذي يشكل نقطة انطلاق للمفاوضات السلمية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، والمفاوضات السورية - الإسرائيلية، والموضوع اللبناني، ومع ذلك يلمس المحللون المتابعون للشؤون الشرق أوسطية، أنه لم يتم إلى الآن التوصل إلى صيغة مشتركة محددة ومقبولة من الجانبين الأميركي والسوري في سبيل تخطي الخلافات وإيجاد علاقة منتظمة.
خلال السنوات الممتدة من 2004 ولغاية 2008، كانت سورية مهددة من قبل إدارة الرئيس بوش السابقة، وتعرضت لضغوط شتى، وصولا إلى مقاطعتها من فرنسا، والمملكة العربية السعودية ومصر، من أجل تغيير سياساتها الداعمة للمقاومة قبل الاحتلال الأميركي للعراق وأثناءه، وخلال حرب يوليو 2006، والعدوان الإسرائيلي على غزة في أوائل سنة 2009.
وعلى الرغم من استئناف الحوار الأميركي - السوري، فإن سورية لاتزال على مواقفها من مجمل الملفات الإقليمية المطروحة للحوار، فبالنسبة للعراق لم يتم التوصل إلى اتفاق حاسم حول التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي بين سورية والولايات المتحدة، لمنع تسلل المقاتلين عبر الأراضي السورية إلى العراق، أو لوضع حد لنقل الأموال والأسلحة إلى المقاومة العراقية، حسب وجهة النظر الأميركية.
غير أن زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدمشق يوم الثلاثاء الماضي، شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين. إذ تمخض عنها «تأسيس مجلس التعاون الإستراتيجي» عالي المستوى بين سورية والعراق، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، يشمل النفط والأمن، وقال رئيس الوزراء السوري ناجي عطري، في مؤتمر صحافي مع المالكي: إن الجانبين اتفقا «على إعادة قراءة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتقويمها وبحث تعديلها».
وأشار في إطار التعاون النفطي إلى أنه «تم الاتفاق على تفعيل أنبوب نفط كركوك بانياس، بالإضافة إلى خط عكاس للغاز لربطه بالشبكة الغازية السورية». وفي مجال الري، قال عطري: إن الجانبين متفقان على التنسيق المشترك «لتأمين الاحتياجات المائية لسورية والعراق عبر دجلة والفرات».
ودعا عطري، في تعليقه على من يتهمون سورية بكونها نقطة عبور المقاتلين للعراق، إلى إثبات ذلك. وقال إن «سورية حريصة على أمن العراق واستقراره، وهذا الحرص مرتبط بالأمن القومي. ما يصيب العراق يصيب سورية، وندين كافة الأعمال الإرهابية».
أما على الصعيد الفلسطيني، لاتزال سورية تدعم المقاومة بوصفها خيارا إستراتيجيا للشعب الفلسطيني، بينما تريد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من دمشق أن تضغط على حركة «حماس»، وأن تساند الجهود المصرية، لتحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون مقبولة دوليا وتساعد على إطلاق عملية تفاوض فلسطينية - إسرائيلية جديدة برعاية أميركية.
وبالنسبة إلى إيران، تسعى إدارة أوباما، وكذلك الدول العربية المعتدلة وفي مقدمها مصر والمملكة العربية السعودية إلى إضعاف النفوذ الإقليمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط. فسورية تربطها علاقات قوية بإيران، ولم تستطع المحاولات التي قام بها الأميركيون والأوروبيون والعرب، فك عرى العلاقات الوثيقة هذه، من أجل إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتأتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران الأربعاء 19 أغسطس الجاري، من أجل تقديم التهنئة للرئيس أحمدي نجاد بانتخابه لولاية رئاسية ثانية، لتأكيد عمق التحالف الوثيق مع القيادة الإيرانية والتعاون الجدي معها.
ونقلا عن صحيقة لوموند الفرنسية الصادرة بتاريخ 15 أغسطس الجاري، حيّا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الدور الذي قام به الرئيس بشار الأسد، في الإفراج عن الرهينتين الفرنسيتين كلوتيد رايس ونازك أفشار (الإيرانية الأصل) من قبل السلطات الإيرانية، ونقلهما من السجن إلى السفارة الفرنسية في طهران.
وكان الرئيس ساركوزي دشن عودة سورية المحاصرة إلى المجتمع الدولي، من خلال الدعوة التي وجهها للرئيس الأسد لحضور العيد الوطني الفرنسي في 14 أغسطس 2008، والذي ترافق مع تأسيس «الاتحاد من أجل المتوسط». كما لعب ساركوزي دورا مهما في إقناع الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على اتفاق الشراكة الأوروبية - السورية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأميركية - السورية تحسناً ملحوظاً، لاتزال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تشترط على سورية تغيير سياستها إزاء الملفات الإقليمية، وبالمقابل لاتزال سورية أيضا تصر على اعتبار أن المعيار الأساس لإعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي، وبالتالي تحسينها، هو إيجاد تسوية حقيقية عادلة لأزمات الشرق الأوسط، تقوم على استعادة الجولان كاملا وفق قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وكذلك إقرار الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني،
ولاسيما إقامة دولته المستقلة في الحدود العام 1967، وعاصمتها القدس.
وبما أن إسرائيل لا تريد سلاماً مع سورية، وترفض إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، فإن مسيرة تطبيع العلاقات الأميركية - السورية لاتزال بعيدة، وهو ما يجعل التحالف السوري - الإيراني مستمراً في قوته، نظراً لوجود مصالح مشتركة بين سورية وإيران في كل من العراق ولبنان وفلسطين، وغياب الدور الإقليمي العربي الفاعل.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
8 روبرت فيسك!

قاسم حسين
الوصط البحرينية
في واحدةٍ من أغرب الأخبار الصحافية هذا الأسبوع، تصدّي وزير خارجية عربي للرد على مقال لصحافي بريطاني عُرف باهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط، ومعرفته الكبيرة بقضاياها المعقدة.

ففي تقريرٍ نُشر أمس، قام وزير الخارجية الكويتي بالردّ على الكاتب روبرت فيسك، من صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، حمل عنوان «تركة حرب الخليج تلتهب مع ضغوط الكويت البخيلة على العراق». وفيسك الذي يتهمه الكثيرون في الغرب بتبني وجهات النظر العربية أحيانا، وبمناصرة الفلسطينيين أحيانا، وبالكتابة ضد السياسة الأميركية خلال الأعوام السابقة، وخصوصا في العراق وأفغانستان، ربما يُتهم الآن بالانحياز للعراقيين، فهم من يطالبون أشقاءهم الكويتيين بإلغاء الديون عن بلادهم، بحجة عدم مسئولية العراق الجديد عن أخطاء النظام السابق، وأن الأشقاء كانوا أولى بإلغاء الديون من الدول الأجنبية التي ألغتها فعلا. وهو مطلبٌ تكرر على لسان نواب ومسئولين عراقيين، فضلا عن تكرر طرحه في الصحافة والشارع العراقيين.

وزير الخارجية الكويتي قال إن حقيقة سخاء الكويت والتزامها بدعم الدول الأقل نموا في العالم يصعب تجاهلها، وإن بلاده تعتز بأنها في طليعة الدول التي تقدّم المساعدات للدول الأقل حظا.

وإذا كان غير مألوف في السياسة الدولية أن يردّ وزير خارجية على كاتب صحافي من قارةٍ أخرى عبّر عن رأيه، وخصوصا في المنطقة العربية، فإن العبارة التالية ربما تفسّر هذه الخطوة: «من يعرفون الكويت معرفة حقيقية يعرفون بأن إطلاق صفات مثل البخل وغيرها على الكويت أمرٌ لا أساس له ولا سند»... فالاتهام بالبخل ربما كان سبب إثارة الشجن الكويتي.

في مثل هذه الحالات، كان المعتاد أن تتولى الردّ وكالة الأنباء الرسمية، بإيراد تقارير مفصلة عن المساعدات، أو الإيعاز لبعض الصحف الرسمية أو شبه الرسمية بالرد، أو شن حملةٍ مبرمجة، للنيل من الكاتب أو الصحيفة أو البلد بأكمله. لكن ما حدث هو أن الوزير ردّ برسالةٍ أعرب فيها عن خيبة أمله من المقال، لذلك رأى من الضروري إيراد بعض الملاحظات لوضع الأمور في نصابها الصحيح كما قال.

ويبدو أن المقال تضمن ما هو أكثر من صفة «بخيلة»، فالوزير يقول إن الذين يعرفون الكويت سيوافقون بالتأكيد على أن استخدام صفات مثل بخيلة وقاسية وجشعة وسارقة ولصة ودنيئة في وصف بلادي هي صفات بلا أساس أو سند». وأشار إلى أن مثل هذه الصفات تذكّر بالقاموس الذي اعتمده النظام العراقي السابق للتمهيد لغزو الكويت بتهمة سرقتها لنفط العراق في مطلع التسعينيات.

الوزير انبرى لتقديم بعض الحقائق التي تبرز جهود بلاده خلال السنوات الثلاث الأخيرة لإثبات خطأ كلام فيسك، وأن «سخاء الكويت يعادل ثلاثة أضعاف معدله في معظم البلدان المتقدمة». وفي تضاعيف الرد وردت كلمات مثل «المبادرات السخية»، و «سلوك دولة بخيلة»، ما يؤكد أن هذا التوصيف كان موجعا.

الجزء الأخير وغير المشجّع من الرد، ما قاله الوزير: «قد يكون صحيحا أن معاهدة فرساي ساهمت في ظهور هتلر، فإنني واثق من أن استراتيجية الاسترضاء في مؤتمر ميونيخ 1938 أفضت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقد يكون من المفيد الرجوع إلى بعض كتب التاريخ»، ترى... من الذي يجب أن يعود لقراءة التاريخ؟
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
9
دمشق لن تسلم.. وبغداد لن تستلم... ( مطاردة البعث )؟
داود البصري
السياسة الكويتية

سحب السفراء بين سورية والعراق ليس سوى حركة اعلامية عابرة سينتهي مفعولها قريبا

الإنهيار السريع و المفاجىء لمنظومة العلاقات العراقية - السورية التي كانت متوترة طيلة العقود الخمسة الأخيرة , و عملية سحب السفراء للتشاور و أشياء أخرى بعد الإعلان الرسمي العراقي عن تورط أطراف من حزب "البعث" العراقي المنحل بتدبير العملية الإرهابية التي جرت في بغداد في التاسع عشر من أغسطس الجاري و ادت الى دمار واسع, و الذي أعلنت جماعة "القاعدة" الإرهابية مسؤوليتها عنه أيضا , يعيد إلى الأذهان قصص العلاقات الديبلوماسية المعقدة و المتوترة بين عاصمتي الخلافة الأموية و العباسية, و التي لم تشهد طيلة العصر الحديث سوى فترات عابرة من الهدنة الموقتة التي سرعان ما تنهار تحت ضغط الأحداث و الأجندات و إختلاف الرؤى و المؤامرات المفبركة أو الحقيقية , و كانت علاقة دمشق الرسمية بالنظام الذي حل في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين الذي كان المناكف و العدو الشرس الأول للنظام السوري رغم الهوية البعثية المشتركة للنظامين , قد إتسمت بصفحات معقدة و متناقضة , فالجماعات التي جاءت للحكم في بغداد بعد الإحتلال الأميركي تعرف دمشق جيدا , كما أن دمشق تعرف كل خباياها و خفاياها و صفحاتها و شخوصها ,لا بل أن أجهزة المخابرات السورية تمتلك رصيدا معرفيا و معلوماتيا هائلا عن كل رموز و شخوص المعارضة العراقية السابقة التي تحولت الى نخب عراقية حاكمة في بغداد اليوم! كما أن علاقات عمل تخادمية ومصلحية مشتركة قد قامت بين الطرفين و أسست لشراكة تاريخية قل نظيرها , لا بل أن الرئيس العراقي الحالي نفسه السيد جلال طالباني كان يتنقل بجواز سفر سوري و كذلك الحال مع رئيس الوزراء العراقي الحالي السيد نوري المالكي الذي كان يتنقل بجواز سفر سوري , هذا غير العديد من الملفات العملية الخاصة لبرامج العمل السياسية و العسكرية و التنسيق في إدارة ملف الصراع السوري السابق المعقد مع النظام العراقي السابق, أو مع النظام الإيراني الذي كانت كل مساعداته لحلفائه في المعارضة العراقية تمر تحت عيون المخابرات السورية , لقد إحتضنت دمشق و نظام الرئيس السوري الراحل المعارضة العراقية بكل أطيافها و فروعها, لا بل أن بعض الأحزاب العراقية قد تأسست في دمشق كحزب "الإتحاد الوطني الكردستاني" الذي يقوده الرئيس طالباني!, كما أن المغضوب عليهم إيرانيا من حزب الدعوة الإسلامية كجناح السيد نوري المالكي كان يتخذ من دمشق قاعدة و مستقرا و مقاما بعد أن ضاقت به طهران بما رحبت, و تميز الخلاف الفكري و السلوكي معها بعد أن وضع النظام الإيراني كل بيضه في سلة "المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق" و همش الأحزاب الدينية الأخرى "كالدعوة"الذي إنشق و أنقسم في إيران طوليا وعرضيا! حتى تحول لدعوات متنافره! , أما الموقف السوري من تنظيم "المجلس الأعلى" فقد كان متميزا وواضحا, إذ كان المرحوم محمد باقر الحكيم رئيس المجلس يستقبل من أعلى المستويات القيادية في الشام, كما أن معسكرات التدريب و التعبئة و الخطط الإستخبارية كانت قائمة , وكان التنسيق العملي مع قيادة فرع مخابرات القوة الجوية في أزهى أحواله , وكانت دمشق وهي تدعم الإسلاميين العراقيين تدعم أيضا أتباعها في حزب "البعث" العراقي الجناح المؤيد للسوريين , لا بل أن الوجود البعثي العراقي في سورية في الثمانينات شهد ظاهرة غريبة تميزت بوجود حزب بعثي سني بقيادة عبد الجبار الكبيسي و فوزي الراوي! وفرع بعثي شيعي بقيادة عضو القيادة القومية سهيل السهيل! و كان التنافر على أشده بين الفرعين البعثيين! فيما كانت المخابرات السورية تراقب ذلك الصراع ( المسخرة ) عن كثب من دون أن تتدخل! و طبعا لا ننسى إن الدعم السوري لجماعات المعارضة العراقية السابقة قد شمل الأكراد و الشيوعيين و بقايا الجماعات القومية و الناصرية المندثرة! , و لم يتدخل السوريون في تحديد نشاط المعارضة العراقية إلا بعد الإنفتاح التجاري مع نظام صدام أبتداء من عام 1997 وحيث فرضت بعض القيود على مطبوعات و النشرات التحريضية للمعارضة, و حتى سقط نظام صدام و العراق تحت الإحتلال الأميركي لتتغير الصورة الستراتيجية في المنطقة بعد أن نزحت القيادات اللاجئة السابقة و تحولت الى قيادات حاكمة في بغداد بينما شهد العراق نزوحا جماعيا لأتباع نظام صدام حسين طلبا للحماية هذه المرة من الغريم القديم و اللدود النظام السوري , وفي ظل حالة الهلع الإقليمي التي إنتابت الأنظمة الشمولية بعد سقوط صدام كان إحتضان السوريين لأتباع النظام السابق بمثابة تحصيل حاصل و يصب في مصلحة النظام السوري الذي يحاول إمتلاك بعض الأوراق لإدارة الصراع الإقليمي المعقد رغم أن السوريين لم يسمحوا أبدا بلجوء أبناء صدام حسين و لا عائلته التي وجدت ملجأ لها في الدوحة القطرية و عمان الأردنية! , كما نشط فرع البعث العراقي القديم المرتبط بسورية بقيادة فوزي الراوي في إستقطاب القيادات العراقية البعثية الهاربة, و منهم محمد يونس ألأحمد و غزوان الكبيسي و آخرون باتت دمشق و المدن السورية الأخرى تعج بهم رغم أن أقطاب النظام العراقي الجديد ظلوا على علاقتهم الوثيقة مع دمشق التي شهدت أيضا قدوم أعداد هائلة من العراقيين, ثم إرتفاع شكوى قوات التحالف من الدعم السوري المفتوح للجماعات الأصولية التي إتخذت من الحدود السورية - العراقية معبرا لتنفيذ عمليات إنتحارية إرهابية كبرى في العراق, و قد قيل و كتب الكثير عن ذلك الملف , مطالبة الحكومة العراقية اليوم لنظيرتها السورية بضرورة تسليم بعض القيادات البعثية لبغداد هي مطالبة عبثية يعلم العراقيون جيدا بأنه لن تتم أبدا الإستجابة لها لأن ذلك سيفتح ملفات عديدة و شائكة! وهي في تقديري مجرد حركة إعلامية ستخبو جذوتها خلال الأيام المقبلة لأن الوجود البعثي ليس في دمشق فقط بل أن القيادات البعثية موزعة بين الأردن و قطر و حتى اليمن التي تحتضن أعداد مهمة من البعثيين السابقين و منهم السيد صلاح المختار أحد ممثلي قيادة عزة الدوري في العراق و كل التحركات و التغطيات كانت تتم بعلم الإدارة الأميركية التي لم تتحرك أبدا في هذا الملف , سحب السفراء ليس سوى حركة إعلامية عابرة سينتهي مفعولها و كل ما يقال عن طلبات تسلم و تسليم لن تحدث واقعيا لأن المخفي في العلاقات العراقية - السورية أكثر من الظاهر,.. و لأن ليس من مصلحة أي طرف أن تفتح الملفات بكل محتوياتها , إدارة الصراع العبثي في المنطقة قد دخلت طورا جديدا مع المستجدات الأخيرة , و لكن في جميع ألأحوال لن يكون هناك تسلم و لا تسليم! , ذلك ما تؤكده الوقائع الميدانية... و أهل مكة أدرى بشعابها..!


ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
10
العراق: اصطفافات تتجاوز الطائفية .. في الشكل
نزار حاتم القبس الكويتية

بين النقطة الراهنة، ومحطة الانتخابات العامة المقرر اجراؤها مطلع العام المقبل مسافة تبدو مفتوحة على متغيرات قد تحمل بين طياتها زوايا حادة صعبة التدوير.
لا نريد رسم صورة تشاؤمية للمستقبل العراقي من خلال مقاربة الواقع السياسي الذي لا ينفك عن جوانبه الأمنية، لاسيما في ظل توجه البلاد نحو الانتخابات العامة – بعد أقل من خمسة شهور.

لكن ان مواجهة الأشياء كما هي لا تعني – البتة – النزوع باتجاه مثل هذه الصورة القائمة على اقتحام المتحرك على الساحة وانعكاساته الراهنة والمستقبلية على عموم العراقيين دونما استثناء.
فيما تضامن العراقيون مع انسحاب القوات الأميركية من مدنهم كخطوة اولى، تدحرجت كرة النار بشكل مفاجئ – مرة أخرى – على أرض العاصمة لتطول بعض وزارات الدولة وتحصد أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى في عمل ارهابي بكل المعايير، اختلف حتى المعنيون في تشخيص المنفذين والمخططين والداعمين له، لما تضمن من تخطيط وتنفيذ دقيقين.
الحكومة حملت ما وصفته بالتحالف البعثي التكفيري، فيما أعلن «تنظيم القاعدة» تبنيه لهذا العمل الدموي.. ثم تلاحقت الأحداث لتصل الى تبادل استدعاء السفيرين العراقي والسوري على خلفية اتهام الحكومة العراقية عناصر بعثية تابعة للنظام السابق والذين يتخذون من سوريا ملاذا ومنطلقا لفعالياتهم المضادة للوضع العراقي الجديد. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد دعا خلال زيارته الأخيرة الى دمشق الى تسليم بعض هؤلاء العناصر من بينهم يونس الأحمد، وسطام فرحان، بسبب اعترافات وأدلة يشير بعض المسؤولين العراقيين الى أنها تؤكد وقوف هؤلاء العناصر وبالتنسيق مع تنظيم القاعدة الارهابي خلف الوقائع الدامية.
والواضح أن السوريين لم يستجيبوا لطلب المالكي، لحسابات خاصة بالسياسة السورية تعتمد الامساك بأوراق تمكنها من اللعب متى اقتضت الحاجة على الصعيدين الدولي والاقليمي.

الطائفية الى الواجهة
والأبرز الذي أفرزته العملية الارهابية هو انها قد دفعت بنيرانها الهاجس الطائفي الى السطح بعد أن خمد اخيرا، حيث برز من خلال التصريحات المتقابلة التي حمل فيها بعض النواب والمسؤولين دولا مجاورة لدبها امتدادات طائفية في تركيبة المجتمع العراقي.
هذا الهاجس بدأ يطل برأسه على الحراك السياسي بين القوى المتنافسة في الانتخابات النيابية، وبالتالي فان محاولات بعض هذه القوى تطعيم كياناتها ببعض الوجوه غير المنتمية لها طائفيا، لا تعدو كونها «ذرا للرماد في العيون» ما دامت لا تعني – عمليا – اجتياز الخندق الطائفي ان لم تكن تكريسا لهذا الخندق ولكن بعباءة وطنية بعيدة عن العمق والاحساس الوطنيين.

اصطفافات بثياب الوطنية
«الائتلاف الوطني العراقي» الجديد الذي تم اعلانه الاثنين الماضي لم يعد يمثل نقلة نوعية على هذا الصعيد، اللهم الا اذا استطاع لاحقا استيعاب قوى وشخصيات بارزة وماثلة من طوائف أخرى.
وفيما تجري المداولات والمساعي الرامية الى انخراط المالكي وحزبه (الدعوة الاسلامية) في هذا الائتلاف، يشير بعض المصادر الى عزم رئيس الوزراء على اقامة «ائتلاف دولة القانون» بدعوى أنه سيحقق مثل هذه النقلة غير الطائفية، التي لا أحد يعرف كيف يمكن تحقيقها في ظل اصطفافات مقابلة يقودها رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني، والنائب صالح المطلك، ووزير الداخلية جواد البولاني، ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور اياد علاوي وغيرهم ممن قد يتمكنون من استيعاب القوى التي يطمح المالكي الى استيعابها في ائتلافه.

التحالفات عرضة للانهيار
ربما تختفي الانتماءات الطائفية – شكليا - بصرعة الادعاء الوطني لكن هذه الانتماءات ستبقى هي الأكثر تأثيرا وفاعلية، ومجمل الاصطفافات ستصبح عرضة للانهيارات فتلقي بظلالها على عموم المشهد ليواجه العراق حالة استقطاب طائفي أشد خطورة.
وبفعل التنافس المحموم بين الكيانات الكبيرة على استقطاب المزيد من الوجوه، برزت وستبرز اسماء مهمشة ومجهولة ومتواضعة في قدراتها لتحظى بالانجراف مع هذه القوى لتحقيق مكاسب لا تتعدى الجانب المصلحي والشخصي، وحينها سيكون تأثيرها سلبيا حين يتم حصاد البيدر ليجدوا أنفسهم بعيدين عن مكاسب الكبار، ومن ثم لن يجدوا سبيلا لرد اعتبارهم سوى كيل الاتهامات والرغبة في الانتقام وباشكال مختلفة، تزيد من حدة الانشطارات المحتملة واتساع رقعتها.

الوجوه ذاتها
هذا الوضع الداخلي بين الساسة يتحرك في ظل تبرم شعبي وحالة من اليأس لدى العراقيين من احتمال خروجهم من دوامات العنف وفقدان الخدمات، بعد أن كانوا قد تفاعلوا مع ساستهم على مدى السنوات الست الماضية من دون ان يتلمسوا غير الوعود المعسولة، وبالتالي فان احتمال ضعف مشاركتهم في الانتخابات العامة أمر مرجح، في ظل احساس شبه عام بابقاء الوجوه ذاتها.
وحتى يحين موعد الانتخابات ثمة فسحة زمنية كبيرة امام الراغبين – دولا، وقوى سياسية، وارهابيين - في مصادرة العملية السياسية عبر احداث الفوضى واشاعة الخوف للحيلولة دون اجراء الانتخابات، لاسيما أن الجانب الأمني سيبقى عرضة للاختراقات ما لم تتضافر جميع القوى والتيارات لمساندة الحكومة في تحقيق هذا الجانب.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
11 صمت عربي مخيف

وليد الزبيدي الوطن العمانية


استمعت الى العديد من المشاركين في العملية السياسية من اعضاء البرلمان العراقي, وهم يتحدثون عن قضية في غاية الخطورة, يقول هؤلاء في تصريحات صحفية وفي ندوات تلفازية, ان اركان حكومة المالكي, وعددًا كبيرًا من اعضاء البرلمان, يتحدثون عن مئات الاطنان من الاسلحة والمتفجرات تدخل العراق من ايران, وان ذلك يجري بمعرفة الاجهزة الامنية الحكومية, وهذا ليس سرًّا, وان ما خفي من هذه الاسلحة اكبر واخطر واكثر, وان هذه المعلومات, يقر بها سياسيون من الاحزاب التابعة لإيران, ولا يستطيع احد انكار ذلك.
ان هذه القضية, لا يمكن التعاطي معها, على اساس التناحرات والخلافات بين بعض الكتل والاحزاب, التي يحاول الكثيرون تفسير كل ما يجري في ضوء ذلك, ويعملون على رميها تحت هذه العباءة البالية المتهرئة .
يجب ان يتوقف العراقيون عند هذه القضية, كما يجب ان يتدارس القادة العرب ذلك, وان لا تترك جامعة الدول العربية العراق تذروه الاخطار, كما هي فاعلة الآن, والتي تمسكت بموقف سلبي في معالجة الاخطار الحقيقية التي تحيق بهذا البلد العربي, واذا كان هناك دور مطلوب من جامعة الدول العربية وامينها العام عمرو موسى, فيجب ان يتضح هذا الدور في هذه القضية الخطيرة, وان تشكل لجنة لدراسة ذلك, لمعرفة ماذا تفعل آلاف الاطنان من الاسلحة والمتفجرات الايرانية بالعراق والعراقيين, وان تبدأ جامعة الدول العربية بجمع المعلومات من المشاركين في العملية السياسية, الذين يعلنون صراحة ان هذه الاسلحة تدخل العراق يوميًّا, ومصدرها ايران, وان الجميع يعرف هذه الحقائق, ومسؤولية جامعة الدول العربية وكافة الدول العربية, هي مسؤولية قانونية قبل ان تكون عربية واخلاقية, فأين دور الدول العربية والتزامها بميثاق الدفاع العربي المشترك؟ ولماذا يلتزمون الصمت ازاء هذا التدخل الخطير والمعروف للجميع؟ وهل ستواصل جامعة الدول العربية التغاضي عن هذا التدخل الايراني المتواصل؟
ألم يسمع عمرو موسى باعتقال اكثر من سبعمئة شخص من قبل القوات الاميركية منذ عام 2006, وحتى منتصف عام 2008, وجميع هؤلاء (القادة) تدربوا في ايران, ويتزعم كل شخص ما لا يقل عن 250 شخصا, وبعملية حسابية بسيطة, نكتشف ان الخلايا الايرانية النائمة والفاعلة يصل عدد افرادها الى 175 ألف شخص, وهؤلاء لم يتم الاعلان عن اعتقال شخص واحد منهم, كما ان الذين تم الاعلان عن اعتقالهم (قادة المجاميع الخاصة) المرتبطة بإيران, لم يتم الكشف عن اسم واحد منهم او مكان احتجاز اي منهم, والاسلحة لهؤلاء تتدفق يوميًّا من ايران، هذا تدخل سافر وفي وضح النهار، ولا موقف عربي واضح وحازم.
wzbidy@yahoo.com


ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
12
الرقص أو اللطم.. في البصرة كلاهما للترويح والتزويج
فاضل المختار القبس الكويتية

قالت لصاحبتها «لا تذهبي الى مأتم بيت أم تحسين بل الى مأتم خديجة، هناك يقدمون الموطا (البوظا) بالفستق، وكذلك الفاكهة والقهوة والشاي. والناس هناك مختلفون، ملابسهن أجمل وأنظف.. الدنيا تطورت، أي نعم.. تعالي معي!».

هذا الحديث ليس غريبا، ولا من نسج الخيال الصحفي أبدا. إنها يوميات الحياة في العراق اليوم. لقد صارت المناسبات الدينية ـ الاجتماعية مختلفة كثيرا، بسبب تحسن الوضع الاقتصادي أولا ولضيق فسحة الحياة ثانيا بفعل تزايد العمليات الإرهابية وسطوة الميليشيات المسلحة وتعاظم أمرها قبل أكثر من سنتين. ولأن العراقيين أدمنوا اللطم والحزن والبكاء طوال الفترة التي أعقبت سقوط النظام، أي منذ سبع سنوات، فقد صار بمقدورهم تقبل فداحة الألم والتحايل عليه قدر ما يستطيعون رغم مرارته. ولسان حالهم يقول: «ماذا بأيدينا؟ ماذا نعمل؟ نكاد نموت!».

الطبول والأغاني
خلال السنوات الأربع الأولى التي أعقبت الاحتلال الأميركي وسقوط نظام صدام حسين، وقبل عملية «صولة الفرسان» في البصرة، التي شنتها أجهزة الأمن التابعة للحكومة العراقية (مارس- أغسطس عام 2007)، لم يكن صوت الطبول يسمع في الأعراس، وكذلك الأغاني. كما اختفت الثياب الملونة، وصار اللون الأسود سيد الحاضرين، إذ أن فرق «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التابعة للأحزاب الأصولية كانت تقتص من هؤلاء وبقسوة لا تقف عند الخطف والقتل والتمثيل، فعناصرها كانوا يلقون القنابل اليدوية على حفلات الزواج التي تخالف «الشرائع» التي وضعوها.
ومنذ سقوط نظام صدام، وبسبب حوادث العنف الأخيرة التي أنتجت متغيرا اجتماعيا وسياسيا ودينيا كبيرا. اتسعت دائرة التفريق بين الجنسين في المجتمع العراقي، خصوصا في مناسبات الزواج والمواليد. وصارت حفلات النساء تقام بعيدا عن مشاركة الرجال الذين اقتصرت مناسباتهم في الآونة الأخيرة على موائد الطعام وحضور فرقة دينية تنشد تلاوات من القرآن الكريم وتذكر مآثر النبي وآل بيته(ع) بحيث لا يتعدى الحفل على اللعب بالمسابح والتصفيق بالأيدي.

قاعة النساء
ولأن النساء كن الأضعف في حلقة الحياة المعقدة، التي كانت تضيق حلقاتها كل يوم، صار مجتمعهن يضيق وينغلق أكثر، الأمر الذي أنتج عقدا اجتماعية جديدة لم يألفها المجتمع العراقي ـ البصري المعروف بالمدنية والاختلاط والتسامح والحشمة. ولكي يقتنع الرجل بخروج المرأة للحفلات قب.ل بوجود مجالس النساء الخاصة في مناسبات الزواج والأعياد وغيرها. وبات من السهل عليه أنه حين يذهب بصحبة زوجته الى أي حفل تتخذ زوجته طريقها لقاعة النساء، فيما يذهب هو مطمئنا الى قاعة مخصصة للرجال في الفندق داخل المدينة، أو في أحد البيوت أو بحسب التقليد المتبع لدى أصحاب الدعوة.
الى هنا يبدو الأمر طبيعيا. لكن الذي ترويه حلا هاشم يختلف كثيرا عن المعتاد. فهي تفضل الحفلات المختلطة على تلك الخاصة بالنساء. والسبب، أنها وجدت بعضهن، (خصوصا من غير ا لمتزوجات) يفرطن في اللبس وتسريحة الشعر والماكياج والرقص الماجن والحركات غير المحتشمة بين بعضهن.
تقول حلا «إن المرأة تكون خطيرة إذا انفردت بمثيلتها، وهي أكثر وقارا بوجود الرجل». وتضيف: «كنت أخجل من نفسي أمام المشاهد الجنسية المثيرة التي تحدث على حلبة الرقص. فقد شاهدت بعضهن أكثر من مرة وهن يلصقن صدورهن ببعض في عناق مقزز. ولو كنت رجلا لما سمحت لابنتي أو زوجتي أو أختي بالذهاب إلى هناك»!

سطح الدار
تقول أم نزار (باسمة)، في الخمسين من عمرها «كنت مدعوة الى حفل زواج في مدينة الزبير (جنوب البصرة). صاحب الدعوة هو أحد أصدقاء زوجي، وهو رجل معروف بالتدين والحشمة، وكذلك زوجته كانت على درجة عالية من التهذيب والالتزام. وفي حين ذهب زوجي الى مجلس الرجال، صعدت أنا الى سطح الدار حيث النساء، لكني فوجئت باللواتي كن هناك.. كن يدخلن البيت بالعباءات السود والحجاب مع البوشي أو النقاب والقفازات والجوارب لكنهن ما أن يصعدن سطح الدار حتى يخلعن الكثير مما كان عليهن. وفي غضون دقائق يصبحن شبه عاريات.. بالبنطلون الجينز والقمصان المفتوحة الصدر عريضة الأكمام، وحين فتحت إحداهن مسجل الصوت على أغنية راغب علامة أو عمرو ذياب كاد السطح أن يسقط بنا».

الخدود الوردية
الفنانة التشكيلية آيات خالد تقول «ربما تختلف حفلات الزواج والمواليد عن مراسيم العزاء في البصرة، فقد تحولت تجمعات النساء في الأحزان إلى نوع من مسابقات الجمال، وعروض الأزياء، وأحيانا إلى التباهي بتقديم الأطعمة والمأكولات. وفي الأماكن هذه غالبا ما تتم خطوبة ومن ثم زيجة، فصارت المرأة تصطحب ابنتها لبيت المتوفى أو لمجلس العزاء الخاص بالحسين، وحين تقوم الملاية(التي تقوم بالندب وتحريض النساء على البكاء عبر قصائد وأشعار حزينة وبكائية) التي غالبا ما يكون صوتها حسنا ومؤثرا، بتحفيز النساء على اللطم والبكاء تكون الفتيات الجميلات قد نثرت شعورهن وبدأن باللطم العنيف على الخدود والصدور والأذرع فتصبح بيضاء وردية عندها يكن في أجمل صورة لهن، فتشير الأم للتي تريد خطبة ابنتها أن أنظري كم هي جميلة، لذا فأماكن مثل هذه خرجت عن كونها خاصة بالحزن والتعبير عنه إلى ما هو أبعد من ذلك».

تراب الجواريب للحمل
يتناقل السكان في البصرة أحاديث كثيرة عن «المشاية» الذين يمشون من محافظات الجنوب والوسط لزيارة المراقد في كربلاء والنجف، من النساء خاصة. وذهبت بعض النساء إلى القول إن التي لم يحالفها الحظ في الزواج أو الإنجاب سيحالفها الحظ الأكيد إن هي قامت بجمع جوارب الماشيات إلى هناك أو التراب المتراكم على جواربهن في إناء وخلطه بالماء وشربه على الريق.
ويسردن روايات غريبة عجيبة، منها أن امرأة لم تنجب منذ 15 سنة، مشت سيرا على الأقدام من البصرة الى كربلاء العام الماضي، أحست بالحمل في منتصف الطريق، وأنجبت فور وصولها عائدة لبيتها من هناك.

..والقواميس للاستخارة
لكن الأغرب من ذلك تقول آيات «كنت حاضرة في مأتم خاص بالنساء، وشاهدت من تقوم بقراءة الفنجان لبعضهن وأخرى تقرأ الكف لإحداهن. وكانت الملاية في أجمل ما تكون عليه المرأة، لكنها حين انتهت من قراءتها القصة الحزينة الخاصة بالمجلس والتي غالبا ما تكون عن أهل البيت في قصة الطف المعروفة في كربلاء، جلست وتحلق النساء من حولها يطالبنها بالاستخارة بالقرآن، وأغلب الطلبات كانت خاصة بالزواج لغير المتزوجات أو رضا الزوج بالنسبة للمتزوجات، لكن الغريب العجيب أنها أخرجت من حقيبتها قاموسا (عربي– انكليزي) وراحت تقرأ وتستخير بعد أن قرأت سورة الفاتحة مرة وآية الكرسي مرة و3 مرات سورة الإخلاص».
يقول أبو فاروق، صاحب فندق الشرق، الكائن في المنطقة «ما لا نراه في المناسبات الحلوة كالأعياد صرنا نراه في حفلات الزواج، عندنا أمام بوابة الفندق. هنا ترقص أخت العريس التي لم تتزوج أكثر من كل النساء، وأمام صديقاتها من النساء تأخذ حريتها كاملة، وبحضور والدها وإخوانها أيضا كذلك تفعل النسوة اللواتي لم يتزوجن في مناسباتكهذه، هي فرصة للفرح، الفرح الذي انحسر كثيرا عن حياة العراقيين، لكن حضور الأهل والأصدقاء نساء ورجال أفضل بكثير من تجمع النسوة في مكان مغلق. هذا بحسب معرفتي الطويلة».

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
13 سيدات الاعمال العراقيات في خدمة جيش الاحتلال

هيفاء زنكنة
القدس العربي


لقد نشط المحتل، في استهدافه بنية المجتمع العراقي، في مجال تأسيس منظمات المجتمع المدني او المنظمات غير الحكومية وبضمنها المنظمات النسوية، منذ بداية التسعينات، وكان اولها المعهد العراقي لصاحبيه كنعان مكية ورند رحيم فرانكي، الذي أسس في واشنطن وبتمويل أمريكي. وشهدنا، تحت الاحتلال، تفرع المنظمات، حسب مصدر التمويل وسياسته. ولأن الممول الاكبر هو ذاته قوة الاحتلال الرئيسية، أي امريكا، صار من الطبيعي، ان تعمل المنظمات على تكريس خطاب الاحتلال، ربما بدرجات متفاوتة تتماشى مع المبلغ المرصود لهذه المنظمة او تلك.
وقد سارع بعض العراقيين لتأسيس منظمات حسب حاجة المرحلة الراهنة وجدولة العمل السياسي، وكان للنسويات الاستعماريات، اللواتي يتلقين الدعم المادي الامريكي لمشاريعهن ومنظماتهن، دور، يراوح بين اقامة ورشات التدريب على الديمقراطية والصمت على جرائم المحتل وانتهاكاته، وتحويل الانظار عن مسؤولية الاحتلال عن طريق التركيز على مسؤولية القوى الارهابية والقاعدة وبقايا النظام السابق مع اضافة بعض بهارات القوى الظلامية وتخلفنا الاجتماعي، حسب انتماء الناشطة النسوية الحزبي.
وتشكل مرحلة الاستعمار الجديد، وهي المرحلة التالية، برأيي، لتوقيع الاتفاقية الامنية الطويلة المدى واتفاقية الاطار الاستراتيجي لتطبيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والقضائية مع المحتل، في كانون الاول (ديسمبر) 2008، بروز نسل جديد من المتعاونين مع الاحتلال. وسأشير هنا الى نموذج لمبادرة جديدة للنسويات، تتميز بالعمل المباشر مع قوات الاحتلال العسكرية وليس، كما هو معروف في السابق، عبر التمويل المموه. وهي خطوة تستحق الدراسة والبحث كمؤشر لنوع الاستهداف المجتمعي أو التطبيع الذي تتوخاه الادارة الامريكية من خلال ابقاء 50 ألف جندي في العراق، تطلق عليهم اسم القوات غير القتالية ويعملون كمستشارين ومدربين وواضعي برامج ومشرفين على برامج الاعمار وغيرها، اذا ما حدث وتم تنفيد الاتفاقية الامنية وسحبت القوات القتالية حقا.
النموذج المعني هو عمل مجموعة نساء اعمال عراقيات مع قوات الاحتلال ضمن مبادرة تأييد المرأة أو برنامج المرأة الذي يشرف عليه فيلق مهندسي الجيش الأمريكي في العراق التابع لفرقة منطقة الخليج. وهي مجموعة بدأت في عام 2005 باشراف سيدة عراقية امريكية تدعى عزة خليل حمادي، تعمل كموظفة في شركة ستانلي بيكر هيل الامريكية (مقرها ولاية أيوا) التي وقعت على عقد قيمته 1.2 مليار دولار مع وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) للعمل في العراق كشركة استشارية في مجال الاعمار وبضمنه العسكري. وهو المجال الذي اشتهر بانه الاكثر والاكبر فسادا سواء من قبل الشركات المتعاقدة الامريكية او المتعاقدين المحليين. فحسب تقرير المفتش الامريكي العام للاعمار في كانون الثاني 2005 : ان هناك حوالي 9 مليارات دولار قد اختفت بحجة القيام بمشاريع اعمار ما بين نيسان (ابريل) 2003 الى 30 حزيران (يونيو) 2004.
ويشير تقرير المفتش العام لعامي 2005 و2006 الى اختفاء 14 مليار دولار من اموال الاعمار بلا حساب او مساءلة. وقد ركزت عزة حمادي جهودها على جذب سيدات اعمال عراقيات وتدريبهن على كيفية العمل مع قوات الاحتلال بدءا من ملء الاستمارات وانتهاء بحضور ورشات التدريب وترتيب لقاءاتهن بالعسكريين الامريكيين. وتوضح لنا احدى سيدات الاعمال المتعاونة مع القوات الامريكية آلية العمل اثناء دورات التدريب قائلة: احضر دائما هذه اللقاءات للتعرف على ممثلي الشركات، ست عزة تخلق جوا نحصل فيه على عقود مع الجانب الأمريكي. كما تقول سيدة اعمال اخرى: أحافظ على اتصال مستمر مع السيدة عزة حمادي منذ أنشأت شركتي في عام 2005 حتى الآن، وألبي دعوتها لحضور اللقاءات فهي التي تلهمني للقيام بالاعمال التجارية في معسكر فيكتوري (النصر).
ونظرا للأهمية الدعائية التي يوليها المحتل لقضية المرأة العراقية، تم تسليط الاضواء بشكل مركز على عمل نساء الاعمال في 5 ايار (مايو) 2009. حيث أعلن بحضور العميد ويليام فيلبس قائد القيادة المشتركة للعقود في العراق وأفغانستان، عن إطلاق مبادرتين من شأنهما أن تساهما في زيادة قدرة سيدات الأعمال العراقيات للحصول على عقود عمل مع فرقة منطقة الخليج.
وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها الاعلان عن برنامج آي- بيز. و آي بيز (I.BIZ)، مختصر لاسم المنطقة الصناعية لعموم العراق وهو اسم مضلل لما هو في الواقع عبارة عن مواقع محددة، في القواعد الامريكية، يسمح فيها للشركات العراقية المتعاقدة مع قوات الاحتلال باستخدامها لإدارة متطلبات العقد، حسبما ينص عليه موقع البرنامج. وتحدد مواقع الشركات العراقية داخل المعسكرات على مقربة من بوابات المعسكر، عادة، وبمحاذاة الأسيجة الخارجية، مما يعني ان وجودها يشكل، عمليا، حزاما للقاعدة الأمريكية من ضربات المقاومة لتلك الأسيجة، كما لا تخفى فائدة وجود المتعاقدين والعمال العراقيين كمصدر مهم للمعلومات لقوات الاحتلال. ويخبرنا موقع آي بيز بان هدفه هو ان تقدم الشركات العراقية والعمالة العراقية الخدمات والمنتوجات الى قوات الائتلاف. وهي رسالة تتناقض مع ما يعلنه العسكريون الامريكيون ويردده سياسيو حكومة الاحتلال، في مؤتمراتهم الصحافية، اذ يقدمون البرنامج باعتباره خطوة مهمة لدعم الاقتصاد العراقي و تمكين المرأة. والبرنامج في الواقع هو جزء من مبادرة العراقي أولا التي اطلقها الجنرال بترايوس كاستراتيجية جديدة لمقاومة التمرد، عن طريق اعطاء بعض عقود الجيش الامريكي لشركات عراقية وعمال عراقيين يعملون على تنفيذ احتياجات جيش الاحتلال. وهي ذات السياسة التي يتبعها الكيان الصهيوني في استخدام العمال الفلسطينيين في بناء المستوطنات اليهودية.
كما تجدر الاشارة الى ان لشركة كي بي آر، اكبر متعاقد مع الجيش الامريكي، التي بلغت قيمة عقودها مع وزارة الدفاع الامريكية ما يقارب 11 مليار دولار، والمشهورة بعدم تنفيد المشاريع وحالات الفساد، حضورا في مبادرة المرأة هذه.
وقد ينبري احدهم قائلا بان عزة حمادي وبقية سيدات الاعمال المتعاونات معها (بالامكان مشاهدتهن في افلام دعائية للجيش الامريكي على اليوتيوب) هن من التكنوقراط ولا دخل لهن بالسياسة ويقمن بانجاز اعمال لصالح الاقتصاد العراقي والمرأة حقا. والجواب هو ان كون المرء تكنوقراطيا لا يعني عجزه عن الاحساس بالوطنية والانتماء والهوية المشتركة. كما انه لا يعني فقدانه القدرة على التمييز بين القوات العسكرية المحتلة لبلده وجرائمها وسرقاتها ورعايتها لاكثر الحكومات فسادا في العالم، حسب قائمة منظمة النزاهة الدولية. واذا افترضنا ان الوطنية هي مجرد وهم، فماذا عن ضحايا الاحتلال الذين تجاوز عددهم المليون؟ واذا كانت المبادرة عن تقوية المرأة، فماذا عن المليون ارملة وخمسة ملايين يتيم؟ واذا كانت عن تحسين الاقتصاد المنهار، افليس الأجدى محاسبة المحتل ومتعاقديه الذين وصلت سرقاتهم لاموال العراق المليارات؟
تبرر عزة حمادي عملها، في مقابلة اجرتها صحيفة المدى في آذار (مارس) الماضي، بانه من اجل ان تأخذ سيدة الاعمال العراقية دورها الطبيعي في المجتمع العراقي ... وهذا البرنامج هو ضمان تكافؤ الفرص للمرأة في جميع المجالات ومنها مجال الوظائف والأعمال. ملقية اللوم في تدهور وضع المرأة التعليمي على تدهور السياسات الاجتماعية السابقة في العراق.
وتلقى مبادرة القوات العسكرية للاحتلال، دعم نسويات حكومة الاحتلال ومن بينهن النائبة المدافعة عن حقوق المرأة ميسون الدملوجي، وسلمى جبو مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، ووجدان ميخائيل وزيرة حقوق الانسان، مما يدفعنا الى التساؤل: اذا كانت سيدات الاعمال من التكنوقراط اللواتي يدعين الجهل بالسياسة، او يدعين السذاجة العامة، فما هي حجة نائبة البرلمان ووزيرة حقوق الانسان ومستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة؟


ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
14
سطّام فرحان الكعود «مفجّر» علاقات بغداد بدمشق زيد الزبيدي الاخبار اللبنانية

يشير توتّر العلاقات العراقية ـــــ السورية على نحو مفاجئ، بعد انفراج ملحوظ، إلى أن «وراء الأكمة ما وراءها»؛ فمن غير المعقول أن يكون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي التقى القادة السوريين، وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد قبل أيام، في هذا المستوى الانفعالي من إدارة العلاقات الدولية لبلاده، بعد أكثر من ست سنوات من العمل في قيادة الدولة، وسنوات أخرى قبلها من العمل السياسي، أمضى جزءاً كبيراً منها في سوريا التي أصرّت على رفض تسليمه هو ومعارضين آخرين لنظام صدام حسين، إلى الحكومة العراقية آنذاك.
ويُلاحظ المراقبون السياسيون أنّ تأزم العلاقات بين العراق وسوريا حصل في أعقاب تأزم الوضع الداخلي العراقي، ما يفسّر بأنه تنفيس لأزمة داخلية، سبّبتها تفجيرات يوم الأربعاء الدامي في 19 آب الجاري. تفجيرات سبقت إعلان «الائتلاف العراقي الوطني الموحد»، وقيل إنها كانت رسالة إلى المالكي مفادها: «أنت فاشل من دون الائتلاف». وأياً تكن الجهة المنفذة، فإن التفجيرات الضخمة جاءت لتثبت فشل الحكومة أمنياً وسياسياً ودعائياً؛ فكيف يمكن تفسير التصريحات الرنانة بأن «تنظيمات القاعدة والبعثيين تلفظ أنفاسها الأخيرة؟» وأين ذهب الاستعراض «البطولي» للقبض على زعيم تنظيم «القاعدة» أبي عمر البغدادي، وما هو مصيره؟
حتى إنّ آخر تصريح لقائد «عمليات بغداد»، عبود كنبر، أول من أمس، إثر اجتماعه مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، أفاد بأن منفذي تفجيرات الأربعاء الدامي «لم يُقبض عليهم»، ما يدحض الاتهامات التي وجهتها الحكومة العراقية إلى أشخاص يقيمون في سوريا، في مقدمتهم سطام فرحان الكعود.
كذلك سبق للمتحدث باسم «عمليات بغداد»، قاسم عطا، أن أعلن القبض على بعثي سابق، اسمه وسام علي كاظم، اعترف بأنه تلقى تعليمات من سطّام فرحان، «الذي ينتمي إلى حزب البعث ـــــ جناح يونس الأحمد»، بتنفيذ التفجيرات. غير أنّ مصادر أمنية كشفت أخيراً أن المدعو وسام علي كاظم، كان قد اعتُقل قبل التفجيرات بأربعة أيام.
وكانت جميع الوقائع تشير إلى أن تفجيرات الأربعاء «شأن داخلي»، وهو ما عبّر عنه النائب عباس البياتي، المقرب من المالكي، عندما قال إن «الإرهاب الآن سياسي ـــــ إرهابي»، ما يعني انتقاله بوضوح إلى صلب «العملية السياسية».
لكن فجأة، تغير الموقف عبر اتهام سطّام فرحان المقيم في سوريا منذ أطلقت القوات الأميركية سراحه أوائل عام 2006، بالتورط بالتفجيرات، و«دعم الإرهاب». واللافت أن هذا التغيير طرأ بعد أيام قليلة من زيارة المالكي لدمشق، وإعلانه من هناك التوصل إلى اتفاق «شراكة استراتيجية» أمنية بين العراق وسوريا.
ومن الشراكة الاستراتيجية إلى تصريح المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، الذي كشف أن العراق اشترط لتطبيع علاقاته مع سوريا أن تبادر دمشق إلى تسليم المشتبه في أنهم خططوا للاعتداءات على أراضيه، مؤكداً أن بغداد «سلّمت قائمة من المطلوبين مرات عدة إلى السوريين الذين يراوغون في الإجابة».
غير أن الإجابة جاءت سريعاً من الطرف السوري، وهي أن 1.5 مليون لاجئ عراقي يقيمون في سوريا حالياً، ولا يمكن تسليم أيٍّ منهم من دون أدلة قاطعة، مع التذكير بأنه سبق لدمشق أن آوت المالكي والرئيس جلال الطالباني والكثير من المعارضين للنظام السابق، ولم تسلّم أياً منهم إلى نظام صدام آنذاك.
في المقلب الآخر، يعترف الطرف الأميركي بتعاون السلطات السورية في ضبط الحدود مع العراق، وهو ما لم يرضِ الدباغ، فعاد ليجزم بأن حكومته ستطالب «من خلال الأمم المتحدة وعبر علاقاتها الثنائية، بتسليم أولئك المطلوبين، إذا كانت دمشق ترغب بعلاقات جيدة معنا»، مشيراً إلى أن تلك «العلاقات وصلت إلى مفترق طرق، وبات على الحكومة السورية أن تختار إما علاقات جيدة مع العراق، وإما حماية أشخاص يستهدفونه».
جميعها تطورات طرأت بعد أيام من «اتفاق الشراكة الاستراتيجية»، وبعدما تسربت معلومات إلى بغداد تفيد بأن الأميركيّين أجروا اتصالات مع أقطاب المعارضة العراقية في سوريا، ومن بينهم رجل الأعمال المعروف سطّام فرحان الكعود، أحد أكثر شيوخ الأنبار تأثيراً، الذي يرأس «الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق».

❞اعتقله الأميركيون 3 سنوات وأُطلق سراحه وفقاً لترتيبات بخصوص توسّطه مع المسلحين

يعدّه الأميركيّون «الشخصية الوحيدة» المقبولة من بين المحسوبين على البعث ويفاوضونه حالياً
❝ولم يُعرَف عن الدكتور سطّام، المقرَّب من النظام السابق، أي نشاط يُذكَر في حزب البعث، لكن معروف أنه أدّى دوراً كبيراً في تصدير النفط العراقي «خلسةً وتهريباً»، لمصلحة الحكومة العراقية، إبان فترة الحصار الذي فرض على العراق بين 1990 و2003، ما أوجد له مكانة تجارية واقتصادية كبيرة في دول الجوار، وخصوصاً في سوريا والأردن.
وعندما أسس سطّام الكعود «الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق»، بعد الاحتلال مباشرة، اتهمت هذه الجبهة بكونها «واجهة لحزب البعث». وقد اعتُقل سطّام من قوات الاحتلال في 22 نيسان 2003، وكان آنذاك يسعى، مع وجوه من عشيرته، لتوفير مخابئ لصدام وعائلته، وهو ما يعترف به سطّام رغم أنه ينفي وجود أي علاقة له مع الرئيس السابق، موضحاً أنّ علاقاته مع عدي صدام حسين كانت «رياضية»، لأنه كان يدعم «نادي الطلبة» الذي كان يضم أبرز لاعبي المنتخب الوطني العراقي، مثل حسين سعيد وأحمد راضي ونزار أشرف، وغيرهم، فيما كان عدي رئيساًَ للجنة الأولمبية.
وبحكم كون سطّام معتقلاً زهاء ثلاث سنوات لدى قوات الاحتلال، وبحكم كونه وعائلته من المؤثرين في محافظة الأنبار، حاول الطرف الأميركي كسب تعاونه للحدّ من النشاطات المسلحة في الأنبار، وأُطلق سراحه مطلع عام 2006، فتوجه إلى الإقامة في سوريا. وكانت شخصيات عراقية مطلعة قد ذكرت أنّ الأميركيين بدأوا سلسلة من الاتصالات مع الشيخ سطّام الكعود، «الذي أُطلق سراحه وفقاً لترتيبات سابقة تمّت معه بخصوص قيامه بالوساطة مع فصائل المسلحين في مناطق غرب العراق واستخدام نفوذه وتأثيره العشائري هناك».
ويتردّد بين العراقيين في الخارج، ومنهم بعض المسؤولين السابقين، أن الأميركيين يعدّون سطّام بمثابة «الشخصية الوحيدة» المقبولة لديهم من بين المحسوبين على نظام صدام حسين، لتكليفه إعداد ترتيبات لدمج مسؤولي النظام السابق وحزب البعث والمسلحين في العملية السياسية، باعتباره أحد شيوخ أكبر العشائر في المنطقة الغربية، وأبرزهم، ويحظى باحترام كبير، وخصوصاً بعد اعتقاله من الأميركيين، الأمر الذي منحه رصيداً شعبياً بين عموم سكان تلك المناطق. وقد تسربت أنباء من الأوساط المقربة من سطّام الكعود أنه بدأ فعلاً بإعداد الترتيبات اللازمة لهذه الحركات بهمّة ونشاط لافتين للنظر.
يُشار إلى أن التعاملات التجارية لأشقائه وأقربائه لم تتأثر بسبب اعتقاله، فاستمر تعاملهم التجاري مع القوات الأميركية ومشاريعها في العراق بعد الاحتلال، كشقيقه عبد السلام وأولاد عمومته طلال وجلال وحميد الكعود، والأخير هو شريك سطّام في العديد من أعماله، وهو أحد أكبر وأهم رجال الأعمال، وسبق أن اختير والده الشيخ بزيّع الكعود رئيساً لمجلس الحكم في محافظة الأنبار.
من جهة أخرى، رأت مصادر رسمية سورية أن تفجير العلاقات العراقية ـــــ السورية «أمر مبيَّت من جهات داخلية عراقية، تتشابك مصالحها مع جهات إقليمية ودولية متضررة من قيام علاقات سورية ـــــ عراقية قوية».
وفي المواقف العراقية، رأت النائبة عن القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن الحكومة العراقية «لا تتعامل على نحو متوازن مع التدخلات الخارجية، ولديها موقف مزدوج مع إيران وسوريا»، مشيرة إلى أن هاتين الدولتين «حليفتان ولديهما خطط استراتيجية في العراق». وأوضحت أن على حكومة المالكي أن «توازن بين الدولتين وتنظر إليهما بعين متساوية»، معربة عن اعتقادها بأن «العلاقات السابقة بين الأحزاب الدينية العراقية وإيران لها تأثير على الصمت الحالي للحكومة العراقية إزاء تدخلات طهران في شؤون العراق الداخلية».
وفيما وضعت النائبة التفجيرات في خانة «محاولة لإبعاد العراق من مركزه العربي، وهذا خطأ، لأن غالبية سكان العراق من العرب وليس من صالحها الانقطاع عن الدول العربية»، ربطت ما بين اقتراب موعد الانتخابات (في 16 كانون الثاني المقبل)، ومحاولات تجديد التعصب القومي والطائفي.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
15 قـمـيـــــــص عـثـمــــــــــان


فاطمة بن عبدالله الكراي
صحيفة الشروق التونسية
ما يقع في العراق، من تفجيرات واختلال أمني، هو من صنيع الاحتلال، ولا جهة غير الاحتلال الامريكي ومن ورائه كل أصناف العملاء الذين أمكن رصدهم ما بعد التاسع من أبريل 2003، غير أن حكومة الاحتلال، التي وجدت نفسها عاجزة، حتى عن تأمين الكهرباء لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة، والتي فشلت رغم لغة الدعاية التي سوّقتها بها أجهزة الاعلام الأمريكية والغربية، وجدت نفسها، غير قادرة على تأمين لحظات متتالية من الأمن للإنسان العراقي.. فراحت هذه الحكومة تلبس «قميص عثمان» كل مرة لجهة معينة، حتى تتخلص من مسؤولية انعدام الأمن في كامل العراق.
والحقيقة، هذه علّة أخرى تسوّقها حكومة المالكي، ولا أحد تنطلي عليه الحيلة. فالاحتلال الأمريكي، الذي دمّر العراق وعصف بكل مؤسسات الدولة العراقية، نصّب حكومات متعاقبة في بغداد، لكي يزيد من تقهقهر وضع العراق والانسان العراقي، إذ لا أحد يصدّق أن اهتمامات حكومة الاحتلال أو الاحتلال نفسه، يمكن أن تصبّ في خانة البحث عن الاستقرار لأبناء الرافدين.
فإذا كان البعثيون كما يدّعي المالكي، هم من يقوم بهذه التفجيرات، فهذا ادّعاء مردود عليه، إذ لسائل أن يسأل: وأين خطّتك الأمنية، التي روّجت لها عبر وسائل الاعلام، وتعد بأن الاستقرار والأمن سيعودان الى العراق.. أمّا اذا كانت «القاعدة» هي التي تقف وراء التفجيرات العمياء والعشوائية، فإن حجة حكومة المالكي، مردودة عليها.. لا يختلف اثنان، في أنّ الذي يحدث في العراق من تفجيرات ونيل من حياة المواطنين العراقيين، هو من صنيع المخابرات، المرتبطة أو الملتقية مع الاحتلال الامريكي في تقاطع مصالح واضح.. وازداد وضوحا حين بدت الخطط والمشاريع، مرتبطة ارتباطا وثيقا باتجاهات الاحتلال الأمريكي في المنطقة.
المشهد العراقي اليوم، وبعد ستّ سنوات احتلال، تبدو الخنادق فيه مفروزة، فكيف لا يراها المنخرطون في حكومة الاحتلال، والذين نجزم بأنهم يعرفون جيدا من يقف وراء المجرمين الذين يفجّرون الأسواق التي تغصّ بالناس. خنادق مفروزة الى فريقين، واحد للاحتلال وعملائه الدائمين والموسميين وآخر للمقاومة ولكل المؤمنين بأن بغداد ستعود الى عنفوانها، وأن ما يحدث لها هو مجرد كبوة، سيعرف أبناؤها متى يمسكون بيدها كي تنهض كالعنقاء من الرّماد.
قريبا، وبعد كل هذا النضال والكفاح ضد الاحتلال، كفاح غيّرت من خلاله المقاومة العراقية موازين القوى، سيعلن منهم (من المقاومين) الممتشقين سلاح التحرير لا سلاح الخيانة، بأن المقاومة بكل فصائلها، بدأت ترى «رؤساء قد أينعت وحان قطافها» لأن التاريخ لم يحدثنا ولو مرّة واحدة، عن احتلال وعملاء فكّوا أسر بلاد محتلة ويجثمون على صدرها، بلا مقاومة أو إرادة في التحرير.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
16 هل يتأثر لبنان بانعكاسات التدهور السوري - العراقي؟
رد الفعل الأميركي يسترعي الاهتمام ولا يقطع الحوار

روزانا بومنصف
النهار اللبنانية
يفترض ان تكون سوريا قفزت فجأة، مع الاتهامات التي وجهها اليها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باحتضان "ارهابيين وقتلة" غداة الانفجارات الدامية في العراق وتبادل سحب السفراء بين البلدين، الى موقع جهدت في السعي الى الابتعاد عنه في الاعوام الماضية بهدف اعادة فتح حوار بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية. فالعراق منذ قرار الحرب الاميركية عليه عام 2003 كان البند الاول والاهم في سلم الاولويات في العلاقات الاميركية – السورية وكان سبب توتر هذه العلاقات طيلة عهد الرئيس السابق جورج بوش، فبدأت منذ اشهر قليلة عملية اعادة وصل ما انقطع وان وفق عملية بطيئة. وبعدما اعتبرت الولايات المتحدة ومعها دول اوروبية عدة معنية بالوضع العراقي ان سوريا خطت خطوات نسبية قياساً بالاعوام الماضية في ضبط الحدود بينها وبين العراق، يعيد هذا الاتهام العراقي الامور الى الوراء في المبدأ خصوصاً مع تلويح بتدويل هذه الاتهامات وحمل الخارج على تبنيها.
الا ان ما لفت المراقبين المتابعين هو موقف للديبلوماسية الاميركية دعت فيه كل من دمشق والعراق، غداة هذه التطورات السلبية، الى حل المسائل بينهما بالحوار باعتباره السبيل الافضل للتعامل مع القلق لدى الجانبين، معبّرة عن الامل "في الا يؤثر هذا الامر في الحوار بين البلدين"، وفق ما قال الناطق باسم الخارجية الاميركية. وقد استوقف المراقبين هذا الموقف واثار تساؤلاتهم حول ما اذا كان رد الفعل هذا اولياً يمكن ان تتبعه ردود فعل اخرى، ام ان الاميركيين لم يقرروا بعد ماذا سيكون رد فعلهم، وان الامور بالتالي ليست واضحة تماماً بالنسبة اليهم.
وثمة استغراب لعدم افادة واشنطن من المناسبة لتجديد اتهاماتها لدمشق وخصوصاً ان الفرصة توافرت كما عبّر الموقف العراقي، ولا تزال للعاصمة الاميركية تحفظاتها عن تعامل سوريا مع ما تعتبره واشنطن تهريباً للسلاح والمسلحين الى العراق. وفسّرت مصادر معنية هذا الامر بأنه ينطوي على جملة احتمالات من بينها ما يقول ان ما حصل في العراق من تفجيرات ورمي للكرة في ملعب سوريا قد يشكل انعكاساً لانقسام داخلي في العراق على اثر هذه التفجيرات. وقد برزت مؤشراته فوراً من خلال تبادل الاتهامات بالمسؤولية والتقصير والتورط وما الى ذلك. وتالياً ان ما حصل بين العراق وسوريا ليس بالضخامة او العمق الذي يفترضه بعضهم ويتخوّف منه على ملفات اخرى ذات صلة في المنطقة بما فيها لبنان. وقد يكون العراقيون وجدوا المجال مفتوحاً لاتهام سوريا ما دامت مسؤولة عن استقبال هاربين عراقيين في اراضيها. ومن بين الاحتمالات ايضاً ان الولايات المتحدة التي ترغب في سحب قواتها من العراق كانت بدأت حواراً أمنياً مع سوريا حول الحدود العراقية – السورية ولا تنوي التفريط به اياً تكن نتائجه حتى الآن، بل على النقيض من ذلك، وعلى رغم ان تقدماً كبيراً لم يحصل بعد وفق ما تقول مصادر معنية بمعنى تطبيع الامور وعودة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين.
لكن واشنطن لا تريد على الارجح، وفقاً لرد الفعل اللافت الذي ابداه الناطق باسم الخارجية الاميركية، ان تعيد فتح باب العداوة، وان وقوفها بجانب العراق في هذه الاتهامات قد يثير ازمة متجددة مع سوريا تعيد الامور في هذا الشأن الى الوراء. وفي هذه الحال ستكون واشنطن محرجة اذا لم تتضامن مع العراق، وقالت بعدم صحة هذه الاتهامات، علماً ان الباب يستمر مفتوحاً امام العاصمة الاميركية كي تبني على الشيء مقتضاه وفقاً لتطورات الامور لاحقاً، او ان واشنطن غير واثقة من مسؤولية سوريا في هذا الاطار، ومدركة ان ثبوت التهم الموجهة اليها سيتسبب على الارجح في تأزيم متجدد للعلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا وقفل للحوار المفترض ان يتقدم بين الجانبين في المرحلة المقبلة. ومن الاحتمالات ايضاً ان واشنطن قد لا تكون راغبة في انتقاد سوريا او المشاركة في اتهامها، في حال صحّت المعلومات عن زيارة غير موفقة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لطهران اخيراً، اذ ان عدم المشاركة في الاتهامات قد يساهم في ابعاد دمشق عن طهران.
الا ان رد الفعل الاميركي عند هذا الحد يفترض ايضاً انه على رغم استياء واشنطن من العرقلة التي تمارسها سوريا الى موضوع تأليف الحكومة في لبنان، تظل العلاقات الاميركية – السورية قيد المتابعة الجدية والمدروسة، وان الوضع بينهما لا يزال مقبولاً ولم يتردَ بعد، ولم تتسبب التطورات السلبية في لبنان من خلال عرقلة تأليف الحكومة اللبنانية والتي اتهمت واشنطن سوريا بدور في العرقلة راهناً، او التطورات الاخيرة في العراق على رغم سقوط اكثر من 100 قتيل و400 جريح هناك، في تراجع مهم للامور بينهما، من دون ان يعني ذلك تقدمها او احتمال تقدمها على نحو عاجل ايضاً. ولكن يجب متابعة التطورات من هذه الزاوية، في رأي المراقبين، باعتبار انها تشكل مؤشرات حقيقية الى طبيعة الامور في المرحلة الراهنة في جملة ملفات تتعلق بالمنطقة.
rosana.boumounsef@annahar.com.lb

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
17
من سيحاكم قتلة العراق؟
عبدعلي الغسرة
الوطن البحرينية


جريمة احتلال العراق عام‮ ‬2003م من الجرائم التي‮ ‬ارتكبها الاستعمار الأمريكي‮ ‬والبريطاني‮ ‬والصهيوني‮ ‬بحق الوطن العربي‮ ‬الكبير،‮ ‬وهي‮ ‬من الجرائم التاريخية التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن السكوت عليها،‮ ‬سواء من قبل الإنسان العراقي‮ ‬والعربي‮ ‬والعالمي،‮ ‬ولا‮ ‬يجوز أن تمر هذه الجريمة بدون عقاب وبلا مساءلة،‮ ‬فهذه الجريمة لم تلحق الأذى بالعراق فحسب بل بالأمة العربية جمعاء،‮ ‬وجرت على العراقيين خاصة والعرب عامة الكثير من المصائب والويلات‮.‬ أحد الأشخاص الذين كانوا‮ ‬يعيشون في‮ ‬رحاب مؤامرة‮ ‬غزو واحتلال العراق شمر عن ساعديه وأعلن عن نشر وثيقة من وثائق هذا الغزو،‮ ‬وهو السير‮ (‬ديفيد ماننغ‮) ‬المستشار السياسي‮ ‬السابق لتوني‮ ‬بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق،‮ ‬وأكدت هذه الوثيقة التي‮ ‬تم نشرها في‮ ‬الصحافة البريطانية بأن‮ (‬الاتصالات التي‮ ‬جرت بين بلير وبوش كانت تؤكد بأن العراق لم‮ ‬يكن‮ ‬يملك أسلحة الدمار الشامل،‮ ‬إلا أن كراهيتهم للرئيس الراحل‮ ‬صدام حسين‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يرفض الخضوع لهما ولإملاءاتهم الهدامة للأمة العربية دفعهما إلى اغتنام أي‮ ‬فرصة لإشعال الفتنة في‮ ‬العراق حتى‮ ‬يمكن الاستيلاء على العراق وعلى المنطقة بسهولة من أجل السيطرة على منابع النفط الغنية في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮). ‬فمهما كانت أسباب نشر هذه الوثيقة،‮ ‬قد‮ ‬يكون صحوة ضمير،‮ ‬أو مجرد خلاف سياسي،‮ ‬إلا أن الاعتراف بالخطأ فضيلة‮.‬ والآن وبعدد مرور أكثر من ست سنوات من احتلال العراق،‮ ‬هل‮ ‬يمكن السكوت عن هذه الجريمة؟،‮ ‬وبدون حساب؟،‮ ‬ومَن هو المسؤول عن الجرائم التي‮ ‬ترتكب بحق العراقيين‮ ‬يومياً‮ ‬من انفجارات وتدمير والسرقات التي‮ ‬تجري‮ ‬في‮ ‬الوطن العراقي‮ ‬من نفط وثقافة وتاريخ وهوية؟،‮ ‬فهل ستتم محاسبتهم ومقاضاتهم؟‮.‬ وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يتم رفع القضايا بحق هؤلاء المجرمين الذين دمروا العراق وسرقوا ثرواته،‮ ‬تقوم حكومة الاحتلال بمحاكمة ما تبقى من القيادات الوطنية والقومية العراقية والمناضلين المناهضين للاحتلال الأمريكي‮ ‬والمناوئين لسياسة النظام الإيراني،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من محاسبة أفراد حكومة الاحتلال الأمريكي‮ ‬على ما سرقوه من أموال وما كنزوه في‮ ‬المصارف الخارجية قامت هذه الحكومة بإصدار قانون‮ ‬قانون المصادرة‮ ‬الذي‮ ‬يستهدف فقط‮ ‬الأموال العائدة إلى الرئيس الراحل وعائلته الكريمة‮ ‬ومجموعة من المسؤولين السابقين الراحلين منهم والباقين على قيد الحياة في‮ ‬حكومة الرئيس الراحل،‮ ‬وذلك خلال الفترة من‮ (‬17‮ ‬تموز ـ‮ ‬يوليو‮ ‬1979م‮) ‬ولغاية‮ (‬8‮ ‬نيسان ـ أبريل‮ ‬2003م‮).‬ إن الاستيلاء على أموال الدولة بدون وجه حق‮ ‬يُعتبر في‮ ‬حد ذاته جريمة،‮ ‬فهو‮ ‬يمثل أضراراً‮ ‬بالخزينة العامة للدولة،‮ ‬ومنع الشعب من الاستفادة من هذه الأموال،‮ ‬ويمثل أيضاً‮ ‬استغلالاً‮ ‬للنفوذ في‮ ‬بيع وشراء ممتلكات الدولة والاستفادة الخاصة بإيراداتها‮. ‬وبموجب هذا الفهم في‮ ‬الاستيلاء‮ ... ‬فماذا عن الأموال التي‮ ‬سُرقت من العراق بعد‮ (‬الثامن من نيسان ـ أبريل‮ ‬2003م)؟،‮ ‬وماذا عن المليارات من الدولارات التي‮ ‬استولى عليها الحاكم المدني‮ ‬الأمريكي‮ ‬برايمر‮ ‬من العراق؟،‮ ‬فهل هي‮ ‬أموال مشروعة؟،أم هي‮ ‬هبات ومرتبات؟،‮ ‬وماذا عن الأموال التي‮ ‬اغتصبها أعضاء مجلس حُكم الاحتلال الأمريكي‮ ‬وأقاربهم الذين‮ ‬يعنوهم في‮ ‬مؤسسات دولة الاحتلال؟،‮ ‬وماذا عن إيرادات مؤسسات وشركات ودكاكين هؤلاء؟،‮ ‬وماذا عن ثقافة العراق ورصيدها الحضاري؟ فهل تم سرقته أم تعتبرها حكومة الاحتلال مغانم وهدايا التحرير؟‮. ‬ فهؤلاء الذين‮ ‬يتصرفون بمقدرات العراق وشعبه الذين أتوا مع فيالق قوات الاحتلال فإن جرائمهم في‮ ‬القتل والسرقات واغتصاب كريمات العراق لا تختلف إطلاقاً‮ ‬عن جرائم بلير وبوش وفيالقه القاتلة بحق العراق وشعبه‮. ‬فهؤلاء جميعاً‮ ‬يستحقون المحاكمة والعقاب ومصادرة كل ما استولوا عليه بدون وجه حق‮. ‬ولكم مَن سيحاكم هؤلاء القتلة؟،‮ ‬مَن سيحاكم بلير وبوش؟،‮ ‬من سيحاكم قادة الأحزاب الفاسدة التي‮ ‬ساعدت هذين على‮ ‬غزو واحتلال العراق؟،‮ ‬مَن سيحاسب العصابة الكردية التي‮ ‬اغتصبت الشمال العراقي‮ ‬العزيز وجعلت من أرض الشمال مهداً‮ ‬وسبيلاً‮ ‬للصهاينة؟،‮ ‬هذه الفئة التي‮ ‬تقاسمت العراق مغانم مع تلك الفئة الضالة؟،‮ ‬فمن سيحاكم قتلة العراق؟
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
18

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
19

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
20

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
21

 

 

 

ملاحظة – المقالات والتحليلات المنشورة في صحيفتنا لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز


www.icss-iq.org
iraqi_cnt@yahoo.com
info@icss-iq.org

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !