مواضيع اليوم

كلّ يغني على قتلاه..

اسرائيل .

2011-04-24 08:20:59

0

                 كلّ يغني على قتلاه ...

ما ان أعلنت مصادر طبية في مستشفى الخليل الحكومي ليلة اول امس، وفاة الطفلة عبير يوسف السكافي حتى انطلقت المواقع الفلسطينية والعربية يعلو صوتها بالبكائيات والمرثيات وبعناوين نضالية من قبيل (استشهاد الطفلة عبير سكافي بعد ان منعها الاحتلال من رؤية والدها الاسير يوسف سكافي).. وتم استدعاء الآيات القرآنية على عجالة من خلال العنوان (بأي ذنب قتلت عبير سكافي)... تعددت العناوين والمقالات والتدوينات والرسالة واحدة تنعى خبر (استشهاد) الطفلة عبير وتستهجن (استهدافها) و (قتلها) بايدي المحتل اليهودي...

اولا وحتى لا يكون لبس ولغط في الموضوع نحن ننعى بمزيد من الاسى والحزن وفاة الطفلة عبير سكافي سائلين المولى ان يتغمدها برحمته ويسكنها جنان خلده...

واليوم استيقظنا صباحا على خبر مقتل اسرائيلي وإصابة آخرين باصابات خطيرة بنيران الشرطة الفلسطينية امام ضريح يوسف الصديق في شخيم (نابلس).. وتسابقت المواقع العبرية في تناول الخبر وتحليله فيما غلب على النقاش طابعا من العقلانية والتروي والتقصي... هل قتلوا ليهوديتهم؟ هل استشهدوا في سبيل الله والدين والوطن؟ هل خالفوا الاوامر المتبعة والتفاهمات حول زيارة ضريح يوسف التي اتفق عليها بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وما الى ذلك...

لم نسمع الى الان في اسرائيل اشعار رثاء وبكائيات ولم نلمس تحريضا أرعنا على الشرطة الفلسطينية قبل ان تتضح حقيقة ما حصل.. علما ان القتيل الاسرائيلي واسمه بن يوسف لبنات هو ابن أخ وزيرة الثقافة الاسرائيلية ليمور لبنات... وحتى هذا الامر لم يتسبب بردة فعل غير عادية في اسرائيل فلا فضل لابن الوزير على غيره كلنا نخضع لقوانين وتفاهمات واضحة وصارمة...

وأسأل أصحاب المراثي والبكائيات الذين لا يتوقفون منذ اول أمس عن الردح والنواح وكيل اللعنات للمحتل الاسرائيلي الذي يتحمل مسؤولية (مقتل) الطفلة عبير: من الذي قتل عبير سكافي؟؟ وكيف أصبحت شهيدة؟؟ هل لان سلطات السجون تعاملت معها وفق المعايير المتبعة وهي ذات المعايير التي تطبق على ذوي السجناء اليهود قبل العرب في السجون الاسرائيلية، بل هناك وزراء اسرائيليين يقضون اليوم محكوميتهم بالسجن وتطبق عليهم ذات المعايير، هل تكون اسرائيل بذلك هي المسؤولة عن وفاة الطفلة عبير؟؟

وماذا عن الشاب اليهودي المتدين الذي لقي مصرعه صبيحة اليوم وهو يحاول أداء صلاة بجوار مرقد الصديق يوسف في نابلس هل هذا الشاب شهيد في نظركم؟؟ هل هو من البشر أصلا في نظركم ام هو مجرد محتل غاشم لقي ما يستحق؟؟ هل يشفع له عندكم انه يتسمى باسم يوسف الصديق الابن الغالي لجدنا الاكبر اسرائيل (يعقوب) وولي نعمة المصريين خلال الحقبة التي قضاها في مصر وأنقذ شعب مصر من مجاعة محققة؟؟ هل يحق لنا أصلا ان نتسمى باسم جدنا يوسف الذي سرقتموه في وضح النهار وصار نبيا مسلما؟؟

وهل يحق لنا ان نلهج باسم شكيم او شخيم التي كانت مرتع أسلافنا قبل ان يحوّل الروم اسمها الى "المدينة الجديدة" (نابوليس) وتلقفها العرب بصيغتها العربية نابلس؟؟ من حقنا جميعا ان يغني كلّ على ليلاه وان يتغنى كلّ بقتلاه، ولكن أنّى لنا ان نتعامل بازدواجية مع القتل وان نلقي التهم على عواهنها انجرارا وراء مشاعرنا... هل سمعتم يوما ان السلطات الفلسطينية عاقبت فلسطينيا على قتل يهود؟؟

هل الشهادة حكرا على المسلمين؟؟ هل القتل قتلا حينما يكون فقط من نصيب الفلسطينيين؟؟ والا ما معنى هذه العناوين التي أقرأها في هذه اللحظات في المواقع العربية من سبيل (مقتل صهيوني في نابلس...).. و (مقتل مستوطن في نابلس..).. هل هو تمهيد واستباق واستدراك لتحديد نوعية الرسالة التي تصل الى القارئ العربي وتوجيه رؤيته وتحليله للخبر؟؟ بل إن احد المواقع العربية ساق خبرا مفاده ان اسرائيليا قتل بنيران الجيش الاسرائيلي خلال فض اشتباك امام قبر يوسف الصديق.... علما ان شبان فلسطينيين تجمهروا امام الضريح وحاولوا احراقه..

واخيرا ما هو حكم اليهودي الذي يموت معرضا حياته للخطر في سبيل الفوز بصلاة ودعاء امام مرقد يوسف الصديق؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات