أكاديميون: لا بدّ من إعادة النظر في فلسفة ورؤية التعليم
طلاب: طالبونا بالخبرة وقالوا "انسوا دراستكم"
تحقيق:حسام هجرس
في ظل دخول العالم عصر تكنولوجيا المعلومات، وسيطرة المعلومات على الحقول العلمية جميعها، وأصبحت التكنولوجيا العلمية الوسيلة للارتقاء بالمجتمع الدولي، وعليه قامت المجتمعات بالاهتمام بالعلم والعلماء والبحوث العلمية وإنشاء العديد من الكليات ومجاميع البحوث العلمية لمواكبة ذلك العصر.. حيث العصر يتطلب من الفرد بشكل عام، والطالب بشكل خاص الاهتمام بالتعليم والفهم القائم على المناهج العلمية
ومن هذا المنظور قامت العديد من الكليات بتطوير نفسها ومناهجها لمسايرة التقدم الذي تخلفت عنه لسنوات ومن هذه الكليات كلية الإعلام جامعة القاهرة، وفى إطار ذلك الجدل، تكون الكلية باعتبارها إحدى كليات القمة في مصر، واحدة من الكليات المثيرة للانتباه وربما الأكثر تعرّضاً للنقد (ضمن المنظومة التعليمية المصرية ككل).
ولأنه يتوقع أن تختلف الآراء، كانت لنا هذه الجولة:
لا توجد مقارنة
في البداية أشار د/ محمود خليل، رئيس شعبة الصحافة الإلكترونية السابق، إلى أن المستوى الحالي للدراسة اختلف عن سابق عهدها فشكل الفصل اختلف،والأدوات التعليمية اختلفت، وأصبح هناك تسهيلات في الحصول على المعلومات.
وأوضح أن المناهج في حالة تدهور من حيث طبيعة المحتوى، والتكنولوجيا أصبحت مكوناً أساسياً للعمل ، فمحتويات المقرر تبتعد كثيراً عن روح ومتطلبات العصر سواء على مستوى المعارف ،وأغلبها معارف معتمدة على مرتكزات تجاوزها الزمن، فالكثير من المهارات تقليدية وليست مهارات جديدة تتماشى مع سوق العمل
وكشف انه لا توجد مقارنة بين مرحلة البداية، فمرحلة البداية كانت تستند إلى فكر، العمل الإعلامي يستند إلى ثقافة، أما الآن فالعمل الإعلامي يستند إلى التكنولوجيا والمهارة ، والمفهوم الحرفي أيضاً تطور كثيراً عما كان سابقاً، والجوانب الاحترافية سواء أساليب معالجة وكتابة بدأت تفرض نفسها ولم يعد للفكر فيه أمام المهارة الحرفية، وأضاف: أما الأن فإن الفكر ضعيف ولكن يستطيع أن تنفذ به إلى المتلقي إذا اعتبرت على أنها مهارة احترافية معينة مثل اللغة الشبابية، وأساليب معالجة تتناغم مع اهتمامات شبابية مثل الخطابات الموجهة لقراء أكثر مما توجه إلى فكر ، مشيراُ إلى أن طلاب الأجيال الماضية أكثر ثقافة، ولكن الطلاب الحاليين هم أكثر معلومات وأقل معرفة، فمعلومات الطالب متنوعة، مصادر المعلومات متاحة، والكثير من أبناء الجيل الجديد لا يستطيعون غزل المعلومات فئ صورة معرفة تؤدى إلى التفاعل بشكل أكثر إيجابية في الواقع العام، على الرغم ان الطلاب الحاليين أكثر معرفة إلا أنها أكثر تشوشاً من الأجيال السابقة، ولكنهم أكثر جرأة إلا أن هذا يتوازى مع روح اندفاعية لم تكن حاضرة بنفس القوى في الأجيال، فالمعرفة جهد والجهل جرأة.
ودعا لإعادة النظر في فلسفة ورؤية التعليم بالكلية العلمية التي تتحرك بلا رؤية وبلا أهداف واقعية، وتفشل في إعداد خريج على المستوى المطلوب، فالجامعة تحاول حل المعضة من خلال ما يعرف بسياسات الجودة، الملاحظ على الإجراءات المتعلقة أن الطابع الورقي يغلب عليه،وبالتالي كل هذه السياسات لا يوجد لها مردود حقيقى، حتى تحقق المستهدف بإيجاد خريج يمتلك المعرفة تحتاج إلى عدة خطوات أهما إعادة النظر في الكثير من المناهج وتطويرها لتتركز على فكر،إبداع، وتكنولوجيا في آن واحد.. كما طالب برفع حقيقي لقدرات ومستويات أعضاء هيئة التدريس وخصوصاً الجيل الجديد، ولا أتوقع أن يتمكن العصر البشرى (أعضاء هيئة التدريس) من أداء قوى على النحو المطلوب إذا لم نحسن مستواه المعيشي.
ينقص التأهيل النظري
من جهته، يقول أ.د/ بركات عبد العزيز (مركز الرأي العام) إن المستوى الحالي للدراسة لا يقل بإى حال من الأحوال عن تدريس الإعلام في أرقى الجامعات العلمية، لقد طرحت بنفسي مناهج الإعلام والاتصال في الكثير من بلدان العالم سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية،وتبينت ان مناهج كلية إعلام بمسمياتها ومحتواها العلمي لا تقل عن نظيرها في الجامعات المتطورة بل أنها تتفوق عليها في أحيان كثيرة، غير أنني لاحظت أن بعض المواد لا تتضمن اللائحة الحالية مثل مادة الإحصاء للسنة الثالثة، حيث هذه المادة يجب إعادتها فوراً.كذلك مادة الإحصاء للسنة التمهيدية الماجستير لا بد أن تدرس بعمق.
بداية انطلاقات الكلية كانت نظرية، وينقصها التأهيل النظري السليم، وعلى الرغم من وجود تدريب عملي للطلاب خلال السنوات الأربعة إلا انه لم يكن منظماً ويغلب عليه طابع المبادرات الفردية .
التعليم المفتوح إضافة
أما د. محمد مهني (قسم إذاعة وتليفزيون) فرأى أنه يؤثر على سير الدراسة هذا العام أنفلونزا الخنازير، ويوجد بالكلية اهتمام بالجانب التطبيقي من خلال مشروعات التخرج، يقدم الطلبة مشروعات تخرج متميزة، بدأت تتجه الكلية إلى التعاون مع وسائل الإعلام، فمثلاً قسم إذاعة تم ربطه مع إذاعة الشباب والرياضة في برنامج "مشروع مذيع"،وبالفعل تم بث البرنامج بشكل دوري لأول مرة في تاريخ الكلية .
وبطبيعة الحال يختلف الطلاب الحاليين عن الطلاب السابقين في عهد الكلية، فالآن وسائل الحصول على معلومات سهلة ، أما في الماضي كانت وسائل الحصول على معلومات من خلال القراءة في الكتب – والمراجع – المكتبة، وعلى الرغم من ذلك كانت الاستفادة في الماضي أكثر، أما الآن تكوين معلومات بلا استفادة، وبشكل عام الأجيال لها رونق تتميز به مثل الالتزام.
وكشف ان التعليم المفتوح يشكل إضافة إلى حد ما، فالتعليم المفتوح له فلسفته ويعطى فرصة لمن يجتهد فقط.
اتفاقيات دورية
من جهتها تقول مروة (المعيدة بأكاديمية أخبار اليوم/ خريجة 2005 قسم صحافة) أنه على الرغم من اختيارها الكلية بناءاً على هوايتها الصحفية، إلا أن المناهج الحالية لم تلب إحتياجاتها، وطموحاتها.
وقالت: إن الكلية لبت طموحاتي في البحث العلمي ، ويجب على الكلية إضافة عناصر بحثية والتوسع في المناهج والتدريب العملي، والدخول في اتفاقيات بشكل دوري بشأن تدريب الطلبة في مجال الصحافة، ويجب على الكلية أن تضمن نسبة عاملة خريجي كلية إعلام في أي مؤسسة صحفية للحفاظ على هويتها.
تباين طلابي
وتباين رأى الطلاب مع هيئة التعليم داخل الكلية:
ـ هيثم عبد الراضي (علاقات عامة/ سنة رابعة)
الكم العلمي للكلية قليل لإيجاد خبرة ، وعندما تقدمت لأعمل في ماسبيرو قالوا لي يجب عليك نسيان كل ما درسته وسوف نقوم بتعليمك من جديد ،وكنت أظن انه يوجد فى الكلية جانب اكاديمى، لكن عندما تقدمت فى الدراسة الوضع تغير كثيراً ،وأحبطت نفسياً عندما سمعت عن كلية الإعلام المفتوح، فهم يدرسون نفس المناهج، ويقوم بتدريسهم نفس الدكاترة والمعيدين، وأعتقد أن التعليم أصبح مجرد استثمار ليس له أي قيمة فبدلاً من أكاديمية 6 أكتوبر للإعلام، أصبح التعليم المفتوح في إعلام القاهرة وهى بلا إضافة جديدة للإعلام وبلا أي معنى.
ـ مى ورحاب (سنة ثانية صحافة إلكترونية):
القسم تأخر إنشاؤه كثيراً ، فيجب علينا مواكبة روح العصر، فالقسم الإلكتروني ظهر فى أوروبا في التتسعينيات، إضافة إلى أن 90% من الصحف لها مواقع على الانترنت، وأرى أن مستقبل القسم باهر في ظل بلوغ عدد الطلاب به16 ، والصحافة الإلكترونية تستوعب الكثير والكثير .
ـ ربيع أحمد (سنة أولى/ شعبة عربي):
دخلت الكلية بناءاً على رغبتي الشخصية، وفى الوهلة الأولى لا أعتقد أن الكلية بمناهجها تلبى طموحاتي فالمواد معظمها نظرية، ومقياس الامتياز فيها هو الحفظ، ولكن الجميل فيها أنى أشارك وأتكلم وأتحدث وأدخل في مناقشات مع الدكتور والطلاب.
ـ محمد على(صحافة/ سنة ثانية):
الكلية نظرية بحتة وتعتمد على الكتابة ومزيد من الممارسة والتطبيق سوف يساعد على نبوغ الطلبة، وأرى ان هناك العديد من المواد التي تساهم في إعلاء تنمية الفرد وقدراته، وان المعلومات التى داخل الكلية كثيرة جداً وكافية لي ،وحول ما يتعلق بالتعليم المفتوح – فأنا لا أمانع ان من لديه خبرة يعمل في مجال الإعلام ولكن يجب أن تكون الأولوية لطلاب إعلام
التعليقات (0)